بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

 الأخلاق بين عصرين

 

 

شبكة المنصور

عبيــد حسيـن سعيــد

 

لا يستطيع ٌأحدنا أن يجمع بين الظلم في الدنيا وطلب الأجر في الآخرة مهما أُوتيَ من بسطة العلم والحكم. إلا من خلال طريق واحد هو طريق العدل الذي هو اللبنة التي يرتكز عليها الحاكم خاصةً إذا شكا الحاكم الحالي وادعى انه ظلِم وملأ الآفاق صراخاً ..فالإنسان عندما يحس بالظلم فقد يكون لديه مناعة من أن يظلم الآخرين والاستيلاء على حقوقهم لكن الأغرب هو إن الحاكم الذي كان يدعي انه وقع عليه حيف وانه يدعي النسب ويلف عمامة سواء أكانت بيضاء أم سوداء أو تحرف وتركها ويقتدي به الناس ويستمعون إلى مواعظه يفصّل لهم الآيات ويدعو من على المنابر ويحارب الظلم والظالمين..أصابتني الحيرة وعلامات الاستفهام وأنا اسمع حديث المحامي بديع عارف المحامي الموكل بقضية نائب رئيس الوزراء طارق عزيز والحيف الذي وقع عليه وعلى عائلته وغوائل المسؤولين السابقين من قبل بعض أعضاء الحكومة الحالية ومن رئيس مجلس النواب وهم يسكنون بيوت ليس لهم الحق في سكنها (ياايها الذين امنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم.....) والمضحك المبكي أنّ بعضهم يدفع بدل إيجار دراهم معدودة لاتسمن ولا تغني من جوع (إسقاط فرض) أليس من العدل أن تُرد الحقوق إلى أهلها فبالعدل وحده يتمكن الراعي من الرعية فلقد كان المرحوم صدام يخصص راتبا للرئيس عبد الرحمن محمد عارف رحمه الله وعندما سمع إن راتبه لا يكفيه أمر أن يكون راتبه مجزياً يليق برئيس دولة العراق... ولنا في قصص ومشاهد رجال امسكوا الدنيا شرقها وغربها من قرونها بالعدل وسياسة الرعية بالإنصاف يحكمون بما انزل الله فدانت لهم الرقاب يخشون يوم لا تنفع الأنساب... فقد وقف احد العقلاء أمام المنصور فقال:أصلحك الله يا أمير المؤمنين أأطلب حاجتي أم أضرب فيها مثلاً قال : بل اضرب المثل قال: ألطفل الصغير إذا نابه أمر يهرع إلى أمه إذ لا يعرف غيرها ظانّاً أن لا ناصر لهُ غيرها فإذا ترعرعَ واشتد كانَ داره إلى أبوه فإذا اشتد وزادَ عقلهُ شكاه إلى الوالي فإذا زاد عقله شكاه إلى السلطان وقد نزلت بيَ نازلة وليس احد فوقك ولا أقوى منكَ إلاّ الله فإن أنصفتني فيها وإن لم تنصفني رفعت أمرك إلى الله تعالى في الموسم فاني متوجه إلى بيته وحرمه...فقال المنصور: بل ننصفك وأمَرَ أن يُكتب إلى واليه أن يرد إليه ضيعته.

obeadhs@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الثلاثاء /  13 رمضان 1428 هـ  الموافق  25 / أيلول / 2007 م