بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

مجالس صحوة العمالة والقصاص العادل

 

 

شبكة المنصور

ايمان السعدون

 

في تجارب الشعوب التي قاومت قوى الاستعمار و الاحتلال الأجنبي لأراضيها الكثير من الدروس والعبر التي يمكن الاستفادة منها في تجربة شعبنا الراهنة ضد قوى الاحتلال . وتتضمن كذلك أحداث تتشابه إلى حد كبير من بعض الاحداث الجارية على ارض العراق الطاهرة. من تلك القصص المؤثرة ، تلك التي دارت أحداثها في الجزائر أثناء الاحتلال الفرنسي .

يحكى أن احد عملاء الاحتلال الفرنسي من الجزائرين استلم يوما رسالة من المقاومة الجزائرية ينذرونه بها بأنه إن لم يتوقف عن التعامل مع الاحتلال فإنهم سيقيمون عليه الحد وينزلوا به العقوبة جزاء خيانته، وأمهلوه إلي نهاية اليوم التالي لاعلان توبته . إلا ان هذا العميل لم يهتم بالتهديد واعتبره " كلام فارغ " وتهديد لن تستطيع المقاومة تنفيذه. وكان لهذا العميل ابناً صالح نصح والده بتنفيذ ما طلب منه الثوار , إلا أن الأب رفض النصيحة مستهزأ بالثوار و متحديا بأنهم لا يستطيعون الوصول إليه . ومع اقتراب انتهاء الموعد المحدد من قبل المقاومة , عاد الابن وطلب من والده أن ينفذ مطالب المقاومة ,إلا إن والده سخر من جديد بإن المقاومة غير قادرة على الوصول إليه ,وها هو في بيتيه وقد حان موعد تنفيذ تهديدهم ولم يظهر اي شخص منهم لمعاقبته، عندها اخرج الابن مسدسا من جيبه وقال لوالده لا يا أبتي بل إنهم قد وصلوا إليك وأنا من سينفذ بك الحكم, ونفذ الابن القرار الأصعب في حياته ثأراً الوطن .

تذكرت هذه القصة لدى سماعي خبر مقتل العميل ستار أبو ريشة، فمقتله لم يكن مفاجئ لي بل إنني توقعته منذ الاعلان عن تأسيس مجلس صحوة العار. فنحن على ثقة من أن ارض الانبار الطاهرة التي احتضنت فصائل المقاومة ، وزودتها بكل مستلزمات القوة والاستمرار والنصر كغيرها من مدن العراق الأبية شمالا وجنوبا ، أقول ن ارض الانبار ماكان لها إلا إن تطهر العار بيدها، فقاتل أبو ريشة إن لم يكن من اقرب المقربين له فانه بكل تاكيد رجل وابن بار من من أبناء عشائر الانبار .

لقد طبلت الادارة الامريكية وزمرت لمجالس صحوات الذل والعار , وراهنت بشكل خاص على هذا المجلس لاهمية هذه المنطقة في التصدي لمشروع الاحتلال ،وفات هذه الادارة المتعجرفة الغبية بان العشائر العربية الاصيلة في العراق شمالا وجنوبا غربا وشرقا لا تسمح أخلاقها إلا في اجتثاث العار ولا يمكن إلا أن يكونوا في مقدمة المقاتلين عن شرف الارض وكرامة الوطن. فثورة العشرين والحرب العراقية الايرانية مثلين على موقف ابناء عشائر العراق الوطني من بين مئات الأمثال الأخرى على انتمائهم للعراق .

والحقيقة إن هذه ليست المرة الأولى التي تتصدى بها العشائر لتصفية العملاء ، فقد سبق أبو ريشة في العمالة أسامة الكربولي، الذي وصلته يد العدالة الوطنية والذي رفض أهل الكرابلة إن يدفن بينهم . ومازلنا جميعا نتذكر المدعو مزهر الدليمي الذي رشح نفسه لانتخابات المجلس الوطني منتحلا صفة تمثيل المقاومة وكيف انتهى .

ستار أبو ريشة ومن سبقه من عبيد الاحتلال والطامعين في نيل دولارات المحتلين وبركاتهم لم تحميهم قوات الحماية الامريكية ولا المدرعات و الدبابات ولا السواتر الإسمنتية الموزعة حول مساكنهم، فنفذ فيهم القصاص جزاء لخيانتهم تربة الوطن وكرامة الشعب وتعاملهم مع جزاري شعب العراق ومستبيحه ، فهل يعتبر فواز الجربا وحاتم سليمان وغيرهم من اعوان الاحتلال من ذلك ؟ و هل يتراجعوا عن التعامل مع المحتل الذي انتهك كل المحرمات وهدم المساجد والمساكن ونهب الثروة ودمر كل مرتكزات الدولة العراقية؟ . هذا المحتل المجرم الذي مازال يعتقل في سجونه نساء العراق الماجدات ومئات الالاف من رجال العراق الكرام . ان القصص المذكورة اعلاه تبرهن على قدرة رجال المقاومة على الوصول إلى مخابئ العملاء وباعة الوطن عاجلا أم اجلاً إن لم يتخلوا عن تعاملهم مع المحتلين , وان قصاصهم قد يكون على يد اقرب المقربين إليهم .

فليتوبوا لله وليعتذروا من ابناء شعبهم وليساندوا مقاومتهم بدلا من التعامل مع قاتلي شعب العراق ومحتليه من اجل حفنة من الدولارات لن تغني ولن تحمي .

 

 

 

 

شبكة المنصور

السبت /  10 رمضان 1428 هـ  الموافق  22 / أيلول / 2007 م