بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

أفـيقـوا .... إنها الـمـؤامـرة يـا عـرب

 
شبكة المنصور
الوعي العربي
 

قد يتهمني البعض من المتحزلقين سياسيًا أصحاب الأعلام الفضائي المتجول والممول من أعلام المارينز مع إعتزازي لصاحب هذه المقولة بإنني ممن يؤمنون بمايسمي بنظرية المؤامرة ولانعيش المتغيرات والمستجدات السياسية التي تظهر علي الساحة في ظل الهيمنة و العولمة والأمركة والقطب الأوحد كما يتهمني البعض بإن أصحاب هذا الفكر ممن يعيشون في زمن الشعارات البراقة والحلم العربي ومن المحيط إلي الخليج والقومية والعربية و الإسلامية قد ولي ولم يبقي إلا البكاء علي الأطلال وما يمر بنا من أحداث دموية ومن إقتتال داخلي بين الأخوة الأشقاء فيما بينهم في الوطن الواحد هو مشروع مصغر لما قد يحدث بين إخوة الأوطان انه المشروع التأمري الكبير والذي تنفذه الصهيونية العالمية والمتمثلة في الشيطان الاكبر امريكا ولكن للأسف بمشاركة وأدوات في أحيان كثيرة عربية إنها المؤامرة يا عرب ومن لايعرف مخطاطاتهم ودراستهم لهذا المشروع الكبير لإنهم هم من أعلنواعنه وروجوا له تحت مسميات كثيرة ومن هذه المسميات تطبيق الديموقراطية و الأصلاحات الدستورية وحقوق الأقليات الدينية ومنح المرأة حقوقها في البلدان الاسلامية ومحاربة الإرهاب والتطرف الإسلامي وإخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل ما عدا إسرائيل بالطبع وربط هذه الأصلاحات بالمعونات المالية التي تمولها الدول الكبري للإنظمة الحاكمة والتى ما سمعنا صوتا واحدًا لها يرفض هذه المشاريع بل العكس ترويجًا وتخازلا وتراجعًا بالسكوت والخضوع والخنوع لهذه المشاريع التأمرية من قبل ساستنا ونخبنا السلطوية من أجل الرضا السامي لجناب الكومندا المهم بوش وربة الصون والعفاف فاتنة العرب الأنسة كوندي.إنها المؤامرة ياعرب التي باتت فيها إسرائيل مايسترو الفرقة العربية وبعصاها تحرك السماسرة والعملاء إلي الغرف المظلمة وتتحرك الخطايا وتتولد التوجهات والأهداف في زمن أصبحت فيه هي القيادة والريادة ونحن نسبح بحمد الشراكة وسلام الشجعان والخيار الأستراتيجى أين نحن من حمرة الخجل وقد اصبحت الصهيونية طرفًاً مباشرًا وعلنيًا في زمن سوق النخاسة الدولية ولنا ان نتواري عن الأنظار وكأن ليس لنا تاريخ نضالي أو ثقافي ننهل منه أو قد نضبت كل عيون ومساقي العروبة والنضال انها المؤامرة ياعرب التي أصبح الأخ والجار العربي خطرًا يهدد الأمن والسلم القومي وأن إسرائيل وأمريكا هي الأحن علينا من انفسنا . إنها المؤمراة ياعرب الذي أصبح إسلامنا وعقيدتنا ومناهجنا التعليمية والدينية خاصة هى إرهابًا وتطرفُاً وتعصبًا وإن من أولويات التعايش بسلام هوالتفريط أولاً في العقيدة ومحاربة كل ماهو إسلامي لتنال كرم وتأييد السيد الأمريكي إنها المؤامرة ياعرب فى زمن يحاكم ويحكم فيه العملاء والخونة أبناء الأمة وإصدار الأحكام علي من يخالف المشروع أو يعرقله وأصبح فيه المشتاقون للسلطة يستقوون بالأعداء ولتذهب الشعوب إلي الجحيم والقضاءعلى المقاومة والنيل منها وعلى من يمثل فكرها والتشرذم والتربص لهم في ظل عجز عربي وتكالب الأعداء عليها من غزة فلسطين الي العراق مرورًا بسوريا ولبنان وصولاً إلي السودان والصومال وإلى إيران توظف الخطط والمشاريع والحجج والذرائع لقتل أبنائنا وشعوبنا بأحدث أسلحة الدمار الشامل وتوظيف الأحداث ونشارك ونؤسس لمؤتمرات ومؤامرات الإنبطاح والخيانة والتأمرعلي أنفسنا و خلق مشروعهم الأمبريالي للشرق الأوسط الجديد فكل هذه السيناريوهات لا تهدأ من حولنا فهذه هي الفوضي الخلاقة وفي كل هذه الحالات يبقي هدر الدم العربي هو القاسم المشترك وإنعدام المعايير الفكرية والأخلاقية والتضليل هو المحرك الأساسي . إنها المؤامرة يا عرب التى تستهدف وبإصرار تشويه الوعي لعربي ويتوازي جنبًا الي جنب ظهورمعايير دولية مزدوجة من بعض النخب من مرتادى منتديات ومنتجعات الديمقراطية فى العواصم الغربية والعربية والعبرية والتي تتجه بأبصارها إلي خارج حدود أُمتها للبحث عن الحلول وتلتمس العون والمساعدة وما هي إلا المصيبة الكبري لان كل ما نعيشه من مأساة اليوم خُطط بعناية من هذه القوي الإمبريالية لتطويع مقومات واقعنا السياسي والإقتصادي لتضمن إنصياع الأمة العربية للهيمنة الإمبريالية وإن حالة الإنقسام والتخبط وإلصاق الإتهامات لبعضنا هم من روج لهذه المشاريع وهذه الفوضي التى تتسع بلا هوادة عاصفة بإستقرار المنطقة العربية وشعوبها ولكنها ليست فوضى مطلقة بلا ناظم ولا هدف كما قد يتصور البعض هذه فوضى خلاقة بمعنى أنها تستهدف قوى وأوضاعاً معينة مهما كان الثمن الذي تدفعه الشعوب من أجل إعلاء قوى أخرى وخلق أوضاع جديدة مختلفة وهي فوضى ما كان يمكن لها أن تتحقق لولا وجود قوي وتيارات وشخصيات من أبناء المنطقة يقف بعضها في مركز موقع القرار وتعمل بكل جهد ممكن للوصول إلي أهدافه بل إن جهود وقناعات القوى المحلية قد تفوق أحياناً جهود وقناعات مهندسي الفوضى الأصليين وراسمي إتجاهاتها حتى بعد الغزو والأحتلال ما كان للعراق أن ينحدر إلى هذه الفوضى الدموية التي إنحدر إليها لولا وجود سياسة دفعته إلى هذا المنحدر عندما يأتي المحتل إلى بلد موحد تجمع أبنائه روابط التاريخ والمعتقدات والهوية القومية والوطنية كما المعاش والمصاهرة وآلام الحصار والحرب ومجتمع قوامه الجنوب والوسط والشمال ، المسلمين وغير المسلمين ، السنة والشيعة والعرب والأكراد ربما كان صحيحاً أن إدارة الأحتلال لم تكن تخطط ولم تسعى أن يصبح العراق ما أصبح عليه ولكن الصحيح أيضاً أن المحتلين حملوا معهم من البداية تصوراً لعراق منقسم علي نفسه ، عراق مصطنع ، ينبغي إعادته إلي مكوناته الأولية وإن كل ما في الأمر أن المحتل فقد السيطرة علي العملية التي سرعان ما تفجرت في وجه مصداقية وعود الإزدهار والديمقراطية التي تعهدها وكان يفترض بعد غزو العراق أن تنهار دول بدون أن يتكلف السيد الأمريكى عناء غزوها عسكرياً ، وأن تصوب دول سياساتها بما يتفق وتوازن القوي والتهديدات المماثلة، وأن تعيش دول أخرى حالة من الخوف والحصار وسوريا بالطبع علي رأس الدول المستهدفة إنها المؤامرة ياعرب أن يعيش لبنان هو الآخر فوضي من شلل الدولة والحكم والنظام الدستوري توتر طائفي إنقسام المجتمع السياسي علي نفسه صدامات دموية وإنفجارات وحوادث إغتيال قوات دولية تقبع على الجنوب والساحل ميليشيات تتلقي التدريب هنا وهناك سلاح يكدس ومستقبل مفتوح علي ما هو أسوأ. وكما العراق، لم يكن مهندس الفوضى اللبنانية قد وضع في حسابه وصول الأمور إلي ما وصلت إليه ولأن هذه النتيجة لم تكن متوقعة كذلك فقد كان لابد من اللجوء إلي أداة القمع والتغيير الرئيسية في المنطقة إلي الدولة العبرية ولأكثر من شهر في الصيف الماضي وحتى بعد أن لم يتبق في جدول الأهداف ما يقصف بتعرض كل مناطق نفوذ حزب الله وأغلب لبنان لقصف إسرائيلي غير مسبوق ولإجتياح عسكري طاحن في الجنوب ولم يكن متوقعاً للبنان أن يصمد في مواجهة العدوان ولكن صمد لبنان وانتصر وصدر أزمته للدولة العبرية ذاتها وأدخلها في أزمة سياسية طاحنة وكان لابد بالتالي أن تعيد سياسة الفوضى إنتاج نفسها وأن تدفع بالإنقسام اللبناني الداخلي إلي مرحلة جديدة وأن تكسر القوي المعادية لها بأيدي وقوي لبنانية أو حتى بالإغراق في وحل الفوضى والإنقسام إنها المؤامرة ياعرب ان يصل الوضع الصومالي الى ماوصل إليه فالنظام الذي حاولت المحاكم الإسلامية إقامته ، كان النظام الوحيد الذي حمل للصوماليين أمل الأستقرار وبناء الحياة للمرة الأولي منذ إنهيار النظام الصومالي قبل أكثر من عقدي من الزمن إنها المؤامرة ياعرب ان تمضى أصعب حلقات الفوضى التي تكاد تعصف بالحركة الوطنية الفلسطينية ليس فقط لإن فلسطين هي قضية القضايا للعرب والمسلمين، ولكن أيضاً لإن الفلسطينيين يعتبرون من أكثر الشعوب العربية والإسلامية خبرة ووعياً وقدرةعلي النفاذ خلف ظواهر الأمور والصدامات التي شهدها قطاع غزة بين القوات التابعة لحركة حماس وبعض أجنحة فتح المسلحة وعناصر الأجهزة الأمنية التابعة للرئيس محمود عباس ميرزا و مستهدفة إدخال الوضع الفلسطيني في حالة من عدم التوازن بعد شهور قليلة من توقيع إتفاق مكة وما تبعها من تداعيات عربية ما هو إلا تقديم صورة من الفشل والانهيار لكل لحركات الوطنية الفلسطينية إنها ثمة مجموعات وعصابات الصقور والمحافظين الجدد الشريرة ومايجمعهم بالسياسة واللوبى الإسرائيل بالتأكيد هاجس إعادة رسم خارطة القوة السياسية في عدد من بلدان المنطقة ، هاجس الإيمان القاطع بصواب رؤيتهم للأمور، وبأن شعوب المنطقة والكثير من قواها لا تعرف حدود الخير والشر كما يعرفونها هم ولا يبدو أن ثمة سقفا للمدى الذي يمكن لهؤلاء الذهاب إليه في محاولة فرض رؤيتهم على المنطقة العربية الإسلامية وشعوبها وكما يعبث هؤلاء بالوضع اللبناني الداخلي ولا يكترثون بدفع سورية علي ذات الطريق الذي دفعوا إليه العراق، فإنهم يبذلون كل جهد ممكن لإعادة عقارب الساعة الفلسطينية إلي الوراء وأن المتغيرات التي تعصف بالمجتمعات العربية والإسلامية، والتي أدت إلى بروز قوى مثل المقاومة العراقية، حزب الله، حماس، المحاكم الصومالية، وحتى حركة طالبان هى متغيرات حقيقية هذه في النهاية ظواهر تاريخية تولدت من قلب ورحم الأحداث وهي بالتالي تؤثر وتتأثر بالظروف الموضوعية المحيطة بها ولكن التخلص من هذه القوى بعملية جراحية أو إنقلابية ليس ممكناً. لإنها وليدة الحدث ورد الفعل الطبيعي للشعوب العربية والاسلامية. كما أن من المستحيل تجاهل الإنجاز الذي حققته المقاومة الإسلامية في لبنان في صيف العام الماضي حرب تموز او حرب الثلاثة وثلاثين يوم أو التعامي عن فشل مشروع الأحتلال في العراق بغض النظر عما إن كان المستقبل سيكون أفضل أو أسوأ ، إن المشروع الأكبر، الذي انطلق منذ أكثر من أربعة أعوام لتغيير وجه مجتمعات المنطقة وبنيتها، قد أخفقوأن هذا التوالد لإستراتيجية الفوضى هو في حد ذاته مؤشر إخفاق فعندما يصل وضع الاحتلال المغولي التتاري وسقوط أبطال غزو الانجلو أمريكي في العراق إلى ما وصلوا إليه، عندما يتهاوى وعملائه وأذنابه من المماليك والطالبنيين والجلبيين الواحد منهم تلو الآخر فمن العبث محاولة إنقاذ المشروع في لبنان وسوريا وفلسطين والصومال وما يبذل من محاولات دموية في الوقت الضائع لن تنقذ المشروع عود كبريت .

 
 
 
شبكة المنصور
الجمعة / التاسع والعشرون / حزيران / 2007