بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

إخوَة سَلمى

 

 

شبكة المنصور

عبيد حسين سعيد

 

يختلف العرب عن بقية خلق الله الآخرين بعاداتهم وتقاليدهم التي أقرّها الإسلام وأمر بالحِفاظ عليها والتضحية دونها لأنها تجلب العز والمفاخر لمن تمسكَ بها وحافظ عليها من ان تنتهَك.ولكن هذه العادات والتقاليد يخبو بريقها تارة وتبرز أخرى ,ويعتمد هذا المقياس على نوع الرجال ومقياس التزامهم بما تعارف عليه الأهل والعشيرة .وتتنوع تلك القصص والحكايات وتكاد تتشابه في المضمون والمنحى فأغلبها تتكلم عن غزو ودفاع وتضحية ورد معتدي وحفاظ على ذمار الحمى والدار.ومن هذه القِصص قصّة الشيخ سليمان وهو احد فرسان قبيلة المعمار(المعامرة)نسبةً لجدهم علي المعمار الذي يلتقي نسباً بالحسين بن علي عيهما السلام هذا الرجل ونتيجة لخلاف مع العشيرة ترك ديار أهلهُ في الحجازويمم وجهه العراق وليسله حيلة للعيش سوى العمل في احد مضارب شيخ احدى القبائل الزبيدية ولما كانت الغزوات بين القبائل قبيلة تغزو جارتها طلبا للمراعي او َالاسئثار بالغنائم فاستغلت إحداها خروج رجال القبيلة الزبيدية برجالها وفرسانها للغزو ان دخلت قبيلةٌ أخرى حماها واستاقت أمامها مواشي وأبقار ونساء القبيلة سوى واحدة من بنات الشيخ التي استطاعت ان تخفي نفسها والنجاة من السبي.

وبعد ان ابتعد الغزاة أخذت الفتاة تلمز (الرجل القهوجي)وتقول له أنت رجل وعليك أن تدافع عن حمى العشيرة أو تموت. وأنت تعلم نحن أولياء نعمتك فحريٌ بك ان ينبض فيك العرق العربي فلما سع كلامها استشاط غضباً وتذكّراصله, فطلب فرساً ,وسرجاً ومن شدة غضبه انه كلما اراد ان يربط حبل السرج ينقطع الحبل إلى أن ساعدته في شدهِ ولحق بالمعتدين فقتل من قتل وانهزم الباقون أمام شجاعته وعدالة قضيته وتأثير النخوة فيه فعاد ببنت الشيخ سلمى وبما سلبه الغزاة من الدار .

وإثناء العودة هبّت ريح شديدة وتصاعد غبار الصحراء, فقدوا خلاله الطريق وتاهوا بين الكثبان الرملية التي أفقدتهم طريقهم المطروق فأيقنوا بالتهلكة وليس معهم من معاليق الزاد فلجئوا إلى حليب النوق الذي تقدمه له سلمى فيأخذه منها دون ان يلتفت إليها وإنما يمدّ لها يده من خلف ظهره وفي المسير يتقدمها حتى لا تقع عينه عليها,فلما وصلوا الى ديارهم استقبلهم الناس استقبال الأبطال المنتصرين وبالحق المسلوب عائدين .وكان من عادة العربي إكرام الصنيع أي صنيع فكيف بصنيع حفظِ الشرف,والوطن, والكرامة فقال الشيخ: لقد وهبتك ابنتي سلمى جزاء ما قمت به .قال: وكيف اتزوج من كنت اناديها (أختي) فقال اذن تزوج ع(َلْياْ) شقيقتها قال :عليا أخت سلمى فهي حرام عليّ كأختها فسمي (بأخو سلمى) ونخوة العشيرة (اخوة سلمى) ان هذا كان فيه الرجال أعمدة القوم (تهتز) شواربهم بالنخوة العربية يوم كان هنالك رجال لاينامون على ضيم أو حين يدعو الداعي إلى نُصرة مظلوم اودفاع عن عرض منتهك فعبير ,وسلمى ,وزينب,وفاطمة تستصرخكم هل بقي فيكم نخوة هل بقي عرقٌ نابض كيف تبيتون وتأكلون وتهنؤن وهنالك المئات من النسوة وعشرات الالوف من الابرياء من اخوانهنّ وابائهن وبعولتهنّ يقبعون في السجون سجانهم عربي اللسان يرفعون الايدي كلما أذّن آذان رمضان ان يعيد اليهم الحرية وللوطن الامان .

ونحن نهيب بك يا رئيس الحكومة, انت عربي كما تدعي ماضرّ لو اطلقتم الناس من سجونكم فقد ضجت ملائكة السماء من ظُلمكم وحُلم الله عليكم فوالله العربي لايتحمل الاشارة وانتم وصل بكم الأمر ان تنخسون نخساً والاف الابرياء-

الناخسون بمروانٍ بذي خُشبٍ           والمقحمين بعثمان على الدار

- في الحلة , وبغداد, والانبار, وبلد, وديالى والبصرة, والسليمانية, واربيل ,والموصل , وصلاح الدين وبقية مدن العراق.

ولسان حالهم يشتكي الى الله ويقول: هل ماتت حميتكم هل مات فيكم العرق والدين واليقين ويأبى العربي إلاّ الشرف والكرامة ...تسدون آذانكم حين تنادي حرة بنخوة(وامعتصماه) لا يعنيكم ندائها والله لان لم تفعلوا ما يريده الله منكم فلستم بعرب ولستم بأمراء بل انتم شياطين امدكم الله في طغيانكم حتى لا تنالوا الشفاعة .فكيف تسمحون لأنفسكم.. سجين يقول يا ألله فيضرب ويعذّب حتى الموت فتشوا أقبية الكاظمين وسجون (الجملون)في الداخلية فستجدون ما تندى له البشرية ولم تفعله حتى وحوش الغاب-

يعاف الذئب يأكل لحم ذئبٍ         ويأكلُ بعضنا بعضاً عيانا

- وتتحدثون عن مظلومياتكم فأين الاين فقد مات الرجال وخلفوا خلفاً أضاعوا البيدر والدار التي لم يبقى بها إلاّ العار ....


obeadhs@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاثنين /  5 رمضان 1428 هـ  الموافق  17 / أيلول / 2007 م