بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

صباح الشاهر على شاكلة عمه

 

 

شبكة المنصور

الدكتور ال مشعل الخزرجي

 

قبل فترة سمعت السيد صباح الشاهر وشاهدته على المستقلة منتفخ الاوداج متشنجا وفقد حتى توازنه وكاد ان ينسحب من الحوار لشيء بسيط ان السيد سرمد عبد الكريم انتقد ما يسمى بقطعان مقتدى والواضح ان السيد الشاهر شأنه شأن الكثير من السياسيين يحاول ان يخطب ود مقتدى او ما يسميه التيار الصدري متعا ميا عن كل الماسي التي جرها هذا التيار ورموزه على العراق وعلى حركته الوطنية وكالعادة حاول ان يبرأ هذا الجيش الطائفي من جرائمه ويلصقها ببلاك ووتر وبالموساد مع عدم اغفالنا ان هذين العنصرين موجودين على الساحة وبرر بشكل بسيط كل ما مرره التيار الصدري في العملية السياسية واهمها قانون الاقاليم والفدرالية ودعمه المطلق لحكومة المالكي بهذا وبكونه تيار وطني يستهدفه المحتل ثم سمعته قبل ايام وهويتحدث عن قوى مشتركة في العملية السياسية وهي قوى سماها وطنية وعروبية وان كانت طائفية ودعاها الى التنسيق مع قوى اخرى مثل هيئة العلماء  .

ان النغمة التي يتحدث بها الشاهر تؤشر جملة من الملاحظات اهمها ان الشاهر يحاول هو وتجمعه البائس ان يجد له موضع قدم في عملية المحتل السياسية ويروج لمد يد العون للمحتل بحجة ان الابرياء يقتلون وان من فقد السلطة ويقصد البعث وهو لايجرؤ على ان يقول ذلك فيلمح تلميحا لايهمه سوى استعادة السلطة باي ثمن وقد فقأ البعث عين الشاهر ومن لف لفه باعلان انبثاق قيادة التحرير بفصائله المعروفه ففقد توازنه بعد ان بدأ المحتل يحاول خطب ود البعث الذي كان واضحا شامخا رافضا لكل مساومة ومهادنه ومبادررات يروج لها حسيب واتباعه يقول الشاهر في مقاله على الكادر .

( يرى الاتجاه الأول أن استعادة السلطة المفقودة يُبرر أي عمل وفعل، حتى إذا كان على حساب تدمير كل شيء، وعنده أن كل ما دُمر أو سيُدمر سيُعاد بناؤه، وأن الذين يفقدون أرواحهم الآن جراء العلميات التي يُقصد منها إفشال حكم من جاؤوا للحكم على ظهر دبابات الاحتلال، هم في الحسابات النهائيّة أقل بما لا يُقاس من عدد الضحايا الذين سيفقدهم البلد إذا ما ظلَّ الاحتلال وعملاؤه في الحكم، وهو أمر بات الكثير من المحللين والمتابعين للشأن العراقي يشككون بصدقيته. فعدد الضحايا فاق كل تصور، وكميّة الخراب والدمار كارثيّة بكل المقاييس، وخصوصاً أن هناك أطرافاً معينة تقتل وتدمر، ليس من أجل إخراج المحتل، بل لحسابات عقائدية خاصة بها، والبعض وجد في الساحة العراقية التي هي نتاج الفوضى الخلاقة، ساحة مناسبة تماماً لتصفية حسابات لا علاقة للعراق والشعب العراقي بها. وهذا يعني أن حجم الدمار الحاصل في البلد ليس بسبب النضال المشروع ضد المحتل وعملاء المحتل، لكن يمكن القول إن الدمار العشوائي الهمجي، الذي يستهدف الناس ومصالحهم، ليس ضمن اجندة القوى المقاومة للاحتلال وقد يكون ضمن حسابات فئة قليلة تحسب حسابات خاطئة )  .

وهذا فالشاهر يضع كل مسؤولية القتل والتدمير على من فقد السلطة اي البعث وعلى من جاء باجندة خاصة وهي القاعدة واقترح على السيد الشاهر ان يصبح الناطق الرسمي باسم حكومة المالكي او باسم مقتدى وغير بعيد ان نراه بعد فترة وهويتحدث من المنطقة الخضراء ويواصل الشاهر تنظيره فيقول .

( أما الاتجاه الثاني ، الذي لم يتسلم السلطة الحقيقية، بل تسلّم شكلها المشوّه، أو سُلّم له شكلها، والذي يعتمد بوجوده وبقائه على قوى الاحتلال، والذي يجد أنه بعد نحو خمس سنوات من تمتعه بسلطة ناقصة ووهميّة في جوانب عديدة، غير قادر على البقاء أو الحفاظ على هذه السلطة الناقصة والوهميّة ولا الاستمرار بها إلا من خلال دعم المحتل، فإنه من أجل التمتع بالسلطة التي حُرم إياها، والتمتع بمكاسبها المادية والمعنوية، مُستعد للذهاب مع المحتل إلى أبعد مدى، ليس بصفته حليفاً بل بصفته تابعاً، رغم أن هذه التبعية، وبالشكل المُقرف المُهين الذي ظهرت فيه تتعارض كلياً مع المنطلقات النظرية والعقائدية التي تأسست بموجبها غالبية أحزاب وحركات هذا الاتجاه، ما يضع علامة استفهام كبرى على حقيقة هذه الأحزاب، وهؤلاء يرون أن من هم في الجانب الآخر لا ينشدون سوى إزاحتهم والحلول مكانهم، ومن ثمَّ التنكيل بهم، وهم لا يعدمون تقديم الدلائل (التي يقدمها لهم، على( على طبق من ذهب خطاب الطرف الاول) لذا ليس واردا عندهم البحث عن نقاط التقاء لا يعتقدون بوجودها اصلا ) .

اذا يبحث الشاهر عن نقاط التقاء مع حكومة المالكي او مع الزمر التي جاءت مع المحتل ولا ادري ماهي نقاط الالتقاء فليؤشرها الشاهر ونقاط الالتقاء تعني ان يتنازل كل من الطرفيين عن بعض ثوابته ثم يتم الالتقاء في المنتصف ولا ادري ماهي الثوابت التي ممكن ان تتنازل عنها المقاومة لكي تلتقي مع العملاء فليشرحها لنا منظر خير الدين حسيب وعمه بطل المبادرات.

ثم يمهد الشاهر لكي يطرح نفسه وتجمعه البائس على انه المنقذ الوحيد للعراق والعراقيين وان ماتقوم به المقاومة وفصائلها هو ما سيؤدي الى مستقبل مظلم للعراق فهو يساوي بين من يقاوم ومن يماليء المحتل ويجعل الامور من البساطة بحيث ان المعضلة هو بين من فقد السلطة ومن تسلمها حتى ولوشكليا فيقول (هذان الخطابان السائدان في الساحة السياسية العراقية في ظل الاحتلال، وهما اتجاهان مسنودان بكل ثقل وقدرات القوى الفاعلة في الوضع العراقي، دولية أو إقليمية، هذان الخطابان مأزومان بذاتهما وجوهرهما، لذا فليس بإمكانهما توفير المخرج المناسب من الأزمة العراقية المُستفحلة، التي بات استمرارها يهدد الجميع من دون استتثناء، بل إنهما في واقع الحال يؤبدان الأزمة ـــــ الكارثة ويعمقانها، ويزيدان بؤس العراقيين، ويُسهمان بإرادتهما أو بدونها، في دمارالبلد)  .

والغريب ان الشاهر يحاول ان يمد يده لمن شرعن الطائفية واقر الدستور المقسم للعراق وروج للمحتل واعطاه الفرصة على الاستمرار ويشرعن وجوده من خلال البرلمان المزيف والسلطات الشكلية لمجلس الرئاسة والوزراء ويجد لهم العذر ويعطيهم صك الغفران قبل ان يعلنوا ندمهم وتوبتهم وخروجهم من العملية السياسية وعودتهم الى حضن الوطن فيقول .

( ما أنه من جهة أخرى ليس كل من دخل ما سُمي العمليّة السياسية، أو انخرط في أجهزة الدولة الحالية هو من مؤيدي الاحتلال ومن عملائه، وستكون هذه المُسلمة البداية الواعدة لإيجاد المخرج من الكارثة )  .

ان هذا الاسلوب القديم الجديد الذي يتحدث به الشاهر هو نفس الاسلوب الاقصائي الذي يتهم الاخرين به وهو نابع من حقد دفين على البعث وقيادته ومقاومته الباسلة التي مافتئت تدعو الى وحدة الكلمة والبندقية المقاتلة من اجل التحرير ويأتي هذا المقال كعادة الشاهر جزءا من الحملة المسعورة ضد البعث وحضوره السياسي والعسكري الذي لا يستطيع اصحاب المبادرات تهميشه والغاءه مثلما حاول من يدافع عنهم الشاهر اجتثاثه وختاما لم يقل لنا الشاهر كيف سيحرر العراق الذي جعله الهدف الاول لخطه الثالث بعيدا عمن فقد السلطة ومن تشبث بها .

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاحد /  25 رمضان 1428 هـ  الموافق  07 / تشــريــن الاول / 2007 م