بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي
يسجل تقديره العالي للدور الذي يقوم به الجيش اللبناني من استئصال لبؤر الفتنة
يدعو الأطراف الفلسطينية المتقاتلة إلى وقف حمامات الدم، وإلغاء كل الإجراءات السياسية التي أعقبتها
الاحتلال الأميركي والنظام الإيراني لهما مصلحة مشتركة في تفجير مئذنتيْ الإمامين العسكريين
على النظام العربي الرسمي أن يستفيد مما أنجزته المقاومة الوطنية العراقية من نجاحات

 
شبكة المنصور
 
 

في اجتماعها الدوري، توقفت قيادة حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي أمام الأحداث الدامية التي تلف بعض أقطار الأمة العربية، من لبنان إلى فلسطين إلى العراق، وأصدرت البيان التالي نصه:

لا يخفى على المراقب الربط بين أحداث ما يجري في لبنان وفلسطين والعراق، فالمحرك الأساس واحد، والمشروع واحد، والمؤامرة الأميركية - الصهيونية تحتل كل زوايا ما يجري على الساحات الثلاث، بينما لا تُعفى القوى السياسية المحلية من المسؤولية إذ أنها تُيسِّر السبل في أحيان كثيرة أمام استمرار تلك المؤامرة، كما لا يُعفى النظام العربي الرسمي من مسؤولياته القومية، فهو صامت أحياناً ومتواطئ أحياناً أخرى.

وبين انجراف القوى السياسية المحلية إلى متاهات ردَّات الفعل المرحلية، وانجرار النظام العربي الرسمي للاستجابة إلى إملاءات الإدارة الأميركية، يجري التدخل الخارجي الدولي والإقليمي على قدم وساق، الأمر الذي جعل من القرارين الوطني والقومي ملحقيْن بالقرار الإقليمي والدولي.

نتيجة لكل ذلك، حددت قيادة حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي مواقفها من مجمل تلك الأوضاع كما يلي:
أولاً: إذ يسجل حزبنا تقديره العالي للدور الذي يقوم به الجيش اللبناني من استئصال لبؤر الفتنة، فإنه يتألم لما لحق به من خسائر في الأرواح من جراء الاشتباك العسكري المستمر في مخيم نهر البارد، ولما دفعه المواطنون الفلسطينيون من خسائر في الأرواح ومتاعب التهجير، يعيد تأكيد موقفه بتحصين الجيش وقوى الأمن الداخلي بقرار سياسي جامع للمحافظة على أمن الوطن والمواطن، وفصل ما ترتكبه المجموعات المعتدية على القوى الأمنية اللبنانية عن الواجب القومي في حماية القضية الفلسطينية.
كما تثمِّن قيادة الحزب التعاون الجدي الذي بذلته فصائل منظمة التحرير الفلسطينية مع الجيش اللبناني، وتخص بالتأييد المبادرة الأخيرة، التي قد تعجِّل بنهاية مأساة ما يجري في مخيم نهر البارد.
كما تستنكر قيادة الحزب ظاهرة إطلاق الصواريخ من لبنان على الأرض الفلسطينية المحتلة، الذي حصل، بتاريخ 17/ 6/ 2007، باعتباره تصرفاً انفرادياً لا يخدم حماية الأرض الوطنية اللبنانية، والقضية الفلسطينية.
وانتظاراً لنتائج ما ستؤدي إليه انتخابات رئاسة الجمهورية، تناشد قيادة الحزب كل المعنيين لإنجاز هذا الاستحقاق بوعي وإدراك وذلك بتغليب عامل الوحدة الوطنية، واستمرار مؤسسات الدولة الدستورية كما تحذِّر من الوصول إلى مرحلة تشكيل حكومتين تلك التي تعني تقسيماً فعلياً للبنان تنفيذاً للمخطط التآمري على الوطن والأمة.

ثانياً: تعلن قيادة الحزب رفضها للاشتباكات الحاصلة بين حركتيْ فتح وحماس في الأرض الفلسطينية المحتلة، والتي ذهب ضحيتها، حتى الآن المئات من الضحايا، أولئك الذين كان من الواجب توظيف دمائهم وأرواحهم في مقاومة الاحتلال. كما ترفض حالة التقسيم السياسي التي كانت استكمالاً لحمامات الدم تلك.

كما تدعو قيادة الحزب، بكل إخلاص، الأطراف المتقاتلة إلى وقف حمامات الدم الغزيرة التي تشهدها شوارع غزة، وبقية مناطق السلطة الفلسطينية، وتطلب منهم التوقف فوراً عما يجري. كما تدعو إلى إلغاء كل الإجراءات السياسية التي أعقبتها، والعودة إلى طاولة الحوار عبر المبادرة التي أطلقها اجتماع وزراء الخارجية العرب، واعتبار فتنة القتال بين أبناء القضية الواحدة من أشد المحرمات، بخاصة وأنها توفِّر على العدو الصهيوني مؤونة الدفاع عن نفسه في وجه المقاومة الفلسطينية والمقاومين الفلسطينيين. كما ترى قيادة الحزب أن موجبات الترحيب بإنجازات هذا الفريق أو ذاك، ما هي إلاَّ من أبواق لا تريد للقضية الفلسطينية خيراً.
ثالثاً: وتوقفت القيادة أمام التفجير الذي لحق بمأذنتيْ الإمامين العسكريين في سامراء وأدانته، كما أدانت تفجير عدد من المساجد في مدينة الإسكندرية وبغداد والبصرة وضواحيها، كما تفجير بعض الكنائس، التي جاءت كردة فعل على ما حصل في سامراء، ورأت أن ذلك يمثل حلقة متجددة من حلقات الفتنة التي كان الاحتلال الأميركي للعراق سببها الرئيسي. وفيه وجد أعداء العراق الآخرين فرصة لتنفيذ مآربهم وأهدافهم وأغراضهم الخاصة الضيقة.

إن قيادة الحزب تجد أن المستفيد من التفجير طرفان: الاحتلال الأميركي والنظام الإيراني، حيث أن لكل منهما مصلحة في تثبيت التقسيم الطائفي للعراق، وهما يعملان كل الجهد من أجله. أما الاحتلال فينشد من التقسيم حماية الاتفاقات التي يعمل، قبل إعلان هزيمته في العراق وخروجه المؤكد منه، على عقدها مع حكومة المالكي العميلة، ومن أهمها اتفاقية النفط والقواعد العسكرية. وأما النظام الإيراني، الذي أعلن قادته أنه لولاه لما استطاعت أميركا أن تحتل العراق، فإنه متأكد من أنه لن يستقر وجوده في العراق إلاَّ من خلال فرز طائفي يتولى عملاؤه إدارة إحدى فيدرالياته التي نص عليها الدستور المشبوه الذي وضعه الاحتلال الأميركي، وباركه النظام الإيراني.
رابعاً: أما استهتار النظام العربي الرسمي، وإن كان من الصعب تغييره بقدرة ساحر، فإن مراهنتنا لا تزال مستمرة على أن يستفيق بعضه، خاصة وأن المشروع الأميركي الأم قد اصطدم بعوائق ومآزق من الصعوبة أن يجتازها، وهي فرصة لمن كان في صف الخائفين أن ينتقل إلى الضفة الأخرى، ويستفيد مما أنجزته المقاومة الوطنية العراقية من نجاحات في أدائها البطولي وما حققته المقاومة في لبنان في وجه العدوان الصهيوني، تلك النجاحات التي ستنعكس بشكل إيجابي على العالم كله، وكيف بالأحرى على الوطن العربي.
وهي تدعو الأنظمة العربية الرسمية، ومؤسسات الجامعة العربية، إلى التقاط المتغيرات القادمة، التي عبَّرت عنها بوضوح زيارة وزير الحرب الأميركي الأخيرة للعراق التي جاءت لتلقي وزر الفشل في العراق على عاتق حكومة المالكي العميلة، وهي تأتي أيضاً كتتويج للحالة الأميركية الرافضة للاحتلال والداعية للانسحاب من العراق.
إن قيادة الحزب، إذ تذكِّر الأنظمة العربية بحقائق المتغيرات المرتقب حصولها على الساحة العراقية، فهي أيضاً تناشدهم بأن يستعيدوا الفراغ السياسي والأمني الذي تركوه في كل الساحات العربية، بحيث أصبحت مستباحة أمام كل طامع دولي أو إقليمي، وتدعوهم إلى ملئه بجهد عربي بعد أن ملأته قوى الخارج من أجل رسم خريطة جديدة في الوطن العربي والإقليم.
.

 

حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي

19/ 6/ 2007

 
 
شبكة المنصور
السبت / الثلاثون / حزيران / 2007