بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

النائب عبد الناصر الجنابي والموقف المبدئي والاخلاقي

 
شبكة المنصور
سرمد العراقي
 

من المعلوم كيف قادت امريكا العملية السياسية في العراق قبل الحرب وبعد الاحتلال وقد خططت لجرائمها بكل دقة واحتراف ، والساسه الامريكان يكذبون وبلا حياء عندما يتحدثون عن عدم وجود مخطط للتعامل مع الاحداث لفترة مابعد احتلال العراق وهم لهم برنامجهم التفصيلي لتصريف احوالهم واحوال عملائهم بذلك ، ولكن من الجدير بالذكر انهم اخفقوا في احتساب قوة وصلابة المقاومة الوطنية العراقية ومطاولتها لكل اعمال القمع التي تعرضت لها على ايدي المحتلين واعوانهم ...

الطروحات السياسية الامريكية الخبيثة في الشأن العراقي هي ذات مقاصد تنطوي على نوايا الخداع والمكر التي تذر الرماد في العيون اوهي الضحك على الذقون ...

امريكا تسير على وفق ما رسمته لمخططها لادارة العراق منذ مؤتمر لندن لتقسيم العراق وزرع الفتنه الطائفية والعرقية في هذا البلد مستعينة بادواتها من العملاء والخونة الذين يتمتعون بؤلاءات مزدوجة منهم ولائهم لايران الفارسية والاخرين لاسرائيل العدوانية وجميعهم لايمتون للوطنية والتحرر بصلة ، ورغم هذا كله اضطرت امريكا صاغرة بسبب اتساع قدرة المقاومة العراقية الوطنية المسلحة وتأثيرها على مجريات الاحداث داخلياً للاستعانة تكتيكياً بقوى سياسية وطنية قد تمكنت امريكا ودوائرها المخابراتية من اغرائهم بقدر ما ، وتوريطهم في المشاركة بالعملية السياسية لاضفاء نوع من الشرعيه الدستورية الهزيلة وايهام من يريد ان يتوهم من ان العملية السياسية في ( العراق الجديد ) تسير على وفق المقاييس الديمقراطية التي تبشر بها امريكا . اما حقيقة مايطبق على الارض فهو على العكس تماماً فهذه القوى استخدمت سياسيا ضمن مرحله لتمرير حالة او صفقة وقد نجحت امريكا من تطويعها لصالحها مستغلة ترجيح الكفة الطائفية على الاخرى لبلوغ اهداف دنيئة لتمزيق النسيج الوطني العراقي وانفضح امرئهم جميعاً امام الشعب العراقي والعالم .

وفي خضم الاحداث الكارثية التي نطوى عليها ذلك المخطط وما نتج عنه من مأسي كبيرة اقل ما يذكر منها من مداهمات واعتقالات عشوائية واغتيالات ومطاردات ومصادرة ممتلكات وتهميش سياسي مقصود للامعان في تغزيم القوى المشاركة في العملية السياسية وقيام الحكومة بتنفيذ مخطط ممنهج لتصفية تلك القوى من خلال الصاق التهم المختلفة بتلك الشخصيات بغية تشويه سمعتها واسقاطها سياسياً واجتماعياً وبالتالي ابقاء ارجحية الدور السياسي لصالح القوى المؤيدة لامريكا واسرائيل وايران ...

ورغم كل هذا التعسف والاستفزاز الذي تمارسه اجهزة السلطة معها والانتقادات الشديدة عليها من قبل القوى الوطنية الرافضة للاحتلال الانها حاولت ان تصبر وتصابر عسى ان ترعوي القوى الموالية للاحتلال وتعود عن غيها وتعدل عن مسارها تحت الضروف التي وصل اليها الوطن .ولكن ضلت السلطة واعوانها سادرة في ذلك المنهج ...

فكان النائب عبد الناصر الجنابي عضو جبهة التوافق السباق في اتخاذ القرارالوطني الجريء والانسحاب من عضوية البرلمان وكذلك الانسحاب من جبهة التوافق وهو بذلك من الشخصيات السياسية التي انتفضت فعلاً من براثن الخنوع والموالاة للاجنبي وعملائه وهو اول البرلمانيين بعد هذا المخاض الكبير من اذن بالله اكبر / حي على الجهاد التي اصبحت اليوم امراًملحاً لاخراج الوطن من محنته والتحق في صفوف المقاومة الوطنية العراقية وهذا هو الموقف المبدئي والاخلاقي الذي اتخذه و ينبغي على بقية القوى السياسية المنضوية تحت لواء السلطة اتخاذه لتعويض ما فات عليهم وعلى الشعب من ضرر وحيف وانحرف البلاد الى مهاوي الردي .

وهنا لابد لنا من نكرر دعوتنا لبقية الشخصيات السياسية المشاركة في البرلمان من مغادرته واسقاط ورقة التوت التي يستر بها خونه الشعب عوراتهم رغم اننا دعونا عدد منهم قبل حين للاقدام على هذه الخطوة ...

 
 
 
شـبـكـة الـمنصـور
الاثنين / الثــاني / تمـــوز / 2007