بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

حرب المساجد والتصفيات المذهبية

 
شبكة المنصور
سرمد العراقي
 

 منذ ان ظهرت المحاصصات الطائفية على المسرح السياسي العراقي بعد مجيء الاحتلال واعوانه من العملاء والخونة الطائفيين الذين تدعمهم ايران الفارسية المجوسية  وعند الوصول لحالة التكوين الطائفي تلك  التقت النوايا العدوانية الامريكية الصهيونية الفارسية ضد العراق والامة العربية والاسلامية بشكل علني لايقبل التأويل للانطلاق نحو اهدافها وتحت شعارات لها اول وليس لها اخر   ... 

وعند تحقق هذا التلاقي اوكلت مقاليد الامور الى الاحزاب الطائفية الوافدة مع الاحتلال بأعتبارها الاكثر عداءً للشعب العراقي على المستوى السياسي والديني  وحضيت بدعم كبير لغرض الامعان بتدمير ماتبقى من البنى التحتية وللاجهاز على الثروات البشرية والاقتصادية والعلمية والعسكرية في العراق العربي ، في ذات الوقت همشت القوى الوطنية والسياسية في البلاد بقصد احباطها واقصائها تماماً من اجل تحقيق الاهداف العدوانية  ... 

فقد ادركت تلك الاحزاب (  الاحزاب الطائفية العميلة ) ان افضل السبل للوصول الاهدافها هو اثارت النعرات الطائفية والعرقية بين ابناء الوطن الواحد وتوظيف العامل الطائفي تحت عباءة الدين بغية احداث شرخ كبير في الروابط الوطنية والسياسية والاخلاقية للشعب ، فلو عدنا الى ايام انشاء مجلس الحكم في عهد الحاكم المدني بول بريمر وضعت الاجهزة الامنية والحزبية الوطنية يدها على مخططات طائفية رهيبة في طروحاتها وغاياتها قد لايمكن للمرء تصديقها للوهلة الاولى رغم الخبرة الامنية الطويلة في التعامل مع المعلومات   والاحداث  واعتبرها البعض ممن يدرك المسؤولية الدينية والوطنية والاخلاقية انها تندرج في خطط الاعداء لشق وحدة المسلمين  ولايمكن لكائن من كان ان يتجرء على تنفيذها وفي مقدمة هذا المخطط التعليمات التالية التي  تدعوا الى : 

-         حرق كتب القران الكريم الموجودة في المساجد ودور العبادة والمساكن بشكل واسع .  

-         هدم كافة المساجد ودور العبادة في كافة المناطق والمحافظات .

-         حرق كتب الصحاح في المكتبات والدور .  

-         قتل رجال وعلماء الدين وائمة المساجد وطلاب المدارس والجامعات الدينية  . 

-         استباحة اعراض وممتلكات اهل السنة  .  

هكذا كانت البداية وانطلقت حرب المساجد والتصفيات المذهبية مبتدئة من التوجيهات اعلاه المبلغة بكل دقة وعناية وحقد الى اتباع الحكومة من الطائفيين والدخلاء والمأجورين والحاقدين وضعاف النفوس لاعلان  تلك الحرب التي يراد منها نسف الاسلام من الداخل وتحقيق مأرب طائفية الحادية يسعى لها الغزات واعوانهم منذ الالاف السنين نتيجة احقاد ودوافع سياسية قديمة اولها تفتيت وحدة المسلمين ارضاءً للمحتل والصهيونية كما انها الوسيلة النافعة في هذه المرحلة من الاخلال بالتوازن السياسي الوطني من خلال استغلال الامكانيات المادية التي وفرها الاحتلال للعملاء والخونة ...  

فبعد ان تولى الجعفري وصولاغ المواقع المهمة في حكومة الاحتلال الثالثة وانتشار المليشيات الطائفية وتشكيل فرق الموت وتوزيعها على التشكيلات المسمات  ( مغاوير الداخلية ) و ( قوات حفظ النظام ) و ( استخبارات الداخلية ) واعتبرت تلك   القوات سلطتها فوق سلطة القانون النافذ في البلد  وتجرءت على القيام بأعمال ارهابية غاية في الخطورة مستندة لموافقة الحكومة ووزير الداخلية واستساغت تلك الجرائم وخططت لايجاد مبرر لشن حرب المساجد والتصفيات المذهبية واغتنام الفرصة للاستفادة من التداعيات التي تتحقق على تلك الافعال .  

 وفي اولى خطواتها اللاقدام على تفجير قبة الاماميين العسكريين مستغلة مكانة الاماميين في نفوس المسلمين سنة وشيعة ... كما انها هيئت سلفاً  الارضية والتقبل النفسي لدى اتباعها في استغلال هذا العمل الاجرامي بدافع الحقد والانتقام من الطرف المقابل تحت شعار ( ردة الفعل المضادة ) وتحميل هذا الطرف كامل المسؤولية قبل ان تتاح الفرصة للاعلان نتيجة التحقيقات الميدانية عن تلك الجريمة رغم ان الحكومة والوزارة والعملاء والخونة في السلطة يدركون ان الموضوع من تدبير احنحتهم العسكرية ومليشياتهم الطائفية العاملة تحت اشراف راعيتهم الحميمة ايران الفارسية  ... 

وقد اخذت ردة الفعل مداها العدواني بشكل غريب لاسابقة له في تاريخ العراق او المنطقة الا في اتون الغزو التتري للعراق فالوقائع على الارض اكدت ان التوجيهات التي ابلغت للاحزاب الطائفية والمليشيات هي ذاتها التي كان لايمكن تصديقها من قبل العقلاء فقد جرى حرق الالاف النسخ من   القران الكريم  وتهديم مئات  المساجد وقتل الالاف الرجال واستهداف مئات من رجال الدين والعلماء واستباحة اعراض وممتلكات اهل السنة بلا حدود دون رادع من قانون اووازع من ضمير حي ...  

استمر هذا المخطط لمدة 16 شهراً ولم تحرك السلطة العميلة اي شىء بصدد الكشف عن تلك الجرائم الى ان تكررت الجريمة مرة اخرى يوم 13/6/2007 وتم تفجير مأذنتي ضريح الاماميين العسكريين في ذلك الصباح ..ولملفت لانتباه المتتبع ان المليشيات اخذت تمارس دورها التدميري في اختطاف الابرياء  والتصفية الجسدية للمواطنين على الهوية قبل الاعلان عن الحادث في وسائل الاعلام المحلية  بأكثر من ساعتين كما جرى ذلك عند مقتربات جسر الجادرية من جهة منطقة البياع   والطوبجي والمدائن وغيرها !!!  

اذاً كيف يكون التدبير والتنسيق المسبق للمخطط في مثل هكذا حوادث ؟؟؟ 

ولازالت الحكومة العميلة وقيادتها الطائفية وابواقها المبحوحة من ان تقوم في الساعات الاولى من الحادث بالقاء التهم جزافاً على ( الارهابيين والصداميين ) والمليشيات تمارس نشاطاتها الاجرامية في الخطف والابتزاز والقتل على من تسميهم ( النواصب والبعثيين ) ...  

رغم ان ماتسمى المرجعيات الدينية لم ولن تكلف نفسها بمطالبة الحكومة بلكشف عن نتائج التحقيق في اي من الجرائم التي وقعت بحق المواطنين الابرياء في ( ملجاء الجادرية وجسر الائمة واللجنة الاولمبية ووزارة التعليم العالي ومذبحة الزركة وكل الجرائم التي اصبح لايمكن درجها في قائمة اومقال ) وان سكوتها على تلك الجرائم يعد قبولاً وموافقة ضمنية على مايجري وكذلك الكتل السياسية في البرلمان هي الاخرى يريحها ما يجري من اعمال ابتداءً من الخطف والتعذيب والقتل التي لم تستثني اي عائلة عراقية وان انتشار الممارسات المرفوضة وانعدام الخدمات كلها جرى التغاضي عنها بهدوء وسكينه وكائن الشائن لايعنيهم لامن قريب ولامن بعيد والسكوت عن كل الاخفاقات اصبح امراً معتاداً وان مايخفى هو اعظم وادهى وامر على الشعب العراقي المبتلي بهذه الطغمة الفاسدة ...

 
 
 
شبكة المنصور
الاحد / السابع عشر / حزيران / 2007