بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

التعميم في الحديث دليل ضعف المتحدث

 

 

شبكة المنصور

ابو مصطفى العنزي

 

من دواعي الاسف ان يستمر البعض في خلط الاوراق عند عرض الكثير من القضايا والمسائل التي تتعلق بجوهر واصالة المواطن العربي دون التفريق بين الشعب والنظام او الفصل بين المواطن وقوانين بلده وهذا يدل على قصر النظر وضيق الافق في المواقف وفي كثير من الاحيان تكون الدلاله ابعد من ذلك وربما ترتبط بتوجيه منظم يستهدف الوصول الى غايه سيئه من قبل حهات محدده ترتبط مصالحها وغاياتها في اثارة نوع من انواع التلاعب بمقدرات وعلاقات ابناء العروبه وزرع الكراهيه والبغضاء فيما بينهم ومن الطبيعي ان صاحب الغرض السيء عندما يخطط لاغراضه السيئه يستعين بضعاف النفوس الذين يختارهم من الوسط الذي يريد الاساءه اليه لكون هؤلاء الضعاف لا يستحوا من تامين مصالحهم الشخصيه والماديه القذره على حساب اصالة الامه وقيمها الاخلاقيه .

التعميم في اي وصف خطأ فادح يعبر عن ضحالة الافق الفكري للمتحدث وعدم معرفته الواسعه لمفاهيم الحياة وقلة تجربته في ميادينها ، والبعض ممن يدعي الوطنيه والحرص على العراق وشعبه عندما يتحدث عن الخيانه والعماله يقول الشيعه ... السنه .... الاكراد ويلصق بهم التهم والاقاويل وهذا جل ما يطمح اليه الاعداء اضافة الى ان المستمع الذي لا يمتلك معلومات كافيه عن شعب العراق سيتصور ان الشعب كله خائن وعميل ، في حين ان شعب العراق كله وطني شريف شجاع وكريم يمتلك كل مواصفات ومقومات الشعب الذي يستحق كل تقدير وثناء واحترام واقل ما يقال عنه انه الشعب الذي غير مجرى التاريخ ومرغ انف امريكا وجبروتها في التراب وجعلها تتخبط في دهاليز مظلمه غير قادره على الوصول الى بصبص يخلصها وينقذها من المازق التي وقعت فيه .

الشيعه في العراق ليسوا نوري المالكي ولا بيان جبر ولا عبد العزيز وغيرهم من العملاء ... والسنه في العراق ليسوا طارق الهاشمي ووفيق السامرائي او عدنان الدليمي ,,, والاكراد ليسوا الطالباني والبارزاني ... وهكذا ينطبق الحال على كل عشيره ومدينه ومحله .

بعض الاخوه يتحدثون بما لا ينطبق مع الواقع فقد كثر الكلام عن تعامل دول وشعوب معهم بتعالي واستعلاء وتشنج واعتبروا ذلك محاولات ايذاء متعمده تتصف بعدم الاحترام اضافة الى تضييق الخناق على العراقيين المهجرين فيما يتعلق بتاشيرة الدخول والاقامه في البلدان العربيه ، ونحن لا ننكر ذلك على الاخوه فقد لاقى الكثير من العراقيين صعوبات جمه وخسروا الكثير من الاموال والكرامه ازاء تصرفات غير انسانيه صادقتهم في شتى مجالات حياتهم واضافت لهم عوامل نفسيه قاسيه فوق جبال الهم والاحزان التي وقعت عليهم من قبل اعداء الله والانسانيه .

عندما يقول البعض ان الشعب العربي في الاردن يتعامل بتعالي وعدم احترام مع العراقيين فهذا تعميم غير علمي وخالي من الدقه لان هناك الكثير من العراقيين يصفون بكل فخر واعتزاز علاقاتهم الاجتماعيه مع اخوتهم في الاردن ومدى الكرم والاحترام والتسامح المتبادل معهم وكذلك الحال في الاقطار العربيه الاخرى.

كافة إلا ماندر يقفون الى جنب ابناء العراق في محنتهم وهذا امر واضح ولا يحتاج الى تبيان ، ولا يخفى علينا ان ابناء الامه العربيه وفي كل مكان لديهم ايضا همومهم ومشاكلهم الاجتماعيه والاقتصاديه التي لا تجعلهم في كل وقت وحين قادرين على إظهار مشاعرهم القوميه والاجهار بها ، وعلاوة على ذلك فأن لكل دوله نظامها وقوانينها ومتطلبات امنها واستقرارها وليس غريبا على احد الوضع السياسي الحالي في العراق وطبيعة ارتباطاته مع مختلف مخابرات الدول المعاديه والتي تجعل من حق الكثير من الدول وضع ذلك بنظر الاعتبار والتدقيق عن العراقيين الداخلين اليها

العراقي المحترم يبقى محترم اينما ذهب لان احترامه لنفسه والتزامه الادبي والاخلاقي تفرض على الآخرين احترامه والاقتدء به ام الغير محترم فمهما كانت جنسيته فانه سيلاقي صعوبات اينما ذهب لانه لا يتعامل مع معطيات ظروفه باسلوب اخلاقي يتلائم مع اي نوع من المجتمعات .

الابتعاد عن التعميم ضروره ملحه تتطلبها عملية وصف الامور ووضعها في نصابها الصحيح اما التعميم فانه يظلم الاخرين ويجلهم يراجعون سبل وطرق تعاملهم مع من شملهم بوصف هم بعيدون عنه .

 

 

 

 

شبكة المنصور

الخميس / 03  ذو الحجة 1428 هـ  الموافق  13 / كانون الأول / 2007 م