بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

المالكي والحرب على الارهاب

 
شبكة المنصور
د. سعد العراقي
 

ردد رئيس الوزراء نوري المالكي أثناء زيارته الى مرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام عبارة الحرب على الارهاب أكثر من مرة دون ان يحدد علاقة تلك الحرب بالحدث الجلل الذي أصاب المدينة وألقى بظلاله على كل مدن العراق . ولا يختلف رئيس الوزراء نوري المالكي كثيرا عن البطل الاسباني دون كيشوت الذي توهم الأشجار في الليل جناً أزرق, وأن طواحين الهواء تعترض طريقه. فقد شن المالكي حرباً ضد عدو لم ينجح أبدا في تحديده مثله مثل دون كيشوت في محاربته لطواحين الهواء.مع الاعتذار الشديد للمقاربة غير المنصفة للبطل الإسباني, فبالرغم من أن دون كيشوت أصبح نموذجاً للفارس الذي أراد محاربة طواحين الهواء, إلا أنه كان فارسا دافع عن الخير والمظلومين, دافع عن قيم صارت بالنسبة لمجتمعه أشياء غير مهمة في عصر ساد فيه الفساد والأنانية. هذا بالطبع ليس حال المالكي في حربه ضد الإرهاب. فمنذ أن تسنم السلطة حتى أطلقت إدارته ثلاث كلمات كان لها أثرها المدمر علي الديمقراطية وحقوق الإنسان وموقع العراق علي الصعيد العالمي, ألا وهي الحرب علي الإرهاب عبارة ألحقت بالأمريكيين علي حد تعبير زبيغنيو بريجينسكي مستشار الأمن القومي السابق في عهد الرئيس جيمي كارتر ضرراً اكبر من أي أحلام أمريكية جامحة .

إن كلمة الإرهاب ـ التي اتخذ المالكي منها عدواً, كلمة مجنحة ومطاطية, ذلك أن الإرهاب ليس عدواً وإنما تكتيك من تكتيكات الحرب. ويعود إصرار بوش علي استخدام هذه العبارة دوماً إلي كونها المفتاح السحري الذي فتح له الكثير من الأبواب المغلقة, فما كان لحرب العراق أن تحظى بدعم الكونجرس بدون الصلة النفسية بين صدمة الحادي عشر من أيلول 2001 والوجود المفترض لأسلحة الدمار الشامل في العراق. كما أن الدعم الذي تمتع به بوش في انتخابات عام2004 كان نتيجة سيطرة فكرة أن أمة في حالة حرب لا تستطيع تغيير قائدها العام في منتصف الطريق.

هذه الحقائق تضع الحكومة العراقية أمام سؤال حقيقي عن ماهية العدو المفترض أنهم يشنون حربا ضده. إن التطرف أو النزعة الراديكالية ليست مقصورة علي دين أو مذهب معين ، فلتعرف هذه الحكومة عدوها أولاً حتى لا تستمر في محاربة طواحين الهواء .

 
 
 
شبكة المنصور
الاثنين / الخامس والعشرون / حزيران / 2007