بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

البرنامج السياسي للقيادة العليا الجهاد والتحرير

نموذجا حضاريا إنسانيا .. لقوى الخير الوطنية والقومية والإسلامية .. في تحرير الوطن والأمتين العربية والإسلامية

الحلقة الاولى

 

 

شبكة المنصور

ابو علي الياسري / النجف الاشرف

 

 الجميع يعلم , إن احتلال العراق هو البداية الأولى لمرحلة السيطرة والهيمنة وتقسيم  الأمتين العربية الإسلامية , وان احتلاله ليس كما روج له عبر الأعلام (الصفيواميركي)  وأعلام بعض (الأنظمة العربية المتامركة) اللذان خدعا به الرأي العام الدولي والعربي والإسلامي بامتلاك العراق (أسلحة الدمار الشامل أو ارتباط نظامه الوطني الشرعي بالقاعدة) , وإنما هو احتلال وناتج حقيقي لما اعد ورسم  له   قبل ( قرن ) لإستراتيجية كبرى صهيونية , هدفها الرئيسي  يتمحور في غايتين , (الأولى)  لتقسيم وشرذمة المنطقة العربية وبعض دول الجوار الإسلامية مثل ( تركيا ) تقسيما طائفيا وعرقيا .(والثانية) تتمثل في السيطرة  الهيمنة  على  العالم  عسكريا واقتصاديا وسياسيا وثقافيا واجتماعيا وتجاريا وحضاريا .. ووالخ , إن الأدوات الرئيسية  التي تنفذ هاتين الغايتين في تنفيذ تلك الإستراتيجية وكما وضحناها في مقالات سابقة  هم ( أميركا والأنظمة الغربية المتصهينة والكيان الصهيوني ) وبواسطة آليات منفذة لها في (المنطقة العربية والدول الإقليمية والدولية) منها (بعض الأنظمة العربية العميلة  ) والمعروفة لأبناء الأمتين ويشهد لها التاريخ  في مواقفها الاستسلامية وتأمرها على الأمة , ومنها دولا إقليمية مثل  ( إيران ) . إن الذي  يخدم ويحرك هذه الآليات أعلاه هم  (أحزاب وحركات وكتل وائتلافات  وأشخاص) يقال عنها سياسية ولكن أصولها ( اميركية وصهيونية وفارسية ) تم إعدادهم إعدادا كاملا من قبل الأدوات الرئيسة في أعلاه  لتنفيذ (الإستراتيجية الصهيونية) ولكن إعدادهم يكون على شكل تناوب في  مراحل أو ادوار كل ودوره المناط به لفترة محدودة بحيث أصبحوا لتلك الأدوات  (منشطات) فعالة  في الدول التي ينتسبون إليها أو إن لم ينتسبوا إليها سواء كان في الدول ( العربية والإقليمية والدولية ) والدليل على ذلك  ما لمسه شعب العراق  بعد الاحتلال  من الأشخاص الذين  جاءوا وجيئوا بالمحتل وهم  يترأسون أحزاب وكتل وائتلافات وحركات طائفية وعرقية ذات أصول فارسية وصليبية , مما جعل بهم أن يوصلوا بالعراق لحالة يرثى لها لما قاموا به  من (قتل وتدمير وتهجير وتدمير البنى التحتية والاجتماعية والحضارية والعلمية والصناعية والزراعية وسرقة خيرات ومصانع  وثرواته النفطية , إضافة لما لهم من دور مهم ورئيسي في  تقسيم الوطن أرضا وشعبا طائفيا واثنيا)  , وهذا قد اثر بصورة عامة على ضعف البنى الأساسية التي كانت موحدة بوحدة الأرض والشعب  جراء الخلل الذي تفاجئ وصدم به الشعب بعد الاحتلال من خلال تنصيب حكومات احتلال صفوية طائفية أثنية والذي اثر بعد ذلك على قوة وقدرة الأمة التي كانت قوية بالعراق وجيشه , فأصاب الأمة الخلل والضعف نتيجة احتلاله أميركيا وفارسيا , إن هذه (المنشطات المدمرة التخريبية ) جاءت بناءا على أوامر أسيادها من الأدوات الرئيسية  وبموجب المتطلبات التي تطلبها  مراحل الإستراتجية الصهيونية , والتي أعطتها الأسبقية في تدمير العراق أولا واحتلاله ثانيا وتقسيمه كهدف رئيسي لتلك الإستراتيجية ثالثا وإحداث الفتن الطائفية والعرقية من خلال التدخل في شؤؤن دول المنطقة والإقليمية عن طريق خلاياها الشبه نائمة والنشطة الموالية لها طائفيا وعرقيا , بدليل مطالبة رؤساء تلك الاحزاب الصفوية بإقليم وسط وجنوب العراق , مما سيمهد لهم  الطريق لتحريك خلاياهم الشبه نائمة (وليس النائمة) في دول الخليج العربي والذين لم يظهر لهم دور لحد ألان على الساحة العربية الخليجية , إلا بعد أن تأتي لهم المرحلة التي تحتاجهم بها هذه (الإستراتيجية الصهيونية ) لتنفيذ المتطلبات المرسومة لهم وعن طريق إصدار الأوامر لهم من  مرجعيتهم  (الأداة الرئيسية) (  أميركا )  للإحداث البلبلة وخلق الفتن والفوضى والاضطرابات الطائفية التي تؤثر على امن وسيادة تلك الدول الخليجية مطالبين كإخوانهم في (المتعة) في حكومات الاحتلال الصفوية بتقسيم دول وممالك وإمارات الخليج العربي إلى فيدراليات وأقاليم فارسية لتنظم  بعد ذلك إلى الإقليم الرئيسي ألصفوي  في العراق وتصبح بعد ذلك أقاليم فارسية تابعة لإمبراطورية فارس المجوسية  , أما الدليل الثاني لهؤلاء (المنشطات) التخريبية فهم الحزبين العميلين  الرئيسين واللذان يتزعمهما العميلين ( جلال الطلباني ومسعود البارزاني ) في منطقة كردستان العراق والذين طالبوا بالانفصالية , ما  سيؤثر على استقرار العراق والأمة ودول الجوار الإقليمية  .. وخير دليل على ذلك  ما حدث في الدولة الجارة المسلمة  ( تركيا ) عندما بدا هذين الحزبين العميلين بعد احتلال العراق فورا برفع علم ما يسمى بالحزبين العميلين وإنزال علم العراق  راية (الله اكبر) منفصلين بقرارة أنفسهم ضعف العراق بسبب حل قواته المسلحة الباسلة , وكذلك  مستغلين وجود أداتهم وسيدهم الرئيسي (المحتل الأميركي ) مما جعل بهم  أن يتوسعوا في غيهم  وأطماعهم  لتشكيل دولة كردية منفصلة  على حساب الدول الإقليمية المجاورة للعراق .. وتم هذا  بإسنادهم وتحريكهم  خلاياهم النشطة الغير نائمة أيضا والمعروفين ( بالحزب العمال الكردستاني )  بالتدخل في شؤون تركيا الداخلية عن طريق دعمهم المادي واللوجستي (لحزب العمال التركي)  على الأراضي التركية وجعل جبال كردستان العراق ملاذ امن وقاعدة كبيرة وأمينة للانطلاق منها إلى الأراضي التركية . لقد اثبت لشعب العراق والأمة والدول الإقليمية حقيقة هؤلاء (  المنشطات المدمرة ) بأنهم آليات مهمة في تنفيذ الإستراتيجية الصهيونية لتقسيم المنطقة العربية والإسلامية . أما (الغاية الثانية) في هذه الإستراتيجية فهي الانفراد (الصهيو امركي ) في حكم العالم وسيطرتهما مستغلين  تفتيت وتقسيم ( الاتحاد السوفيتي ) سابقا .. للوصول إلى مقتربات وتهديد دولة (الصين ) ودول شرق آسيا وهذا سيتم (وكما ذكرناه في مقالنا .. تركيا بين التظليل والخداع ... وحقيقة التقسيم الأميركي .. والذي نشر عبر شبكة  البصرة والرافدين والمنصور والنهى ) عن طريق السيطرة على النفط العربي عامة لإضعاف (الصين ) ودول شرق آسيا شعبا واقتصادا وتجارة , وجعل أي ( الصين ) ترضخ للأمر الواقع الذي رسمته تلك الإستراتيجية في تنفيذ كل ما تتطلبه تلك  الإستراتيجية  , إضافة إلى  ما ستصنعه هذه الأداة الرئيسية ( أميركا )  من  فوضى سياسية واجتماعية وعسكرية واقتصادية  في دول أميركا اللاتينية , والذي سيمهد الأمور ويسهل الطريق للسيطرة الكاملة على العالم وبإسناد القانون الدولي الجائر وبحججه المعروفة لشعوب العالم والمظلومة به كغطاء للشرعية الدولية , الذي أصل حقيقته بأنه أهم أداة رئيسية في تنفيذ كل ما ورد أعلاه والذي يتمثل بالمؤسسة الدولية الكبرى والمعروف تاريخا بأنها المؤسسة الأولى والرئيسية  في التآمر على الأمتين  . إنها ( هيئة الأمم المتحدة) والتي تعتبر  (الأداة المهمة في تنفيذ فقرات ومواد وبنود ومراحل الإستراتيجية الصهيونية في تقسيم المقسم وتجزأت المجزاء للأمتين العربية والإسلامية  ) .

وسنكمل المقال في الحلقة القادمة  ...

 

 

 

 

شبكة المنصور

الخميس /  28 شــــوال 1428 هـ  الموافق  08 / تشــريــن الثاني / 2007 م