بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

عـــراق بــلا تــوافــق .. وإحــتلال بــلا شـــرعـــيــة

 

 

شبكة المنصور

الوعي العربي

 

هذه هي المرة الأولي و الأخيرة التي يكون فيها الرئيس الأمريكي بوش محقاً وصادقاً علي الرغم ما يتصف به من كذب وخداع كما أن هذه هي المرة التي يتصف فيها بذكاء غير معهود عند وصفه إعلان جبهة التوافق العراقية وهي إن أجزنا التعبير هي ممثل العرب ألسنه في الحكومة والبرلمان وهي التي وافقت علي المشاركة في العملية السياسية واصفاً إياها بان هذا الإنسحاب ليس له أهمية وهذا هو الواقع الذي أصاب بها بوش كبد الحقيقة لان هذه الإدارة تعلم جيداً وأكثر من غيرها بان تهديد هذه الكتلة اوغيرها من الكتل بالإنسحاب و التي تشارك في العملية السياسية وفي هذه الحكومة العميلة منذ إحتلال العراق ليس له أي أهمية تذكر اوتاثير في عرقلة المشروع ألإحتلالي لان الإدارة الأمريكية تعلم جيدا بأنه لا وجود في الأصل لعملية سياسية بالمعني الحرفي لهذه الكلمة أي انه لا توجد عملية سياسية ألا من خلال المحتل. وان هذا الإطار التي توجد به هذه العملية ما هو إلا ستار يتخذه الأحتلال لإعطاء الشرعية الدستورية والسيادة أمام العالم لهذه الحكومة لأنه لاتوجد سوي عملية سياسية واحده فقط و بإرادة منفردة وهي من صنيعة الأحتلال .إن إعلان جبهة التوافق العراقية بالإنسحاب من الحكومة ثم أعقبها تعليق من ألقائمة العراقية لوزرائها في الحكومة ماهي إلا سيناريوهات معده سلفاً و بإيحاء من إدارة الأحتلال نفسه لقرب نهاية الحكومة العميلة والأطاحة بالمالكي ولا تخرج عن كونها إستراتيجية خائبة للرئيس الأمريكي بوش والذي يخطط منذ فترة للتخلص من المالكي وهذا واضح من تهديده له في المؤتمرالصحفي الذي عقده بوش بالأمس الخميس في البيت الأبيض عندما أشار إلي العلاقة الخاصة بين المالكي و إيران ولكن هذا التخلص يجب إن يتم في اطارمن الشرعية والديمقراطية التي تطبقها أمريكا في العراق وإلا لكان عضو هذه الجبهة "طارق الهاشمي" "رئيس الحزب الإسلامي العراقي" "والنائب الثاني لرئيس جمهورية العراق" بان يعلن انسحابه من العملية السياسية برمتها إلا انه كما وصفها بوش بأنها مناورة سياسية لتحقيق مزيد من المكاسب فإشكالية جبهة التوافق العراقية وأقول أسفاً السنية وذلك بحسب مبدأ المحاصصة الطائفية التي وضع أُسسها الحاكم المدني الأمريكي بريمر تكمن في أن هذه الشخصيات تعتقد واهمة بأنها تستطيع من خلال المشاركة السياسية أن تقاوم الاحتلال سياسياً ، وتقلل من الخسائر التي تلحق بالشعب العراقي، ومن الخطأ ترك عملاء المحتل ينفردون وحدهم بالسلطة , ويقررون شئون العراق بمعزل عن القوي الوطنية . ولقد أخطأت جبهة التوافق منذ البداية بالمشاركة في العملية السياسية والتي أوجدها المحتل وهم ممن يفتخرون بتاريخهم النضالي الطويل وعدم دخولهم العراق علي ظهور الدبابات الأمريكية والبريطانية وقد استطاع الإحتلال وعملائه عن طريق الترغيب والمشاركة في العملية السياسية تحت وهم ما يسمي بحكومة الوحدة أو المصالحة الوطنية بانضمامهم إلي هذه العملية وإما الإبعاد عن مسرح الأحداث ونظرا لأنهم ممن يمتلكون مشروعا سياسيًا لايختلف عن مشاريع الآخرين فقد اسروا السلامة .لقد انخرطت هذه النخب السياسية ومنذ تشكيل الحكومة العراقية العميلة في هذه العملية التي استحدثها الأحتلال الصهيو أمريكي علي الرغم من إنهم يدعون أنهم ضد الأحتلال ويسعون إلي إنهائه عن طريق المشاركة بدلا من حمل السلاح وطرد الاحتلال. أن هولاء النخب من المشاركين في جبهة التوافق السنية اوغيرهم لم يحرزوا أي تقدم علي أي صعيد من صعد الأهداف الوطنية والسياسية اللهم زيادة في تكريس الاحتلال عن طريق سبغ الشرعية علي هذه الحكومات العميلة بمشاركتها بالموافقة علي تمرير مواد الدستور البريمري سابق التجهيز ومعللين ذلك بحصولهم علي إجراء أو إدخال أي تعديلات يرونها عليه مستقبلا كما أنهم عجزوا عن وقف العنف والاعتقالات والحصار والتهجير والقتل علي الهوية وزيادة نفوذ عصابات القتل الطائفي وبناء الحواجز والجدران العازلة وبخاصة في المدن التي يتركز فيها التواجد السني .لقد ساهم هؤلاء المشاركين في هذه العملية بانخراطهم في هذه الحكومة العميلةالي خلط الأوراق علي العراقيين والإيهام بان الاحتلال يجب مقاومته بالوسائل السياسية دون رفع السلاح في وجهه. لقد أعطوا المبررات للاحتلال وعملائه في تمرير مسلسل المصالحة باستخدام الشخصيات الوطنية واستثمارها كغطاء للقضاء علي أعمال المقاومة المسلحة وإعتبارها حركة إرهابية من خلال صمتها علي الجرائم التي تُرتكب تحت سمع وبصر المشاركين في العملية السياسية وعلي المشاركين في هذه العملية بالا يخلطوا بين طموحاتهم السياسية في الحصول علي نصيبهم من السلطة وبين مشاركتهم السياسية في مقاومة المحتلين بالطرق التي اختاروها في التعامل مع الأحتلال لأنه من غير المجدي الإحتفاظ بين الطموحات والواجب في مناهضة الإحتلال فالطموحات السياسية في ظل وجود إحتلال بغيض مثل الأحتلال الأمريكي محكوم عليه بالفشل مسبقاً لان الأحتلال يهدف إلي تكريس وتثبيت دعائمه بدون تداعيات خطيرة عليه وفي حالة الشعور بان الوطنية تغلب المشاركة فان الأحتلال يبادر بالتخلص منهم فهذه هي طبيعتهم . فإذا كانت جبهة التوافق تؤمن حقيقة بالدور الوطني فعليها بالإنسحاب الفوري من كافة مراحل العملية السياسية بل وتقديم الاعتذار للشعب العراقي علي دورها السابق في مؤازرة الإحتلال ومسايرته في كل أهدافه الخبيثة وعليها ترك البرلمان، والحكومة، والرئاسة، والعودة إلي صفوف المقاومة المسلحة ، والإعتراف بالمقاومة ، ورفض الدستور، الذي وضع في ظل وإشراف الاحتلال، والطعن في شرعية الإستفتاء عليه، و ألمطالبه بإعادة الجيش العراقي السابق إلي ثكناته وتشكيلاته، وإطلاق سراح الأسري والمعتقلين . إن التاريخ لا يرحم وعليكم بالتخلي عن أوهام جدوى المشاركة في العملية السياسية ومقاطعتها والعودة إلي صفوف المقاومة وأن صمام الأمان لحرية العراق وتحريره يكمن في مقاومتكم وليس مشاركتكم ومن لايحمل السلاح عليه أن يختار المقاومة خارج إطار العملية السياسية" فالمقاومة هي الحل" وبدون مقاومة مسلحة من كل أطياف الشعب العراقي سوف يجد الاحتلال موضع قدم له وفي ظل تصاعد عمليات المقاومة من أبناء العراق النشامي والإبطال الذين لم ينخرطوا تحت أي مسمي سياسي وبانهيار مشاريع الاحتلال الأمريكي تحت وقع ضربات أبناء المقاومة بات الحل الوحيد المتبقي في أجندة "جناب الكومندا المهم بوش" هو الانسحاب وربما الهروب السريع واليوم يتكلم صناع القرار الأمريكي عن خطط طوارئ لانسحاب بطئ وتدريجي للقوات الأمريكية وان زيارة وزير الدفاع الأمريكي" جيتس" مؤخرا إلي المنطقة للاتفاق علي خطط الانسحاب العسكري والتدريجي ما هو إلا مؤشر لهذه الخطط وان قول وزير الدفاع الأمريكي بأنه في استحالة تحقيق الأمن والمصالحة في العراق سوف يكون هناك استراتيجيات أخري بديلا عن العملية السياسية الفاشلةألا وهي البدء في تطبيق عملية تقسيم العراق إلي ثلاث دويلات وهي دولة كردستان، ودولة سنستان، ودولة شيعستان، وقد بدأت ملامح هذه الخطة في التفعيل بمناقشة برلمان دولة كردستان قانونا خاصا للنفط كما لوكأن هذا النفط ليس ملكا لكل العراقيين وثاني ملامح هذه الخطة هي في تسريب أو صدور وثيقة تأسيس حكومة الحكم الذاتي في جنوب العراق وتضم أربعة أقاليم أو محافظات عراقية تدين بالولاء إلي القومية الفارسية في إيران وبدعم من المجلس الاعلي للثورة الإسلامية سابقا والعراقي حاليا وتحت رعاية الطفل المعجزة عمار الحكيم ابن عزيز حكيم الطبطبائي وكل هذا يجري تحت سمع وبصر هذه النخب السياسية العميلة المشاركة في العملية السياسية من العلاويين، والجعفريين، والمالكيين، ومن يحذو حذوهم . ولذا نقول لكل من يشارك في هذه العملية معتقدا، أو واهما، اويراهن ،علي فاعلية مشاركته في إنهاء هذا الاحتلال الصهيوني الأمريكي أنت مخطئا بل ومشاركا في تنفيذ المخطط الشيطاني والذي يحاول أن يجد له مكانا لولا ضربات أبناء المقاومة من أبطال العراق الشرفاء والتي لاتعنيهم هذه الاتفاقات او الصفقات التي يدبرها الاحتلال وعملائه. ان من ُيفشل للأعداء والعملاء مشاريعهم هي المقاومة الوطنية المسلحة فهم لايخشون سوي لغة الكفاح المسلح من أبناء الشعوب الرافضة للاحتلال وان وحدة الشعب العراقي بكل أطيافه القومية، والعروبية ،هي التي سوف تحطم طموحات، وأحلام الأعداء، فيجب علي كل المخلصين من شرفاء وأبناء العراق حقا والذين يراهنون علي مشاركتهم في العملية السياسية وممن يمتلكون قرارهم و كرامتهم وعزتهم وشرفهم و أعلنوا عن انسحابهم أو تعليق مشاركتهم في الحكومة والبرلمان بالا يكتفوا بهذا الموقف الذي أعلنوا عنه إذا كانوا حقا صادقين ويرغبون في مقاومة المحتل وأن يعلنون عن عصيانهم وتمردهم علي بقاء الاحتلال جاثما علي أنفاسهم إلي مالا نهاية وانه لابديل عن حمل السلاح في وجه الغزاة والعملاء فهم يعرفون هذه اللغة أما أن لم يكونوا صادقين مع أنفسهم ومع الشعب العراقي الذي يفهم جيدا هذه الأساليب الانتهازية لتحقيق مكاسب وطموحات أهدافهم واستمروا في لعبة المناورات السياسية تكون قد صدقت مقولة بوش عن هؤلاء في عدم أهمية مشاركتهم أو عدم مشاركتهم لأنه يعلم جيدا حقيقة هذه الأهداف والطموحات .إذن الأمل يبقي في وحدة هذا الشعب وفي وحدة المقاومة المسلحة فقط لان هؤلاء الأشرار يفهمون هذه اللغة جيدا فالأمل الحقيقي في أبناء هذا الشعب وهذه ألأمة في العراق العروبي، و العراق القومي ، فمن هتف باسم، وشعب العراق، والذي تجلي ذلك في أروع صوره عند حصول الفريق القومي العراقي علي كاس الأمم الأسيوية لأفرق بين سني،أو شيعي، اوكردي، كانت الفرحة تكسو وجوه العراقيين من أقصي الشمال، إلي أقصي الجنوب، ومن زاخو، إلي الفاو ،الكل في واحد .إذن الكلمة الأخيرة نقولها لكل هذه النخب السياسية المشاركة في العملية السياسية الحالية إذا أردتم عزة وشرف وكرامة العراق وتحريره من الغزاة والعملاء فلن يفيد انسحابكم لأنه ليس بالانسحاب وحده يتحررا العراق.

 

 

 

 

شبكة المنصور

السبت / 11 / أب / 2007