بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

(( الانسانية )) بعد (( الديمقراطية ))

اسـلوب جديــد من اسـاليب تقسيم العراق

 

 

شبكة المنصور

سرمد العراقي

 

بعد ان طبق العراقيين في الميدان شعار (( الديمقراطية الامريكية ))على ارض الواقع السياسي في بلادهم واتضحت صورها التطبيقية وبشاعة تلك الصور وابسط ما يـعبر عنـه انها انتــجـت (( الفوضى )) و ((الفوضى الخلاقة )) واقترنت (( الديمقراطية الامريكية )) في العراق الجديد بالتدمير الشامل للمجالات السياسية والعسكرية والامنية والاقتصادية والاجتماعية والدينية من خلال اسقاط النظام السياسي الوطني وحل الجيش والاجهزة الامنية وتدمير الثروات الوطنية وتفكيك النسيج الاجتماعي واشعال الفتن الطائفية بين ابناء الدين الواحد وابتدءت معالمها بعمليات الخطف والقتل والنهب والسلب و التهجير القسري واهمال المؤوسسات الخدمية عن قصد حتى عادت البلاد واهلها الى (( عصر ما قبل الثورة الصناعية )) التي تنبأ بها جيمس بيكرعندما تحدث للقيادة العراقية بداية عقد التسعينات ...

(( الديمقراطية الامريكية )) انجبت مجاميع من قوى ظلامية دخيلة على الوطن لا تمت للشعب بصلة ولا تعرف تاريخه الوطني والقومي ولا تنتمي لحضارته ولاترتبط بمقدساته الا زوراً وبهتاناً وهم طبقة العملاء والخونة وسلطتهم على رقاب الشعب ووفرت لهم الدعم بشتى اصنافه لتبقيهم على سدة السلطة حتى تستكمل مشروعها العدواني ضد الشعب والوطن والتاريخ والحضارة ...

هذا هو التطبيق الحقيقي والواقعي (( للديمقراطية الامريكية )) كما لمسه وعايشه العراقيون الوطنيون والقوى المحبة للحرية والاستقلال والسيادة الوطنية ...

وبعد كل هذا لم يكتفي المبشرين الجدد (( بالديمقراطية الامريكية )) وما خلفته من دمار وخراب على ارض العراق الجريح فراحت تبحث عن اسلوب جديد غير مطروق للامعان ليس للتدمير العراق فحسب بل لتمزيق الشعب والارض والثروات رغم ما حل بهذا البلد من ايذاء وخراب وتريد مرة اخرى استخدام اساليب قذرة تحت مسميات اخلاقية نزيهة وهي (( الانسانية ))...

في الاشهر الاخيرة من هذا العام برزت جهود اقليمية ودولية متزامنة مع حملة اعلامية هائلة مدعومة من الادارة الامريكية تتمشدق بالتعاطف مع ألشــان العراقي وبالتحـديـد الاهتمـــــــــام (( باللاجئين العراقيين ومعاناتهم )) تحت لافتة (( المساعدات الانسانية للاجئين العراقيين )) في دول الجوار ودول العالم الاخرى ...

ان منظمة الامم المتحدة والمنظمات المرتبطة بها مباشرة او اي منظمات اخرى ذات ولاءات مشبوة أكثرت عويلها في موضوع العناية ((الانسانية باللاجئين العراقيين )) فبادرت بأجراء الزيارات المكوكية بين الدول واقامت الندوات والمؤتمرات في العديد من البلدان هي في حقيقتها لاتعني شىء على ارض الواقع فلم يلمس (( اللاجئين العراقيين ))اي (( مساعدة انسانية )) ملموسة وانما هي عملية تخدير مؤقته لها اهداف خبيثة ذات ابعاد وتأثيرات نفسية وايدلوجية تهدف لتكريس العامل النفسي في الوجدان العراقي والتأثير على المواطن العراقي مباشرة لتقبل اللقب الجديد (( اللاجىء / المهاجر / المهجر / والمشرد )) وكانت فكرة انشاء وزارة الهجرة والمهجرين في التشكيلة الوزارية العراقية الجديدة بداية النوايا الخبيثة والعدوانية لهذا الغرض ولذلك نرى ان تلك الجهود الخبيثة والاهداف الاكثر خبثاً هي امتداد لما روجت له الجهات المشبوه المرتبطة بالمشروع الامريكي الصهيوني الايراني التي الــتــقت على هــــــــــدف تدمير العراق .

وان استغلال شعار(( الانسانية )) في هذه المرحلة استغلالا بشعاً كما جرى استثـمـار شعــار(( الديمقراطية )) سيدفع بالوطن والشعب الى التمزق والتشتت وبالتالي عندما تشعر الجماهير بخطورة الخطوات التي قطعها المحتلين وعملائهم لاستغلال شعار(( الانسانية )) سيكون قد فات عليها الوقت وضاعت منها فرص كبيرة وبالمقابل يكون المشروع التامري للاعداء قد قطع اشواط سيكون ثمنها باهضاً على القوى الوطنية اتجاه تدميرالعراق وتقسيمه الانها ستجعل هذه الشريحة الوطنية مجبرة على القبول بالامر الواقع كما حدث ذلك لشعب فلسطين وتوزع في دول الشتات .

وللمتتبع لشؤون (( اللاجئين العراقيين )) يرى ان سلطة الاحتلال والحكومة العميلة المنصبة لاتحمل نفسها المسؤولية القانونية والاخلاقية اتجاه هذه القضية وتحافظ على شرف وكرامة العراقيين بل تتنصل منها بشتى الذرائع والحيل وتحاول القاء تلك المسؤوليات على دول الجوار والمنظمات الانسانية وهي تدرك تماماً عدم مسؤولية وقدرة الدول المعنية والمنظمات الانسانية على تحملها او تدارك نتائج تلك الازمة بشكل فعال يلملم جراح العراقيين في هذه المرحلة العصيبة .

ولكنها ترمي من وراء ذلك ترويض هؤلاء (( اللاجئين )) نفسياً واحباط معنوياتهم وهي تدرك انهم يشكلون الغالبية العظمى من القوى الوطنية المناهضة للاحتلال والعملاء والخونة وانها تناصبهم العداء وتمعن في ايذائهم في داخل الوطن وخارجه وهي تحظى بتأييد الادارة الامريكية لان الادارة الامريكية هي ذاتها تدرك ان المنطلقات الفكرية والعقائدية والدينية والوطنية لهذه الشريحة هي التي تقاوم المشروع الامريكي الصهيوني الايراني في العراق .

كما ان الادارة الامريكية حين تدفع الدول والمنظمات الانسانية والكنائس للاشتراك في ادوار مشبوه وتنفيذ تلك الادوار خلف ستار تقديم (( المساعدات الانسانية )) هي ادوار مريبه يتعرض لها شعب العراق .

ولو ناقشنا تصريحات السفير العراقي في الاردن والقرار (( للسلطات الاردنية )) بصدد قبول ابناء المقيمين العراقيين في المدارس الاردنية دون الحاجة لوجود الاقامة السنوية والمخاوف التي تترتب على القرار .

وماذا نقول عن (( الخطوة الانسانية )) للدول التي ستقبل في مدارسها 150 الف طالب عراقي بضوء توجيهات الادارة الامريكية من خلال المنظمات (( الانسانية )) والخطوة الانسانية التي تطالب بها الدول الاخرى لزيادة اعداد قبول (( اللاجئين العراقيين )) على اراضيها ...

لماذا لايقبل هؤلاء الطلبة وعوائلهم في شمال العراق اليس من حقهم القانوني والدستوري العيش على ارض العراق الوطنية ...؟؟؟

لماذا لاتتكفل الدولة بنفقات هؤلاء اللاجئين او ابنائهم اليس امكانيات العراق تزيد عن حاجته وميزانيته المعلنه 41 مليار دولار لهذا العام /2007 .

ام ان ذلك يتعارض مع الاهداف الصهيونية في المشروع الامريكي العدواني ضد العراق التي تهدف لتقسيمه وتكريس الاهداف العرقية والطائفية لتقسيمية التي ينفذها العملاء في (( سلطة كردستان )) ...

ان كانت هذه الدول والمنظمات صادقة في مسعاها عليها العمل لاجبار الحكومة العراقية العميلة على ايجاد الحلول الشافية الابناء العراق على ارضيهم وبين اهليهم ان كانت تعرف للانسانية معنى سامياً وشريفاً ...

ام انها تعي المسعى الاجرامي وتشارك في تدمير العراق وشعب العراق وتقسيمه بأستخدام شعار(( المساعدات الانسانية )) لتنفيذ ذلك المشروع القذر فهي مسؤوله عن جريمة العصربقيادة امريكا ضد الانسانية .

 

 

 

 

شبكة المنصور

الجمعة / 10 / أب / 2007