سرمد العراقي

شبكة المنصور

 

                                     

 

عرف البعث بمنطلقاته الوطنية العربية القومية الثورية على مدى سني نضاله الطويل عرف بصلابة مناضليه وتمرسهم في مواجهة التحديات النضالية التي واجهته في كل المنعطفات التاريخية سواء كانت على الصعيد الايدلوجي اوعلى صعيد الممارسة النضالية داخل مؤسسات الحزب او في معارك النضال المختلفة على مستوى الوطن العربي او العالم وقد خبر المحن وخاض التجارب وتصدى لها وخرج منها بقوة وعزيمة وصلابة ويشهد له الاعداء قبل الاصدقاء كان يستلهم من الماضي مبادىء الامة العربية الاسلامية ويستلهم من الحاضر التطور الحضاري والفكري الخلاق ويتعايش على وفق تلك المفاهيم وينظر للمستقبل بروح التفائل والتجديد والتمسك بمكارم الاخلاق وقيم المبادىء والشرف والكرامة والعزة والكبرياء لن ينحني الا لله الواحد القهار ولن يساوم على الوطن والمبادىء ولا تأخذه في الحق لومة لائم ...

هذه القيم والممارسات النضالية الفريدة نهض بها البعث ليقود نضال الامة العربية المجيدة ويخط مشروعها النهضوي التحرري رافضاً الخنوع والتبعية لقوى التسلط والغطرسة والعنجهية فكان محط استهداف وتأمر قوى الشرالمختلفة منها ما هو عربياً اواقليمياً اودولياً هؤلاء يخشون مشروع حزب البعث العربي الاشتراكي لتحرير الامة من حالة التردي والخنوع والتبعية للاجنبي ، وبقى البعث وقيادته ومناضليه وجماهيرة الوطنية والعربية صامده تحت وطئة كل الظروف والتحديات التي حاول الاعداء جره اليها على مدى عقود النضال الاخيرة من القرن العشرين حتى وقعت المنازلة الكبرى بينه وبين قوى الشر متمثلة بامريكا والصهيونية وتابعتهم الذليلة بريطانية وحلفائهم الكويتيون ومجاميع العمالة والخيانة التي تربت بأحضان ايران الفارسية والذين هم اصلا لايمتون للعروبة بؤلاء او انتماء .

وابتدءت المنازلة في ام المعارك الخالدة ولازالت مستمرة حتى يأذن الله بنصره العزيز ويشف صدور قوم مؤمنين
فحلفاء الشر والعدوان في مؤتمراتهم قبيل الحرب على العراق خططوا قبل كل شىء لموضوع ذو اهمية في برامجهم العدوانية والتدميرية للشعب العراقي وفي مقدمتها البعث لكي لا تتوقف تلك البرامج عند الاجتياح العسكري وتدمير البنى التحتية في العراق . ولكن أمعنوا في اكثر من ذلك فضاعة ووحشية فكشروا عن انيابهم وافرغـوا سمومهم بأعلانهم الذي اسموه ( مشروع مستقبل العراق ) في عام / 2002 الذي تضمن برنامجهم اومنهجهم السياسي العدواني الذي اسموه ( اجتثاث البعث ) وشارك في اعداده عدد من العملاء والخونه والذين سجلهم التاريخ في الدرك الاسفل من الخيانة والغدر والعمالة والتبعية الذليلة للاجنبي ، وان البعث يعرف من ساهم في اعداد هذا المشروعً واجيال البعث لن تغفر لهم تلك الجريمة القذرة المشينه التي ارتكزت على اسوء مفاهيم الايديولوجيا العدوانية المقيته لانها تنهل من منهل الصهيونية والفارسية المجبولة على الحقد والكراهية منذ النشأة الاولى لهؤلاء الخلق .

فعندما تمكنت امريكا والصهيونية وعملائهما من غزو العراق واحتلالة في 9 /4/2003 نرى ان هؤلاء جميعا سنحت لهم الفرصة ليصبوا جام غضبهم على البعث ومناضلية وجماهيره دون استثناء وليعبروا عن احقادههم الدفينه والمتئصلة في نفوسهم المريضة على كل ماهو عربي الاصل قومي الانتماء وطني المنهج ودعوا اسيادهم الامريكان الى اعلان ذلك البرنامج او المنهج السيء الصيت ، ولكون الهدف مشترك يصب في مصلحة كل اعداء الامة فقد اعلن الحاكم المدني بريمر ما اسموه ( قانون اجتثاث البعث ) اي نزع البعث فكراً وشخصية وكيان من خلال سلسلة اجراءات تجافي القوانين الوضعية في دول العالم الحر والمتمدن وتجافي كل التشريعات السماوية وتنحي منحى انتقامي يتعكز على ادعاءات سياسية مهلهلة يتذرع بها المحتلين وعملائهم . يريدون من خلالها زرع الخوف والوجل في نفوس الشريحة المستهدفة التي هي طليعة الشعب العراقي والامة العربية .

اراد هؤلاء الاوغاد وهم يتمنون مع انفسهم سحق مناضلي الحزب وجماهيره ولاسيما ان هذا القانون لاتتحدد في بنوده طبيعة وحدود سريانه بل هو ذو اهداف خبيثة مفتوحة الافق منها :-

- الشرعنة للاجتثاث من اجل الاستمرار مع وجود الاحتلال والتكيف للبقاء في السلطة .

- نشر محفزات قويه للعنف الدموي التي ألت فيما بعد لتشكيل المليشيات وفرق الموت لتطال ابناء الشعب الذين هم جماهير الحزب لان الفكر الصهيوني الفارسي ومن يواليهم اليوم يعتبرون ان هدفهم في السيطرة والعدوان اهم من البشر والذين هم بالتحديد العراقيين بكل انتمائاتهم المذهبية والعرقية ولذلك ينبغي سحقهم للوصول للاهداف التي يسعون لتحقيقها في التدمير والخراب وازالة اي انجازات تحققت في ظل دولة البعث .

- اعادة الوطن الى حالة التخلف والماضي البعيد فالعملاء عاكفين على ذلك ليل نهار هم واسيادهم من كل حدب وصوب من خلال استهداف العلم والعلماء والمدارس والجامعات وكل الارث الحضاري .

بعد هذا كله فهل حقق ما يسمى ( قانون اجتثاث البعث ) اهدافة المتوخاة منه كما يتمنى الاعداء وحلفائهم من العملاء والخونة ؟؟؟...

الجواب ببساطة كلا ... كيف ؟؟؟

ان البعث كان دائماً لايخشى التضحيات الوطنية وهو دائما يتحدث في ادبياته ومن خلال مفردات عمله الميداني وعلى كل الصعد ان البعث العربي الاشتراكي هو مشروع استشهادي دائم .


كما ان توقعاته في هذه المنازلة كانت على وفق تقديرات صائبة الرؤيا وواضحة المقاصد في تحديد مسارات الصراع العسكري والسياسي بعد الحرب بما فيها دوره الريادي في المقاومة الوطنية المسلحة التي توجبها الضرورات الوطنية والسماوية وان الصراع سيكون مع قوى متمكنة تكنولوجياً وعسكرياً واعلامياً ذات فكر عدواني متأصل بالحقد والكراهية .

ومنذ الايام الاولى بعد العدوان وسريان ذلك القانون وممارسته من قبل العملاء والخونة وتسمية رئيس واعضاء هيئته المنبوذة عكس صورة بشعة في التطبيق دون مراعاة اي حدود قانونية اواخلاقية اوانسانية حتى انه اعطى اشارات سيئه للغاية لدى كل المنظمات القانونية والحقوقية في العالم وتعرض للانتقاد الاذع من قبلها في مناسبات كثيرة لخطورة مضامينه .

مما اعطى بل ساهم بشكل فاعل في خلق حالة تماسك قوية في صفوف البعث قيادات وقواعد وتمكنت من التعامل الفني في التصدي لهذا القانون .

خلق روح التحدي النفسي الشجاع لكل المشمولين بقانون الاجتثاث وهم غالبية الشعب العراقي لان القانون كما اسلفنا ليس له حدود ترسم نقطة بدايته ونقطة انتهائه بل هو سلطة مفتوحة تسخر للانتقام من الشعب .

الاجتثاث هو استهداف لا استثناء فيه وهو يرسل على الدوام رسائل شعوريه للبعث ومناضليه لكي يلتئموا ويدافعوا عن انفسهم في معركة من اخطر المعارك الشرسة التي خاضوها في التاريخ الحديث ...

ومن دواعي هذا التكاتف والتكتل الاخلاقي الوطني هو ان القانون العام للدولة تحول الى اداة للتدمير والايذاء وليس لحماية المواطن والتمتع بحقوق المواطنة .

كما ان من دواعي الالتفاف الجماهيري حول قيادة الحزب في هذه المرحلة هواعادة صفوفة التنظيمية في ظروف غاية في الخطورةهو ان الهيئات التي شكلت لاجتثاث البعث كانت تتاجر بارواح المواطنين من البعثيين وغيرهم لفقدانها المعايير القانونية والاخلاقية وهمها الثراء الفاحش بدماء المواطنين .

ومن خلال تلك المعطيات فان قانون اجتثاث البعث سقط الى الابد وان محاولات المحتلين الذين اعطوا الضوء الاخضر للحكومة في ممارسة تطبيقة بالشكل العدواني المقيت لن يعفيها من المسؤولية الجنائية بسبب تطبيقاته خلال الفترة الماضية او يغير شيء اتجاهها .

فأذا ارادت الحكومة استبداله بقانون المسائلة والعدالة فأن ذلك لا يعني شياءً واذا بقى كما هو اليوم فلا خوف منه لان المستهدف من ابناء الشعب قد اكتسب المناعة المطلوبة للتصدي بل والتحدي كذلك فلحكومة وعملائها واعوانها لم يبقوا شياءً في جعبتهم الا واستخدموها لتمزيق العراق ارضاً وشعباً وحضارةً ...

ولكن خسئوا وخاب فألهم ...

ويبقى الشعب العراقي وطليعته البعث الصامد قوة للتصدي وللتحدي رغم انف العملاء...

والشعب العراقي عرف عنه المطاولة في صراع الاعداء والخونة ...

 

 

                                      شبكة المنصور

                                    08 / 05 / 2007

مناضلوا البعث يسقطون (( اجتثاث البعث ))