بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

نداء الحزب الشيوعي العراقي
من اجل وقفة تضامن وإدانة واستنكار لجرائم الاغتيال الجديدة بحق أبطال من قادة قواتنا المسلحة العراقية الباسلة

 
شبكة المنصور
 
 

الى أحرار العالم…

الى كافة منظمات حقوق الإنسان…

الى الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة…

الى كافة المنظمات الإنسانية…

الى المؤتمر القومي العربي…

الى كافة منابر الأعلام الحر الشريفة…

نطالبكم باسم الحق والعدالة الإنسانية, برفع أصواتكم الخيرة, والعمل من اجل الإيقاف الفوري لجرائم الإعدام والقتل والابادة بحق الشعب العراقي, ومنهم قادته وأبناء قواته المسلحة البطلة الأسرى من قبل قوات الاحتلال الغاشم.
ليس هي المرة الأولى التي نناشد فيها الضمائر الإنسانية الحية والواعية, والتي يعز عليها الإنسان بكرامته وأمنه وعيشه, فهذة دوائر الجريمة والقتل والابادة اليومية أضحت مشهدا مألوفا يثير القرف والاشمئزاز في النفوس, حيث تقف وراءه واشنطن ولندن وطهران وتل أبيب, فمسرح الموت امام أنظاركم كل يوم وهو يمثل الوجه القبيح والفاشي البشع وبأعلى درجات وأساليب الإرهاب, إنها آلة القتل الجماعي تحت مظلة القانون والشرعية الدولية… نريد ان نتساءل, بأي حق وبأية شريعة يغتصب بلد وشعب كامل كان يعيش بأمن واستقرار, ويتم تدميره وفق مخطط إمبريالي عدواني دولي, تشارك فيه بلدان تدعي الديمقراطية والحرية وتدافع عن حقوق الإنسان… أليس هؤلاء الناس الذين يقتلون كل يوم في ارض العراق بشراً؟؟ إلا يستحقون الوقوف الى جانبهم والدفاع عنهم, والجميع يعرف ويعلم علم اليقين من هي تلك الإطراف والجهات التي تقترف هذة الجرائم… فالجثث المرمية في الشوارع والأزقة والمجاري والأنهر, وفضائح السجون والمعتقلات وأقبية التعذيب والاغتصاب وملا جيء الأطفال التي فضحت الصور ما تسرب منها ومدى بشاعتها… كل ذلك لا يعكس وقائع وأدلة ومعطيات حقيقية دامغة لمن يدعي انه مع القانون ومع حقوق الإنسان التي تتباكى عليها منظمات الشرعية الدولية, ويدافع عنها مجلس الأمن الدولي الذي أصبح أشبه بمركز شرطة تحقيق عادي مهمته فقط النظر في قضايا تخدم مخططات ومشاريع الاستعمار الجديد بقيادة أمريكا وتابعيها من الذين تعلموا وظيفة رفع الأيدي تأييدا لأي مشروع قرار تتقدم به أمريكا أو بريطانيا أو فرنسا ليأخذ مجراه القانوني والشرعي, ويتم تطبيقه مع كامل جاهزية جنود الاحتلال ذوي القبعات الزرقاء, جنود الشرعية الدولية كأسلوب جديد في السيطرة والهيمنة على مناطق حيوية في العالم, ومثال ذلك جنوب السودان – دافور – ولبنان – واحتمال غزة – وبهذا الغطاء تتمركز قوات دولية تفرض السيطرة على الارض مما يجعلها بقوات تهدد استقلال ذلك البلد.

ولكن لا توجد آذان صاغية للجرائم التي يقوم بها الاحتلال بحق الشعب العراقي, الذي يدفع ضريبة كرامته وحريته واستقلاله, ويدافع بشرف ضد الاستعمار والهيمنة التي تجتاح شعوب العالم الفقيرة.

ان كل هذة المليارات التي تنفق على الحروب ووسائل القتل والدمار والتخريب, لو استثمرت من اجل القضاء على الفقر والجوع والمرض والبطالة وتحولت الى مشاريع للتنمية والبناء لعاشت البشرية بسعادة ورفاهية وامن واستقرار, لكن كيف تنفق هذة الأموال الطائلة والخيالية على الجياع والمحرومين في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية حيث ملايين البشر يعيشون دون خط الفقر… ويبقى الجواب معروف دوما من قبل الأحرار والثوار في هذا العالم… ان الإمبريالية العالمية لا يمكن ان تعيش بدون حروب, فالحروب هي الأسواق الرابحة لبيع ما تنتجه مصانع السلاح وكل أدوات الجريمة والقتل التي يحرمون إنتاجها على الآخرين ويشرعون احتكارها بأيدهم فقط.

أيها الأحرار… أيها الثائرون في كل مكان إنها الجريمة بابشع صورها ترسمها أمريكا وحلفائها في فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان والصومال… جريمة والابادة البشرية بحق الفقراء والبؤساء, هؤلاء الجياع يقتلون يوميا و دون إي ذنب اقترفوه… سوى ذنب واحد هو إنهم يريدون ان يعيشوا أحرار في بلدانهم بلا نهب لثرواتهم ومصادر عيشهم الكريم… كفى صمتاً… كفى كذباً ودجلاً وتحايلاً وخداعاً وازدواجية في معايير تطبيق حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية.. كفى يا بلدان مصانع سلاح الدمار الشامل والأساطيل في البحار والمحيطات والصواريخ العابرة للقارات… كفى تظاهراً بالعدل والشرعية وحقوق الإنسان… فانتم صناع كل أدوات الحرب والابادة… انتم الباعة والمتاجرين لهذا السلاح الفتاك المنتشر في كل مكان من الارض… نعم نسميكم نحن الأحرار.. بأنكم قادة الإرهاب الدولي… مشعلي الحروب… ناهبي الثروات… عديمي الضمائر… إنكم أبشع مخلوقات تسمى بشراً.

اذا كنتم تتصورون, من إننا نطالب بالاستنكار والإدانة والشجب, توسلاً وطلباً للرأفة منكم يا قادة الحرب والإرهاب.. فهذا يمثل دعوة واسعة للرأي العام العالمي.. للضمائر التي تعرف قيمة الإنسان وحقوقه قولاً وعملاً… هؤلاء هم الأحرار الثوار فصائل المقاومة والجهاد في كل شبر من ارض العراق هم القادرون على إيقاف صلفكم وحروبكم التي لا تنتهي… نعم تعرفكم كل الشعوب المقهورة والمضطهدة.. إنكم قتلة سفاحون إرهابيون مجرمون تعيشون على دماء الأبرياء من البشر.

ان ندائنا هذا… موجه الى الثوار والأحرار والشرفاء.. لكي يستعيدوا زمام المبادرة ويتوحدوا في جهد كفاحي مقاوم لا مجال فيه لمهادنة قوى الشر والعدوان.. ان جبهة ثورية واسعة هي الطريق الوحيد للإيقاف المد الاستعماري الهمجي.
كل العالم استنكر قرار المحكمة اللاشرعية التي نصبها الاحتلال لمحاكمة قادة دولة العراق الشرعية, والذين أصبحوا أسرى حرب وفق اتفاقيات جنيف الخاصة بأسرى الحروب… ولكن الاحتلال الأمريكي – البريطاني – الصهيوني – الإيراني – ضرب كل القوانين عرض الحائط وأوغل بجريمة الاغتيال السياسي والإعدامات بحق هؤلاء القادة الإبطال دون ان تلتفت الى قوانين دولية تحترم استقلال دولة وهي ممثلة بهيئة الأمم المتحدة, ووصل بهم الحقد الأسود والعداء التاريخي البغيظ الى ان يصدروا مسلسل جديدة من جرائم الاغتيال بحق كوكبة أخرى من كبار قادة القوات المسلحة العراقية.. ومنهم الرجال الشجعان ( الفريق الركن علي حسن المجيد, ابن عم الرئيس العراقي الشهيد صدام حسين, ووزير الدفاع العراقي البطل سلطان هاشم, ونائب رئيس هيئة الأركان العامة, البطل حسين رشيد ) وإحكام مؤبدة جائرة بحق الرجال الشجعان ( صابر الدوري – وعلي الجبوري ). ان هؤلاء القادة عرفوا كونهم قادة لا يساومون الأعداء وممن جربتهم ساحات الوغى في الدفاع عن الوطن وكرامة الشعب… وهم يعرفون حقا ان الثمن غالي وأقصاه هو الجود بالنفس والتضحية وهذا ما عاهدوا عليه أبناء شعبهم, وهو ما فعلوه بكل كبرياء الرجال العظام الذين يشهد التاريخ لهم به ويخلدهم في أشرق صفحاته.
ان الجريمة الجديدة باغتيال هؤلاء الأسود تضاف الى كل الجرائم التي اقترفها الاحتلال وعملائه بحق أبناء عراقنا الأفذاذ, وان المسئول الأول والأخير هو البيت الأبيض ولندن وطهران وعملاء وإدلاء الخيانة جلال ومسعود... إنها جرائم لا تسقط بالتقادم وسيحاسب الشعب العراقي عليها فاعليها مهما طال الزمن.

ان هناك فرصة امام قادة البيت الأبيض بالإسراع لوقف هذة القرارات الظالمة, وأبطال تنفيذها لا سيما إنها خالفت كل القوانين والأعراف الدولية المتبعة في محاكمة أسرى الحرب, وعلى الشعب الأمريكي وشعوب أوربا وحكوماتها ومنظماتها السياسية والقانونية والإنسانية ان تلعب الدور الإنساني والقانوني لوقف تلك الأحكام الباطلة والمطعون بشرعيتها… ان موقف كهذا يساعد في إعادة شيء من الثقة بمصداقية دعوات هذة الدول وشعوبها عن حقوق الإنسان وحرية الفرد في ان يضمن حق الدفاع عن نفسه وبمحاكمة عادلة وشرعية, وهو ما لم يتوفر قطعا في محاكمتهم الصورية ذات الدوافع السياسية الواضحة.

ان الإصرار على بقاء هذة المحكمة المهزلة التي شكلت سابقة خطيرة, ووصمة عار في تاريخ القضاء والقانون والعدل الدولي سيلحق الأذى والإساءة والضرر بسمعة العدالة والشرعية الدولية… ويؤسس للانتهاكات قادمة بحق الإنسان وحقوقه في كل العالم.
وتبقى كلماتنا الأخيرة ونوجهها الى أبناء شعبنا العراقي الصابر والمكافح… هو المقاومة... المقاومة ضد الاحتلال وإذنابهم وبلا هوادة.. هذا هو ثأرنا.. وهذا هو وفائنا لشهدائنا وضحايانا الأبرياء… ولن نعزي أحدا بمواقف هي فخراً وعزاً للعراق وشعبه… هؤلاء الرجال اختاروا طريق الشهادة الذي هو وحده طريق من يريد ان يرتقى الى أعالي المجد والخلود والكبرياء, وهو طريق للأناس أحرار وأحرار فقط.

فطوبى لكم يا صناديد العراق… اسود الرافدين.. وانتم ترسمون لوحة الحرية والكرامة والعزة والإباء والشرف بدمائكم الزكية والطاهرة.
ولنفتخر جميعا بكم… ولتفتخر حرائر العراق اللاتي أنجبن إبطالا أشداء على الأعداء, لا يرتضون بذل أو هوان مهما عظمت التضحيات.

 

الحزب الشيوعي العراقي
اللجنة القيادية
‏25‏ حزيران‏ 2007

 
 
 
شبكة المنصور
الاربعاء / السابع والعشرون / حزيران / 2007