بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

 زِمْال ألطَّمّة

 

 

شبكة المنصور

عبيد حسين سعيد

 

وصف سائحٌ أمريكي اسمه بيري فوك مرمن بغداد سنة 1882 في عهد الوالي محمد رديف باشا فنقل مشاهداته عن أعداد كبيرة من الحمير البيض بعضها كبير الحجم. وتُزيّنُ بالحناءِ (آذانها وأذنابها) فتبدو حمراء اللون, والبغداديون يسمون الحمارزمال بكسر الزاي وميم ساكنة أي ألحِمِل ويقال أزمَلََ أي حمل والزاملة مؤنث الزامل. فقد كان الشاعر جميل صدقي الزهاوي يمتلك حماراً مضرب المثل في جمال الهيئة والنظافة ,ونصاعة البياض فكان يعتني به عناية خاصة فقد كان الزهاوي في روحاته وغدواته كونه مصاب بارتخاء في عضلات ساقه لا يقوى معها على الوقوف عليها...

والبغداديون يطلقون على من يعمل ليله ونهاره دون نتيجة أو أي أمل في تحسين أوضاعهِ فيقولون :مثل(زمال الطمة)- والطمة كلمة فصيحة تطلق على ما طُمَّ من الجمر تحت رماد موقد الحمام - فكان يحمل على ظهورها الوقود- النفايات والقمامة- يوم كان عديد حمامات بغداد الشعبية تزيد على الألفي حمام موزعة على شرقي بغداد وغربيها فيروح الحمار حاملا الوقود وراجعاً بالرماد.والحيوان المسكين من كثرة مواصلة العمل وعدم الراحة يصاب بالإعياء والتعب مما يضطره للبروك في إحدى الحفر والأطيان والتي يصعب عليه التخلص منها فيقولون :(تعال طلِّع هذا الزمال من هذا الوحل)أربع سنين عجاف مرت وحكومات متوالية حكمت العراق الواحدة تسلم أختها معاول الهدم وسكاكين الغِيلة والحقد على العراق تعب خلالها المحتل وانهارت قواه وأصبح يدور في دائرة مفرغة وبروك ابدي في مستنقع الخزي الذي سيخرجون منه محمولين على آلةٍ حدباء لا يترحم عليهم احد من العالمين.


obeadhs@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الخميس /  22 رمضان 1428 هـ  الموافق  04 / تشــريــن الاول / 2007 م