بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

كَذّابُ الحكومة

 

 

شبكة المنصور

عبيـد حسيـن سعيـد

 

لا صفة ابغض إلى الله من الكذِب. وقدقيل: إنّ الظن أكذَب الحديِث وقيل:أكذبُ مِن حيّة وكِذبها إنّها تطوي نفسها فتصير كأنها طبق خيزران, ومنها حيّات بيضاء فتستدير فيحسبُها الناس خلاخيل أو أساوربذلك تغري الناس فتُهلِكهم..والصبيان عادةً يكونون ابخل الناس,واذممهم,واقلهم خيراً,واكذبهم وانما يخرج من هذه الخلالأولاً فأوّل وعلى قدر مايزداد من العمر يزداد عقلاً..

وفي الروايات ان فقيهاً,وراوي,وشاعراًاجمعوا امرهم ان يأتون بغداد عسى ان يرحب بهم ويتقدموا خطوة وحال حسنة فاجتمع عَِدّة منهم فقالوا لصديق لم يكن عنده شيء من الاداب:لوأتيت معنا علك تصيب شيئاً فقال: انتم اصحاب اداب تلتمسون بها قالوا: نحن نحتال لك, فجهّزوه فقدِمَ بغداد وطلب الاتصال بأحد اصدقاء علي بن يقطين احد خاصّة المهدي العباسي وشكا اليه الحاجة! فقال : ماعندك من الادب؟ قال ليس عندي من الاداب شيء سوى اني اكذب فأُخيل الى سامعها اني صادق وكان طريفاً مليحاً, فاعجبَ به وعرض عليه مال فأبى أن يقبله فقال لست اريد منك مالاّ اريد ان تسهل أذني وتدني مجلسي متى عَرَفَ بذلك وكان المهدي غَضِبَ من أحد قواده حتى استصفى ماله . وكان يذهب الى علي بن يقطين كلما سنحت السانحة ليكلم له المهدي وكان يرى قربه الرجل - (الكذاب)- المدني منه . فاتى القائد المدنيُّ عِشاءً فقل له مالبشرىقال:لك البشرى وحكمك بما تريد : قال ارسلني اليك علي بن يقطين لاخبرك انه كلم امير المؤمنين ورضي عنك ورد مالك وضياعك ويامرك بالغدوعليه لتغدومعه الى الامير لتشكراه.فدعا له الرجل بالف دينار وثياب وكسوة ودفعهما اليه فاستاذنو المهدي وكان عهنده جماعة من العسكرمتشكرا فالتفتى الى عللى وقال واذاك قال اخبرني ابو فلان وهو الى جنبه بكلامك لامير المؤمنين في امري ورضاه عني فالتفت الخليفغة الى المدني فقال :ماهذا؟ فقال اصلح الخليفة هذا بعض المتاع نشرناه فضحك الخليفة وقال لقد رضينا عن الرجل ورددنا عليه ماله وامر علي بن يقطين يستوصي به خيراً فسموه كذاب الخليفة .

فالمفلس عند الناس هو الكذاب فحضوره المع من السراب واثقل من الرصاص.لايسلّمُ عليه إن قدِمْ ولا يسأل عنه ِإن غاب واذ حضر ردّوه وان غاب شتموه وان غضِبَ صفعوه.فمصافحته تنقضُ الوضوء وقراءته تقطع الصلاة .وكان الكذاب لايقرب مجلسه ويشار اليه بالكذب وظاهره لايسر نظر ولايجاور لا في البدو ولافي الحضر.
استمرت العرب تبغض الكذاب فلاتدنى له بساط,, ورباط إلى أن صار الكذب سياسة أوصل التيس الى الرياسة .
امتهنوا الكذب وصار لهم عادة وعبادة ولا تندى جباههم فيكررون كذبتهم بقناعة.(فَغُمَّ)وبِئسَ الرجال وبئسَ القناعة خداع العوام وشعارهم الانتقام.. آخرتهم إلى إفلاس كلقلق الكنيسة احتار الناس أي دين يدين واي فج يستقين. فلا وفق الله موفق كذاب الحكومة.


 obeadhs@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاثنين /  5 رمضان 1428 هـ  الموافق  17 / أيلول / 2007 م