بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

الإعياء يشل الجيش الأمريكي في العراق

 

 

شبكة المنصور

ترجمة ميمونة بنت الرافدين

 

يحاصر الإعياء وجهد القتال جند الولايات المتحدة في العراق،كونهم يقاتلون في حرب من نوع جديد.فيعتمد بعضهم على شراب  ال( ريد بول) لقضاء اليوم يقظين.ويكافح الجيش الأمريكي لتحمل الازمة الناجمة من زيادة نسبة الغيابات والهروب غير المخول من الجيش.

يقول الجندي كلاي هانا  والذي يبدو انه مريض كزميله الذي يبدو انه لا ينام،انه يغفو على السرير،ما بين العمليات في مركز القيادة وسط ضوضاء الراديو.حيث انه يستيقظ الساعة السادسة صباحا،ويحاول الذهاب للنوم الساعة الثانية او الثالثة من صباح اليوم التالي.فهناك عمليات عسكرية لا بد من استمرارها،والتخطيط لتنفيذها،وتقارير لا بد من كتابتها.فيتداخل الحرب جدول أعمالها القاتل،الذي يتطلب منه الانتباه واليقظة.

خمسة أيام يمضيها الجند في الواجب ويومين للاستراحة،يقضونها في غسل وكي الملابس،النوم،وعد ما تبقى لهم من الأيام للعودة إلى منازلهم. فالشيء المنهك هو الجمع ما بين الدوريات والتناوب على الانتشار المتعدد،الامر الذي يمحو أي ذاكرة للاجازة او العودة إلى الوطن،و لا شيء  في الحياة سوى العراق.

كلاي هانا ورجاله ليسوا هم الوحيدين من بدا عليهم التعب معظم الوقت،فكل الجيش منهك ومضعف.فيقول احد الجنود الذي يعمل في مكتب الشؤون العامة للجيش الأمريكي"الجيش مضعف،نحن فقط نبقي الناس في ميدان الحرب وهم متعبون".ويضيف فريق اخر للشؤون العامة بمرارة"يجب ان يسمح لنا باخبار أجهزة الاعلام بما يحدث هنا.ندعهم يعرفون بان الناس منهكة،لكن على ما يبدو اننا أصبحنا الان ليس اكثرمن اعداد".

تقول احدى المجندات ان زوجها تعرض لضرر في العمود الفقري اثر انفجار عبوة ناسفة ،ويرقد الان في البيت ،وغير مسموح لها بالعودة إلى البيت لرؤيته،فإذا أرادت ذلك فانه يتطلب مدة أسبوعين وهذا ما يحسبه الجيش.

وفي مدينة الموصل تحدث مسئول أمريكي بشكل خاص عن تثاقلهم وكدهم من جراء تعدد الدوريات وتعرضها للكمائن في مركز المدينة.

وعندما يتكلم الجند بهذه الصورة فهذا يعني ان هنالك استسلام وغضب أكال.لماذا لا تقال الحقيقة بان الجيش متعب؟

فهناك الكثير من قادة العربات لا يسمحون لجند المشاة بالنوم ليس لجعلهم يقظين وإنما وكما يقولون بان أشياء سيئة قد تحدث عند نومهم.ولهذا السبب فهم يشربون بكثرة شراب ال( ريد بول) ليبقيهم يقظين ومنتبهين.

وقد ظهر انهاك الجيش الأمريكي  بصورة قوية في تفاصيل حياة الجند المرهقة والمتعبة.فالشكاوى متماثلة في كل مكان،فهم يتحدثون عن الطلاق،مشاكل عشيقاتهم اللاتي لم يرونهم ،وعن الأطفال الذين ولدوا وبلغوا بدونهم.فيقول احدهم وهو برتبة ميجر(رائد)بأنه متزوج منذ خمس سنوات من مجندة،وبسبب حرب أفغانستان والعراق وبعد ان أحصى أيام لقاءه معها ،كانت الفترة سبعة اشهر من اصل خمس سنوات.

ان أدلة روائية كهذه على ارض الواقع تؤكد ما قاله الوزير السابق كولن باول،بان الجيش الأمريكي على وشك الانهيار،والجاهز للقتال هو ثلث ألوية الجيش النظامي فقط.

ان جند الولايات المتحدة ليس هم فقط المتعبون،فحرب العراق وأفغانستان ادت إلى تحطيم واضعاف 40% من تجهيزات الجيش الأمريكي،ما مجموعة في الإحصاء الأخير 212 بليون دولار. وقد انعكس انهاك الجيش بمشاكل الهروب والغيابات غير المخولة ،حيث تفشت هذه المشكلة خلال وقت مبكر من هذه السنة.تقول الميجر ستاسي كاسويل المعالج المهني في وحدة جهد المعركة الملحقة بالمستشفى العسكري في الموصل،بان وحدتها تدير جلسات المجموعة الطويلة،كي تساعد الجند للخروج من مشاكل الصحة العقلية، فهم كثيرا ما يرون أصدقائهم يقتلون او يتعرضون للأذى .او المشاكل المتأتية من بيوتهم والتي تشكل نسبة 50-60 % .و واحدة من معظم المشاكل الشائعة في العراق هي النوم غير المنظم.

فتقول"هذه الحرب من نوع مختلف،في الحرب العالمية الثانية كان واضحا من هم الأشخاص الجيدون ومن هم غير الجيدون،و تعرف ما سيحدث في ساحة القتال،اما الان فالتهديد شامل".

اما جون فالنتاين وهو من نفس الوحدة فيقول بأنهم يشاهدون ما يحدث في وطنهم من مشهد سياسي،فيعتقدون بان الحرب ستنتهي.بعدها يصابون بإحباط وحيرة.وهذا هو الإعياء والتعب العقلي.

و تضيف كاسويل،ان طبيعة عملهم و عدد المهام الملقاة على عاتقهم مقارنة بالأجيال السابقة لها اثرها في ذلك.فحتى لو أنهى الجندي فترة  الخمسة عشر شهرا ،فسيتم على الفور تدريبه لجولة ثانية.و لا يوجد تخفيف للضغط كما يقول فالنتاين.

اما بخصوص الجند الذين أعمارهم فوق 41 سنة ،فهم يواجهون صعوبة في التعامل مع التأثير الطبيعي للحرب ،إضافة إلى صعوبة تفاعلهم مع الجند الأصغر سنا.ثم يضيف فالنتاين بان مسؤولية التخفيف عن الجند لا تقع على عاتقهم فحسب وإنما على عاتق القيادة.فهم ولحد الان وكما يقول لا يزالون أسفل المنحدر.

وقد دُعي القادة السياسيين لأخذ مسالة اعادة التجنيد بنظر الاعتبار، لمساعدة الجند المنهكين في حرب العراق وأفغانستان،وذلك من خلال رفد كل متطوعي الجيش الأمريكي بتجنيد الشباب وكما حدث في فيتنام.فيقول الجنرال لوت ان هذه الإشاعة قد روجت في كل الدوائر العسكرية،بسبب الضغط على القوات الأمريكية والمنبثق عن نزاعين كبيرين في ان واحد.(حرب العرق وأفغانستان).ومن الناحية السياسية ،فانه من الصعب جدا انجاز هذه المسالة،خاصة لأي قائد يتأمل انتخابه في 2008.اما بالنسبة لبوش ،فانه أعطى حكما مسبقا لهذا المقترح كونه غير ضروري.

وعلى اية حال فان الحرب قد سببت اجهادا لذوي العسكريين،وكنتيجة لذلك فان لها تأثيرا على أعادة التجنيد.فأصبح هذا النوع من الضغط حديث العائلات على موائد الطعام وفي غرف المعيشة.

ان مسالة التجنيد،سوف تحيي الذكريات السيئة لهيجان الستينيات وبداية السبعينيات،عندما تم تجنيد عشرات الآلاف من الشباب إلى فيتنام وقتلوا هناك.

............................................................................................

Guardian Unlimited.August 12, 2007.Fatigue cripples US army in Iraq.By Peter Beaumont.

 

 

 

شبكة المنصور

الخميس / 16 / أب / 2007