بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

الشوكة التي فقعت عين المعتدين

 

 

شبكة المنصور

سامر ستو

 

ملاحم الصراع عبر التاريخ قديمة قدم خلق الإنسان وهي مسالة حتمية وموجودة منذ قديم الأزل سواء كان هذا الصراع سياسيا ً أو دينيا ً أو عرقيا ً أو جنسيا ً أو صراع من اجل الكلأ والماء , المهم إن من يمثل معادلتي الصراع سواء ماضيا ً أو حاضرا ً أو حتى مستقبلا ً هي قوى الشر والرذيلة يقابلها بالطرف الثاني قوى الخير والحب .

ملحمة الصراع التي نتحدث عنها اليوم هي ملحمة فريدة من نوعها كبيرة في معانيها , هي ملحمة بين جمع الشر والرذيلة بعينه المتمثل بالعدو الفارسي الحاقد على عروبة ووحدة العراق وبين جمع الخير الجمع المؤمن بالله المتمثل بالشعب العراقي.

وكلنا نعرف الحقد الفارسي القديم على العرب عامة ً والعراقيين خاصة ً منذ تحرير العراق من نفوذهم على يد البطل ( سعد بن أبي وقاص )  .  وعن طريق العراق فتحت أبواب الشرق كافة لإنقاذ البلاد المفتوحة من الكفر والضلال وعبدة النار.

 ولو عدنا إلى التاريخ القديم نلاحظ انه ما من دولة قامت في العراق القديم إلا وتعرضت إلى عدوان الغزاة القادمين من إيران وعلى مر العصور من سومرية واكدية وبابلية وآشورية وكلدية دون استثناء حتى احتلال بابل في عهد الملك الفارسي ( كورش ).

وقبل ظهور الإسلام كان هناك صراع دائم بين الفرس والرومان من اجل الاستيلاء على العراق , إلى أن اختتم هذا الصراع في معركة ذي قار وانتهى بانتصار العرب على الفرس.

وبعد أن جاء الإسلام وقامت الدولة العربية وثبتت أقدامها وسيطرتها على الدول المحررة كان هم الفرس تحطيم الدولة العربية لكي تستعيد أمجادها القديمة الزائلة , فتارة ً كان التمرد على الدولة وتارة ً أخرى حاول الفرس التسلل إلى المواقع العليا في الدولة لكي ينشروا الفساد ويسقطوا الدولة من الداخل , وكان هذا في عصر الدولة العباسية إلى أن تم القضاء عليهم.

ولم ينتهي حقدهم عند هذا الحد بل كانت لهم صراعات مع الترك في عهد الاحتلال العثماني للسيطرة على العراق.

وبعد سقوط الدولة العثمانية وقيام الدولة العراقية في العصر الحديث نلاحظ إن النظام الإيراني الحاقد لم يعترف بها لسنوات طويلة , فأذن هي أطماع إيرانية بالوراثة , واستمرت إلى أن قاموا بالاعتداء الآثم على ارض الرافدين في الرابع من أيلول عام الف وتسعمائة وثمانون للميلاد.

بعد اعتداء النظام الإيراني الحاقد على ارض العراق وبلوغ الاعتداء درجة من الخطورة لم يبقى أمام أبناء العراق النشامى والغيارى من خيار إلا التصدي له ووقفه عند حده ولم يكن هذا فقط بل ضرب الآلة العسكرية الإيرانية وهي لا تزال داخل الأراضي الإيرانية النجسة , وكان الرد سريعا ً ساحقا ً بعد ثمانية عشر يوما ً ليستمر بعدها ثمان سنين تعلم فيها الفرس المجوس دروسا ً وعبر لم ينسوها ما عاشوا من الزمان.

ورغم كل هذا أعلن العراق مرارا ً وتكرارا ً استعداده لإيقاف القتال لحل المشاكل بين الطرفين , وسياسة العراق كانت معروفة وهي عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى مهما كانت طبيعة أنظمتها السياسية , وبهذا تكون الحرب قد فرضت على العراق فرضا ً , ولم يكن هذا فقط بل بلغ الأمر بالعراق حد إيقاف القتال من جانب واحد تجاوبا ً مع إحدى المبادرات ولكن جاء الرد طبيعيا ً بالرفض من الجانب الإيراني , واستمرت المبادرات إلى أن اظطر العدو الفارسي الموافقة على وقف إطلاق النار بعد الضربات الساحقة التي وجهها اليه الجيش العراقي الباسل بقيادة الشهيد البطل حارس البوابة الشرقية للوطن العربي صدام حسين ( رحمه الله ) , ووصف خميني المقبور ( لعنة الله عليه ) موافقته على هذا القرار بأنها أشبه بتجرع كأس من السم.

وبهذا يكون العراق قد أكد للعالم اجمع إن الأطماع الإيرانية الفارسية في العراق هي أطماع تاريخية مستمرة على مر العصور وان الفرس يكنون للعرب عامة وللعراقيين خاصة حقدا ً دفينا ً لأنهم يعتبرونه المسؤول عن انهيار الإمبراطورية الفارسية , وان حقدهم هذا بان من خلال تعاملهم مع الأسرى العراقيين وإخضاعهم لأقسى أنواع التعذيب وبذلك خالفوا كل القيم السماوية وكل الاتفاقيات الدولية الخاصة بمعاملة الاسرى.

واخيرا ًمن خلال صمود وشجاعة وتضحيات الشعب العراقي تحقق النصر الحاسم وكان العراق الشوكة ً التي فقعت عين المعتدين الإيرانيين الحاقدين , وسيبقى الشعب العراقي الشعب المحافظ على وحدته والمتصدي لأطماع الأعداء في كل مكان وزمان , وسيبقى يقظا ً لكل من تسول نفسه النيل من وحدة أرضه وشعبه , ومثلما سحقهم في الماضي القريب ولمدة ثمان سنين أراهم فيها الذل والهوان حتى أعلن النصر العراقي في ( 8/8/1988م ) .  ولم يكن هذا حسب بل تم توجيه أقوى صفعة لهم عام ( 1991م ) عندما أوعزوا لعملائهم في العراق بإثارة الفتن والاضطرابات في صفحة الغدر والخيانة , وسيتم صفعهم هذه المرة بإذن الله بالصفعة القاضية التي ستركعهم ولن تقوم لهم قائمة مرة أخرى هم ومن معهم من حكام العراق الجديد حكام الحرية والديمقراطية المستوردة من العملاء والخونة  ....... ( وان غدا ً لناظره قريب ). 

 Samir_sitto@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الثلاثاء / 07 / أب / 2007