بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 


تحت أنظار د. المرادي ود. أل مشعل

 إلى السيد قاسم سرحان: بين الوطنية والطائفية... الحديث طويل..

 

 

شبكة المنصور

نور الدين علي

 

وأنى أكتب هذه السطور كان القلق يساورني حول إتجاهك السياسي، وكنت أخشى أن تكون علمانياً، وستكون الطامة الكبرى لو كنت ماركسياً (خصوصاً وأنت تكتب عبر الكادر)، بكل تأكيد ستصف نفس بالإعتدال مهما كان توجهك، لكنني أتأسف على الإعتدال لو كنت معتدلاً... فمن قال لك بأن أبناء الطائفة السنية يحتقرون أبناء الطائفة الشيعية، وكيف سمحت لك أخلاق أن تستخدم هذه التعابير التافهة.. أين وضعت وطنك وشعبك وضميرك وأنت تتفوه بهذه التفاهات..

منذ اليوم الأول للإحتلال الأسود الظالم، ونحن نسمع من محمد باقر الحكيم وأخيه وأبنه والقبنجي والصغير نفس الكلام الذي قرأته في مقالتك "المقاومة الميدانية في حديث المالكي والمرادي وآل مشعل".. نعم كانوا وما زالوا يرددون "الحكم يجب أن يكون للشيعة لأنهم الأكثرية، الشيعة مظلمون، الشيعة مضطهدون، الشيعة مغلوب على أمرهم، غيبوا عن الحكم لمئات السنين"  هل يختلف هذا الكلام عن كلامك؟.. كلا وألف كلا.. بل كلامك أشد طائفية وأشد حقداً.. أياك أن تنكر، أو تقول بأنني لم أستوعب كلامك... بل وللأسف الشديد أستوعبتها جيداً، لأن عبارتك كانت بسيطة وواضحة ولا تحتاج لتدقيق أو تحليل لتستوعب..

أن ما يثير الحزن في أعماقي هو أنك تقول بأنك تتناول الموضوع من جانب وطني، وتحدثت بهذه الطائفية التفريقية العنصرية، فماذا سيكون الحال لو تحدثت من جانب طائفي لا وطني،، فأي درر كانت ستخرج من بنات أفكارك..

أقرأ مذكرات بريمر، وستعرف أي الرجال هو مقتدى الصدر، في هذه المذكرات يقول بريمر بأن تقرير ورده من القائد العسكري الموجود في النجف ينص على قيام مقتدى الصدر بتحشيد أتباعه ضد الأرهابين. وبعد أن تقرأ هذه المذكرات (طبعاً ستصف بريمر بالكاذب) أخبرني وأخبر كل الناس من بدأ بذبح من؟ وقبل أن تخبرنا بذلك أذهب لمقتدى الصدر وأسأله من يقصد بالتكفيرين والصداميين.. ثم عد إلى جانبك الوطني وأخبرنا بالحقيقة..

لو كنت وطنياً أو معتدلاً لقلت الحقيقة كاملةً ولم تقتطع منها كما فعلت، فالكل يعرف بأن حصة الأسد من المقاومة الوطنية الباسلة في المدن الجنوبية للعراق هي للوطنيين من أبناء جيش الأمام المهدي، الذي لا علاقة لهم بمقتدى مطلقاً إلا من ناحية أعلامية، بالضبط كا فعل أبناء تنظيم القاعدة في مناطق وسط وغرب العراق، ولما وقعت الفتنة (لعنة الله من أيقظها) أنساق شرذمات من كلا الطرفين وراء حرب طائفية لا رابح فيها إلا الإحتلال وكلابه ولا خاسر فيها إلا العراق العظيم. 

من قال لك بأن الحقائق التأريخية تؤخذ من الأفلام، لتبكي حق الشيخ الخالص وسكر والياسري وأبو الجون في زعامة ثورة العشرين..أول شيء الفيلم الذي تتحدث عنه هو "المسألة الكبرى" وليس "الرسالة" كما ذكرت.. فيلم الرسالة كان يجسد أحداث السيرة النبوية الشريفة والمعارك التي خاضها المسلمون في بداية الرسالة الاسلامية .. أما فيلم المسألة الكبرى فكان يتحدث عن الشيخ ضاري (رحمه الله) بصفة خاصة ولم يتطرق إلى زعامته لثورة العشرين، بل على العكس، فقد أظهر الفيلم الشيخ ضاري وهو يلتقي بمشايخ الجنوب ومن ثم أظهر جزء من العمليات البطولية في الجنوب وكيف كان العراقيون يقاتلون كالأسود.. أعتقد بأنك لم تشاهد الفيلم كاملاً... كما أنك لم تقرأ التاريخ جيداً.. بل الحقد قد أعمى بصيرتك وجرت على أخوتك وأبناء شعبك..

وأن كنت مهتم بتاريخ بلدك فأضف إلى معلوماتك الآتي: تناولت المنهاج الدراسية العراقية أيام الحكم الوطني موضوع ثورة العشرين الكبرى بصورة موضوعية وواقعية، ففي كتاب القراءة للصف الرابع الإبتدائي أو ذكر لثورة العشرين ومع الموضوع وضعت صورة تمثل الشيخ شعلان أبو الجون قائد الثورة، وفي مادة التاريخ للصفوف السادس الإبتدائي والثالث المتوسط والسادس الأدبي، يدرس تاريخ العراق الحديث وفيه كل تفاصيل ثورة العشرين ويذكر فيها عبد الواحد سكر ومحمد مهدي البصير وشعلان أبو الجنون ومحمد سعيد الحبوبي، ولا ذكر للشيخ ضاري إلا في حادث مقتل لجمن، بالإضافة إلى أن أهم القصائد الوطنية التي كانت تدرس هي للبصير والحبوبي...

ولك ولكل من يتهم الحكم والوطني في العراق بالطائفية أقول: في مادة التاريخ للصفوف الخامس الإبتدائي والثاني متوسط والخامس الأدبي المخصص للتاريخ الأسلامي، رفع منه كل ما يشير إلى وجود خلافات بين الأمام علي والخليفة معاوية، ولم نسمع بمعركة الطف إلا بعد أن أصبحنا في الجامعات، أي بعد أن تجاوزنا مرحلة غسيل الدماغ...

على أي حال، المثل المصري يقول "المية تكذب الغطاس"، ووفق هذا المثل فأنني أتحداك أن يثبت مقتدى الصدر على موقفه من كركوك (كركوك أو الموت)، وأتحداك أن منع أو حاول أن يمنع صدور قانون النفط، وأتحداك مرة ومرتين وثلاث أن أثبت مقتدى الصدر أو أحد رجاله بأنهم مناهضين للإحتلال ولا يأتمرون بأمرة إيران، والتحدي الأخيرة أن تثبت لنا بموضوعية بعيدة عن العاطفية بأن أبطال جيش المهدي في الجنوب يدينون بالولاء أو أقل إحترام لمقتدى الصدر.

أنني أستغرب كثيراً كيف تكون مثقفاً ووطنياً معتدلاً ولا تدعي بأن د. أل مشعل الخزرجي هو الأسم المستعار للدكتور نوري المرادي.. ومع أني لم أشاهد د. المرادي إلا عبر شاشات التلفزة ولم ألتقي مطلقاً بالدكتور أل مشعل، ألا أنني أستطيع أن أفصل بينهما من خلال ما يكتبانه، فالمرادي معروفة للجميع من أبناء الجنوب العراقي الأصيل ماركسي التوجه، ومن خلال متابعتي لمقالات الخزرجي أستطيع الجزم بأنه أما من مدينة النور المساجد (الفلوجة) أو من جارتها الخالدية والإحتمال الأول أرجح ولا يخفى على أحد بأنه بعثي مقدام.. لكنني أعتب على كلا الشخصين مع أننب أكن الإحترام الكبير لهما، لأنهما من أعطى لمقالات محمد حسن المالكي حجماً أكبر من حجمها مرات ومرات، وأثنيا عليه وباركا على ما أتى به مع أن الطائفية والإنحيازية المقيته تفوح من كتابته..   

سيدي الفاضل الإعتراف بالخطأ فضيلة، عد إلى رشدك وأصلك الطيب وتبرأ مما كتبت وإبتعد عن الطائفية والعنصرية، وتذكر كم من بيوت الله حرقت بأمر من مقتدى الصدر وكم من طفل وكم من النساء والشيوخ والأبرياء قتلوا وعذبوا على يد مرتزقته، وحاول أن التميز عصابات مقتدى وأبطال الجنوب أحفاد عبد الواحد سكر وشعلان أبو الجون... وأعلم أن المقاومة في الجنوب وفي الوسط وفي الغرب من العراق هي مقاومة وطنية قومية أسلامية... لا ينكر هذه الحقيقة ألا ظالم أو مغرض أو منافق (وحاشك أن تكون كذلك).

أما عن الدعم الخارجي (لأبناء الطائفة السنية) فأقول (كلٌ يغني على ليلاه) أو الإناء بما فيه ينضح...

وعلى الرغم من أختلافي الكبير والجوهري مع الأخوة في تنظيم القاعدة فأنني أقول لك بأن الكلب الذي فيهم هو أشرف ممن باع نفسه وأرضه وعرضه لإمريكا وأولهم مقتدى.. أما عن حارث الضاري فأن وضع يده بيد أمريكا أسوة بمقتدى وأل حكيم والسيستاني وطارق الهاشمي وعدنان وووو فهو كلبهم وأرذلم، وأن لم يفعل فهذه حسنة له...

وفي الختام أرجو أن لا أكون قد أسأت التقدير وأن أكون قد تجاوزت حدودي، وتعبيراً عن حسن نيتي تقبل هديتي الموجودة على الرابط التالي... وأرجو من مقامكم الكريم أن تسمحوا للسيد محمد حسن المالكي بمشاهدة الهدية المتواضعة.

 

والنصر آت بأذن الله

والعراق باقٍ والإحتلال وكلابه إلى زوال..

وعاش العراق حراً موحداً والموت للعملاء وأسيادهم

 

 

 

 

شبكة المنصور

الجمعة / 24 / أب / 2007