بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

فليشهد التاريخ... اليوم أنقذ صديقي حياتي.. فليشهد التاريخ... اليوم طعنتُ صديقي بظهره

 
شبكة المنصور
أبو مصطفى الصدامي
 

كان يا ما كان في سالف العصر والزمان:

صديقان كانا يعبران صحراء قاحلة، وخلال رحلتهما حدث بينهما شجار انتهى بأن ضرب احدهما الآخر على وجهه. تألم الصديق الذي ضُرِب على وجهه و لكن بدون أن يقول اي كلمة كتب على الرمل "ضربني اعز أصدقائي على وجهي اليوم".
وبعدها تابعا طريقهما حتى وصلا الى واحة غنّاء فقررا الاستحمام في بحيرة الماء وقع الصديق الذي ضُرب من قبل في الطين وكاد ان يغرق الا ان صديقه انقذه بإذن الله، بعدها وعندما تمالك الغريق نفسه حفر على الصخر "اليوم انقذ صديقي حياتي".
هنا سأله صديقه الذي ضربه من قبل وانقذه توا " بعدما ضربتك كتبت على الرمل والآن حفرت على الصخر، لماذا؟" فأجابه صديقه "عندما يؤذينا شخص فعلينا كتابة ذلك على الرمل لتأتي الريح وتجلب المسامحة ومع هبوبها تختفي الكتابة" ولكن عندما يؤدي الينا شخص معروفا فيجب ان نحفر ذلك على الصخر فيبقى ذلك دائما رغم هبوب الرياح.

تلك القصة القصيرة جداً التي تحمل بين ثناياه العظيم من العبر مستوحاة من التاريخ العراقي العربي المجيدة، وأعتذر لقراء مقالتي المتواضعة أن وجدوا بعض الأخطاء الأملائية بين كلمات القصة لأني نقلتها حرفياً من المصدر... وما يعنيني من هذا القصة العبرة منها وهي التسامح بين الناس وبالأخص الأصدقاء والأحباء.. أتأمل هذه العبرة وعيوني تراقب ما حل بنا الآن وإليكم عينة مما حل بنا (تشكيل مجلس إنقاذ الأنبار للتصدي للقاعدة، معارك بين القاعدة وكتائب ثورة العشرين، أشتباكات بين الجيش الأسلامي والقاعدة) ومئات بل الأف القصص تحاك حول هذه الأخبار، بأن الجيش الأسلامي قاتل إلى جوار مجلس إنقاذ الأنبار وكتائب ثورة العشرين تساند الجيش الأمريكي، سقوط منطقة وغيرها وغيرها..

أسمحوا لي أن أتقدم بسؤال بسيط.. بغض النظر ان كان الكلام أعلاه حقيقة أم مجرد تلفيق، هل تستحق القاعدة أن تضرب هكذا أو أن نقاتلها لأي سبب كان، أليسوا هم أخوتنا في الجهاد، أليسوا أخواننا وأبنائنا.. سيقول البعض بأن القاعدة قد قتلت وقد وقد.. لكنني أقول هل هي القاعدة من فعلت ذلك أم بعض المحسوبين عليها، إذاً الموضوع يحتاج لبعض الدقة... وعلى أي حال للقاعدة فضل كبير على كل العراقيين الوطنيين، فليس سراً خفياً حينما أقول بأن القاعدة شكلت أكبر فصيل مجاهد ضمن المقاومة العراقية بعد أسر الرئيس الشهيد عليه السلام. وأن القاعد أول من تصدى لفيلق غدر وجيش الدجال، وأول من تنبه لخطور تشكيل قوات شرطة وجيش عراقية لتشكل درع بشري لحماية الأمريكان.

هل نسينا معارك سامراء والقائم والرمادي وديالى والحويجة، من هم أبطالها، ألم يكونوا أسود التوحيد، هل نسينا مقبرة الطائرات أوائل هذا العام، ولماذا أقفلت هذه المقبرة، أقفلت لإنشغال القاعدة في الدفاع عن نفسها فإنخفضت عمليتها ضد المحتل وأعوانه كماً نوعاً... ولماذا سقطت منطقة البياع خلال أقل من أسبوع بيد جيش الدجال؟ والجواب واضح للجميع.. لأن القاعدة (فيلق عمر) أنسحبت من منطقة السيدية الملاصقة لمنطقة البياع... وكيف تمكنت قوات الحرس الوثني مدعومة بقوات العلوج من فرض سيطرتها الكاملة على منطقة العامرية بعد أن كانت عصية على العلوج وكلابهم ومليشيات تلك الكلاب... والجواب أبسط من بسيط.. لأن القاعدة قد أنسحبت من العامرية بعد الفتنة بينها وبين الجيش الأسلامي... وهناك المزيد والمزيد من مأثر القاعدة التي لا ينكرها ألا جاحد.. ثم ألا يعد ذلك خيانة، كيف لا والقاعدة تضرب من الخلف وهي تقاتل العلوج وكلابهم..

لا أعني بذلك أن نغض الطرف عن أخطاء القاعدة، بل علينا أن نظر إلى الجانب المشرق لتنظيم القاعدة وبنفس الوقت نساعدهم في معالجة أخطاء بعض المحسوبين عليهم.. وأن نسامح فيما لم يكن لهم به قصد "ضربني اعز أصدقائي على وجهي اليوم"، وأن فعلنا ذلك نكون قد ساهمنا في بشكل فعال بأعادة الأمور إلى نصابها "اليوم انقذ صديقي حياتي". وشددنا من قوة ضرباتنا ضد المحتل وكلابه وبذلك نكون قد أستفدنا من العبرة المنقولة من القصة القصيرة أعلاه..

ومن لا يتفق معي فيما أقول فأنني أطالبه بأن يحرر البياع من كلاب القذر مقتدة ويحرر العامرية من الحرس الوثني والعلوج. وأن لم يستطيع فليعدج النظر مرة ثانية فيما أقول. ومن خلال هذه الكلمات البسيطة فأنني أدعوا فرسان الكلمة المقاومة بأن يرفعوا أصواتهم عالياً لنصرة المجاهدين في تنظيم القاعدة وكذلك العمل على مساعدتهم في معالجة أخطاء بعض المحسوبين عليهم...

ولا أجد داعياً لأن أقول بأنني لا أتفق مع القاعدة لا فكراً ولا توجهاً بل أنني بعثياً وصدامياً وأتشرف بذلك، لكنني أتفق معهم في مقاتلة الأمريكان وكلابهم.. والله من وراء القصد........

والله أكبر... والله أكبر

وصدام كالعراق..

والله أكبر.. والله أكبر

والعراق باقٍ..

والله أكبر.. والله أكبر..

والاحتلال وأعوانه إلى زوال...

 
 
 
شـبكـة الـمنصـور
الثـلاثـاء / الثـــالــث / تمـــوز / 2007