بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

لماذا يجب علينا مغادرة العراق

 

 

شبكة المنصور

ترجمة:ميمونة بنت الرافدين

 

جاء في افتتاحية صحيفة ذي نيشن

بينما تجمع الكونغرس لسماع تقرير الجنرال ديفيد بترايوس والسفير رايان كروكر ،لا يمكن لدوران والتفاف الإدارة ان يخفي الحقيقة البشعة في العراق.

الاستراتيجية التي ما كان يجب ان تُجرب والتي لا يمكن ان تنجح،فقد فشلت كما هو متوقع.فبينما انحدر العنف في بعض مناطق بغداد إلى مستويات في حزيران من عام 2006 ،فان عدد الوفيات بسبب العنف السياسي قد ازداد في العراق ككل.ازدياد التطهير العرقي بصورة سريعة ،الكارثة الإنسانية بلجوء 2.5 مليون عراقي إلى البلدان المجاورة ،إضافة إلى مليوني عراقي آخرين هجروا داخليا في العراق.

وعلى الرغم من ادعاءات إدارة بوش عكس ذلك ،فان اغلب مدن وبلدات العراق ما زالت تفتقر إلى انتظام الكهرباء ،خدمات تصريف المجاري،خدمات أساسية أخرى،و معاناة الكساد الاقتصادي ،فنصف العراقيين عاطلين عن العمل.ان الهدف المعلن عنه للاستراتيجية هو تحقيق الأمن الكافي في بغداد وحولها لإعطاء الساسة العراقيين الفرصة لتحقيق المصالحة.الا ان قادة الحكومة الشيعة تمسكوا بمواقفهم في منع اغلب السنة من المشاركة في الحكومة،باستثناء بعض التنازلات الأخيرة البسيطة جدا في اجتثاث البعث.وعلاوة على ذلك فان من الصعوبة وعلى نحو متزايد الكلام عن حكومة عراقية لها قوة او سلطة خارج المنطقة الخضراء في بغداد.فالقوة الحقيقية تمثلها المليشيات التي تتنافس على مصادر الثروة والتأثير في كافة أنحاء العراق.وحتى ضمن المنطقة الخضراء فحوالي سبعة عشر وزارة سحبت دعمها من الحكومة وتعمل على نحو متزايد كالإقطاعية المستقلة ،توزع مصادر الثروة على الناخبين الموالين.

ولم تعمل الاستراتيجية شيء لتغيير هذا ،لان الولايات المتحدة بصورة كبيرة وعلى الرغم من جيشها الكبير وهبتها الاقتصادية الفعلية ،فهي عاجزة لإجبار او مداهنة التغيير في مراكز القوة.وأية مكاسب نتجت عن
الاستراتيجية سيختفي أثرها في الغد مثل اثر جرف في المد.

الاستراتيجية خدعة قاسية على الشعب الأمريكي وعلى جنودنا ونسائنا

(أكثر من 600 منهم قتلوا و4,000 أصيبوا منذ الإعلان عنها).ولحد ألان فهي محاولة أخرى لتفادي الضغط العام للانسحاب وهكذا لتجنب الاعتراف بالفشل.ان مسالة عدم الشعور بالمسؤولية ،والتضحية بحياة الأمريكي والعراقي التي يتعذر تبريرها أخلاقيا ،بحثا عن أهداف غير قابلة للإنجاز ،يجب ان تنتهي.ان حرب العراق ومنذ فترة طويلة حرب خاسرة ،وقد حان الوقت لإنهائها.فاعتقادنا باق بان انسحاب القوات الأمريكية بأسرع ما يمكن هو أفضل عمل للولايات المتحدة ،العراق والمنطقة.

السؤال الذي يقدمه الكونغرس والأمة يجب ان لا يكون فيما اذا ستعطى الاستراتيجية وقت أكثر ولكن ما هو الأفضل لإنهاء الاحتلال.حتى ألان فالإدارة قادرة على إحباط جهود الكونغرس في إجبارها على سحب القوات،بدءا بالاستراتيجية وألان بتحذيراتها الخطيرة من الانسحاب كونه كارثة للعراق والولايات المتحدة.

وما يثير القلق أيضا ان العديد من مرشحي الرئاسة الديمقراطيين قبلوا هذه السيناريوهات السيئة الحال ،وبدءوا بتأخير جدول مواعيدهم للانسحاب مضيفين شروط جديدة لذلك.فالبعض منهم يدعو إلى إبقاء القوة الكبيرة المتبقية في العراق او البلدان المجاورة بشكل غير محدد.

على الكونغرس ان يقاوم ادعاءات البيت الأبيض حول"نجاح" الاستراتيجية ورفض الأموال الإضافية للاحتلال،فبدلا من ذلك يتابع تحقيق المصالحة وإعادة البناء في الداخل والخارج.وكما تشدد الإدارة في هجومها لاستراتيجية ممتدة واحتلال غير محدد ،فما هو هام جدا بأننا أعلمنا ممثلونا بأننا مستاءون من الحرب ونريد عودة القوات الان.ما عدا ذلك فان من غير المحتمل ان يعارض الكونغرس ضغط البيت الأبيض.

اما بالنسبة لمسالة التدخل لوقف الأعمال الطائفية الوحشية ،فان القوات العسكرية الأمريكية وبأعدادها الكبيرة لم تكن قادرة على إيقاف العنف الذي يذهب ضحيته ما يقارب2000 عراقي في الشهر،او منع التطهير العرقي الذي هجر الملايين.فليس واضحا لماذا ستكون القوة الأصغر أكثر فاعلية.

ان الحقيقة المؤلمة ان معظم ما حدث من التطهير الطائفي كان امام مرانا.للتأكيد بان الانسحاب الأمريكي سيشعل الحرب الأهلية،كما ان مختلف الفئات تحاول انتزاع السلطة ،ولكن الاستقرار بين هذه الفئات يمكن ان يتواجد فقط بعد الانسحاب الأمريكي.في الحقيقة فان القوات الأمريكية ستُزعزع وذلك لان مجموعة او أخرى ستحاول سحبهم إلى المعركة لجانبهم.الا في حالة التزامنا بالانسحاب الكامل،هنالك سيكون أمل في الوساطة الدولية والتسوية الدائمة المستندة على ميزان القوات الغير خاضع للمحسوبية الأمريكية ومناورات السلطة المشكوك فيها او الحقيقية.

وفيما يتعلق بانسحاب القوات الأمريكية الذي سيؤدي إلى حرب إقليمية ،بينما تتدخل بلدان مختلفة في حرب العراق الأهلية :فهذه وجه نظر ساذجة للشرق الأوسط ومشاكله .فكل عيوب الديمقراطية وحقوق الإنسان ،فالمنطقة مرنة وقادرة على إدارة الصراع.فقد نجا الشرق الأوسط من حرب لبنان الأهلية التي استمرت خمسة عشر عاما ومن الحرب الوحشية بين إيران والعراق التي دامت ما يقارب العقد،وسينجو بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق.فالسعوديون والسوريون هم من توسطوا في عام 1989 لإنهاء الحرب في لبنان وليس نحن.

وإيران وسوريا والسعودية لهم الحصة الأعظم في إبقاء محتوى النزاع العراقي.

الأكثر أهمية ان الالتزام بالانسحاب الكامل للولايات المتحدة ،سيفتح الطريق امام الوساطة الدولية وجهود حفظ السلام تحت رعاية الأمم المتحدة ،جامعة الدول العربية او منظمة المؤتمر الإسلامي.وفي الحقيقة قد يكون هذا هو الطريق الوحيد لتطوير وفاق إقليمي للعمل مع العراقيين لتثبيت البلاد والسيطرة على النزاع،فقط من خلال إزالة القوات الأمريكية وإنهاء كل المطالب الداعية إلى قواعد دائمة.

ان أفضل طريق لمع حدوث زعزعة إقليمية ،هو أعادة تركيز جهودنا الإقليمية ونساعد العراق، وتتحمل البلدان المجاورة الأزمة الإنسانية التي ساعدنا على خلقها.فنحن يمكن ان نبدأ بالمساعدة لتنظيم مساعدة سوريا والأردن ولبنان لإعادة إسكان اللاجئين العراقيين من جديد.

ويمكن الضغط أيضا على دول الخليج مثل الكويت والسعودية ،وان لا يشتروا الأسلحة الأمريكية ويستضيفوا قواتها ،ولكن يجب ان يفتحوا أبوابهم لجيرانهم العراقيين.ونستطيع أيضا ان نتكلم مع سوريا وإيران حول مصلحتنا العامة في تحرير المنطقة من القاعدة بدلا من التهديد بإسقاط حكوماتهم. ليس الانسحاب فحسب ضمن اهتماماتنا،فهناك التزام أخلاقي ومسؤولية لا بد من عملها .فهناك طريق واحد للتكفير عن احتلالنا الغير شرعي ،الذي سبب كارثة إنسانية ،وهو إنهاء الاحتلال وترك ادعاء القوة الأمريكية بأنها الوحيدة التي يمكن ان تجلب النظام والديمقراطية إلى المنطقة.ثم سيكن هنالك اختبار عادل لرغبة العراقيين في حسم خلافاتهم وبمساعدة المجموعة الدولية.بعدها سنكن قادرين على أثبات ادعاءاتنا الغير إمبريالية ولعب دور في بناء المنطقة والعالم.

............................................................................................
The Nation.Why We Must Leave Iraq.

 

 

 

 

شبكة المنصور

السبت / 15 / أيلول / 2007