بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

معجم جمهورية المنطقة الخضراء
7-اللعبة القذرة المحاصصة

 

 

شبكة المنصور

الدكتور عبد الستار الراوي

 

1- لغة : - حصّ الشعر حصصا:أسقطه - حص الطائر: فلّ ريشه وتناثر - حاصّه :محاصّة وحصاّصاّ : قاسمه, فأخذ كل واحد منهما حصّته. - حصّص الشئ :جعله حصصّا (أجزاء).

 2 - المفهوم : ــــ المحاصصة : لفظة ابتدعتها و تداولتها الاحزاب السياسية الموالية للولايات المتحدة , في مؤتمرات لندن وصلاح الدين ,عشية الاستعداد للحرب العدوانية على العراق , وكانت المحاصصة واحدة من مقرراتها الاساسية , بتوجيه واشراف ال CIA ) ) وبالتنسيق مع المخابرت البريطانية.

3 - التأويل :ــ ـــ حظيّت المحاصصة بتنظير وتأويل دعاتها ومريديها , بطريقة بهلوانية , اذ اكتشف هؤلاء بأن البلد المعروف بأسم العراق , الذى يرقى تأريخه الحضاري الى الالف االسابع قبل الميلاد لم يكن في يوم من الايام كيانا واحدا , الا بالاسم فقط !! وحجتهم في ذلك هي الوضع الاداري, الذي كان عليه في ظل الدولة العثمانية , اذ كان موزعا على ثلاث مدن: بغداد البصرة والموصل, وان بريطانيا , هي التي بادرت الى ضمها , لتقيم منها دولة العراق.!!!!!!

ويزعم هؤلاء المحاصصون : بان العهود السياسية السابقة الملكية والجمهورية كانت سلسلة من الخطايا التاريخية المتصلة , لانها ومنذ تأسيس الحكم الوطني 1921 والى يوم انهاء النظام السياسي الوطني في 9-4- 2003 , أهملت الخارطة الاثنية والدينية , وتجاهلت مكوناتها , في حين كثفت جهودها و برامجها السياسية , نحو هدف واحد هو ترسيخ السلطة المركزية , لاحكام قبضتها على (المكونات والاطياف)!! . لذلك يرى اصحاب المشاريع الانقسامية , بأن اللجوء الى المحاصصة ,هو عودة الامور الى نصابها , وتصحيحا تاريخيا لما كانت عليه الاوضاع السياسية في الحقبة الماضية , الامر الذي يقضي طيّ صفحة العراق( القديم)!!!

والعبورالى العراق (الجديد)!!!!! حيث يبدأ منه وفيه التاريخ أي ّ9-4-2003 يوم التحرير!!!! الذي اقتحمت فيه القوات الامريكية بغداد .!!!

4- غاية واهداف المحاصصة :ــ إعتبارالاولوية المطلقة لمشروع فيدرالية الاقاليم الثلاثة : ( كردستان - الغربية- إقليم الجنوب والوسط ) ,لذلك إندفعت أحزاب الاحتلال حال وصولها على العمل الدؤوب بكل الوسائل والاساليب ,على تقطيع اوصال العراق ارضا وشعبا, وتشضيّة وحدته الوطنية , الى دويلات وطوائف وولايات , تحقيقا لدواعي وأطماع مثلث المرجعيات الاجنبية : الامريكية - اصهيونية - الايرانية - وعلى النحو التالي :

أ- تأمين مصالح الولايات المتحدة , الاستراتيجية السياسية و الاقتصادية , و البترولية على وجه خاص , بالاضافة الى تنفيذ أهداف مشروع الشرق الاوسط الجديد , في المنطقة والوطن العربي.

ب- توسيع ( رقعة ) الولاية الايرانية في العراق , عن طريق إقامة (جيب) تابع لطهران إيديولوجيا وسياسيا , خاضعا لسلطة الوليّ الفقيه , وهوهدف (المحاصصة ) المركزي , الذي تبناه رئيس المجلس (الاعلى ), الذي دعا في محاضراته الاسبوعية , في مدينة ( قم ) عام 1999 الى إقتطاع البصرة والعمارة عن العراق تحت إسم :

(محمية الجنوب ), وفي تطور لاحق وبتوجيه ولاية الفقيه الايرانية , رفع شعار: ( الفيدرالية الجنوبية ) , التي حظيت بتشجيع الادارة الامريكية التي أوفدت اللص الدولي المسمى ( جلبي) , الذي دفع لرئيس المجلس في ربيع2001 بضعة ملايين من الدولارات ,(دفعة أولى) تحت بند : ( قانون تحرير العراق الامريكي) , لتطوير أداء ( فيلق بدر) وإعادة تأهيل منتسبيه . وكان اللص الدولي , قد إفتتح مكتبا له في طهران ( ميدان تجريش ) , لاغراض التخطيط والاشراف والمتابعة , مع المجلس وبتنسيق مشترك متعدد الاطراف في مقدمته (السافاما ) الايرانية وال (CIA ) .

ج - ضمان أمن الكيان الصهيوني, بالتخلي عن إتفاقية الدفاع العربي المشترك ,والعمل على الاعتراف الكامل به ,و تطبيع العلاقات السياسية والاقتصادية معه .

5 -منطق العمل : جرى تطبيق المحاصصة السياسية في تشكيلة منتقاة , من الافاقين والغرباء , نصبهم وليّ أمرهم وسيّدهم المطاّع (بول بريمر) , حكاما على ا لعراق(الجديد)!!في مجلس الحكم الانتقالي, الذي استبد ل فورقيامه الهوية الوطنية الجامعة المانعة , بولاءات عرقية ودينية ومذهبية وحزبية , فقلب الاصول الوطنية الثابتة , الى فروع وجروح, وتفاصيل معيبة , فأ صبحت مفردات المحاصصة , جوهر الخطاب السياسي لاعضاء المجلس ومهرجيه , الذين سعوا عن عمد واصرار مسبقين , الى الحاق المهانة بتأريخ وحضارة الوطن والاساءة البالغة الى سجايا وتقاليد المجتمع العراقي , الذي لم يعرف طوال تأريخه , مهزلة سياسية مبتذلة ,اساءت الى قدسية وطنه , وطعنت كرامته , ووحدة بلاده , كالتي شهدها في المجلس العقيم , وهو يسوّق منهج تجزئة الارض , و تفكيك وحدة الشعب العريق.

بهذا المنطق اللااخلاقي أيضا أوغلت الحزبية (السياحية) في لعبة تزييف الحقائق التاريخية باحكام مقررة سلفا وهي تحاول نفث سمومها بتشويه كل ماهو جميل ويهي وحميم في حياتنا وهي تواصل ضخ مغالطاتها بتبسيط جاهل وسطحي في نفي البراهين الراسخة على وحدة العراق ارضا وشعبا , في مقابل لجوئها الى ذرائع مفككة وعرجاء , لتسويغ مشروع التجزئة والتقسيم , وهو بالضبط المنهج الخائب , الذي إلتّزمتْ به وعملت عليه حكومات الاحتلال الاربع في خطابها السياسي , وإجراءاتها العملية , في تمرير المحاصصة , وفي إقرارها , وفي تطبيقها على الوجه الافضل , الذي تمناه العدو الامريكي , وسعى الى تحقيقه . وقد أدرك شعبنا بوعيه الوطني , حقيقة الامر المدبرضد تاريخ و حاضرومستقبل العراق , منذ أن لوثت أقدام المشردين والغرباء أرض الوطن , برفقة جنود الاحتلال , يدا بيد , و كتفا بكتف, وهم يرددون معا أغاني : ( النصر والتحرير)!!!في أول مؤتمر لهم في ذي قار تحت شعارات الطوائف والاعراق التي شهد العراقيون وقائعها الوقحة في مجلس ( المحكومين ) الذي قام على ذات الاساس , وتطبيقا لنفس الاضاليل , واعقب ذلك إجراء مراسيم الاكذوبة الاستعراضية الكبرى في المنطقة الخضراء , التي عرفت بعنوان : ( نقل السيادة ) , تلتها الكوميديا السوداء الشهيرة :

بالانتخابات( ذات البصمة البنفسجية ) , بقيادة شركة ( النزاهة ) لصاحبها المجلس الاعلى ,بالتنسيق مع أضلاع المثلث الذهبي , برعاية ومباركة اللاهوت السياسي , وفقهاء الاحتلال. ولاخراج العملية السياسية على أعلى مستوبات ( الشفافية والمهنية ) !!!! تايّت النصوص, ووزعت الادوار , لصياغة ( ترجمة ) !! مواد دستور هجين , لاعلاقة لواضعيه بالعباد والبلاد, فالنصوص التي يفترض فيها أن تعبر عن حقيقة العراق وتاريخه الحضاري والوطني , وجدناها على النقيض من ذلك تماما , تتحدث عن بلد كما ( الخرابة ) , خاو من كل قيمة حضارية , وان التاريخ الحقيقي ,هو فقط تاريخ : ( العراق الاتحادي الفيدرالي الديمقراطي ) , وتنحدر لغة الدستور, الى صياغات إنفعالية واطئة , وهي تتوعد المناهضين لمشروع العراق الجديد , بالويل والثبور وعظائم الامور. فيما يتواصل إيقاع الالفاظ والمفاهيم التحريضية التي تحث على تفكيك وتخريب العراق , والديباجة وطبقا للاسلوب الذي كتبت فيه , والمضامين الواردة فيها , تمثل الذروة المتناهية , في فن بث الفرقة بين التوائم والاشقاء وزرع الفتنة بين أبناء العائلة الواحدة.

6 - أصبحت المحاصصة في ظل حكومة الاحتلال الثالثة الصوت الاعلى في الخطاب السيا سي , الذي اقترن بأستنفاروحشد قوى وتشكيلات جمهورية المنطقة الخضراء , لفتح النار على كل وطني غيور في ربوع البلاد , قتلا وذبحا واغتيالا , وقد شملت الحملة البربرية الامريكية الحكومية آلافا مؤلفة من شعبنا إسخدم فيها القتلة الفاشست البغاة كل مبتكرات التعذيب والموت البطيئ ومن بينها ( المثقاب الكهربائي ) !!

7 - إثر الصدامات المتيادلة بين فرقاء عملية الطبخ السياسي خلاف حول إقتسام ( العراق) الذي تحول يين أيديهم الى محض غنيمة ومجرد متاع يشرقّون بكيانه ويغرّبون , مرة الى واشنطن , ومرة الى طهران..

8-واصلت حكومة الاحتلال الرابعة التي اطلقت على نفسها : حكومة الوحدة الوطنية!!! تنفيذ برامج مشروع المحاصصة في الدولة و في المجتمع بكل ماتمتلك من الامكانات والاجراءات التعسفية ومنها إعداد قانون الاقاليم الذي مررته ( الرباعية ) ومن والاها خوفا ونفاقا في مهرجان (برلمان ) !! واصبحت تجزئة العراق تحت عباءة الفيدراليات الثلاث شرطا لازما لتوفيرالاستقرار وإحراز التقدم على حد قول نائب رئيس جمهورية المنطقة الخضراء!!!!..

وتأكيدا لمقررات مؤتمر المجلس الاعلى الذي شددّ بيانه الصادرفي ( 21 -11 - 2007 )على ضرورة تنفيذ النصوص الدستورية المتعلقة بالاقاليم والفيدراليات وبأسرع وقت !! 7 - اللعبة القذرة إنتقلت في أشواطها الاخيرة من المحاصصة السياسية بألوانها القبيحة الى مرحلة المحاصصة الحزبية الخاصة جدا بوليمة ( الرباعية ) التي قررت في آخرة صيف 2007 أن تلتهم لحمة الوطن وتقضم وحدته وفق موديل فريد من نوعه يلبي الرغبات الاستراتيجية لاولي الامر في واشنطن وللاشقاء الاتقياء في المحروسة طهران .

 

 

 

 

شبكة المنصور

الأحد /22  ذو القعدة 1428 هـ  الموافق 02 / كانون الأول / 2007 م