بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

 الوضوح والصراحه مقياس مهم للاهداف والنوايا

 

 

شبكة المنصور

ابو مصطفى العنزي

 

قبل اكثر من ثلاث عقود من الزمن كانت اذاعة بغداد تبث برنامجا تحت عنوان (صراحة ابو كاطع ) وكان وقتها برنامجا شعبيا هادفا استقطب الكثير من المستمعين حتى صاروا يرددون كلماته في جلساتهم وعندما يريد المتحدث من مستمعه ان يحدثه بصدق يقول له (حجيها بصراحه يا ابو كاطع ) وما احوجنا اليوم الى الصراحه في كل زوايا حياتنا وفي كل شأن من شؤوننا لاننا وصلنا الى حال لم نعد فيه بقادرين تحمل حتى الصدق عندما يحتوي على رتوش وتزويقات ، اما السكوت والكذب فانهما اشد من نار جهنم حرقا لارواحنا واجسادنا وعقولنا وقلوبنا وهذا لاننا تعلمنا طوال سنين عمرنا ان نكون صادقين مع انفسنا وضمائرنا وقادتنا ومجتمعنا ومع كل ماله مساس بعواطف طفل او مشاعر رجل اواحاسيس فتاة او آهات امرأه ، وكان ذلك اكثر من الطبيعي ليس لاننا كنا هكذا فقط ولكن لان طبيعة الحياة كانت هكذا .

الآن ونحن في السنه الخامسه للاحتلال نشاهد ان الكثير من النفوس قد تغيرت وللاسف ليس الى الاحسن ولكن نحو الاسوأ وتراجعت درجات هي بالمقاييس اذا استمرت يمكن ان تؤدي الى كارثه وان وقعت هذه الكارثه لا قدر الله فأن كل شيء يتعلق بتحرير بلدنا وشعبنا وخلاصهم من الظلم والاحتلال سينتهي وتكون كفة الباطل هي الرابحه ويفرح الاعداء على انقاض بؤسنا وتراجعنا ، ولسنا هنا بموقع الحديث نيابة عن الاخرين ولكن هذا لسان حال السواد الاعظم من ابناء العراق .

نحن نؤمن ان المعجزات في هذا الزمن ضرب من الخيال ولا يهبها الله الى من لا يجاهد من اجلها او من ينتظرها وهو ممدد على فراش ريش النعام .

ابطال المقاومه اولئك الرجال الافذاذ الذين يرقى صمودهم وجهادهم الى صمود وجهاد الصحابه ... الذين ثبتوا في الميدان يقارعون اعتى كلاب الارض .. تجمعت عليهم اشكال واجناس موغلة بالحقد والكفر وهم لا يمتلكون الا قلوب عامرة بالايمان وشجاعة حباهم الله بها وصبر وعناد فاق كل ما حمل التاريخ من صبر وعناد ، ونحن على يقين ان الشجاعة والصبر والعناد هي من اعلى درجات الصمود والجهاد ولكن كذلك يحتاج الى مدد من المال والسلاح والانفس لكي تتكامل مواصفات النصر المؤزر ولو كان النصر يكتمل بالصبر والصمود فقط لما احتاجت الرساله الاسلاميه الى اموال عثمان وقوافل ابو بكر (رض) ولما نزلت الآيه الكريمه ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ) .

لابد لكل معني بمصير العراق ان ينقلب على الذات ويضع نصب عينيه التحرير ولا شيء غير التحرير ويترك صغائر الامور لانها تصغّر الانسان وتضيع حقه ولانه ان تركها سينال ما هو اكبر منها بكثير عندما يدحر الاعداء والعملاء ويرفع راية وطنه خفاقة منتصره .

المتاجره بدماء وكرامة العراقيين حرام ، وبيع الشعب والوطن في سوق النخاسه مقابل مغريات زائله عار على كل من تطاول وغرق في هذا السوق القذر وليس من حق اي كان ومهما كان موقعه ان ان يدعي رعايته لقضية العراق وهو يعرف جيدا انه ليس بمستوى يؤهله لهذا الادعاء وخزي على رجال كانوا قبل الاحتلال يشغلون مناصب سياسيه ومهنيه رفيعه تحولوا الى سماسره ورعاع يجوبون البلاد والعباد وهم يروجون لافكار من صنع وتخطيط الاعداء هدفها تقسيم ما تبقى من ابناء العراق الى جبهات واحزاب وكتل ومنظمات اضاف الى ما جرى من تفرقة عرقيه وطائفيه .

تحول البعض الى صعاليك وتفننوا في اساليب الاحتيال والتضليل وراحوا يعرضون بضاعتهم على ابناء العراق شأنهم شأن العملاء والجواسيس ولم يكفيهم م وصل اليه ابناء العراق الغيارى من ظلم وحيف وحزن وآلام .
المسأله قد تجاوزت حد التحمل وان ما فات سوف لن يكون احسن من القادم اذا تركت الامور بهذا الحال المؤسف ونحن نرى البعض قد تحول الى شهرزاد يقص على الناس حكاية السندباد والملك السعيد والايام والليالي تمضي ونحن بأنتظار الصرخه المدويه .

الشعب وبكل فئاته وفي داخل العراق وخارجه يجهر علنا بحبه واعتزازه بالبعث ورجاله وينتظر بفارغ الصبر عودة ابنائه النجباء لانه قد آمن كل الايمان بأن البعث هو الخلاص الوحيد من الظلم والعدوان والاحتلال وان العراق لا يستقر له بال الا بعودة رجاله الشرفاء من البعثيين وكافة القوى الوطنية التي قارعت الاحتلال ووقفت كالجبال بوجهه .

اليس من العار وبالذات في هذا الظرف وهذه المحنه ان ينبري مجموعه من رجال البعث ليعلنوا عن قيام كيان جديد اطلقوا عليه ( حزب البعث العربي الاشتراكي ) وهم كانوا الى عهد قريب جزيء من البعث العربي الاشتراكي الحقيقي الاصيل وهناك شخصيات هزيله انخرطت في هذا التشكيل وهي غير مأسوف عليها بسبب ضحالتها وعقمها السياسي والاجتماعي ، ولكن الاسف على رجال لهم تأريخهم النضالي الذي كتبوه بالتعب والنزاهه والجهد المتواصل ثم جاءوا ليضيعوه تحت وطأة وتأثير اعداء الحزب والعراق ، ونتسائل بذهول كيف يمكن لبعثي حقيقي ان يقول بأنه من جماعة فلان او تنظيمات علان ومتى نسب الحزب الى جماعة او شخص وهو حزب اعتمد الامه العربيه بكاملها وله نظامه الداخلي الذي يتحلى بأفضل مواصفات الديمقراطيه التي تعطي لكل حق حقه دون الحاجة الى النزوع الى استقطاب جماعات او تشكيل تجمعات على حساب الحزب الأم .

نحن لا نفكر قطعا ان نشتم من كانوا بالامس رفاق لنا ولا نريد منهم سوى الصراحه كما كانت صراحة (ابو كاطع ) ونتسائل هل انهم ركبوا موجة الاعداء وغرقوا في تلابيب قتلة العراق ام انها هفوة وقعوا بها وسوف يتعوذون من الشيطان ويعودوا الى رشدهم ولأننا نعلم ان البعثي الصميمي قد ينزلق في ساعة من الزمن ولكن سرعان ما ينتفض ويتذكر قيم الرجولة والمباديء ويعود الى حقيقته الزاهيه التي تشع كالشمس والقمر والنجوم .

ولكن لابد ان نعلن اسفنا الشديد على اقلام هزيلة وغير شريفه تناولت رموز الحزب بكلام لا تقره اخلاق الحزب ومبادئه ومع علمنا ان اصحاب هذه الاقلام لم يكونوا يوما بعثيين ولا حتى عراقيين فأسفنا اكثر على من نعرفهم بالحكمة والاتزان يسمحوا لمثل هؤلاء الصعاليك ان يذكروا اسيادهم بسؤ وهم يعرفوا جيدا مستواهم وتاريخم واخلاقهم قبل وبعد الاحتلال.

اول اهداف الحزب هي الوحده (وحدة الامه العربيه وليس وحدة العراق) فكيف يمكن للمريء ان ينجرف ويصدق ثله جاءت تحت قناع الحزب لتنسلخ عن الحزب وبأسم الحزب وبالتالي في تقسيم وشرذمة العراق وهل سيتحول نظال الحزب للعمل على تحقيق وحدة الحزب ولملمة الاقطار بدلا من وحدة الامه ، وماذا يتصور من يأتي بكيانات جديده باسم الحزب هل سيحرق المراحل ليقفز الى وحدة الامه ام انه سيحظى بمنصب تحت ظل الاحتلال وعملائه وعند ذاك يكون قد فقد كلتا الحسنيين .

يا ليت من صنع لنفسه شيء جديد واسماه حزب البعث ان يفقه ويلفظ خطيئته ويعود الى طريق الحق والصواب ويطرح مالديه في اطار الحزب الواحد وتحت مظلة الشرعيه لكي يسجل موقف يضيف دعما لمسيرة الجهاد والتحرير .

نقول للبعض من الذين اعتادوا على النفاق والتملق والكذب لا تستعجلوا وتخسروا كل ارصدتكم فالدنيا ما زالت قائمه وستحتاجونها لمراحل قادمه وليس رجالات الحزب ومناضلوه لعبة لكي تتعرضوا لهم بكتابات هي اسخف واحط من كاتبها والا ماذا يعني ذلك الصعلوك المعروف بكل مساويء الدنيا عندما يدعي بأن البعثيون يؤلهون عزة الدوري وهو يعرف جيدا ان البعثي الشريف المقتدر لا يؤله احد سوى الله وان البعثيون لم يؤلهوا احدا من قبل ولكنهم يحترمون قيادتهم وشجاعتها ورجولتها وفروسيتها ، اما اذا كانت قد حصلت اخطاء ومواقف سلبيه في حينها فهي لم تتعدى هذا الصعلوك وامثاله لانهم كانوا كما هم الان ...مزايدات وكذب ونفاق ومصالح شخصيه فقد عاشوا وترعرعوا عليها قبل الاحتلال وبعده وسيموتون عليها لان المنحرف عمره قصير وخبره مندثر ولا يبقى الا الصدق والصادقين والايمان والمؤمنين والصمود والصامدين وندعو الله ان ينير الدرب لكل من وضع نصب عينيه كرامة العراق وشرفه وحفظ رايته .

الميدان واضح وليس بخفي ولاشك ان كل معني بشرف العراق وتحريره والجهاد في سبيله يعرف الطريق اليه ، وها هي جبهة الجهاد والتحرير قد انبثقت واطلت على الجميع ببيانها التاسيسي فمن يقوده عقله الناضج الى ان العراق لا يحتاج الان الا الى الجهاد من اجل التحرير فهو في عيشة راضيه وهوحقا يسعى لصون شرف العراق وكرامته اما من يقوده عقله المريض عكس ذلك فهو في موقع لا يختلف عن موقع الشرك بالله لان خيانة الوطن هي خيانة لله وكتبه ورسله ، وليست المساله مسالة اختيار ولكنها مسالة مصير وتاريخ ووجود والله في عون العبد مادام العبد في عون اخيه.

 

 

 

 

شبكة المنصور

السبت /  24 رمضان 1428 هـ  الموافق  06 / تشــريــن الاول / 2007 م