بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

اكاذيب تكشفها حقائق

 

 

شبكة المنصور

ابو مصطفى العنزي

 

عندما حزم شاه ايران حقائبه وغادر ايران يقود طائرته بنفسه كانت هناك طائره اخرى متوجهه من باريس الى ايران وهي تقل الخميني كقائدا للثوره ومعجزة من المعجزات ، وفي حينها اصاب الذهول كل من كان يتصف بقصر النظر وضعف وقلة الوعي السياسي ، اما من كان قد صقلته الحياة وعرف التاريخ واطلع على الحقائق ما ظهر منها وما بطن فقد حزن كثيرا وضحك كثيرا ، حزن لانه عرف جيدا ما سيحصل للاسلام والمنطقه والعالم من تغييرات سلبيه وويلات وضحك لانه شاهد وسمع نكتة هي بحق نكتة العصر .

ثم بدأت النكته تتحول الى مسلسل من الاكاذيب يراها الكثير ويعرفها ويفهمها ويعلمها لكنه لا يستطيع لها كشفا ولا يقدر على التحدث بها ولو بشيء من الغموض والخجل لان الجميع يلفهم الخوف والجبن وحب الحياة من خلال حب المناصب والتمسك بها فصاروا يتصورون الكذب الذي امامهم وكأنه حقائق مع انهم واثقون تمام الثقه انه كذب ، فمضى الكل يداهن ويماشي الكذب والكذابين آملا ان يستحي الكذاب ويؤنبه ضميره فيعطف عليه مقابل ذلك القبول بالكذب مع انه يعلم ان ليس للكذاب من ضمير.

أعلنت جمهورية ايران الاسلاميه ومنذ اليوم الاول لاعلانها بدأ الاسلام بالتراجع وراحت موجات التناحر والتصادم تعصف ببلاد المسلمين وتحول الدين الاسلامي الحنيف الى نوادي ومحافل سياسيه ضاع فيها الدين وضاعت فيها السياسه ولم يعرف اين هو الدين واين هي السياسه ، وكان الشعار الاول الذي رفعته الجمهوريه الاسلاميه هو شعار تصدير الثوره ، مضافا اليه شعارات اخرى كان في مقدمتها اسقاط النظام الوطني في العراق معتبرة ذلك الخطوه الاولى على طريق تصدير الثوره لانها كانت على قناعه ان هذا النظام هو العقبه الوحيده امامها في تنفيذ شعارها وهو السد الوحيد الذي يقطع عليها عبور صادراتها ( الثوريه ) الى البلدان الاسلاميه الاخرى .... وبدأت فعليا عملية التنفيذ مستخدم ركائز ومنطلقات كان اشاه المهزوم يستخدمها قبل هروبه ... ثم راحت تطلق شعار آخر صدقه الغافلون وعرفه العارفون وهوشعار ( الشيطان الاكبر ) .

لم تكن قيادة العراق غافلة عما كان يدور في اذهان عصابات الثوره الايرانيه لانها كانت تدرك جيدا ان هذه العصابات ليست الا امتداد غير منقطع لنظام الشاه ولكن بشكل وفصال جديد يتلائم مع حاجات ومتطلبات اجهزة المخابرات وعلى رأسها المخابرات المركزيه الامريكيه التي كانت قد وضعت ايران في القمه في مجال تمرير ستراتيجيتها المستقبليه في المنطقه وان ايران ضمن الفهم والتصور الامريكي اهم بكثير من اسرائيل لما تعرفه عنها من حقد على العروبه والاسلام يفوق كثيرا الحقد اليهودي الصهيوني ، وهذا ما دعى العراق الحيطه والتحسب لما سيحدث وبالرغم من الصبر الذي تحلت به قيادة العراق وبالرغم من مئات المذكرات الى الامم المتحده التي يرجو فيها العراق المجتمع الدولي ردع ايران وايقافها عند حدها والتخلي عن تجاوزاتها الا ان كل ذلك لم ينفع وراحت المدفعيه الايرانيه تدك مدن وقرى داخل حدود العراق وطائراتها الحربيه تخترق الاجواء العراقيه عشرات المرات يوميا وقواتها تتدفق بأتجاه الحدود العراقيه واخيرا وقعت الحرب التي دامت اكثر من ثمان سنوات وتوجت بأنتصار العراق ، ولان اي حرب مهما كانت نتائجها هي خساره ماديه وبشريه للجانبين المتحاربين فقد قدم العراق تضحيات كبيرة من ابنائه وثرواته ومع ذلك خرج من الحرب سالما معافى وتوجهت قيادته فورا وبكل جد ونشاط وتصميم الى عملية اعادة الاعمار والبناء والتنميه .... ولكن كيف يمكن ذلك والذين يؤمنون بالكذب بالمرصادلكل ماهو حقيقه ، لانهم يعلمون جيدا عندما تكون الحقيقه واضحه وجليه للعيان فسوف يكون تصديقهم للكذب سيان ... وعلى هذا الاساس بوشر بتنفيذ الجريمه التاليه من المخطط ضد العراق وضد الحقائق التي يتمسك بها فكان استخدام حكام منطقة الكويت هو المرشح للتنفيذ ولان مستواهم الرجولي والمعنوي لا يتناسب بقيامهم بضرب العراق عسكريا فقد اسندت اليهم القيام بجريمه اقتصاديه تتعلق بقطع ارزاق الشعب العراقي وايقاف عملية التنميه التي عزمت القياده العراقيه على تنفيذها ، ولكون منطقة الكويت الى زمن قريب جدا هي جزيء من محافظة البصره العراقيه فلم يكن اعتداد القياده العراقيه بنفسها وبشعبها ليسمح لهذا الجزيء ان يعبث بمقدراته وكيانه السياسي الاصيل فكانت النتيجه قيام العراق بتأديب هذا الفرع واعادة الامور الى نصابها الحقيقي ... وهنا لعب المؤمنون بالكذب دورهم الفعال وراحوا يزيدون النار حطبا ويسعون لاشعال نار حرب يعلمون جيدا انها ستأكلهم ولكنهم مع ذلك سعوا اليها لانهم يعشقون الكذب ويمقتون الحقائق .

قبل قيام الحرب العراقيه الايرانيه كانت ايران مستمرة على قدم وساق بتشكيل احزاب وحركات دينيه مذهبيه كلها تعمل بأتجاه العراق ونظرا لقوة ومبدئية الاجهزه الامنيه العراقيه التي تمكنت من تحجيم واحباط عمل هذه الاحزاب والحركات العميله الى درجة اضطرت بها المخبرات الايرانيه الى دعوة عملائها للهرب الى ايران وفعلا جرى ذلك ويعلم العملاء انفسهم لا غيرهم انهم جميعا كانوا عام 1979 محتجزين لدى الاجهزه الامنيه واطلق سراحهم بقرار من الرئيس الشهيد ومن داخل ايران بدأ العملاءيديرون العمليات التجسسيه الموجهه للعراق والتي لم تطال سوى الابرياء من المدنيين نساء واطفال وشيوخ ولا نعتقد ان العراقيون قد نسوا السيارات المفخخه والعمليات الانتحاريه التي كان ينفذها عملاء ايران والهداف المدنيه التي استهدفتها ،اضافة الى عمليات الاغتيال وجرائم وضع السموم في خزانات المياه الرئيسيه وغيرها من الجرائم التي يندى لها جبين الانسانيه ، استمر العملاء والجواسيس وفي مقدمتهم المقبور محمد باقر الحكيم وطريح الايدز عبد العزيز الحكيم ومن لف لفهم من العملاء والخونه والجواسيس واللقطاء الذين يديرون العمليه السياسيه في العراق الان .... استمروا بعملياتهم التجسسيه والتخريبيه لصالح نظام الملالي ومن خلال مسميات عديده انشأتها لهم وزارة الاطلاعات الايرانيه نذكر منها المجلس الاعلى للثوره الاسلاميه وفيلق بدر ومنظمة العمل الفارسيه وحركة المجاهدين العراقيين وغيرها من التسميات الرنانه والتي تصب جميعها بعمل تجسسي تخريبي واحد واستمر نشاطهم التخريبي حتى يوم وقف اطلاق النار بين العراق وايران حيث لفظتهم المخابرات الايرانيه ووصل الامر الى طرد الكثير منهم الى خارج ايران حيث توزعوا بين دول الخليج والدول الاوربيه كل حسب مستوى عمالته وعاد لبعض منهم الى العراق حيثحظو بعفو الشهيد صدام حسين وراحوا يزاولون حياتهم الطبيعيه ، وعند دخول القوات العراقيه الكويت قامت المخابرات الايرانيه بأستدعاء العناصر المهمه من الدول التي تواجدو فيها بشكل فوري وسريع وتم اعادة كافة التنظيمات والتشكيلات بشكل جديد للتهيؤ للصفحه القادمه ... ثم كان العدوان الثلاثيني بقيادة امريكا يساندها من كافة النواحي اولئك الذين يساندون الكذب ويقاومون الحقائق ... ثم صفحة الخيانه والغدر بقيادة ايران يساندها العملاء والجواسيس خونة الشعب والوطن تلك الصفحة التي اضرت العراق وبنيته التحتيه اضعاف الضرر الامريكي الثلاثيني حيث دمرت واحرقت كل شيء اسمه عراقي عربي وقتلت الالاف من المواطنين الابرياء والالاف من افراد الجيش العراقي الذين كانوا منسحبين من الكويت سيرا على الاقدام فبدلا من اسقبالهم بالماء والطعام وتهيئة وسائل الراحه تم استقبالهم بالقتل والتمثيل بجثثهم وهذه هي التي تسمى اليوم الانتفاضه الشعبانيه والتي يصدقون حماة الكذب والخديعه بأنها فعلا انتفاضه وهم يعلمون انها ليست انتفاضه ولكن لكونها احرقت ودمرت العراق فربما البعض منهم يرقى بها الى مستوى الثوره وينتهي العدوان وتنتهي صفحة الخيانه والغدر ويقف حماة الكذب ولفيف الجبناء جنبا الى جنب مع المخربين والعملاء والجواسيس فمنهم من يقدم المأوى ومنهم من يقدم المساعدات الماليه والغذائيه ليس حبا بهؤلاء القتله والجواسيس ولكن لغاية في نفس بعقوب ؛؛؛؛

يبدأ العراق من جديد وبكل عزيمه وايمان بأعادة اعمار ما دمره الاشرار ويتزامن مع هذا الشروع بالاعماركذبة اسلحة المار الشامل والسلاح الذي يدمر امريكا خلال 45 دقيقه وصادق على هذه الكذبه الاشقاء والاصدقاء قبل الاعداء ليس فقط لانها كذبه وليس لانهم جبناء وحقراء ولكنهم لابد ان يصدقوا ما يقوله الاعداء مع قناعتهم بأنه كذب ولا اساس له من الصحه لان الاعداء وكما يصور لهم عقلهم المريض هم الهههم الاول والاخير وانهم بغير الاعداء لا يمكنهم العيش .... وتبدأ مهازل لجان التفتيش التي اثبتت فساد وانحطاط منظمات دوليه تتحكم بمصير العالم وشخصيات دوليه يفترض ان نسميها مرموقه ونزيهه ولكنها في الواقع في ادنى درجات الانحطاط فراح بليكس وبتلر والبرادعي يعبرون عن اخسأ ما وصلت اليه الانسانيه من ظلم وفساد ... وغرقوا في تنفيذ اوامر المخابرات الامريكيه كما يغمر الكلب الهرم في وحل القاذورات وكثرت الرشاوي والملايين من الدولارات واتخمت حسابات المعنيين واصبحت العمليه بالدور ولكل نصيبه من الكذبه الجريمه الى ان اضطر من اصيب بصحوة الضمير من داخل المخابرات الايرانيه لينطق بالصدق ويفضح كل مفاسد ومساويء لجان التفتيش ومن الطبيعي ان لا يصدق عشاق الكذب وحماته ذلك لانه حقيقه ولانهم اعداء الحقيقه ، وجاهدوا على ان يجعلوا من كذبة اسلحة الدمار الشامل حقيقة لا شك فيها مع انهم يعرفونها كذبة الاكاذيب ولكنهم لا بد ان يصدقوها لانهم صدقوا قبلها كذبة ان العراق خطر عليهم ووجوده تهديدا لاملاكهم وممتلكاتهم ولم يصدقوا ابدا حقيقة ان الخطر الوحيد الذي يهدد كياناتهم وسيبصق عاى لحاهم وشواربهم هم الفرس ولم يصدقوا حقيقة ان ثرواتهم النفطيه كامله وغير منقوصه هي ليست لهم وان القصور والضياع والاموال المودعه في بنوك الغرب سوف لن تكون لهم لانهم ويا لبؤسهم لا يؤمنون ابدا بالحقائق بل يسجدون للاكاذيب .

استقتلو على تدمير العراق ودفعوا من دماء شعوبهم امولا لا تعد ولا تحصى من اجل احتلال وتدمير هذا البلد العظيم مسترشدين بخيالهم المريض ان دمار العراق هو علوهم وسيطرتهم وخلاصهم وها هم اليوم في حيرة من امرهم لانهم لم يؤمنوا بحقيقة وحقائق العراق بل خافوا وارتعبوا منها وبئس جزاء الخونه والمارقين .

الآن العراق محتل وهذه الحقيقه الوحيده التي يصدقونها ولكنهم لم يصدقوا حقيقة ان العراق ذاته هو الذي سيمرغ وجه امريكا في التراب وهذه حقيقة لا يصدقوها لانها تتعلق بوجه امريكا ولانهاتجثم على صدورهم وتقطع انفاسهم وتضرب قفى اي من ينبس ببنت شفه منهم بالسوط والفرس على حدودهم كالحش الكاسر ينتظرون الفرصه لكي ينقظوا على فريستهم التي لم يعد لها راعي ولا حامي .

الهول كل الهول انهم لا زالوا يخدعون انفسهم ويؤمنون بالاكاذيب لانهم شبوا وشابوا عليها ولانهم لا زالوا لا يؤمنون بالحقائق ولا يصدقونها وآذانهم صاغية الى الكذب دوما ولذلك فأنهم لميسمعوا مرشد الجمهوريه الاسلاميه عندما قال ( اذا ضربت امريكا ايران فان ايران ستحول الخليج الفارسي الى جحيم ) انه ام يقل بانه سيحول امريكا الى حجيم فليصدقوا من سيتحول الى جحيم .... واخيرا نقول لاعداء الحقيقه لابد لكم ان تصدقوا حقيقة واحده هي امتحان لمصيركم ... وهي ان ايران قنبلة جاثمه داخل اجسادكم وعندما تنفجر سوف لا تجدون من اجسادكم الا بقايا من السؤ والندم .

 

 

 

 

شبكة المنصور

الخميس / 23 / أب / 2007