بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

الإعلام الملفق وتعذيب السجناء النفسي والجسدي

وسائل تستعمل لتبرير الحروب للسيطرة على العالم

 

 

شبكة المنصور

دجلة وحيد

 

إتخذت إدارة المجرم بوش ذريعة أحداث الحادي عشر من سيبتمبر/أيلول عام 2001 لبدأ شن حرب كونية لتحقيق مخططات وأجندات ما يسمى بـ "المحافظين الجدد" المتمثلة بالسيطرة على العالم عسكريا وإقتصاديا لفرض نظام العولمة الجديد ولبناء الإمبيراطورية الإقتصادية العالمية الأمريكية. شنت أمريكا الحرب على أفغانستان وإحتلتها بسبب موقعها الجغرافي والإقتصادي الإستراتيجي القريب من القوى الإقتصادية والعسكرية المتصاعدة في الهند والصين ومنابع النفط في أواسط آسيا بحجة إيوائها لتنظيم القاعدة المتهم بتدبير الهجوم على برجي مبنى التجارة العالمية في نيويورك وعلى مبنى البنتاجون في واشنطن في الحادي عشر من أيلول 2001. بعد إحتلال أفغانستان قررت إدارة المجرم بوش الصهيونية التعجيل بإحتلال العراق ذو الموقع الجغرافي الإستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط والغني بالنفط وإزاحة نظامه الوطني.  

تواطئ أجهزة الإعلام في عملية غزو العراق كمثال لشن الحروب الغير شرعية

 

غزي العراق وأحتل بصورة غير قانونية وغير شرعية لأسباب واهية وملفقة إستخدمتها قوى البغي العالمية لشن الحرب عليه وذلك لتحقيق مبتغى أجندات مشروع صهيوني قديم أعد في بداية العقد السابع من القرن الماضي خصوصا بعد تأميم النفط العراقي والذي توافق وتطابق مع أجندات المشروع الصهيو - أمريكي الكوني للسيطرة على العالم خصوصا بعد سقوط الإتحاد السوفيتي وسيطرة القطب الواحد على الوضع الدولي. الأعذار والأكاذيب الملفقة أنسجت خيوطها - للتأمر على العراق وشعبه والنظام الشرعي السابق بقيادة شهيد الأمة القائد الأسير الرئيس صدام حسين المجيد - ليس فقط في أوكار دوائر التجسس والمخابرات العالمية بل أيضا في العراق ومن عراقيين ومستعرقين. الأكاذيب التي طبختها دوائر المخابرات الصهيو – أمريكية – البريطانية والتي أتخذت كذريعة للغزو والإحتلال كانت منصبة بصورة رئيسية حول إتهام العراق بإمتلاك أسلحة الدمار الشامل وعلاقة النظام الشرعي السابق في العراق بتنظيم القاعدة بينما التهم والأكاذيب الغير أخلاقية المنحطة الأخرى التي إختلقها عملاء الغرب وإيران من عراقيين ومستعرقيين والتي استخدمت من قبل مخابرات الغرب وإعلامها المعادي لنظام العراق الشرعي السابق كانت منصبة حول أكاذيب مظلومية الشيعة، أكاذيب فترة الغوغاء والمقابر الجماعية، أكاذيب جرائم الأنفال وقصف الجيش العراقي لمدينة حلبجة بالسلاح الكيمياوي، أكاذيب إختطاف الأبرياء وتعذيب السجناء وإغتصابهم وقتلهم بشتى الوسائل منها إستعمال التيزاب وفرم إجساد المعتقلين السياسيين بمكائن خاصة وهم أحياء والى أخره من هذه البدع والأكاذيب الساقطة التي لا يتخيلها ولا ينسجها إلا الفكر والعقل المريض لملفقيها. وسائل الإعلام الغربي خصوصا محطات التلفزيون الفضائية الأمريكية والبريطانية والعربية منها والصحف الموالية للصهيونية العالمية تواطأت مع الخط العام لإدارة المجرم بوش الصهيونية وساهمت بشكل مباشر وغير مباشر في شن الحرب وإحتلال العراق من خلال نشر تلك الأكاذيب وإستخدام ما يسمى بالخبراء العسكريين والسياسيين في الندوات التلفزيونية من الذين زكوا ووافقت على ظهورهم المخابرات المركزية ودوائر البنتاجون لتأييد ما نشرته وكالات المخابرات الصهيو- أمريكية والبريطانية والفارسية. صحفيوا تلك الوسائل الإعلامية الغربية المطمورين داخل القوات الغازية أثناء الغزو وبعد الإحتلال لعبوا دورا قذرا في نشر الأكاذيب عن البطولات الوهمية لقوات الإحتلال وإبراز من خلال بعض المأجورين والمستأجرين أن الشعب العراقي كان فرحا بما يسمى تحريره من الديكتاتورية.

 

إتضح للعالم بعد الإحتلال أن تلك الدعايات والأكاذيب التي أتهم بها العراق ونظامه الوطني الشرعي السابق كانت كلها ملفقة ومعدة مسبقا للمباشرة بتنفيذ الحلقات الأولى من المخطط الصهيو – أمريكي لبناء الإمبيراطورية الإقتصادية الأمريكية من خلال السيطرة على المناطق الإستراتيجية والغنية بالمعادن ومصادر الطاقة الهايدروكاربونية (النفط ومشتقاته). أسباب الغزو والإحتلال تغيرت بعد كشف فضيحة أكاذيب أسلحة الدمار الشامل العراقية وعلاقة النظام الوطني الشرعي السابق بتنظيم القاعدة وتحولت الى بدع نشر الديموقراطية في العراق ومحاربة الإرهاب العالمي وبهذا أصبحت الأرض العراقية بقدرة قادر الى ساحة مركزية لمحاربة تنظيم القاعدة رغم علم إدارة المجرم بوش خلو العراق من تلك التنظيمات قبل الإحتلال. سبب ذلك التحول هو التصدي البطولي لقوات الإحتلال من قبل المقاومة العراقية المسلحة الباسلة ورفض أحرار العراق للإحتلال الغير شرعي والغير قانوني الغاشم لوطننا العزيز علما وفي هذا السياق أن نسبة المقاومين العرب الذين دخلوا العراق بعد الإحتلال لا تتجاوز 5% من مجموع ليوث الدفاع عن الحق الشرعي لمجابهة قوات الإحتلال. وهنا أيضا لعب الإعلام الغربي ومحطات التلفزيون الفضائية الأمريكية والعربية وتلك الموالية لحكام ملالي طهران دورا نفسيا خبيثا وقذرا في نشر تلك الأفكار والدعايات الجديدة خصوصا أكاذيب وبدع الإنتخابات الحرة وإقامة النظام الديموقرطي التعددي في نفوس الجهلة من أبناء الشعب العراقي خاصة وشعوب الدول المعتدية عامة وذلك لتجيير الإحتلال وإستمرار وجوده على أرضنا المغتصبة ونهب خيراته النفطية، حيث أن تلك الوسائل الدعائية ومن خلال صحفييها المطمورين مع قوات الإحتلال أظهروا ونشروا صورا كاذبة ملفقة ومضخمة عن دور الإحتلال في نشر "الديموقرطية" في العراق والمساعدة على تسهيل عملية الإنتخابات الصورية والمزورة المعروفة النتائج مسبقا ولم يتطرقوا أبدا الى نوعية وحجم الجرائم الفضيعة الكبرى التي قامت بها قوات الإحتلال ضد أبناء شعبنا المجاهد على مدار الساعة، على عكس ذلك تماما قامت تلك الوسائل الإعلامية بتبرير الأعمال الإجرامية الضخمة حين إكتشافها على المستوى المحلي والعالمي وتصغير حجمها وحسب تعاليم قيادات قوات الإحتلال والبنتاجون الأمريكي.

 

إستمر البغي والتدليس والتواطئ الإعلامي للصحف والفضائيات الأمريكية والعربية ولدول غربية أخرى المساندة لأجندات إدارة المجرم بوش السياسية والإقتصادية والعسكرية على مجراه لحد يومنا هذا دون تغيير مهم على الرغم من فضح الأساليب الدعائية المعدة مسبقا في دوائر المخابرات والبنتاجون والتي سلمت كتعاليم لوسائل الإعلام في ايام التحضير للحرب على العراق. بعد أن كثرت الأصوات المنتقدة لوسائل الإعلام وطرق تعاملها وتواطئها مع إدارة المجرم بوش في عملية تجيير الحرب أخذ بعض المسؤولين والصحفيين في تلك المحطات والوسائل الإعلامية والصحفية تبرير تعاملهم الدنيئ مع إدارة المجرم بوش ونشر الأخبار الكاذبة عن النظام الوطني السابق التي ساعدت على تعجيل وتبرير شن الحرب على العراق وإحتلاله على أنه "كسل صحفي" ساهم في إعادة نشر وإذاعة الخط السياسي لأدارة المجرم بوش دون قراءة ناقدة لتلك المعلومات. وهذا يعني أن التواطئ والحث على القيام بجريمة الإحتلال وقتل وتشريد الملايين من أبناء الشعب العراقي الأبرياء أصبح كسلا صحفيا وليس بالضرورة المشاركة بنفس الجرم!!!

 

محطة التلفزيون الفضائية الأمريكية سي.ن.ن التي تعتبر نفسها "محايدة" لعبت ومازالت تلعب دورا قذرا في تبرير الأعمال الإجرامية التي تقوم بها القوات الأمريكية وعملائها ضد أبناء شعبنا الصابر من خلال مراسليها المنطمرين مع القوات الأمريكية وتحاول بطرق ملتوية نشر روح التفرقة الطائفية والأثنية بين العراقيين وكذلك في الدول العربية من خلال صحفييها ومراسليها الذين يحسنون التكلم باللغة العربية أو أولئك من أصول عربية من أمثال هالة غوراني، عروة ديمون وأوكتافيا ناصر التي يبرزونها "أوكتافيا ناصر" على أنها خبيرة في الشؤون العربية ومنطقة الشرق الأوسط رغم ركاكة معلوماتها وتحليلاتها السياسية الملتوية للأحداث. المراسلة الصحفية عروة ديمون تقوم في معظم الأحيان بزيارة العائلات "الشيعية" المتضررة في العراق فقط وتصف حالاتهم المزرية بإسلوب خاص يؤجج المشاعر وتعزي ذلك الضرر الى ما يسمى بـ "الإرهابيين السنة". الصحفية والمذيعة هالة غوراني قامت بنفس الدور القذر خلال زيارتها الأخير لبغداد  قبل عدة أسابيع وأنها أيضا عملت فضيحة في البحرين حينما كانت تحرض بصورة غير مباشرة الشيعة هناك على الإحتجاج والفوضى مما حدا بحكومة البحرين الإحتجاج على تحقيقها الصحفي المصور الذي قامت به هناك. المتابع لنشاطات وبرامج هذه المحطة الفضائية المسمومة يلاحظ أنها تتعاطف مع الشيعة ضد السنة وتؤكد على هذه التسميات المرفوضة وطنيا، وكذلك تحاول تأهيل نظام الملالي في إيران من خلال نشر المعلومات والدعاية "الإيجابية" عنه عن طريق مراسلها في طهران أنيش رام وعن طريق الصحفية كرستيان أمانبور - الإيرانية الأصل والمتزوجة من اليهودي الصهيوني جيمس روبن الذي كان يعمل كوكيل لوزارة الخارجية في عهد الرئيس الأمريكي السابق المجرم بيل كلينتون – رغم المناوشات الإعلامية الظاهرية بين نظام حاخامات قم وطهران وإدارة المجرم بوش. لم نتطرق الى المحطات الفضائية الأمريكية الصهيونية الأخرى مثل محطة فوكس نيوز وغيرها لأنها محطة صهيونية معروفة الإتجاه يمتلكها اليهودي الصهيوني المعروف روبرت مردوخ. نفس الخسة والقذارة الإعلامية قامت بها ومازالت تقوم بها محطات إذاعة وتلفزيون الـ بي. بي. سي البريطانية حال لسان حكومة المجرم توني بلير السابقة وحكومة المجرم غوردن براون الحالية وبرلمانه الصهيوني العفن ومثلها قامت وسائل الإعلام الأسترالية والإيطالية والإسبانية والدنماركية وغيرها من وسائل الإعلام الغربية ويشمل ذلك الإعلام في دول تدعي الحياد مثل السويد التي يسيطر على صحفها وإعلامها الميل والمد الصهيوني.

 

رغم هذا التحيز الإعلامي الغربي في نشر الأخبار الملفقة والمرتشة عن أحداث العراق إلا أن التغطية الإعلامية في أمريكا عن ما يحصل في عراقنا المغتصب قد هبطت بشدة في الأشهر الأربعة الأخيرة كما أظهرته دراسة جديدة لنشاطات الشركات والمؤسسات الإعلامية الكبرى العاملة في العراق. طبقا للدراسة التي أجريت حول الإمتياز في الصحافة أن مقدار نسبة التغطية الإعلامية عن حرب العراق عادل 15% فقط من مجموع نسبة التغطية الإخبارية العامة وهذه النسبة اقل مما كانت عليه في بداية هذا العام حيث أن نسبة التغطية كانت تعادل 22% من مجموع التغطية العامة للأخبار. كذلك إنخفضت التغطية الإعلامية عن حرب العراق في الأخبار المسائية من 40% الى 19% بينما التغطية الإعلامية للحملة الرئاسية التي يقوم بها المرشحون الجمهوريون والديمقراطيون إزدادت ضمن نفس الفترة الزمنية. هذا الإنخفاض في تغطية أخبار حرب العراق تزامن مع الإندفاع العسكري وزيادة عدد القوات الأمريكية في وطننا المغتصب. هذا يعني أن المؤسسات الإعلامية الكبرى الصهيونية التوجه والتوجيه التي حرضت على شن الحرب وإحتلال العراق وزوقت شكل الإحتلال القبيح بألوان صاخبة وطبلت له وغنت لمشروعه "الديموقرطي" الإستعماري الجديد تحاول الأن التغطية على الجرائم الكبرى التي تقوم بها القوات الأمريكية ضد المدنيين الأبرياء في أماكن عملياتها القتالية، وهذا ايضا يعني التغطية على حجم الخسائر الكبيرة التي يعاني منها الجيش الأمريكي في مواجهته مع المقاومة العراقية المسلحة الباسلة وفشل خطط وإستراتيجية الإندفاع العسكري في تحقيق غاياتها المرسومة للسيطرة على بغداد ومراكز المدن الأخرى وإبعاد المقاومة عن محيطها التعبوي المساند لها خصوصا في مرحلة التنافس على الترشيح للرأسة عام 2008 للمتنافسين الجمهوريين المسنودين من قبل اللوبي الصهيوني. إحتمال أخر هو أن المجرمين القائمين على نشر أخبار حرب العراق لا يعيرون أهمية لقيمة الإنسان العراقي أو تدمير وطننا لطالما أن هذه الحرب والقتل لم تحصل على الأرض الأمريكية.   

 

وسائل التعذيب النفسي والجسدي للحصول على المعلومات لديمومة الحروب والسيطرة على العالم

 

تبين لأمريكا وحلفائها الأشرار بعد إحتلال العراق مباشرة أنهم في ورطة وداخل مستنقع عميق بعدما أصبح واضحا لهم أن العراقيين الأشراف يرفضون وجودهم على أرض الوطن وليس كما خدعهم العملاء بأن الشعب العراقي سيستقبلهم بالورود والرياحين حيث ومنذ الأيام الأولى للإحتلال ظهرت على السطح مقاومة مسلحة شرسة معدة مسبقا لهذا الغرض من قبل النظام الشرعي السابق بقيادة الرئيس القائد الشهيد الأسير صدام حسين المجيد. للتشبث في البقاء في أرض عراقنا المغتصب ولتحقيق مآرب وأجندات خطط المحافظين الجدد الصهاينة قامت قوات الإحتلال وعملائها المأجورين من عراقيين ومستعرقين بحملة إغتيالات وإعتقالات عشوائية لأبناء الشعب العراقي من نساء ورجال كمحاولة للوصول الى المقاومة العراقية والقضاء عليها من خلال الحصول على معلومات إستخبارية عن مكوناتها التنظيمية والعملياتية. أستعملت شتى وسائل التعذيب النفسي والجسدي والجنسي ضد السجناء والأسرى العراقيين رجالا ونساءا وأطفالا وبتوجيه مباشر من قبل وزير الدفاع الأمريكي السابق المجرم اليهودي الصهيوني دونالد رامسفيلد ونائبة المجرم اليهودي الصهيوني بول ولفوفتز وبمباركة إدارة المجرم بوش الصهيونية والمخابرات المركزية الأمريكية وتلك التابعة لدوائر البنتاجون الإستخباراتية. فضائح التعذيب الأولى المشهورة عالميا ظهرت في سجن أبو غريب ومن ثم تبين أنها كانت منتشرة في جميع سجون الإحتلال في العراق وأستعمل الإرهاب والتعذيب النفسي والجسدي والجنسي بقسوة ضد نساء وأطفال ورجال العراق وعوائلهم المظلومة. لقد كتبنا وترجمنا سابقا عدة مقالات بهذا الخصوص ومنذ أن نشرت الأخبار والصور الأولى عن جرائم الإغتصاب والتعذيب في سجن ابو غريب ومنها كانت:

 

أولا، صور ملفقة تغيظ العالم العربي: فضيحة الإساءة للسجناء العراقيين تتفاقم بواسطة نشر صور خلاعية نابضة (نشرت في 9/5/2004)).

ثانيا، السياسة الأمريكية وقطع الأعناق (نشرت في 12/5/2004).

ثالثا، فضائح أبو غريب والعدوان الأمريكي: هل من جديد؟ (نشرت في 22/5/2004).

رابعا، العقيدة جانيس كاربينيسكي، الرئيسة السابقة لسجن أبو غريب، تعترف بأنها إنتهكت إتفاقيات جنيف لكن تقول اللائمة "تذهب طول الطريق الى القمة" (نشرت في 30/10/2005).

 

الإرهابيون المجرمون الذين مارسوا اساليب التعذيب المختلفة والمقرفة ضد السجناء والأسرى العراقيين لا ينتمون فقط الى قوات الإحتلال وشرطتهم العسكرية بل كان هناك أيضا مرتزقة أخصائيون بوسائل الإستجواب والتعذيب من الكيان الصهيوني ومستأجرين من شركات المرتزقة الأمنية الأمريكية وخبراء التعذيب الذين جلبوا من سجن غوانتانامو إضافة الى الأخصائيين الأكاديميين في علم النفس المنطمرون داخل القوات الأمريكية. طرق التعذيب الجسدي والنفسي المختلفة التي أستعملت ضد السجناء والأسرى العراقيين والتي طورت داخل مختبرات الجامعات الأمريكية المختصة بدراسة علم النفس ومختبرات البنتاجون ووكالة المخابرات المركزية تراوحت من الضرب المبرح وتعليق الجسد وجلوس القرفصاء الغير مريحة أو الوقوف لساعات على رجل واحدة والكوي بالنار والصعق بالتيار الكهربائي للأجزاء الحساسة من الجسم وإستعمال طرق التخويف بواسطة الكلاب والتهديد بالقتل بواسطة الأسلحة النارية الى السجن الإنعزالي والإغتصاب الجنسي.

 

السجناء والأسرى العراقيين في سجون الإحتلال الصهيو – أمريكي – البريطاني - الفارسي عوملوا بصورة قاسية وغير إنسانية وبطرق مشابهة أو أسوء مما عومل بها الأسرى والمختطفين المسلمين المحتجزين في سجن غوانتانامو أو في السجون السرية التابعة للمخابرات المركزية الأمريكية المنتشرة حول العالم في الدول العربية المنبطحة وأفغانستان ودول أوربا الشرقية المتسولة القابعة تحت تأثير السياسة الصهيو - أمريكية. الكثير من الأسرى العراقيين وخلافا لكل معاهدات جنيف وقرارات الأمم المتحدة المتعارف عليها سجنوا في زنزانات إنفرادية صغيرة الحجم ومظلمة لا تحتوي على شبابيك ولا إنارة نظامية وكانوا مقيدون لفترات طويلة ينامون بصورة غير منتظمة مباشرة على الأرض الكونكريتية دون فراش أو غطاء ودون ساعة توقيت لمعرفة الوقت من اليوم ودون رزنامة لمعرفة التاريخ أو إسم اليوم ولا راديو ولا تلفزيون ولا مكالمات هاتفية ولا زوار ولا محامين ولا يسمح لهم حتى زيارة المرافق الصحية لقضاء حاجاتهم الطبيعية. كانوا يتعرضون الى تعذيب دوري نفسي من خلال التهديدات بالقتل وحرمانهم من النوم المنتظم وعزف الموسيقى الصاخبة وباصوات عالية جدا وتعريضهم الى الكلاب البوليسية الشرسة العاوية، كذلك تعرضوا الى تعذيب جسدي والى الإعتداءات أو الإغتصاب الجنسي. التعذيب كان مصمم بشكل مدروس لكي يسبب أشد الألام، الكرب والكآبة وفي النهاية يؤدي الى فقدان الإرادة للعيش والتمتع بالحياة. نفس الوسائل الحقيرة واتعس منها إستعملتها المليشيات الشيعية المجرمة التابعة للأحزاب الشيعية الصفوية وعصابات البيشمركة الكردية ضد السجناء والمخطوفين من أبناء العراق الأشراف. هذه العصابات المجرمة أدخلت في وسائل تعذيبها للأسرى السجناء أساليب جديدة أخرى منها ألة المثقب الكهربائي والحرق والكوي ليس فقط لتعذيب الأسير بل ايضا لقتله بصورة سادية بطيئة.

 

يبدو بالتأكيد أن المستجوبون الأمريكان المشاركون في الإستجوابات القسرية ورؤسائهم محصنون ضد أي مسؤولية كبرى لما قاموا به من أعمال إجرامية حقيرة بحق الأسرى والسجناء العراقيين في سجن أبو غريب وهذا ما بينته أحكام الأحداث السابقة حينما أحيل الى المحاكم البعض من الجنود الصغار المشاركين بالتعذيب وكذلك الوقائع الحديثة التي أسقطت فيها نصف التهم الموجهة للضابط الأمريكي الوحيد ستيفين جوردان الملاحق بقضية جرائم أبو غريب. المسؤولون الكبار مثل المجرم دونالد رامسفيلد وبول ولفوفتز وريكاردو سانتشيز وديك تشيني وغيرهم وحتى المجرم جورج بوش أفلتوا من الملاحقة والمسؤولية عن الجرائم التي أقترفت بحق الأسرى في سجون الإحتلال.     

 

أثار التعذيب النفسي والسجن الإنعزالي على شخصية ونفسية السجين المعذب  

 

تأثير السجن الإنعزالي والتعذيب بكل صوره والتحقيق والإستجواب مع الأسير السجين يؤدي الى تدمير عقله وغسل دماغه وتعطيل وظائف الدماغ العليا وإنحلال شخصيته وفقدان ذاكرته من حيث التعامل الزمني مع الأحداث حيث أن التفكير الإستنتاجي للأسير المعذب يضعف وقدرته على الإنتباه تضعف أيضا بسبب القلق وتبعيات الرعب وآلام التعذيب الحادة. الحرمان الحسي والحرمان من النوم قد يؤدي الى ظهور أعراض متطرفة مثل الهلوسة والشعور بالرعب والتخوف وتنامي الأفكار الغريبة وتغير في السلوك الإجتماعي، ظهور أعراض الكآبة والإحساس بالنوبات القلبية والشعور بقرابة الموت والتفكير بالإنتحار. من الممكن إصلاح وإعادة صياغة نفسية المعذب حسب المبتغى الذي تريده الجهة المستجوبة للحصول على المعلومات الضرورية من الأسير السجين حيث أن ضحايا الإنتهاك والتعذيب يكونون، جوهريا، وبغض النظر عن إن كان ذلك التعذيب نفسي أم جسدي أو إغتصاب جنسي يشعرون بنفس الشعور والأهداف الأساسية للمنتهك ويتعاطفون معه إن إستمروا تحت سيطرته ولمدة طويلة وخير مثال على ذلك هو ظاهرة أعراض أزمة ستوكهولم حينما تعاطف المختطفون مع مختطفيهم من لصوص البنوك. من الطبيعي أن الأكثرية من الأسرى العراقيين الذين تعرضوا لشتى وسائل التعذيب تحدثوا بمعلومات معينة، لكن مع هذا فإن معظم الدراسات العلمية تؤكد عدم صلاحية تلك المعلومات التي حصل عليها تحت التعذيب لأن من الممكن أن السجين يقول كل شيئ يطلب منه لكي يخفف أو يتجنب وطئه التعذيب الجسدي والنفسي له وهذا ما قد حصل في سجون الإحتلال أو في سجون الإرهاب الصفوي والكردي حينما كانوا وما زالوا يعذبون السجناء الأسرى العراقيين في سجون صولاغ ووزارات الداخلية والدفاع والصحة التي تسيطر عليها المليشيات الصفوية العميلة وجيش المهدي المجرم وبيشمركة الأحزاب الكردية العميلة. 

 

لكن في هذا السياق وكما بينته أحداث المحاكمات في محكمة عهر الإحتلال أن القيادة الشرعية السياسية والعسكرية لجمهورية العراق وعلى رأسها شهيد الحج الأكبر الرئيس القائد الأسير صدام حسين لم تنكسر معنوياتها ولم تنطوي ولم تلتوي ولم تتخلى عن المبادئ وحمل الأمانة على الرغم مما تعرضت له من تعذيب نفسي وجسدي في سجون الأسر ولم يبوحوا بأشياء مهمة عن تنظيمات المقاومة المسلحة وبقوا صامدين متحدين الموت ولهذا إستمرت المقاومة العراقية المسلحة الباسلة في نشاطاتها القتالية الى يومنا هذا وهي في تزايد مستمر في قوتها وعملياتها الجهادية الوطنية والشرعية.

 

إدارة المجرم بوش الصهيونية وأجهزة مخابرات مجلسها الأمني الذي يترأسه المجرم جون نيغروبونتي وعلى إثر فشلها في تحقيق أجندات مخططها الكوني في المستنقع العراقي إستباحت تعذيب الأسرى والسجناء كوسيلة للحصول على المعلومات لمطاردة كذبا ما يسمى بـ "تنظيم القاعدة في العراق" وهنا تعني بطبيعة الحال المقاومة العراقية المسلحة الباسلة - التي مرغت أنفها الإستعماري المتعجرف في وحل المستنقع العراقي - وذلك لديمومة حربها في العراق وأفغانستان وإن أمكن توسيع رقعتها الى مناطق أخرى في الشرق الأوسط وذلك لتحقيق حلم مشروعها الكوني الإستعماري إضافة الى مشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد التقسيمي. هذه الإدارة الفاشية الصهيونية المتخبطة أيضا غيرت مبادئ دستور القوانين الأمريكية ليس فقط لإبتزاز أو للإعتداء على الدول المستقلة ونهب خيراتها من أجل السيطرة على العالم عسكريا وسياسيا وإقتصاديا بل ايضا لتغير طبيعة المجتمع الأمريكي ليتوافق ويتطابق مع مخططها التوسعي حيث أنها تعاقب من يخالفها في الراي وتعيق المنظمات المناهضة للحرب وتتجسس على تلفونات المواطنين الأمريكان العاديين وبريدهم الأليكتروني بحجة حماية المجتمع من الإرهابيين المسلمين وتنظيم القاعدة.

 

عاش العراق حرا عربيا واحدا موحدا بكل ألوان طيفه الجميل

عاشت المقاومة العراقية المسلحة الباسلة بكل فصائلها القتالية

المجد والخلود لشهيد الحج الأكبر وكل شهداء العراق وفلسطين

العار للصهيونية العالمية والمد الصفوي المجرم والأحزاب الكردية العميلة

العار لكل العملاء والخونة المجرمين من عراقيين ومستعرقيين

سحقا للمجرم بوش وإدارته الصهيونية المجرمة وليسقط مشروعه الكوني الفاشل

وليخسأ كل الخاسئون 

 

 

 

 

شبكة المنصور

الخميس / 23 / أب / 2007