سرمد العراقي
شبكة المنصور

 

                                     

 

 منذ ان انعقد موتمر امن العراق في شهر اذار/ 2007 الذي اطاحت به المقاومة العراقية الباسلة منذ الساعة الاولى للافتتاح ولم يصدر عنه بيان ختامي حينذاك لسرعة انفضاض الدول المشاركة في المؤتمر والارباك الذي ساد بين المؤتمرين واللجنة التحضيرية وسكرتارية المؤتمر والاخرين . فلم يتذكروا ذلك البيان الابعد ان استقرت نفوسهم واطمئنت قلوبهم بعد وصولهم لبلدانهم وتم اصدار البيان بالمراسلة في اليوم التالي وعندها صدرت اشارات تعلن ان المؤتمر سيعقد في دولة اخرى غير العراق ورشحت مصر وتركيا مكان لانعقاده واصبح طي النسيان لانه دون قرارات تذكر. ..

ونشغل المعنيون بعد ذلك بمؤتمرالقمة العربية الذي اقترب موعده السنوي وبنيت عليه الاحلام عسى انه يمتلك هذا المؤتمرالجديد الحل السحري لمشاكل الحكومة العراقية العميلة الطائفية ويلقي اليها بطوق النجاة ولكن سرعان ماتبخر تلك الاحلام واذا بامريكا ومن يدور في فلكها تعودخائبة مرة اخرى لتعلق الامال على مؤتمري شرم الشيخ ( مؤتمر العهد الدولي ومؤتمر دول الجوار العراقي ) ورغم الهالة الاعلامية التي اثارتها العديد من الدول المشاركة الا ان الحقيقة تبقى كما هي :-

- امريكا وحلفائها المتورطين في تدمير العراق كدولة مستقلة ذات سيادة وعضو مؤسس لهيئة الامم المتحدة وعضو فاعل في الجامعة العربية ارادوا ان يتنصلوا من اللتزامات القانونية المترتبة عليهم بموجب الاتفاقات الدولية نتيجة الغزو او المشاركة فيه . وان يلقوا بتلك الالتزامات على دول تخضع للارادة الامريكية وتحت سيطرتها .

- ايجاد موارد مالية تساعد الحكومة العميلة على تدارك الخسائر الناجمة عن تدهور الاقتصاد العراقي برمته وترميم وجه امريكا والحكومة العميلة .

- محاولة شرعنة الحكومة الطائفية والاطالة من عمرها عسى ان تتمكن من الايفاء بالتزاماتها في تمرير قانون النفط الذي تنتظره امريكا لحفظ ماء الوجه امام الشعب الامريكي .

- محاولة جمع انقاض الديمقراطية الموعودة الذي تهشم في ساحة الصراع العراقية بين مواقف القوى الوطنية المناهضة للاحتلال والقوى العميلة المتفردة بالسلطة التي ترفض المصالحة الوطنية العراقية ، وان مواقف بعض الدول العربية سار بهذا الاتجاه لفضح نوايا الحكومة العراقية في عدم جديتها من تحقيق المصالحةالوطنية اوانهاء العنف الطائفي الذي تتبناه الحكومة والضغط لتعديل الدستور وحل المليشيات والفساد الاداري والمالي .

ورغم النقاشات التي جرت في غرف وصالات المؤتمرين سواء المعلن او ما دار خلف الكواليس لكن في حقيقة الامر ان كل الدول جاءت لتبحث عن مصالحها الحقيقية وليس من اجل تقديم العون للعراق وحكومته العميلة فقط ، وممثلي الدول المشاركة يدركون تماماً الوضع المتردي للحكومة التي تريد ان تأخذ من الاخرين ولاتعطي اي التزامات على نفسها اتجاه الوضع السياسي والانساني الذي تتصرف به ازاء شعبها والمجتمع الدولي وتعتبر نفسها انها مصونة وغير مسؤولة كونها محتمية خلف اسيادها الامريكان .

وان تشكيلة الوفد العراقي الطائفية والعرقية المشاركة بمؤتمري شرم الشيخ تؤكد ان الحكومة تهميش القوى المشاركة معها كما ان كلمة الوفد العراقي الجوفاء المعوجة المنطق في المؤتمرين كشفتا النوايا السيئه التي تظمرها الحكومة اتجاه مواطنيها واتجاه القوى السياسية المشاركة في العملية السياسية او التي لم تشارك وكذلك اتجاة المقاومة الوطنية العراقية المسلحة وولاءاتها الاقليمية الطائفية .

رغم ان المداولات التي اجريت قبل انعقاد المؤتمرين كانت واضحة وصريحة تلزم الحكومة بنقاط محددة لتعديل منهجهاالسياسي الداخلي واضفاء الوطنية الحقيقية عليه مما اعطى أنطباعاً دقيقاً بان هذه الحكومة لاتريد ان تحل مشاكلها وفق الرؤى الوطنية والمفاهيم الدستورية التي تعرضها دول محايدة لها مصالح متبادلة اومشتركة في العراق ...

لذلك شهد المؤتمرين تجاذبات كانت تعكسها العلاقة اتجاه الاخرين وكل هذا تسبب بصدور البيان الختامي الذي كان ضعيفاً جداً ولا يستحق كل تلك الضجة الاعلامية .

فهنا جاءت نتائج مؤتمرالعهد الدولي دون الطموح من حيث المشاركات المالية والتي لاتسد مبالغ الارباح التي ستتحقق على الديوان العراقية في المصارف العالمية ، واما نتائج مؤتمر دول الجوار العراقي كذلك هي ضعيفه ايضاً ، وان ماروجت له الحكومة والمتحدثين عنها ابتداءً من الناطق الرسمي وصولاً للكرديين برهم صالح وهوشيار زيباري كانت احلام في اليل وسراب في النهار لان واقع الحال يتحدث غير الذي قيل في المؤتمرين وعندما تغادر الوفود سوف تترك قسم من اوراقها في غرف الضيافة الانها لست بحاجه اليها بعد الان.

فالحكومة التي لاتلتزم اتجاه مصالح شعبها ولاتبحث عن امنه ورفاهيته ولاتتعايش مع مكوناته بروح من الاخوة والتعاون البناء وتتخلى عنه بقصد وتمعن في ايذائه فلن تجد لها من يناصرها مهما تزايدت الضغوط الامريكية .

ورجع الوفد الحكومي خالى اليدين وان الحقيقة تقول لا تاثير ملموس للقرارات على الاطلاق ولن تظهرالنتائج ولم تتفاعل مع الاحداث القائمة اليوم على المشهد السياسي وان السير وراء السرب سيهلك المالكي وحكومتة العميلة غداً او بعد غد ...

وإنّ غداً لناظره قريب ...


 

                                      شبكة المنصور

                                    06 / 05 / 2007

بــيـن الحقـيـقــة والســـراب
في مؤتـمــري شــرم الشــيخ