بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

أُمتي إلى متى أنتُم خانعون ؟

 

 

شبكة المنصور

عبيد حسين سعيد

 

لَمّا ماتَ ألإمام أحمدُ ابن حنبل. حزن عليه تلميذه عبد الوهاب الوراق حزنا شديدا واخذَ يدعو الله آن يراه في المنام .فلمّا رآهُ قال: يا إمام ماذا فعل الله بك ؟ قال ياعبد الوهاب قال لي :هل جلدوك يا احمد؟ قلت أنت اعلم يا ارب قال:هل حبسوك يااحمد قلت: انت اعلم يارب قال :هلحمد احمد ضربوك يا احمد وصبرت واحتسبت؟ قلت :حسبي الله ونعم الوكيل.فقال يا أحمد لقد أبحت لك وجهي لتنظر إليه بكرةً وعشياً(وجوهٌ يوَم إذٍ ناظرة إلى ربِّها ناظرة)...

إنَّ ما وصل إليه السلمين أمثال ابن حنبل من درجة ومنزلة ليس من فراغ, أو من ,كسلٍ أو ,مداهنة لعدو إنّما جاء من صبرٍ, وجلدٍ, وتحمل أعباءٍ, وصِعاب ,وجوعٍ ,وسهر,وعطشٍ,وتغرُّب عن أوطان ومدارج صبا وعشيرة كل ذلك لقاء وجه الله والفوز بما أعدّ الله للمتقين من حدائق وأعنابا وكأس دهاقا وكواعب أترابا. يقول الإمام علي رضي الله عنه وهو البطل الذي لا يشقُّ لهُ غُبار.

كنا نلوذ برسول الله إذا حميَ الوطيس فقد أعطاه الله من لب ,وقلب, وفصل بيان وجنان ثابت على الإيمان ,شجاع لا يدانيه من الرجال في قول وخطاب ووقار جناب يقول النبي وهو الذي لا ينطق عن هوى ان هو إلاّ وحي يوحى...وقوله صلى الله عليه وسلم :ّإذا لقيتم العدو فاثبتوا فان الجنة تحت ظلال السيوف . وقال أيضا : اذا العدو دخل ارض الإسلام حق عليكم الجهاد حتى المرأة لا تستأذن زوجها .

فما بالنا والأعداء تتربص بأرض المسلمين والعرب ونحن دون أناة وأهب فما علينا إلاّ ان نترك منابر الخشب والدرهم والذهب وننتصر على أهوائنا ونترك الشمم الزائف والحكم الحائف كي تبقى أعراضنا محمية يوم موتنا كي لا نترك لأحفادنا العار والبُوار وسوء المنقلب ونركن لشأو غبار تقاذفته رياح هُوجٍ شرقية وغربية .فلو كان ابن حنبل بيننا لاحتار في أمرنا فالناظر إلى جباهنا عليها سيماء سجود وقلوبنا على بعضنا أقسى من عاد وثمود.
نعتز بذاتنا اكبر من اعتزازنا بديننا وعروبتنا لا أمر بمعروف ولا نهي عن منكر. نجود ونحن خدم الصهاينة والجنود؟

المآذن هدمت والذراري قُـتّـلَت والأعراض انتهكت !!!فإلى متى هذا الخنوع ؟والى متى نبكي ونذرف الدموع على ربوع وحضارة ضاعت بضياع الأندلس تبعها ضياع سيبيريا, وتركمانستان,والاورال ,والقرم,والقوقاز.واسترخان, التي خلت ديارها من الله اكبر والآذان... نلهو ونضحك وبيت المقدس في أيدي اليهود يحاربوننا في صلاتنا ,وصيامنا يحددون لنا أوقاتها ومكان إقامتها وعمر من يقيمها.ونحن لا يعنينا من الأمر سوى الطعام ومتابعة الأفلام تركنا أمرنا لأمراء لايهزهم وقوفنا أمام عدو نستجدي منه لقمة مغمسة بذلنا وتجبر عدونا علينا ونستصرخ الرائح والغادي فلا سميع يسمعنا كالأيتام في مآدب اللئام .والعراق اليوم تزدحم به المعابر على حدود اخٍ لدود يفرح بعذابنا ويتطير من استقرارنا الإنسانية تخلت عنا نعيش غرباء يفضلون علينا بلقمة عيش سرقت من بيت نملة لقمة يلتقطون لنا بها ألف صورة وصورة إمعاناً في نكأ جروح ذلنا فهل انتم عرب مسلمون والله إني اشك في أمركم فمتى تتحرك فيكم النخوة والحمية.واعلموا ان من لم يقاتل دفاعاً عن الوطن والدين ولقمة العيش فانّ بطن الأرض أولى به من ظهرها فالحقوق تسترد بالقوة لابالتسول والتوسل.

ألى كُلَّ شيءٍ ضائعٌ حقّهُ سُدىً إذا لم يؤيّد حقه المدفع الضخم

من الهم الذي بنا وعلينا ترانا كشواخص تلسها ثياب لا نستحقها لان من هان عليه ضياع الوطن لغيره أضيع.


هذي بقية نفسٍ فارقت وطناً وفرقة النفس تتلو فرقة الوطن


obeadhs@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

السبت /  10 رمضان 1428 هـ  الموافق  22 / أيلول / 2007 م