بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

الحج السياسي

 

شبكة المنصور

ابو جعفر

 

بعد الاساءات التي الحقها المنافقون السياسيون بثوابت وقيم ومبادئ الاسلام السياسي، اتجهوا الى تشويه العبادات الاساسية في الاسلام العظيم. فجعلوا من الصلاة وخطب الجمعة مجالا لسياستهم المشبوهة، واستغلوا الزكاة لسرقة اموال المسلمين والتصرف بها لتنفيذ جرائمهم السياسية، ومارسوا الدجل في فريضة الصوم وسخروا موائد الرحمن والافطار لغاياتهم السياسية، وما ان اقتربت ايام الحج حتى بدأ المنافقون السياسون ومن مواقعهم في السلطات اللا شرعية باخراج كل واحد من جوقته، وراحوا يزاحمون المؤمنين المستحقين للرحال والاداء ويغتصبون حقوقهم في الحج، متجاوزين التعليمات والضوابط الخاصة بالحج، ويمارسون سلطتهم السياسية المستبدة على من يرحل ومن لا يرحل.

والشيء الاكبر من هذا كله انهم يتجاوزون على احكام الله الحاكم العادل، في شريعته ووصاياه للمسلم قبل الحج.

فلعبادة الحج تواصل روحي بين الانسان وخالقه الرحيم، ويترتب على (الحاج) التزامات كثيرة اولها ان ينهي ما عليه وما بذمته وما بمسؤوليته مع الرعية، وان لا يخرج اويرحل الا بعد ان حصل على رضاء عائلته واقاربه وأصدقاءه وجيرانه ومن معه في الحياة والعمل، وان ينال براءته من اخطاءه بحقهم.

عندئذ ستصبح الفريضة التي قام بها (الحاج) ذا قيمة روحية حقيقية لا مزيفة او لا تتضمن النفاق والدجل، وخطوة في التمسك والالتزام والعمل بما امره ربنا العظيم في كتابه الكريم، وما جاء في السنة النبوية الشريفة.

وما يخص العراق الصابر، وحينما حصل العدوان والاحتلال على العراق الامن المسلم وبمعاونة حفنة من المرتزقة والخونة والعملاء، وافقوا وقبلوا بما قام به المحتل المعتدي الظالم القادم من وراء البحار، وحضروا معه ليقولوا لقد (حررنا العراق) فكان منهم المعمم، والملتحي لابراز صفتة الدينية، ووقف مطيعا مع المحتل من كان سارقا (الجلبي)، والمنحرف (بحر العلوم)، والقاتل (الحكيم)، والصفوي (شاهبوري)، والسمسار (الصميدعي)، والشيوعي المتصهين، والمتئمرك، وعدد من العصابات المسلحة الكردية، ونسيبهم (الياور)، وعنصر المخابرات الاجنبية (علاوي)، والمسكين (الباججي)... الخ من الذين وقفوا على ذبح العراق وشعبه العظيم. وبدأ شر هؤلاء الشلة يطل على الابرياء العراقيين، بممارسات جديدة من الظلم والفساد والنفاق والكذب والرياء.

وواحدة من هذه الصور، حينما اقتربت مراسيم الحج حتى خرج الحكيم وجوقته، والوقف السني والشيعي وجوقتهم، ومن ذوي المالكي وجوقتهم وذوي شاهبوري وجوقتهم، ورئاسة الجمهورية والوزراء وجوقتهم والبرلمان المشبوه وجوقتهم.

بعد ان فعلت لجان الحج فعلها في المساومة والخداع وسلب حق الكثير من العراقيين المستحقين والمشمولين بشروط الحج الرسمية والشرعية.

نعم لقد عبثت لجان الحج بحقوق المسلمين، بعد ان امنت العقاب والحساب والمتابعة، فالعراق اليوم يسوده الفوضى (الخلاقة)، والظلم (الديمقراطي).

وبدأ يغادر شركاء المحتل وشلة العملية السياسية المجرمة الى بيت الله الحرام، تاركين المآسي والكوارث والظلم ساريا، والباطل جاريا ولم يعيروا للامراض والاوبئة التي تفتك بالرعية المظلومة التي لا حول لها ولا قوة الا بالله المعين.

فذهبوا للحج وفي (ذممهم الشريرة) الكثير من مطاليب الشعب. اما الذنوب فهذه عند الله الحسيب الرقيب جلت قدرته.

رحلوا للحج وفي ارصدتهم المال الحرام واستخدموا اموال الدولة والمسلمين، وخرجوا من بيوت اغتصبوها واراضي سرقوها, وايديهم ملطخة بدماء الابرياء. (الشهداء الاكرم منا جميعا).

خرجوا يدفعهم الغرور والغريزة والانانية ليؤكدوا للعالم وللعراقيين ان ضمائرهم قد ماتت قبل اجلهم الموعود بامر الله، والا كيف يهملوا آلاف المعتقلين والاسرى الابرياء في السجون ظلما وكيدا ولم تثبت ادانتهم لحد الان، ومعهم العديد من الاتقياء الصالحين.

وكم من تقي مؤمن صالح استشهد في سجنه وهو لا يعرف جريمته ونخص بالذكر (السيد حسن عبد المجيد العيثاوي) وكم من امراة اغتصبت وهي لا تحمل الا الدعاء الى الله نعم الوكيل.

ان هؤلاء المظلومين يرفعون ايديهم داعين من الله الجليل المغيث ان ينزل عقابه بالظالمين ويزهق ارواح المجرمين والمنافقين ومنهم من هؤلاء الشلة من (الحجاج السياسيين) وبالاخص من رجال الدين المعممين الذين يمارسون الحج السياسي بنفس اسلوبهم لبقية العبادات كما اسلفنا ويرحلون تقربا الى الله والى زيارة رسوله المصطفى الامين، رسول المحبة والعدل والرحمة، وهم مليئين بالحقد والكراهية، وقاموا باعمال وافعال تؤكد معصية الخالق وظلم الشعب وتدمير وتخريب الوطن.

لقد عرف شعبنا شرهم ودمويتهم ويقذفهم يوميا وكل وقت بالاحتقار والامتعاض والدعاء من الرب العالي ان يكون للمظلومين نعم الوكيل.

لقد هيمنت على هذه الشلة المنافقة الغريزة والانانية وهما صفتان مصدران للفساد والظلم والخسة والنذالة، فلا غرابة ان يفقدوا معايير الشرف والضمير فقد باعوا ذممهم للمحتل وخضعوا له وقبلوا بخططه التي تعد وتنفذ ضد العرب والمسلمين.

- لبيك اللهم لبيك.

- لبيك لا شريك لك لبيك.

- ان الحمد والنعمة لك والملك.

- لا شريك لك.

- واشهد ان لا اله الا الله.. واشهد ان محمدا عبده ورسوله.

- وحسبنا الله ونعم الوكيل.. الله اكبر... الله اكبر...

 

 

 

 

شبكة المنصور

الثلاثاء / 09 ذو الحجة 1428 هـ  الموافق 18 / كانون الأول / 2007 م