بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

لماذا يتورط المتورطون

لم يعد هناك شئ خاف على احد من المعنيين او غير المعنيين في كل ما يتعلق بالاحتلال واسبابه وما جرى ويجري في العراق من قتل وتهجير ونهب وتدمير فاي فيلسوف او جاهل لا يأتي بجديد عندما يقول فلان عميل وعلان قاتل وهذا سارق وذاك مجرم واخرون لا اصل لهم .... كل الامور بتفاصيلها اصبحت واضحة وضوح الشمس لان العميل لم يعد بحاجة ان يقال عنه هذا عميل فهو يعلن ذلك عن نفسه ويوفر جهود القائلين والقاتل اصبح يقتل علناً بلا خوف او تردد وكذلك السارق والمجرم واية شخصية ابتكرها الاحتلال لا تتورع عن الاعلان صراحة عن نفسها وما تقوم به من جرائم مهما كان نوعها وحجمها لان ا لصفات الاجرامية اصبحت مفخرة من مفاخر اصحابها وعنوان لسعادتهم ورخائهم.

العميل عميل والمجرم مجرم .. صفات لاتحتاج الى تفسير او توضيح ولا فرق ان يفتخر اصحاب هذه الصفات بصفاتهم او يجعلوها طي الكتمان .... ونتسائل كيف سولت نفس الكثير من الاشراف ان يحاول التفاخر والتباهي بعميل ومجرم وهو الى زمن قريب انسان شريف ومواطن يقطر وطنية ويعصر مبادئ وقيم هنا تكمن حالة لا بد من التوقف عندها والتعرف على اسبابها واثارها على قيم المجتمع واصالته وتاريخه.

دأب الكثير من هؤلاء اللذين نقول عنهم اشراف او ربما كانوا كذلك الى التظاهر بانهم كانوا سابقاً اصدقاء لفلان من العملاء او جمعتهم مع العميل الفلاني مدرسة واحدة او اشتركوا معه في عمل معين الخ.... فهذا يقول ان اياد علاوي كان صديق طفولته وذاك يقول انه كان يسكن نفس المنطقة التي كان يسكنها احمد الجلبي وهناك من يقول انه كان في ذات الفرقة الحزبية التي كان عادل عبد المهدي احد اعضائها وليست هناك اية اهمية ان كان ذلك الادعاء كذب او صحيح ..... نفاق او رياء ولكن الاهمية تكمن في مدا سخف وضحالة ودناءة هؤلاء لان الشريف حقاً هو من ينكر هذه العلاقة ويتنكر لها حتى ان وجدت فعلاً لانها لا تشرف احد ولانها تقود بصاحبها الى ادنى المستويات واقذر المواقع .

هؤلاء الذين يتشدقون بهذه التفاهات المتدنية هم اعرف الناس بما لحق العراق من مصائب وويلات من خلال اياد علاوي واحمد الجلبي والاخرين من العملاء ويعلمون جيداً ان ما جرى للعراق جاء كله من تحت رأس هؤلاء السفلة الساقطون فهل يعقل ان يأتي رجلا كان سابقاً يدعي الشرف والرجولة فيتفاخر بانه كان يوما يعرفهم وتربطه بهم علاقات وصداقات وهل يعقل ان يبقى بعد ذلك يدعي الشرف والمبدئية وهناك من هؤلاء الذين كانوا يوما اشراف يتمنى ان تسقط حكومة المالكي وتأتي بدلها حكومة يرأسها اياد علاوي معللاً ذلك بانه احسن السيئين ... ويا للعجب هل هناك شريف لا يعلم بان السيئين ليس بهم احسن وانهم لا يختلف اي منهم عن الاخر الا بالجسم والهيكل .

نتسائل دوماً لماذا يتورط المتورطون ولماذا يورط البعض انفسهم بامور تزيد من تفاهتهم وتنزل بهم درجات الى الحضيض الا يكفيهم ما وصلوا اليه فراحوا فوق ذلك يطلقون النظريات والقواعد التي تجعل من السيئين الاحسن ومن العملاء البسيط والثقيل ومن المجرمين المتوازن والمتشدد ومن الكفرة الاعمى والبصير.