بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

محاكمات العصر.. ومسلسل الانتقام في العراق الجديد

 

 

شبكة المنصور

طــــلال بركـــــات

 

 وسط زخم من الفوضى وفقدان الامن والامان والاحتقان الطائفي في العراق والقتل على الهوية وتفكك مؤسسات الدولة وانعدام الخدمات وانقطاع الكهرباء والماء ونقص المواد الغذائية والصحية وارتفاع الاسعار والبطالة فضلا عن تهريب النفط وتبديد موارد الدولة ونهب ثرواتها وسرقة المال العام، نجد الحكومات المنبثقة عن الاحتلال لاهم لها سوى انشاء محاكم فورية يعيين فيها قضاة ويعزل فيها قضاة على مرام قادة العهد الجديد لاجراء محاكمات هزيلة كأن العراق قد وصل الى حالة من الرخاء والازدهار ولم يبقى الا تحقيق العدالة والاقتصاص ممن دافع عن عروبة العراق لاشفاء غليل حقد تحالف الاحزاب الكردية الانفصالية ومسؤولوا التنظيمات والميليشيات الصفوية الذين يسعون للانتقام من رموز المؤسسة العسكرية في العراق وتقديمهم قرابين على عتبة الحقد الفارسي الكردي الصهيوني لاذلال العراقيين واهانة جيشهم الذي سطر بصمودة اشرف ملاحم البطولة والفداء في الدفاع عن العراق والامة العربية ولم يكتفوا بقتل الالآف من الضباط والطيارين والعلماء ومهندسي التصنيع العسكري بمشاركة الموساد بل الاعلان عن فصل جديد من مسلسل محاكمات الانتقام السياسي التي ستشمل اكثر من 220 قائد عسكري من خيرة ضباط الجيش العراقي الغاية منها تصفية حسابات سياسية واثنية وعرقية وطائفية للانتقام من الذين تصدوا للهجمة الصفوية التي جاءت من خلف الحدود وقامت بتحريض ضعاف النفوس على حرق المستشفيات والمدارس والدوائر الحكومية وقتل الناس الابرياء وتخريب المدن والمحافظات مستغلين المحنة التي كان يمر بها الوطن، هذة الهجمة البربرية لا يمكن ان نسميها انتفاضة لان الانتفاضة تعني بناء نماذج من قيم الشهامة والغيرة والتضحية والفداء للدفاع عن الوطن ضد المحتل وليس التخريب والدمار الذي حصل في المحافظات الجنوبية المحادية لايران الشر، بينما نجد الذين انقذوا البلد والمواطنين من هذة الهجمة الغوغائية يساقون الى محاكم الثأر لانهم مارسوا مسؤولياتهم وواجباتهم الوطنية والعسكرية في زمن الحرب وان مبادئ القانون الدولي والمحلي تؤمن لهم الحصانة والحماية، وشر البلية ما يضحك مشاركة الامريكان في هذة المحاكمات التي يسمونها بالعادلة ربما انهم ايضا كانوا مشاركين في الانتفاضة المزعومة...! ياترى من سيحاكم الذين خانوا الوطن وجاءوا بالاحتلال وكانوا السبب في انعدام الامن والامان، من سيحاكم الذين ودمرو المدن الرافضة للاحتلال وذبحو ابنائها في مجازر جماعية وماهو موقف قضاة المحكمة العادلة من افعال المليشيات وفرق الموت التي تقوم بالتعذيب والقتل بالدرل ألم يكن هؤلاء هم ادوات تلك الانتفاضة المزعومة، أليس هذة المحاكمات صفحة جديدة من مسلسل الانتقام السياسي والتي سبقتها صفحة محاكمة الفريق سلطان هاشم ورفاقة، الم يكن قرار اعدامة والفريق حسين رشيد التكريتي مطلب كردي ايراني امريكي اسرائيلي مشترك وكذلك قرار السجن المؤبد ضد الفريق صابر الدوري هذا الرجل الذي أعاد الحياة الى مدينة كربلاء وغرس فيها الشمائل الطيبة واعز اهلها وشيعتها فكان جزاءة الغدر ونكران الجميل من حكومة المنطقة الخضراء الذي لم يشفع لة أثرة الطيب الذي تركة في مدينة الحسين (علية السلام) عندما كان محافظ كربلاء، أليس الغرض من هذة المحاكمات اشباع غرائز ورغبات انتقامية مبيتة ضد قادة الجيش العراقي الذين كانت لهم ادوار تاريخية مشهودة في الحرب العراقية الايرانية وعاصفة الصحراء والغزو الامريكي عام 2003 وقد اثبتوا مقدرة عالية في الدفاع عن العراق والذود عن سيادتة. اما بالنسبة للتهمة التي نسبت اليهم عن احداث حلبجة التي حدثت في ظروف حرب طاحنة بين دولتين كبيرتين في المنطقة لم يسلم من تأثيرها الكثير، وكانت تنسب اتهامات متبادلة في هذة القضية للطرفين المتحاربين خصوصا بعد أن ظهرت بوادر اتهام الطرف الآخر على يد الكثير من الخبراء الفنيين في أجهزت المخابرات العالمية والأمريكية ممن لديهم معلومات مؤكدة عن ملابسات تلك القضية وقدموا اعترافات مذهلة تشير إلى إن التعامل مع هذا الموضوع كان يتم التصرف فية من وجهة نظر سياسية، وربما لا نبالغ اذا قلنا ان الحرب التي تشنها القوات الامريكية المدعومة بالميليشيات الحكومية ضد محافظات عراقية ترفض الاحتلال وتقاومه هي اكثر ظلماً وخطورة من حملات الانفال نفسها، من سيحاكم القيادات الكردية التي انصبت خياراتها الاستراتيجية على تحطيم الدولة العراقية من خلال التعاون مع جهات أجنبية تكن العداء للعراق ولعبت دور فعال في تقديم الدعم العسكري والاستخباري لايران خلال الحرب العراقية الايرانية وكذلك الدعم اللوجستي والسوقي إلى الولايات المتحدة من اجل احتلال العراق، من سيحاكم الذين اتخذوا من اقليم كردستان مركز لنشاط الموساد في العراق قبل الاحتلال وبعدة ومساعدتهم للانتقام من خيرة رجال الدولة العراقية بتصفية العلماء والاطباء والمهندسين والاكادميين لتدمير البنى التحتية لهذا البلد الذي تآمروا على تمزيقة سنين طويلة ليبنوا على انقاضة دولتهم المزعومة على حساب المصالح العليا للعراق دون الاكتراث للاحداث المأساوية الجارية في هذا الوطن الجريح ان لم تكن بصماتهم منغمسة فيها ليتسنى استمرار مسلسل تصفية الحسابات التي لم تكن هذة المحاكمات بعيدة عنها.



Talal_barakat1@hotmail.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الخميس / 23 / أب / 2007