بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

تنظيم القاعدة وجيش الساقطين
الاداء والاهداف المشتركة

 

 

شبكة المنصور

سرمد العراقي

 

كنت اود نشر بعض الحقائق عن تصرفات تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ولكن رغبت في التأني   بهذاالموضوع

   لغرض التدقيق والتمحيص فيما سأذهب اليه ووجدت من الضروري في هذه المرحلة  ان أتناوله بالعرض والتحليل ونشره على   مواقع المقاومة الوطنية العراقية حتى نشير لبعضاً من اخطر الانحرافات التي سقطت بها قواعد تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين  ونقف سوية على بعض الممارسات الميدانية الخاطئة التي تورط بها هذا التنظيم  والحال الذي وصل اليه  تحت قيادته الحالية اياً كانت تسميتها والوضع الذي لايشرف القوى السياسية الوطنية   والقوى المقاومة المسلحة من التعامل او الاصطفاف معه بأي قدر وتحت كل الاحوال والضروف  ....

رفع تنظيم القاعدة   شعارات عديدة معادية للامريكان والصهاينة والفرس المجوس واتباعهم على ارض العراق بعد الاحتلال البغيض عام /2003 .

مما جعل بعض القوى السياسية والوطنية العراقية ان تقتنع بتلك الشعارات ولو مرحلياً ولاسيما وان الظروف الميدانية متداخلة ومعقدة وتهيأت الفرصة له بأن   يحظى بالدعم والتعاطف المادي والمعنوي وحتى الوجداني  بين شرائح متعددة من المجتمع العراقي المناهض للاحتلال .

ومن المؤكد ان هذا التنظيم لم يكن له وجود على ساحة العمل السياسي والعسكري في العراق خلال فترة الحكم الوطني قبل الغزو والاحتلال  الا انه  اصبح  مقبولا من خلال القواسم المشتركة التي تجمع فصائل الجهاد الوطنية  في مقارعة قوات الاحتلال والحكومة العميلة .

 ولكن بعد حين بدأت أنحرافات خطيرة جدا على طبيعة العمل الذي يضطلع به التنظيم على الساحة العراقية وبالذات في المناطق ذات الغالبية المقاومة والمناهضة للاحتلال التي اطلق عليها الامريكان وعملائه  ( بالمناطق الساخنة) او (مناطق الارهابيين) .

 ان غالبية القوى الوطنية كانت تستميح  الاعذار لبعض عناصرهذا التنظيم التي تخطاء في هذا المنحى او ذاك لان ضرورات العمل العسكري والسياسي قد توجب غض الطرف عن بعض الانحرافات في ساحات النضال والجهاد على ارض العراق بعد الغزو والاحتلال لان مهمة طرد الاحتلال وعملائه توجب تقديم قدر من الخسائرفي هذا الجانب اوذلك    .

ومما يتيح للقوى السياسية والوطنية المجاهدة  ان تعمل على وفق  المبدء القائل ( العمل السياسي لايعني التطابق التام في المواقف) فقد كان الهدف اكبر والمسيرة تتطلب التضحيات .

الا ان الكثير من العثرات التنظيمية الداخلية التي سقط بها التنظيم  ولم تتخذ  قيادته بها قرارا او فعلا مؤثراً يقف حائلاً عند تلك العثرات  بغية تصحيح المسار بما يتوجب تعديل الانحرافات التي جاءت كنتيجة حتمية  لقلة الخبرة والدراية في العمل السياسي والعسكري لعناصر التنظيم والتعامل مع الاحداث اليومية برؤيا واعية بمستوى المسؤولية وكان من بين العثرات :-

1.     عدم المحافظة على نقاء سمعة مقاتلي القاعدة في مناطق تواجدها وتجاهل كسب محبة الناس ومودتهم  .

2.  عدم متابعة العلاقات الجهادية مع فصائل المقاومة الوطنية المسلحة الاخرى وما آلت اليه تصرفات البعض من عناصر تنظيم القاعدة في زرع الفتنة بين سكان المناطق التي يتخذون منها ساحات عمل ونشاط عسكري .

3.  السكوت عن الاخطاء الجسيمة التي يرتكبها عناصر التنظيم مما جعل حالها كحال المليشيات المدعومة من قبل سلطة الاحتلال  .

ولذلك تطور الخلل الداخلي وتراكمت الاحداث واخترق التنظيم بسهولة من قبل القوات الامريكية وقوات الحكومة العميلة نتيجة عوامل يعرفها المعنيون في قيادته .

 ان القوى العميلة المعادية للمد التحرري والجهادي تسعى بقوه الى النيل من قوى المقاومة الوطنية المناهضة للاحتلال ومحاولة التشويش عليها وعلى خطها السياسي والفكري والعسكري من خلال لصاق النشاطات التخريبة والارهابية عليها   ...

وبسبب العثرات التي ذكرناها اضحت عناصر كثيرة من التنظيم تتخبط في توجهاتها وتصرفاتها وعلاقاتها مع الاخرين وتحول سلوكها الى منحى اخر يبتعد تماما عن تلك الشعارات التي عرفت عن التنظيم عند بداية الاحتلال حيث اثبتت الوقائع الملموسة انه  تم اختراق التنظيم من قبل الجهات المعادية نتيجة ذلك الاهمال وفي مناطق  كثيرة   وفي مستويات تنظيمية مختلفة  وبشكل سافر وتطويعه بصورة واسعة ومتقنة لصالح جهات معادية للوطنية والعمل الجهادي وذلك بسبب ضعف ثقافة تنظيماته والتزامها بمنطلقاتها الفكرية والعقائدية .

مما ادى الى سقوط تلك العناصر في متاهات كثيرة دفعته ان يكون بديلا عن جيش الساقطين ( مليشيا جيش المهدي وعناصر مليشيا بدر الاجرامية والمجاميع الاخرى ) ولكن في المناطق ذات الغالبية السنية اي بمعنى اخر انه اصبح الرديف لجيش الساقطين ولكن بلباس اخر وتحت اسم القاعدة وفي المناطق التي يصعب على جيش الساقطين العمل فيها ولعلنا نناقش الافعال التي قام بها التنظيم نيابة عن جيش الساقطين وبدفع مخابراتي بعيد عن المبادىء والقيم الجهادية والاسلامية التي يتمشدق بها    :-

1.  استهداف قوى المقاومة الوطنية المسلحة في مناطق متعددة من البلاد والتي لايمكن لقوات الاحتلال والحكومة العميلة ومليشياتها من التأثير عليها عسكرياً او سياسياً ، وهنا اصبح عناصر التنظيم بديلاً لجيش الساقطين في استهداف المقاومة في عقر دارها وهذا امر اصبح واضحا للقاصي والداني دون الحاجة لذكر الوقائع الميدانية .

2.  استهداف عدد من علماء ورجال الدين الوطنيين الناشطين في مقاومة المحتلين والعملاء والذين هم يشكلون كذلك اهدافا مهمة لقوات الحكومة والمليشيات الطائفية الدخيلة .

3.  استهداف قسم من كبار ضباط الجيش العراقي الباسل والاجهزة الامنية الوطنية وتصفيتهم وكذلك استهداف بعض  القيادات الحزبية الوطنية واعتبار هذه الاستهدافات من اولويات العمل اليومي للتنظيم .

4.  استهداف الشخصيات السياسية والوجوه الاجتماعية المؤثرة في المجتمع من خلال تصفيتهم او ابتزازهم بشتى الوسائل والسبل المتاحة والتأثير على مصادر ارتزاقهم او اضطرارهم للهجرة من مناطقهم او من البلاد .

5.  استهداف النسوة والفتيات بحجج وذرائع واهية ومنعهم من التوجه للمدارس والجامعات ومراكز العلم بغية اضعاف الحركة العلمية ، وهو ذات المنهج الذي تمارسه المليشيات في المدارس والجامعات وتحويلها الى مراكز للمارسات الشاذة والخاطئة وتحويلها الى مراكز للقتل الجماعي كما هو الحال في الجامعة المستنصرية والمراكز العلمية الاخرى .

6.  استهداف عناصر منظمة مجاهدي خلق ونشاطاتها السياسية وتضيق على حركة التعامل بينها وبين المواطنين العراقيين في مناطق تواجدها في محافظة ديالى وعلى الطرق المؤدية لها وهو ذات الهدف الذي تسعى له الحكومة الايرانية وبالتعاون مع الحكومة العراقية العميلة ومجاميع جيش الساقطين ودوائر المخابرات الاقليمية .

وبضوء  المعطيات والوقائع التي اشرنا اليها  على ما يجري على ارض الواقع الميداني بما يؤذي قوى المقاومة المسلحة والقوى الوطنية المناهضة للاحتلال هو دليل على تؤاطىء عناصر التنظيم مع   قوات الاحتلال والحكومة العميلة ومليشياتها وصار  ظهيراً لهما  . وبهذا تطوع  تنظيم القاعدة  لخدمة الاعداء وتنفيذ اجندتهم واصبح وسيلة من وسائل الاداء  لاهداف مشتركة اجتمعا عليها ، وبذلك فقد خسر على المدى المنظور المبادىء والقيم الجهادية والاسلامية وتخلى عن افكاره ومعتقداته وسقطت شعارته الى الابد وبهذا لاينفع الندم ..

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاحد / 12 / أب / 2007