بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

المصالحة ..... بين الخيط الأسود من الأبيض من الفجر

 

 

شبكة المنصور

عبيــد حسيــن سعيــد

 

يُجْمِعُ كل العراقيين الذين ذاقوا مرارات الاحتلال وعاشوا فترة ولادة أربع حكومات مسخ ذاق منها الشعب المسكين ما لم يذقهُ شعب في التاريخ من قتل على مدار الساعة وفرار جماعي خلال أربع سنوات من عمر الاحتلال وفي وقت قياسي لم يسبقه سابق في عدد اللاجئين حتى مشردي الشعب الفلسطيني عقب أحداث نكبة عام 1948ونكسة عام 1967 وللخلاص من المأزق رفعت الحكومة الرابعة شعار المصالحة بعد أوجدت شرخا عميقاً في النسيج العراقي والأواصر القوية التي لايمكن لأي قوة أن تفك عضده فهو نتاج مئات السنين من العيش المشترك وتداخل النسب . والذي يمثل فسيفساء جميل أفشل كل محاولات العملاء والدخلاء في تصديق وتصدير فرية (الديمقراطية) والقتل وحرية الرشق بالطماطم والبيض الفاسد التي لا يمكنها ان تنبت في ارض الرافدين - صاحب اعرق حضارة عرفتها البشرية - لعدم توفر الضوء (الأخضر) والتربة الخصبة موافقة الفكر على إنباتها .و بها أصبح الشعب يكره كل شعارات الديمقراطية التي جلبت له الويلات وسوء المصير. وخصوصاً الشعب محصن ولديه نسق فكري لا يتقبل جسمه أي عضو دخيل دون استلام إيعاز من السيطرة الفكرية التي تريد أن تغسل أدمغتنا من منهاج النبوة والخلق الإسلامي المتجذر في النفوس والعقول. ولما لم تنجح محاولات الضغط على العقول من خلال الثقب بالمثقب الكهربائي(بالدريل)وسياسات, التجويع ,والحصار, والجدر, والخطط الأمنية ,التي تولد ميته, والمؤتمرات الإقليمية, والدولية ,والإعمار كلها آلت إلى سراب يحسبه الضمآن ماء وبقي الشعب في حيص وبيص لا يعرف (رأسه من قدمه) لا يريدونه أن يميز بين الأسود والأبيض. ....يروى أن عدي بن حاتم لما نزلت الآية الكريمة(..وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأسود من الأبيض من الفجرالبقرة187 يقول حاتم نزلت الآية فوضعت عقالاً اسود وابيض تحت وسادتي فنظرت إليهما فلم أتبين فذكرت ذلك للنبي (ص) ف6قال :يا حاتم,إنما هو الليل والنهار.

إنّ موقف حكومة السيد المالكي يذكرني بأحد القرويين الذي فاته أن يستيقظ لتناول طعام السحور عندما استيقظ وقد على قرص الشمس وما عليه إلاّ أن يواصل الصيام لكنه أيقظ زوجته :قومي واعملي لنا السحور !! قالت أل تنظر لضوء الشمس يملأ السماء قال :افعلي ماآمرك به قامت المسكينة وأحضرت على عجل ماطُلِبَ منها مرط صوف فلما جلسا تحته لم يمنع أشعة الشمس فعززه بثاني وثالث إلى إن أصبح جو الكساء اظلم لا يرى فيه ضوء فقال لها تسحّري فلم نعد نرى الخيط الأسود من الأبيض !!!؟ إنّ ما فعله الرجل تتطابق مع ما تقوم به الحكومة فهي تريد أن تحجب ضوء الحقيقة بغربال المصالحة الشعار والتي كانت نتائجها (مصالخة)فحتى الكتل لم يلتئم لها جرح وتحقق حلم العراقيين في العودة لإعمار ما دمره الأشرار وكذلك عودة من جاؤو مع الغزاة حيث جاء بهم قطار الديمقراطية وعربات الوهم الملونة والعودة من حيث أتوا لتعود أضواء الرصافة تضيء الكرخ ويعود الظلاميون جحورهم قد تبين الخيط الأسود من الأبيض من الفجر... ولكن (طلعت الشمس على الحرامية) .

obeadh@hahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الثلاثاء /  13 رمضان 1428 هـ  الموافق  25 / أيلول / 2007 م