بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

الاخ الاستاذ هارون محمد المحترم

 

 

شبكة المنصور

الدكتور ال مشعل الخزرجي

 

السلام عليكم

وبعد

فلقد تابعت مداخلاتكم على قناة المستقلة حول تاريخ البعث والتي كانت منصفة وموضوعية وقريبة من الطرح البعثي لانصاف الفكر القومي العروبي الذي يمثل البعث احد اهم اركانه ودعاماته جنبا الى جنب مع القوميين العرب ولكن الذي لفت انتباهي هو الوقوف طويلا عند محاولة اغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم رحمه الله ودور الرئيس الشهيد صدام حسين عليه السلام في ذلك وقد وردت مغالطات كبيرة وتشويه للطرح الذي كان بعيدا عن المهنية والشفافية ونسب فيه الى الرئيس الشهيد ما لم يقله او يدعيه.ولا اخالك سيدي الكريم من الذين يرتضون لانفسهم الوقوع في خانة الرأي المبني على الغرض المسبق الذي يحاول السيد على الربيعي بل ويصرالولوج فيه لغاية في نفسه.

ان رواية الايام الطويلة التي كتبها الاخ المرحوم الشاعر عبد الامير معلة والتي تحولت الى فلم سينمائي فيما بعد اخرجه المخرج توفيق صالح كتبت في ظروف معينه كان فيها العراق مستهدفا بشخص قائده وفي وقت كان فيه العراق يتصدى للهجمة الخمينية الشريرة التي وجهت كل حقدها ضد قيادة الرئيس صدام حسين بل انه في الوقت الذي كان فيه العراق منتصرا فان احد شروط الخميني لانهاء الحرب هو استقالة الرئيس صدام في سابقة لم تعهدها اي حرب واي قانون  ولهذا جاء الفلم لابراز المزايا العظيمة التي يتمتع بها القائد والتركيز على الجوانب المشرقة في شخصيته واقدامه وتحمله وفروسيته ولم يكن القصد نسب العملية كلها الى صدام حسين والغاء دور القيادة يومها والمنفذين .

اخي الكريم

لم يقل الرئيس صدام رحمه الله في اي يوم انه خطط ونفذ لمحاولة اغتيال السيد عبد الكريم قاسم ولم ينسبها لنفسه مطلقا ولو تعيد رؤية الفلم ستجد ان صدام حسين كان يقول وبالنص انني عضو بسيط في الحزب فكيف اناقش قرار القيادة وقد ركز الفلم على صدام حسين وطريقة خروجه من العراق وعبوره نهر دجلة سباحة وهو ما مشهود له ولم يكن هناك اي دليل ان الفلم يصور الرئيس صدام مخططا ومنفذا بل كان الفلم عبارة عن اجتزاء جزء من الحالة العامة والتركيز على دور الرئيس دون اغفال ان هناك قيادة خططت ورفاق نفذوا ثم ان اختيار الرئيس صدام حسين الشاب الذي هو بدرجة نصير ولعمليه غاية في الاهمية وتحتاج الى سرية تامة واعصاب من حديد الا يدل على ما يتمتع به الرئيس من مزايا اقتحامية وشجاعة كبيرة وفي رواية رجال ومدينة التي صور فيها القائد جزء من حياته ومن ضمنها محاولة اغتيال الزعيم يؤكد ان دوره كان اسناديا ولكن في لحظة التنفيذ وجد نفسه مباشرة امام الزعيم قاسم رحمه الله ولم يقل انه هو المنفذ الرئيس والوحيد ومن خطط وقاد وانا احتفظ بنسخة عزيزة اخرجتها معي من العراق قبل عام واستطيع ارسالها لكم.

لقد شمل الرئيس صدام عليه السلام رفاقه في التنفيذ برعاية خاصة وقرب اثنين من الاحياء منهم فجعل احدهم في منصب رئيس ديوان الرئاسة اي امين اسراره والثاني في منصب نائب رئيس الديوان واقام للسيد الشهيد عبد الوهاب الغريري نصبا كبيرا في اهم شوارع بغداد وهو شارع الرشيد وسميت ساحة باسمه هي ساحة الغريري ولم ينسب الفروسية والجرأة والاقدام لنفسه فقط  حاشاه

اما عن فشل الفلم لكونه مبني على اكاذيب وتلفيق وتضخيم لدور الرئيس صدام حسين فهذا تجني كبير فالفلم صور القضية الاساسية وهي عملية الاغتيال ثم انتقل وبشكل مفصل الى التركيز على طريقة خروج صدام حسين من العراق ولم يكن القصد من الفلم تصوير العملية وكان من الممكن ان يكون فلم اخر وبطريقة اخرى عن الموضوع او كان من الممكن تصوير فلم عن الشهيد الغريري والتركيز عليه دون ان يقال ان الفلم نسب كل العملية الى الغريري

اعتقد ان الفلم لم يفشل من ناحية مصداقية الطرح وانما فشل فنيا فالسيد توفيق صالح لم يكن على دراية كاملة بالوضع العراقي والبيئة العراقية ولم يبذل كبير عناء في دراستها وكان من الممكن او من الافضل لو ان الفلم اخرجه مخرج عراقي كبير مثل المخرج العراقي الكبير المرحوم محمد شكري جميل الذي اخرج الفلم العراقي الشهير الاسوار الذي فاز بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان دمشق الدولي وفي حينها كرم الرئيس صدام كامل الكادر المشترك في الفلم

وختاما اقول ان هذا الرجل الذي اسمه صدام حسين هو الان في عليين ان شاء الله وشئنا ام ابينا فان فروسيته وشجاعته واقدامه امر لا يحتاج الى ادعاء وتنسيب ما ليس فيه اليه ومن الواجب قول الحق والانصاف وانت اهل لقول الحقيقة مع وافر احترامي.

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاحد /  18 رمضان 1428 هـ  الموافق  30 / أيلول / 2007 م