بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

هذا ما جرى في البحر الميت

 

 

شبكة المنصور

د عبد الرزاق الدليمي

 

يمر احتلال العراق بمنعطفات كثيرة يحاول فيها المحتلين وعملائهم خلط الأوراق وتسطيح الأمور بل وتشويه صورة العمل المقاوم للاحتلال بكل أبعاده ألسياسيه والمسلحة وقد اخذت هذه المحاولات اشكالا وابعادا مختلفه باختلاف الاهداف الانيه والستراتيجيه للاحتلال وحجم اخفاقاته الكبيره بل وفشله الاكيد في تحقيق أي من اهدافه اللهم.... الا تدميره  الكامل للعراق وقتل مليوني من ابنائه واعتقال اكثر من مليون عراقي وتشريد اكثر من خمسة ملايين خارج  العراق وتهجيرثلاثة ملايين ونصف داخل العراق عدا ان البقيه الباقيه عاطلين عن العمل كل ذلك بفضل الحريه والديمقراطيه وحقوق الانسان والرفاهيه  التي منٌ علينا بها السيد بوش والثلل التي جلبها معه جيش الاحتلال ناهيك عن سرقة الثروات الطبيعيه والاموال والاثار النفيسه التي لاتقدر بثمن...كل هذا افرز في العراق المحتل خندقين لاثالث لهما الاول المقاوم للاحتلال ومعه الغالبيه العظمى من الشعب العراقي وهو خندق يكبر ويتعاظم قوة عده وعدد وتنظيم... والثاني خندق الاحتلال ومن ساروا معه في طريق الرذيله والخذلان حيث يزدادون ضعفا وفرقتا وتفككا.

في هذه الظروف البالغة التعقيد تشابكت وتناقضت الرؤى بين كثير من القوى المناهضه للاحتلال وهو امر يكاد يكون طبيعيا طالما ان خلفياتهم ومرجعياتهم متباينه والمهم ان الاصل في كل مواقف هؤلاء هو اتفاقهم على الثوابت الرافضه للاحتلال ولكل ما ترتب عليه من عمليه سياسيه ودستور وانتخابات مزوره وغير ذلك.

لقد اصبح واضحا ان كل الرافضين للاحتلال يدركون ان لاحل لقضية العراق بدون خروج المحتل وان مشكلتنا كعراقيين هي مع المحتل الامريكي وليس مع ذيوله الخائبه ولان النسبه الاغلب من العراقيين لم يألفوا الآليات التي تفعل فعلها فى مصادر صنع القرار الامريكي يفاجئون عندما يتقدم أي شخص وطني كي يتحاور مع جهات امريكيه غير رسميه لغرض ايصال أي قدر من المعلومات المهمه التي ربما لم تصل الى صناع القرار او انها تصل  بشكل مشوه كما هو الحال في المعلومات المترسخه في ذهن نسبه كبيره من اعضاء الكونكرس الامريكي الحالي.

ولغرض توصيف الحاله نشير الى ان جهات صنع القرار تعتمد او تتأثر او تعتمد على عدد من المصادر التي تعطيها مؤشرات يمكن ان تشكل جزء اساس من القرار ومن هذه المصادر بل واهمها:

اولا مراكز الخبرات Think Tanks وهي مراكز ومعاهد بحثيه مستقله تاخذ على عاتقها دراسة وبحث الاشكاليات التي تتورط بها الحكومات الامريكيه ومنها احتلال العراق.

ثانيا مراكز رصد الحقيقه Fact Tanks وهي ما تقوم به معاهد ومراكز استطلاعات الرأي داخل امريكا.

 ومن هنا تأتي اهمية هذه الجهات وهي كثيره جدا في الولايات المتحده الامريكيه ورغم خطورة ما تقوم به هذه المراكز الا انه ليس بالضروره ان تاخذ الادارات الامريكيه بتوصياتها ولعل تقرير بيكر هاملتون حول العراق خير دليل على ما نقول رغم انه كان منحازا لصالح ادارة بوش ومع ذلك فان هذه الاداره لم تأخذ بما جاء فيه.

 ومن المعاهد المعروفه في امريكا المعهد الدولي للحوار الدائم الذي اخذ على عاتقه اجراء حوارات كثيره خلال الفترات الماضيه  وبدأ يهتم بقضية العراق قبل سنه ومن ابرز اعضائه السفير هارولد ساندرز ونائب وزير الخارجيه الاسبق ريتشارد مورفي والدكتوره رند ام سليم وهي امريكيه من اصل لبناني ومعهم السفير البريطاني المخضرم باسيل ايستوود وجميع هؤلاء سبق ان عملوا في الاقطار العربيه ولديهم سعة اطلاع بكثير من اوضاعه.

قبل عام اطلق هذا المعهد مبادره اسماها مبادرة للحوار حول المصالحه الوطنيه وفق رؤيا مختلفة عما طرحه العميل نوري المالكي على امل ان يتمكن المشاركون  في اجراء نقاشات غير رسميه وعصف افكار ربما تؤدي الى إنضاج أفكار بناءه يقتنع بها العراقيين وتم التركيز بالدعوات على أساتذة جامعيين بصفتهم ألشخصيه ( أي أن كل واحد يمثل رأيه الشخصي ) وعقد اللقاء الاول في مدينة اسطنبول في تشرين الثاني 2006  وحضره عدد كبير من بينهم د صالح المطلق ود ظافر العاني واياد جمال الدين ود صباح ناهي ود سعيد البر زنجي ووثاب الدليمي ود سلمان الجميلي ود علي العطار واخرين ثم عقد لقاء ثاني في شهر نيسان الماضي في بيروت ومن ابرز من حضر فيه السيد نزار السامرائي الذي كلف بتسليم برنامج التحرير والجهاد الى ادارة اللقاء وحضر ايضا الشيخ جواد الخالصي امين عام المؤتمر التاسيسي الذي يضم في عضويته(هيئة علماء المسلمين وحركة التيار القومي وحزب الاصلاح وحركة التجمع الوطني) والدكتور خالد المعيني واخرين.

والملفت للانتباه ان اللقاءين السابقين عقدا ولم يهتم احد بهما او يتناولهما في وسائل الاعلام ايا كانت لان الاراء المطروحه(شخصيه لاصحابها وغير ملزمه لاحد) الا ان المفاجئه المثيره حدثت في اللقاء الثالث الذي عقد في بداية تشرين الثاني الحالي في الاردن ورغم انه لم يختلف في آلياته ألتنظيميه عن سابقيه الا ان البعض ولاسباب معروفه اقاموا  الدنيا ولم يقعدوها علما ان كل ما تم تناوله وما نشر يفتقد للدقه والمصداقيه وكان عباره عن محاولات للصيد في المياه الاسنه.

ولغرض تسليط الضوء على هذا اللقاء الذي اشترك في تنظيمه ( معهد شؤون أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط الإيطالي – إيبالمو ) والذي حملوه ما لاطاقة له به ويبدو ان لكل من ساهم في هذه الشوشرة والشائعات ليلى يغني عليها وليس لها... نورد الامور التاليه:

حضر كل من الدكتور خالد المعيني (حضر بعلم هيئة العلماء المسلمين وعلم الشيخ جواد الخالصي الذي وجهت اليه الدعوى ولم يحضر لكونه كان مرتبط بالتزام داخل العراق وقد جرى لقاء بين المسؤلين عن المعهد الامريكي والشيخ حارث الضاري في مسكنه في عمان وتم نشر الخبر والحديث عنه من خلال الدكتور محمد بشار الفيضي ) اما الدكتور عبدالرزاق الدليمي فوجهت له الدعوى وحضر بصفته العلميه ألشخصيه (اكاديمي عراقي )ولم يتحدث باسم احد ولم يمثل احد(لاحزب البعث لا غيره) مثل كل الذين حضروا  لان شرط المشاركه في هذا اللقاء وسابقيه هوالتمثيل الشخصي وقد ركز كل من د ألمعيني ود الدليمي على الثوابت ألوطنيه وبرنامج ألمقاومه والتحرير.

وحضر اللقاء ايضا:

د. فؤاد معصوم وعبد الله صالح.وفرياد راوندوزي و د. قصي الموسوي. ود. نصار الربيعي ، وكريم الموسوي. ود. باسم شريف ود. عمر عبد الستار والسيّد أحمد راضي ود أسماء عدنان الدليمي و د. حيدر العبادي ، و فالح الفياض ، و د.علي العطار والشيخ أسامة العيثاوي  . والشيخ علي البرهان وعبد مطلق الجبوري وذو الفقار الفياض      وقيس سعد العامري وغانم جواد ووثاب شاكر ود.وائل عبد اللطيف ود. جابر حبيب جابر.       

استمر اللقاء من الثاني الى الخامس من تشرين الثاني الحالي وابرز ما تمّ مناقشتة هي الأمور التاليه:

- طرح رئيس المعهد هال ساندرس أنّ لا أحد هنا يمثل الحكومات ، وإنّ المعهد يحاول إيجاد أسس العلاقات التي تسهم ببناء السلام في العراق وإنّ الحوارات غير الرسمية سياقات سبق وأن اعتمدت في تجارب كثيرة في العالم لحل النزاعات . وأكّد على وجود أسلوب جديد أطلق عليه دبلوماسية الخط الثاني ( أي الدبلوماسية غير الرسمية ) .

.

- تم طرح الرؤية الأمريكيّة ( إدارة بوش ) وهي إيجاد حلول في إطار العملية السياسية التي أوجدوها.

– رغبة الشعب الأمريكي لسحب قواتهم من العراق .

- الشعب الأمريكي لم يعد يثق أو يعول على عملية المصالحة في العراق .

 – أقرّ السفيران ساندرس وريتشارد مورفي بأنّ كبار الساسة في أمريكا أصبحوا يعون :

أ- أنّ احتلال العراق كان عملاً كارثياً .

ب- القوات الأمريكيّة احتلت العراق دون معرفة بالعراق ولا تزال هذه المعرفة قليلة جداً .

جـ- ازداد الحديث عن الانسحاب بعد تقرير بتراويس وكروكر.

د – هناك رغبه امريكيه كبيره في مساعدتهم للانسحاب ( بشكل مشرّف من العراق ) .

 اما الأمور التي ركز عليها د خالد المعيني ود الدليمي خلال الاجتماعات فتمحورت على التأكيد على الثوابت الوطنية والتركيز على ( برنامج الجهاد والتحرير) واستقلال العراق ووحدته أرضاً وشعباً والحفاظ على هويته العراقيّة الائتلافية أضافه الى : .

أ- إنّ المشكلة الأساسية لكلّ مشاكل العراق هي الاحتلال الأمريكي البريطاني و الاحتلال الإيراني.

ب- لا حديث عن حلول ومصالحة او دستور أو بناء ثقة أو أيّة خطوات حقيقية
إلاّ بعد خروج الاحتلال ورفض الفيدرالية باعتبارها مشروعاً لتفكيك وتقسيم العراق خطط له العملاء منذ عقد مؤتمراتهم التي قادها زلماي خليل زاده بداية التسعينيات من القرن الماضي .

جـ- الاعتراف بالمقاومة الوطنية العراقيّة البطلة التي يقف معها كلّ الشعب العراقي وهي الوحيده التي يمكن لها ترتيب انسحاب قوات الاحتلال وليس حكومة الاحتلال.

د- إعادة الجيش العراقي الشرعي وقد قدمنا لهم أفكاراً عملية وأكدنا أنّ الجيش موجود ( القيادة العامّة للقوات المسلّحة ) وأنّه يمكن ظهوره علنياً خلال زمن قياسي وإنّ  أسلحته موجودة ( أسلحة فيلقين موجودة لدى الحزبين الكرديين العميلين ) وهذا الحديث والمعلومات أصابتهم بصعقة وتم التأكيد بالحرف الواحد : إنّ الجيش العراقي هو العمود الفقري للمقاومة العراقيّة ومعه كلّ تشكيلات الأجهزة الزمنية وإنّ هناك دولة وطنيه تعمل تحت الأرض .

هـ - إلغاء وإنهاء كلّ ما ترتب على وجود الاحتلال ابتداءً بما يسمى بالعملية السياسية والدستور ، وهنا طرح  الأمريكان و السفير البريطاني والمشاركون بالعملية السياسية كيف يقوضون أربع سنوات ونصف ومعها انتخاباتهم المزوره ودستورهم الطائفي العنصري المزيف الذي أرغموا الشعب العراقي المشاركه فيه بتحفيز عنصري طائفي مناقض للوطنيه ، وعلقنا على كلامهم( بما أنّكم أي – الاحتلال وعملائه – ألغيتم – بجرة قلم – دول عصرية عمرها 86 سنة فكيف تتحسرون على أربع سنوات ونصف من الكوارث وتسببتم بقتل مليوني عراقي وتهجيز أكثر من خمسة ملايين عراقي من خيرة الكفاءات إلى خارج العراق وشردتم أكثر من ثلاثة ملايين ونصف من العراقيّين داخل العراق واعتقلتم أكثر من مليون عراقي ومن تبقى من العراقيين فهم بين عاطلين عن العمل ومرضى ومعوقين وفقر مدقع وايتام بلا مأوى وحكومة فاسده  ، وإنّ عدد هؤلاء أكبر من عدد من تدعون كذباً أنّهم انتخبوكم في الانتخابات المزورة فأين الشرعية التي تتحدثون عنها ؟

 و – وضحنا للأمريكيين ولكلّ الحاضرين أنّ المعارضة والمقاومة للاحتلال وعملائه موجودة داخل العراق وليس في سوريا او أي مكان اخر كما حاول أن يصوره الاعداء وهي تزداد قوه وتماسك بعكس خندق الاحتلال وعملائه .

ز – إنّ ما يسمى بالإرهاب والقاعدة لم يكونا معروفين في العراق المستقل قبل الاحتلال وإنّهما بعض ما جاد به الاحتلال على العراقيين.

ح – إنّ العراقيّين لا يحتاجون إلى مصالحتكم لأنّهم متصالحون مع أنفسهم وإنّ هذه الصراعات الطائفية السياسية هي بفعل الاحتلال وعملائه ولا علاقة لها بالشعب وستزول بزوال الاحتلال وعملائه .

ط- نحن لا نعترف بما يسمى بالصحوة لأنّها كلمة معيبة، فالشعب العراقي لم يكن نائماً لكي يأتي البعض ويوقظه، ومقاومة الاحتلال بدأت منذ 19/3/2003 وتزداد قوةً وصرامةً ونجاحاً وستستمر حتى خروج آخر جندي من جنود الاحتلال.

ك – لااحد يثق بالاحتلال او عملائه لانهم يقولون شئ ويفعلون عكسه ،

ل- إنّ العملية السياسية عملية فاسدة وإنّ معالجتها في عملية جراحية هي الأخرى فاسدة وإنّها ميتة سريرياً قبل أن تولد .

م- إنّ تجربة الاحتلال في العراق تجربة شاذة، ففي كلّ العالم نجد ان الطبقات السياسية تقود وتوجه الرأي العام والشارع إلاّ في العراق المحتل فإنّ الشارع العراقي المعادي للاحتلال ولعملائه هو الفعال لأنّه يتحرك وفقاً لخط المقاومة الوطنية العراقيّة والداعم المحتضن لها .

كما ركزنا على ان الاحتلال والحكومة ألعميله تحتجز مئات الآلاف من العراقيين الأبرياء( كبار السن والنساء والأطفال) كرهائن لديها كما لاحظنا ان هناك قناعات لدى غالبية الحاضرين بان حكومة المالكي ألعميله غير صادقه في نواياها مع الآخرين(المشاركين معها فيما يسمى بالعملية ألسياسيه الميتة )  وان ما يسمى بهيئة ألمصالحه هيئه فاسدة ولا تصلح .

كذلك تيقنا ان ألطبقه ألمشاركه في حكومة الاحتلال الرابعة ليس لديها استعداد للتخلي عن ما حققته من مكاسب ماديه وسلطويه وطائفيه في ظل الاحتلال وان هذه الأطراف تنظر للعراق من خلال مصالحها عبر نظره طائفيه عنصريه بحته وليس العكس كما تبين لنا من خلال طرحهم  ان دستورهم المسخ يثبت ان العراق فدرالي نظريا الا انه من الناحية ألفعليه كونفدرالي وقد اكد الدكتور على العطار انه لايوجد في العراق جيش وان الاحتلال الأمريكي لايمكن ان يسلح ما يسمونه بالجيش( الذي أسسه بريمر) لانه جيش طائفي لان تسليحهم لهؤلاء يعني تسليح للمليشيات ألعميله لإيران كما شكك الدكتور باسم شريف بما أسموها تسليم الملفات الامنيه للمحافظات ووصفها بانها ليست اكثر من عمليات دعائية لا اساس لها من الصحة.

اضافه الى ما ذكرناه قدم الدكتور خالد ألمعيني ورقة عمل حول مفهوم حقيقي للمصالحة ركز فيها على الثوابت الوطنيه المناهضه للاحتلال و أكد فيها على ان الأطراف المشاركه في العمليه السياسيه لاتريد أي مصالحه حيث سبق لها ان تنصلت من اتفاقي القاهره في تشرين ثاني عام2005 و تموز عام 2006 الذي رعته جهات عربيه رسميه اضافه الى جامعة الدول العربيه.

ان هذا اللقاء  الغير رسمي وغيره فرصه  لايصال افكار المشروع الوطني العراقي الذي تقوده ألمقاومه ألعراقيه البطله... وان ترهات بعض من يريدون الاساءه للعمل الوطني او تشويهه ستذهب مثل أصحابها الى حيث يجب ان تنتهي في...؟!ولن يعطلنا عن واجبنا ودورنا الذي آمنا به.. قول هذا اوذاك والله والعراق وراء القصد .

 

 

 

 

شبكة المنصور

السبت /  14  ذو القعدة 1428 هـ  الموافق  24 / تشــريــن الثاني / 2007 م