بتأريخ 15 _9 _2007 نشرت وكالة
الأخبار العراقية مقالة للكاتب
عبد الأمير الركابي تحت عنوان
(
ماذا بعد أن تحولت المقاومة
العراقية الى مقاومة شيعية ....؟
)
حقيقة أستغربت من هذا العنوان
فقرأت الموضوع لأجد فيه كثير من
المغالطات التي وقع فيها عبد
الأمير الركابي والتي سمي تسميات
غريبة وعجيبة وهي ذات مغزى طائفي
لأن المقاومة الوطنية العراقية لم
تكن مقاومة سنية حتى يتم تسمية
المقاومة الشيعية لأن أصل
المقاومة وعلى مدى أكثر من أربع
سنوات من الأحتلال كانت وما تزال
تسمى بالمقاومة الوطنية العراقية
وبكل فصائلها الوطنية والأسلامية
ولم نطلق عليها يوما المقاومة
السنية لأن الشمولية في هذه
المقاومة الوطنية العراقية موجودة
منذ نشأتها والى يومنا هذا والى
يوم أن يكتب الله لنا التحرير (
بعونه تعالى
)
فالذي يقاتل قوات الأحتلال
وأعوانه هم من جميع أبناء العراق
وبكل قومياته وطوائفه لأننا أبناء
بلد واحد ولم نتركه ولو للحظة
واحدة وعذرا للكاتب عبد الأمير
الركابي لأن عدم وجوده في العراق
منذ فترة طويلة جعلته يفكر بأن
المقاومة الموجودة في العراق هي
مقاومة سنية وليست مقاومة وطنية
وحتى لو كانت هذه المقاومة قد
بدأت مشروعها القتالي التحرري في
قضاء الفلوجة وفي محافظة الأنبار
حسب قول الركابي والذي حاول أن
يقلل من أهمية هذه المحافظة وهذه
المدينة على أساس الأفتراض وليس
على أساس الواقع ليقول أن هذه
المناطق لم يعرفها التأريخ وأن
التأريخ لم يصنع هناك وعلى مدى
سبعة الاف سنة من التأريخ الحضاري
للعراق ولكننا نقول للركابي أن
هذا لايمنع أن تكون هذه المحافظة
ولهذه المدينة والتي أنطلقت منها
المقاومة ضد قوات الأحتلال لتكمل
ما حققته محافظات أخرى وعلى مر
التأريخ ليصنع التأريخ الحديث
فيها لأن مقاومة الأحتلال لم تكون
محصورة ضمن محافظة معينة من
محافظات العراق لا سابقا ولا
لاحقا حيث سيكتب لهذه المحافظة
ولهذه المدينة مثلما كتب
لمحافظاتنا في الوسط والجنوب لأن
عشائر هذه المحافظة وهذه المدينة
هي أمتداد لعشائرنا في الوسط
والجنوب من العشائر العربية
العريقة وهذا هو أمتداد العراق
بأبنائه وعشائره ومحافظاته
.
لقد تناسى السيد عبد الأمير
الركابي أن كثير من أهلنا
وأحبائنا في المحافظات الوسط
والجنوب وهم من الشيعة ويأسفني أن
أعبر عن هذا المصطلح ولكن لكي
أوضح للسيد الركابي أن الشيعة الى
جانب أخوانهم السنة وهم نواة هذه
المقاومة وهم يقاتلون الأحتلال
الى جانب أخوانهم في محافظات
العراق الغربية ولو تابع الركابي
مقالاتنا ومقالات زملائنا ليجد أن
الكثير من هذه المقالات التي يعول
فيها على أهلنا في الوسط والجنوب
لأننا لم نكن يوما غافلين لنسير
بعكس الأتجاه أو نسبح بعكس التيار
وهذا هو المنطق الحقيقي وأن كثيرا
من الساسة والى جانبهم بعض الكتاب
والذين أصبحوا اليوم خارج العملية
السياسية لنجدهم معارضين لها
ويدعون الى التغير بعدما كانوا من
أول المؤيدين لاحتلال العراق
والتخلص من نظام الرئيس العراقي
صدام حسين ( رحمه الله ) والذي
سموه بالنظام الديكتاتوري نسبة
للمصطلحات الموجودة في الأنظمة
السياسية العالمية والتي تقسم هذه
الأنظمة الى ثلاثة أقسام وهي
الأنظمة السياسية الديمقراطية
والانظمة السياسية شبه
الديمقراطية والنظام الديكتاتوري
وقد يسمى بالنظام الفردي أو نظام
الحزب الواحد
وهنا لاأختلف مع السيد الركابي من
حيث تقسيم هذه الانظمة السياسية
ولكنني أخالفه بالموضوع حيث نظام
الحزب الواحد أثبت نجاحه في
العراق اليوم أكثر من أي وقت قبل
أحتلال العراق بالرغم من أننا
نؤمن بالتعددية الحزبية التي من
شأنها أن تخدم العراق وليس أن تضع
العراق بأحضان دول أخرى لأن
العراق له خصوصيته بتنوعه منذ
فترة طويلة وان حزب البعث لم يكن
ديكتاتوريا من حيث الموضوع فقد
اعطى هذا الحزب الحريات الدينية
وطقوسها بالشكل المعقول وليس
مثلما يجري الان من عادات وتصورات
لايرضاه الله ( سبحانه وتعالى
)
لأنها فيها أيذاء للنفس وتعبر عن
التخلف الذي يعشه بعض من طبقات
شعبنا في العراق .
وأن
قول الركابي
(
أن الرئيس العراقي صدام حسين (
رحمه الله ) بعد عام 1991 لم يقوم
بالتحول الوطني نحو التعددية
والديمقراطية )
وهذا الكلام غير دقيق لكون ان
دستور العراق الجديد الذي عد بعد
عام 1991 والذي لم يطبق في حينه
بسبب الظروف التي يمر بها العراق
في حينه والذي نص على التعددية
الحزبية لان أقرار هذا الدستور في
حينها سوف يمكن الأحزاب الدينية
من السيطرة على العراق ليجعلوه
ضيعة ايرانية مثلما هو الأن بعد
ان فشلت هذه الاحزاب في قيادة
العراق نتيجة الاعمال التي
تمارسها هذه الاحزاب وأهدافها
المعلنة بالمقارنة مع التصفيات
التي تقوم بها وتقيدها للحرية
الدينية التي طالت شعبنا في كل
مكان لأنها أحزاب طائفية في حين
نجد أن حزب البعث هو حزب قومي ولم
يكون حزبا طائفيا سواء كانت هذه
الأحزاب سنية أو شيعية أو كردية
فأنها طائفية تغذي نفسها من هذا
المصطلح . فالبعث يؤمن بالتعددية
ولكن نتيجة الظروف التي فرضت على
العراق منذ عام
1980
ومرورا بالحصار الجائر والى يوم
19 _ 3 _2003 بدأ الغزو الأمريكي
على العراق والتي دعت حكومة
العراق في حينها الى التأني في
تطبيق التعددية الحزبية لأن محيط
العراق ملغم بالمتفجرات وخاصة
متفجرات ما تسمى بأحزاب السلطة في
العراق بعد الأحتلال فلهذا نجد أن
نواة حزب البعث وقادته ومؤسسه لم
يولدوا الا من أرحام محافظات
الوسط والجنوب وخاصة عشيرة
الركابي . ولكي نوضح أكثر للسيد
الركابي نقول له أن حزب البعث قد
أعاد تنظيم صفوفه في جميع محافظات
العراق ومنها محافظات الوسط
والجنوب بعد ان عاشت هذه
المحافظات الويل والبطش على أيدي
الميليشيات الحزبية المتنفذة
والمدعومة من ايران والا فلماذا
لم ترجع الى بلدك يا سيد الركابي
..؟ ثم تقول
(
أن التحويل أو الانتقال من
المقاومة السنية الى المقاومة
الشيعية من الأخطار التي يجب
الانتباه اليها ولابد من أعتماد
تسمية الثورة التوافقية العراقية
المسلحة ) .
ولكننا نقول للركابي بعد ان أوقع
نفسه في مغالطات كثيرة وهي أن
هناك فرق بين فصائل المقاومة
الوطنية العراقية الموجودة في
الوسط والجنوب وبين ميليشيات
الاحزاب الموجودة في هذه المناطق
والتي تقوم بدور ليس من دافع
الوطنية وأنما تقوم بتنفيذ أجندة
أيرانية عند ضرب قواعد قوات
الأحتلال لان هذه الميليشيات تقوم
بالأضافة الى واجبها الموكل لها
خارجيا تقوم بتصفية عناصر
المقاومة الوطنية العراقية في هذه
المناطق أضافة الى قيامها بتصفية
كثير من شيوخ وعشائر عربية عريقة
لأن هذه الميليشيات مرتبطة
أرتباطا وثيقا بالحرس الثوري
الأيراني وهو ليس من باب تحرير
أرض العراق وأنما من باب دفع
التهديد عن النظام الايراني ومع
هذا تقوم المقاومة الوطنية
العراقية في الوسط والجنوب بدور
لايقل أهميته عن ما يقوم به
أخوانهم في بقية المحافظات الاخرى
فالمقاومة العراقية هي التي جعلت
أرض العراق مستنقع لقوات الاحتلال
التي لاتعرف كيف تخرج من هذا
المستنقع مما جعلت الأدارة
الأمريكية في أزمة سياسية الى
جانب أزمتها العسكرية وهذا بفضل
فصائل البعث وفصائل المقاومة
الاخرى ومنها الأسلامية فالبعثيين
لايعلى عليهم بالوطنية الى جانب
كثير من العراقيين المستقليين
والأسلاميين لأنهم لم يرتبطوا
بالمشروع الامريكي أو المشروع
الايراني مثلما تفعل أحزاب السلطة
في العراق والتي أفرغت العراق من
شعبه . فأن الأحداث والمستجدات
الوطنية والأقليمية والدولية
جعلتنا أن نتمسك بوحدة العراق
أكثر من أي وقت لان السيد الركابي
يريد من حزب البعث أن يعترف
بأخطائه خلال فترة حكمه الماضية
ثم يقول لقد مضى عراق قبل عام
2003 ولن يعود ...الخ وهنا نقول
أن مرض الركابي وعقدته النفسية من
حزب البعث أفقده عقله لأن حزب
البعث هو حزب وطني وحزب قومي وأن
أستهدافه من قبل الأدارة
الأمريكية وقواتها الغازية نتيجة
طبيعية لأنه ذات توجهات قومية ضمن
أطره وأهدافه وقد حصل وأستهدف
الرئيس الراحل جمال عبد الناصر
لانه كان رجلا قوميا بتوجهاته
الفكرية العربية وان أستهداف
العراق هو ليس نتيجة أخطاء التي
يطالب الركابي بالأعتراف بها ولكن
لأسباب أخرى يتناساها الكاتب ومن
ضمن هذه الأسباب توجهات حزب البعث
القومية التحررية وأسباب اخرى
ومنها الثروات الوطنية التي
يملكها العراق ومنها الثروة
النفطية وهذه حال الحكومات عندما
تعمل وتقدم لشعبها لتصيب أكثر
الأحيان وأحيانا قد تخطأ ولكن لم
يكن ضمن مفهوم الخطأ الجسيم الذي
يفكر فيه السيد الركابي فتجربة
حزب البعث أصبحت اليوم أكثر تمسكا
بها قبل عام 2003 لأن كثير من
أخواننا المستقليين يترحمون على
أيام حكم البعث للعراق مما دعا
كثير من المستقليين اليوم الى
الأنخراط بصفوف هذا الحزب لأسباب
عديدة يعرفها الركابي وغيره من
السياسيين والكتاب والقراء وحتى
أكون أكثر دقة للسيدالركابي أقول
أن العراق هو أحد الدول العربية
ومن مؤسسي جامعتها والذي أنكرها
الكثير ممن يسمون نفسهم بساسة
السلطة في العراق والذين أنكروا
عروبة العراق وحاضنه العربي تحت
أفكار شتى قد تكون نتيجة تأثر
هؤلاء بالمشروع الأمريكي في
العراق أو المشروع الأيراني من
ناحية أخرى . لأن المحتل قد جاء
بشعارات محاولا أن يخدع شعبنا بها
تحت مسميات الحرية والديمقراطية
التي ينادي بها السيد الركابي
في حين أن جميع الدول العربية لم
تعرف الديمقراطية في نظام حكمها
ولكن الأدارة الأمريكية أرادت أن
تتعامل مع العراق وفق هذه
الشعارات لمعاقبة الدول العربية
الأخرى ولو قارنا بين دولة العراق
قبل الأحتلال وبين دول كثيرة من
محيطه العربي والأقليمي لوجدنا أن
العراق يتقدم عليها بالكثير من
الأمور برغم أختلاف طابعه الداخلي
وتعدده الا أنه نجح في بناء دولة
حديثة رغم الحروب التي فرضت عليه
وخاصة الحرب العراقية _ الايرانية
والتي أعطت جانبا مهما حقيقيا وهو
تماسك أبناء شعبنا بكل مسمياته
ليقف هذا الشعب وقفة رجل واحد في
دفاعهم عن أرض العراق ..... وأن
مطالبة السيد الركابي برفض شعار
المقاومة هي الممثل الشرعي الوحيد
للشعب العراقي ليجعل شعاره بدلا
عنها وهي
شعار الثورة التوافقية العراقية
المسلحة
وهنا لن أرد على عبد الامير
الركابي لأن الغاية التي أرادها
لاتستحق الرد عليها لأن فيها من
الدس وهو تقليل من أهمية المقاومة
الوطنية العراقية الباسلة فليعلم
السيد الركابي لولا هذه المقاومة
الوطنية العراقية لما تقدم
بأفكاره الرنانة ليجعلها الثورة
التوافقية لأن بالأصل أن هذه
المقاومة أعدت نفسها للثورة
الكبرى ودعت جماهيرها الى التهيء
لهذا اليوم أن شاء الله لأن جميع
فصائل المقاومة أتفقت في بناء
جبهة وطنية أسلامية عريضة لقيادة
هذه الثورة ومنع الأخريين الذين
يزايدون على هذه الثورة من الصعود
على أكتاف شعبنا المجاهد الصابر
على بلاء الاحتلال وحكوماته ومنع
تقسيم العراق ضمن المشاريع
المطروحة على الساحة العراقية وأن
هذه الجبهة قد أعدت نفسها
وجماهيرها الواسعة في جميع
محافظات العراق وهي غير معنية
لطروحات مدسوسة كالتي طرحها السيد
عبد الأمير الركابي لأن كفاحها
المسلح وعلى مدى أكثر من أربع
سنوات جعل فكرة النضوج فيها أكثر
من أي.
وقت
مضى .. وأن
غـــــــــــــــــــــدا
لناظــــــــــــره قريـــــــب |