بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

البعث ... والقوات المسلحة المجاهدة
( الحلقة الخامسة )

 

 

شبكة المنصور

بقلم ابو حمرة

 

وان كان البعث كتنظيم وأشخاص ومنهج وسلوك قد ابتعد عن معانيها ومضامينها في مرحلة من مراحل مسيرته ولم يؤدها كما يجب فهذا أمر وارد وطبيعي ولا يؤثر على أصل العقيدة وأركانها وثوابتها ومنطلقاتها الأساسية وجوهرها وهديها لان الخلل يتعلق بالأشخاص الذين يحملون هذه العقيدة وليس في العقيدة أو في أركانها وأساسياتها أي بالتعبير الفني في فروضها وواجباتها ولا يكون الأمر أكثر من إعادة قوية إلى أصل العقيدة وأهدافها ومنهجها وأخلاقها وتصحيح الانحرافات والأخطاء والهفوات كما هو الحال اليوم في ما يخص الدين الإسلامي الحنيف في جانبه التشريعي أي الشرعي الفني كما تراه أنت وليس كما نراه نحن فهل أن المسلمين في العالمين العربي والإسلامي كلهم يمثلون الدين الإسلامي كما هو . وكما جاءنا عن صاحبه ( صلى الله عليه وسلم ) وكما جاءنا عن أصحاب رسول الله والتابعين في فروضه وواجباته وسننه وآدابه وأخلاقياته أم حصل خلل كبير في ذلك ؟؟ بل انفصام هائل بين الإسلام الحقيقي كدين حياة وحضارة وكرسالة إنسانية وبين ما تراه اليوم ونراه معك من تشتت وتمزق وتناحر وتنافر وانحراف هائل عن أصل الدين ومنهجه !! انظر إلى السنة السلفية فئات ومشارب ونحل .. انظر إلى الصوفية فئات ومشارب ونحل .. انظر إلى التيارات التكفيرية فئات ونحل وملل ثم انظر إلى الشيعة فئات وملل ونحل ثم انظر إلى الملل والنحل والفرق الأخرى ما هو أصل دينها وأين تقف اليوم من الدين الحنيف والإسلام الرسالي ؟؟

فاعلم أيها المظلل إن الدين الحق الذي يبغيه أصحاب الدين الحقيقيين والمسلمون المؤمنون هو اليوم عند البعث فقط وستراه بإذن الله مزدهرا ومتجددا موحدا للأمة من أقصاها إلى أقصاها على قاعدة الإيمان أولا بين أبناء الأمة الذي لا اختلاف فيه الذي يهيئ الأمة إلى الإسلام الشرعي التطبيقي الصحيح والسليم . إن عقيدة البعث أيها الصديق العزيز بالإضافة إلى كل ما ذكرنا من الحقائق تقوم على أساس إن الإسلام روح العروبة فلا قيمة ولا حياة للعروبة بدون الإسلام وان العروبة هي جسد الإسلام فلا بقاء ولا قرار ولا ازدهار ولا تجدد للإسلام بدون العروبة . إذ لايمكن للجسد أن يحيى بدون الروح ولا يمكن للروح أن تبقى على الارض بدون الجسد واسمع قول البعث منذ أكثر من ستين عاما يقول ( كان محمدا كل العرب فليكن العرب اليوم كلهم محمدا ) أي إن من قواعد عقيدتهم الأساسية هي التأسي برسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) صاحب الرسالة العربية الخالدة في تعشق عقيدته ومنهجه وخلقه وهمته والأخذ بقوة لما جاء به وعلى قاعدة ( ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) الم تسمع قول جل في علاه (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ) الم تسمع قوله جل شانه ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم ) أي لقد جاءكم أيها العرب رسول من جنسكم ومن أمتكم ومن قومكم وفي رواية من أفضل العرب وأعزهم وأكرمهم انه خير خلق الله وانه من خير امة أخرجت للناس امة العرب وليس امة الترك وأمة الفرس وأمة الصرب وأمة الطاجيك عفى الله عنك أيها الصديق العزيز كيف سمحت لهذا المضل أن يشتم جيش العروبة البطل جيش الرسالة الخالدة فيصفه بالميلشيا لحزب البعث العربي الاشتراكي .

الم تتذكر وتذكر كيف قاتل هذا المارد العربي تحت قيادة البعث كل قوى الشر والعدوان في الأرض على امتداد ارض العروبة دفاعا عن عقيدتها المقدسة ورسالتها الخالدة وعن حرمتها ومقدساتها وحريتها واستقلالها ومستقبل أجيالها بدءا من ارض فلسطين المقدسة الحبيبة والأردن ولبنان ومصر والخليج العربي ثم السودان في عمق أفريقيا وموريتانيا في أقصى المغرب العربي ؟ وكما قلنا أين مصلحة البعث الفئوية الشخصية في هذه المسيرة المجيدة لهذا الجيش وفي هذه الانجازات التاريخية الخالدة ؟؟ اعلم أيها الصديق ولتعلم الدنيا كلها وخاصة دنيا العروبة والإسلام إن جيش البعث الرسالي لو كان هو الجيش الذي تريده اليوم لما اعتدى عليه وعلى حزبه وثورته ونظامه المعتدون من قوى الكفر والشرك والنفاق والردة بل لأقاموا معه تحالفا حميما ..
الم تسال نفسك وتسال من حولك وتسال من اثر على فكرك وعقيدتك وتتساءل لماذا لم يحصل مثل هذا العدوان الشامل الجامع لكل قوى الشر في الأرض على النظام المصري وحزبه وجيشه ؟ ولماذا لم يحصل على أي نظام وجيش من أنظمة الأمة وجيوشها وهي ترفع شعارات الإسلام والوطنية والقومية ويزايد بعضها على البعض الأخر بل قد تحالف العدو معها وهو المصدر الأساسي لتسليح جيوشها وتدريبها وإمدادها بالخبرة ؟؟
الم تسال نفسك أيها الصديق وتسال كل من في قلبه مرض وكل معادي للبعث وجيشه قي محيطك وممن حولك إن حزب البعث العربي الاشتراكي لو كان حزبا سياسيا تقليديا فئويا كما هو موجود من أحزاب في الوطن والأمة لاكتفى هو وجيشه العيش بنعيم دنيوي لايوجد في قطر من اقطارالامة على حساب عقيدتها وحريتها ورسالتها ومستقبل أجيالها وقطرنا العزيز هو وحده الذي يمتلك هذه الخيرات التي لاحد لها .. الم تسال نفسك ما هي المصلحة الشخصية لقائد البعث الشهيد الأكبر وقواته المسلحة في صموده الأسطوري بوجه قوى الكفر والشرك والغزو والاحتلال حتى جاد بماله وولده ونفسه التي بين جنبيه هل لهذه التضحية مثيل اليوم أو قبل اليوم إلا في عهد الرسالة الأول ؟؟؟ ما هي المصلحة الشخصية لقيادة البعث والثورة في هذا الصمود والثبات والتضحية حتى نالوا عز وشرف ومجد الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ... وسنكمل الموضوع في الحلقة السادسة إن شاء الله ...

 

أبو حمره
العراق / بلاد الرافدين
08 / 08 / 2007
يوم النصر العظيم

 

 

شبكة المنصور

الاحد / 12 / أب / 2007