|
في كل مرة استشهد بحكاية تاريخية
تقترب احيانا من الواقع الحالي
للعراق وتنطبق مع هذا الواقع في
احيان اخرى ولكن هذه المرة سأقيم
محكمة على الورق! نعم محكمة تتسم
بـ(الشفافية)! لا تستخدم
(الفلقة)! و(الطاب والطيب)! واوجه
لفخامة الوالي عددا من الاسئلة
تاركا له حرية الاجابة او عدمها
لأن (الديمقراطية)! التي جاء بها
الاحتلال تقتضي احترام الرأي
والراي الاخر.. ثم يكون من بعد
ذلك الحكم للشعب في مشروعية او
عدم مشروعية الاسئلة والاجوبة على
حد سواء.. واول اسئلتي في هذه
المحكمة الديمقراطية هو اين
الاماسي الجميلة اليت كنا نقضيها
على ضفاف دجلة وفي شارع ابو نؤاس
والتي تمتد الى ساعات الصباح..
حيث السمك المسكوف والمسارح
المطلة على شارع السعدون؟! ومن
سرق المسرحيات التي كانت تعرض على
المسرح الوطني والرشيد وغيرها قبل
الاحتلال؟! ومن صادر ذائقتنا
الغنائية وحجب عنا اغاني المطربين
الرواد.. سعدون جابر وياس خضر
وحسين نعمة وفاضل عواد وفؤاد سالم
وغيرهم.. واستبدل تلك الاغاني
بلوحات الرقص الغجري وهز الصدور
والمؤخرات والارداف وعرض (الصرة)
بعد رفع (البدي والتيشيرت)
كالبرتقالة والرمانة والتفاحة
و(البيذنجانة) وبقية الفواكه
والخضر؟! وهناك سؤال اخر يطرح
نفسه امام السيد الوالي فهل
يستطيع ان يعيد لعبة المحيبس بين
الجعيفر والدوريين او بين منطقة
الفضل والكسرة او بين الاعظمية
والكاظمية؟! هل بوسعه ان يعود
صينية الزلابية التي يجتمع حولها
الاحبة من ابناء بغداد باختلاف
مناطقهم وطوائفهم وقومياتهم
وشرائحهم؟! هل يستطيع السيد
الوالي اعادة مدينة الحبانية
السياحية الى ماكانت عليه بعد ان
حرمنا من الدخول الى العامرية وحي
الخضراء والجامعة والاعظمية؟! هل
يستطيع الوالي ووزراءه اعادة
النور الى اعمدة الكهرباء التي
توشحت بالسواد والظلمة منذ 9
نيسان 2003؟! فأصبحت تلك الاعمدة
للعرض فقط! وهل يتمكن من اعادة
الازدحام واصوات البراعم الى
الحدائق والمتنزهات؟! وهل يستطيع
اعادة الامن المفقود؟! ونسأله اين
المحبة المسروقة بين الشعب واين
العادات والتقاليد المتوارثة؟! من
يستطيع فتح مطعم قاسم ابو الكص
ومحلات العصير في الكرادة والكباب
في الحارثية والايس كريم في
المنصور؟! متى يجمع الوالي
وجماعته الجماهير لمشاهدة مباراة
واحدة من مباريات كرة القدم على
ملعب الشعب الدولي؟! متى يبني
ملاعب جديدة او يعيد اعمار
الملاعب المخربة ثانية؟! ومتى
يعمر وزارة التخطيط والتعليم
العالي والتربية والاسكان وبدالة
السنك والشباب والرياضة واسواق
الرشيد المركزية واسواق 28 نيسان
وبرج المأمون للاتصالات والمباني
الخاصة للاذاعة والتلفزيون! هل
يستطيع فخامته احصاء السرقات
المالية في جميع مؤسسات الدولة او
يحصي لنا حجم (الحرامية) الذين
كانوا قبل مئات السنين لا يزيدون
على الاربعين حرامي فقط! هل يعلم
كم مليون برميل يهرب الى الخارج
من نفط العراق؟! وهل يعلم ان
العراق حطم الرقم القياسي بكل
شيء.. بالفساد والخراب والسرقات
وعدد اللاجئين والمهجرين والايتام
والارامل االذين وصلت اعدادهم الى
اكثر من سبعة ملايين عراقي! انها
مجرد اسئلة نضعها امام جلالة
المتهم السيد الوالي! وها انا
انهي دوري كمدعي عام في القضية
لكنني لا ارتضي ان احمل على
الاكتاف واردد عبارات طائفية او
ارقص او (اخذ هزة عالواهس)! ولكني
سأترك للشعب اصدار الحكم بما يراه
مناسبا.. بما في ذلك اعادة
(مولانه الوالي) من حيث اتى! وكفى
الله المؤمنين شر القتال! وكان
الله يحب المحسنين!
Saadalawsi@yahoo.Com |
