بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

الشعبانيه ... انتفاضه شعبيه ام كارثه وطنيه ؟

 

 

شبكة المنصور

كاظم عبد الحسين عباس / اكاديمي عراقي

 

بعض من يؤرخون أو يوثقون لما حصل في صفحة الغدر والخيانة بدافع من ضمير وطني يصحو ربما للحظات يمتازون بقدر من الجبن والنفاق. ففي الوقت الذي يعترفون فيه بجرائم الغوغاء من الفرس وعبيدهم التي قامو بها تزامنا مع انسحاب القوات المسلحة العراقية البطلة من الكويت. ان هؤلاء يضيعون على ذواتهم فرصة الموضوعية والصدق المطلق وكأن ادخال حيثيات كاذبة وغير دقيقة هو المسلك الوحيد الذي يمنحهم الموضوعية. هذه اشارة سريعة لا أريد من وراءها الدخول في تفاصيل ما أراه خللا في كتابات هؤلاء الذين اشرت اليهم ولكنني سأركز هنا على ما رأيته بعيني واما شهدته بنفسي من خبر الظلالة المغمس بدم الابرياء وحرمة الوطن المستباحة ومحطات الخبث والعمالة والرذيلة، خبر ما يطلقون عليه اسم ( الانتفاضة الشيعية الشعبانية ) زورا وبهتانا وهي في واقع حالها سقوط اخلاقي بائس ومحاولة غادرة ودنيئة لتدمير العراق ثأرا للفرس وما لحقهم من عار بفعل قادسية العرب الثانية قادسية صدام المجيدة التي اوقفت المد الصفوي والتمدد الفارسي باتجاه العراق والامة العربية والذي اشتغلت لتحقيقه ايران الصفوية وعملائها من الدكاكين الطائفية والتنظيمات العميلة التي انتجتها وربتها دولة خميني الدجال لسنوات طويلة.

اذا افترضنا جدلا ولاغراض الحوار ليس الا ان ايران الخميني دولة اسلامية- شيعية وانها صادقة في شعارات دعم الاسلام والمسلمين التي رفعتها فان اول شرط يقتضيه هذا الافتراض هو ان يكون النظام الايراني صادقا ومخلصا في قبول فرص السلام التي اتفق عليها مع دولة العراق المنتصرة عليه في حرب استنزف فيها كل طاقاته وامكاناته البشرية والاقتصادية وهي كبيرة دون شك دون ان يتمكن من مسك شبر من ارض العراق ... وان منطق الحق والايمان بالله ورسوله وكل بواعث الاسلام واحكامه تفضي الى ان السلام قد صار هو طريق التعامل بين البلدين وان اي مسلم حقيقي مؤمن بالله ورسوله مثل صدام حسين رحمه الله يجب ان يعمل صادقا مؤمنا ضمن هذا الاطار وليس ضمن اطار اضمار السوء وتوقع الخبث والرذيلة، خاصة وان فرص العراق في المناورة امام حشد الحرب العالمية الثالثة الذي هيأت له اميركا الغاشمة كانت معدومة أو ضيقة جدا. وعلى هذا الاساس وضع الافتراض العراقي بان ايران ستكون على الاقل محايدة في العدوان الثلاثيني على العراق الا ان ايران استغلت وبشكل يسيء اليها اولا وينزع عنها بجدارة ادعاءاتها الاسلامية ويكشف دونما جدل انها دولة قومية بعيدة عن الاسلام استغلت وبشكل قذر الظرف العصيب الذي عاشه العراق وقواته المسلحة الباسلة بسبب الغدر الامريكي وما قامت به اميركا من قصف للقطعات العراقية المنسحبة بعد الاتفاق على وقف اطلاق النار وانسحابها باتجاه البصرة.

يمكن لاي قائد عسكري عراقي ان يكتب عن ما حصل بالبصرة وكيف قامت قطعان فيلق الغدر بالتداخل مع عامة الناس، لكي تضمن عدم رد الجيش والقوات المسلحة الاخرى وبمساعدات كبيرة من حراس الثورة الفرس والمخابرات الايرانية وعناصر حزب الدعوة العميل، وكيف قامت بالغدر بالجنود العراقيين وذبحهم بالخناجر والسكاكين لتستولي على ناقلاتهم ودباباتهم واسلحتهم. وسأركز على ما فعله الغوغاء ارباب الغدر والخيانة وبما بدا على انه صيغة موحدة ومتفق عليها لتدمير الناس والبنى التحتية للبلد:

اولا"_ القيام بمهاجمة السجون والمعتقلات ومراكز التسفيرات لاطلاق السجناء وهم عادة من عتاة القتلة والمجرمين ومقترفي الزنى بالمحرمات وتزويدهم بالسلاح للمشاركة في مهرجان القتل والتدمير. وقد حصل هذ    ا في جميع المحافظات التي امتدت اليها يد الخيانة والغدر.

ثانيا"_ مهاجمة مراكز الشرطة والامن والمحافظات مستغلين حالة الذهول والترقب التي كانت تعيشها الاجهزة بفعل ما حصل من غدر اميركا لقواتنا المنسحبة وعدم وجود العدد الكافي من الحراس لان العدد الاكبر من ابناء شعبنا كان قد لبس لباس المعركة الكبيرة للدفاع عن العراق ضد العدوان الثلاثيني. وقامت الغدر والموت الاسود بذبح كل من وجدته وتمكنت من الوصول اليه وخاصة عناصر البعث والقوى الامنية التي قاومت وببسالة المد المجوسي الملعون. ان ما يسمى بالمقابر الجماعية هي مقابر لاجساد طاهرة لابناء العراق سقطوا وهم يدافعون عن بلدهم ضد هذا الغزو المجوسي وهي في جلها لضباط وشرطة وامن وقيادات حزبية مختلفة قام الناس بدفنهم اكراما لهم اذ لم يكن من يستطيع القيام بغسلهم ودفنهم بالطريقة المعهودة بسبب الظروف التي خلقها الغوغاء.

ثالثا"_ احراق دوائر التجنيد وحرق سجلاتها وقتل منتسبيها والتمثيل بجثثهم فى عمل اجرامى خبيث لمداعبة والتناغم مع بعض الهاربين والمتخلفين عن خدمة العلم واستقطابهم فى مخطط اوحى لهم بالتخلص نهائيا من الحكومة والاجراءات القانونيه المترتبه على مخالفاتهم .

رابعا_ اتلاف واحراق سجلات اللدوائر العقاريه لفسح المجال امام الفرس واعوانهم للسيطرة على بيوت المواطنين واملاكهم العقاريه المختلفه وبساتينهم واراضيهم وكذلك المحال التجاريه. وكان جانب من هذه العمليه يستهدف اعادة سيطرة العجم على الحركه الاقتصادية والتجاريه واعادة الحال الى ما كان عليه قبل تسفير الطابور الخامس الفارسى ابان الحرب وكذلك محاولة استمالة اللصوص ونهازي الفرص لضمهم الى المغرر بهم من قصيرى النظر الذين اندفعوا مع الغوغاء اعتقادا منهم بان الدولة قد انهارت وان وضعا جديدا قد عادت فيه القوى الفارسيه للعب بمقدرات البلد .

خامسا_ مهاجمة دوائر المرور وقتل الشرطه والضباط الاداريين فيها واحراق سجلاتها لاهداف لاتبتعد عن ما ذكرناه اعلاه.

سادسا_ احراق جميع مقرات الحزب بعد ان يأس الغوغاء والخونه الغادرين من اضعاف مقاومة ابطال الحزب المدافعين عنها حيث استمرت مقاومة بعض المقرات فى كربلاء والنجف والمثنى مثلا لاكثر من اربعة ايام بلياليها ونفذت ذخيرة معظم هذه المقرات فقام القتله بذبح المتبقى من المجاهدين بالسيوف وتقطيع اجسادهم وخاصة الحساسة منها والتمثيل بجثثهم ومنع الناس من دفنها فكانت هذه الاجساد الشهيده على يد الغادرين قد تحولت الى شهود زور وبهتان لما اسموه المقابر الجماعيه. ونحن هنا نتحدى امريكا المحتله واعوانها  ان تفتح تحقيقا دوليا محايدا ونزيها للتعرف على ساكنى القبور الجماعيه وان يتم استدعاء الآلاف من عوائل وذوي العراقيين الذين تم قتلهم من قبل الفرس واعوانهم فى كارثة شعبان _ رمضان. ولكن هيهات ان ياتى المجرمون والكذابون والافاقون الى طريق سواء.

سابعا _  فى تصرف مسخ وحقير واجرامى محترف اريد منه اعطاء طابع دينى لجرائم ذبح ابناء العراق الشرفاء واخر طائفى مقيت قامت عصابات الاجرام الشعبانيه باتخاذ الجوامع والحسينيات ومراقد الائمه الاطهار مقرات لجلب الاسرى وذبحهم واعدامهم وهم شباب من الجنود المكلفين بالخدمه الالزاميه وموظفى دوله وبعثيين وغيرهم, فتحولت بيوت الله الى برك من دماء الابرياء الذين كانت جريمتهم الوحيده هى انتماءهم الى العراق والعروبه والاسلام الحقيقى وحيث كان من بين من تم اعدامهم العديد من رجال الدين وابناء عوائل معروفه بتدينها لانهم رفضوا التعاون فى مهرجان القتل والتدمير الشعبانى. وها نحن نرى الان حقيقة ميزان العدل الامريكى الذى يسوق رجال العراق الغيارى الى محاكم صوريه لانهم ساهموا بشكل او باخر فى الدفاع عن بلدهم ضد غزو الجراد المجوسى – الهولاكوي هذا ونضع تساؤلا مريرا امام ضمير العالم كله ... ماذا كان سيتصرف اهل لندن او باريس او نيكاراغوا او اهل مصر او امارة الشارقه لو حصل فى بلدانهم مثلما حصل فى الكوارث الشعبانيه؟ ألن تتناخى كل مكونات الحياة لمقاومة سيل الموت الاجرامى وغطرسة الثار الفارسى؟

ثامنا _ تم نهب وسرقة جميع مؤسسات الدوله فى جميع المحافظات التى وصلتها يد الخيانة والغدر. حيث سرق المخزون الغذائى من جميع المخازن وكانت عمليات النهب ونقل الموجودات تتهم بواسطة شاحنات باحجام وانواع محددة وبواسطة الخيول والحمير الى جانب ما تتمكن من حمله ظهور الاوباش.

تاسعا _  وفى مشهد يندى له جبين الانسان الذى يمتلك ضميرا حيا" وجدنا اجهزة الحاسوب والمكرسكوبات والاجهزه العلمية والطبية تبيعها نساء واطفال وشيوخ وشباب لايعرفون اسماءها ولا استخداماتها (وقد قامت العديد من الكليات والمعاهد والجامعات والمستشفيات باعادة شراءها فى مرحلة اعادة الاعمار من الذين قاموا بسرقتها او الذين اشتروها من الغوغاء على سبيل التجاره ؟؟؟). وفى هذا الاطار احرقت المدارس وكل محتوياتها وسرقت كراسى الطلبه واستخدمها بعض الاهالى حطبا للمواقد وافران الخبز البيتيه. واحرقت الكليات والجامعات والمعاهد مثل جامعة البصره ومعاهدها وجامعة الكوفة والمعاهد والكليات الاخرى المنتشره فى الوسط والجنوب. واحرقت المستشفيات وقتل العشرات من المرضى والجرحى والاطباء والكوادر الاداريه والحراس فيها .

عاشرا _ تمت مداهمة بيوت الضباط وموظفي الدولة والقيادات الحزبية وسرقة محتوياتها بما في ذلك المكتبات الشخصية التي تم بيعها في الشوارع واستخدمت نفائس كتب ومخطوطات لا تقدر بثمن من قبل البقالين وبائعي الخضروات. واغتصبت النساء من مَن لم تتح لهن فرصة الهرب بما فيهن بنات بيوت عذراوات يحملن قدرا غير يسير من طهر الملائكه.

حادى عشر – وفى فاجعة وطنية وقومية اضافيه لما فصلناه اعلاه تم احراق وتدمير المئات من الشركات الانتاجيه والمصانع الكبيره وقتل المئات من حراسها وموظفيها وعمالها ومهندسيها .

ومرة اخرى نسأل ضمير الامة كلها وكل الاخيار والشرفاء فى العالم ...اى حكومة فى الدنيا تقف مكتوفة الايدى ازاء هذه الافعال الاجراميه ولا تتحرك لاعادة الامن والاستقرار الى البلد وتقاتل المعتدين القادمين من وراء الحدود وادلاء الخيانه وارباب الغدر؟ ووفق اى منطق شرعى الاهى او وضعى يتم الان تسويق هذه الكارثه على انها انتفاضة شعبيه او شيعيه ويعدم الاحتلال وعملاءه رجالنا الشرفاء الذين قاتلوا هذا العدوان الصفوى الفارسى الحوزوى المجرم؟

وهل سالت ادارة المجرم بوش نفسها بماذا ستواجه التاريخ الذى لايرحم حين تحين ساعة الحساب؟

 لقد شاهدت بعينى ومعى الالاف بل الملايين من ابناء العراق هذه الاحداث الكارثيه حيث اجبرنى الظرف على الانتقال حينها بين محافظات النجف وبابل وكربلاء والقادسية, شاهدت بام عينى ممتلكات الوطن والشعب وهى تدمر وتحرق وتسلب وتنهب وتسرق ورايت بام عينى جثث الجنود والمدنيين بالمئات فى الشوارع والدوائر والتى تناخى الناس لدفنها فى مقابر جماعية وقد حصل كل هذا قبل ان تبداء القوات المسلحه باستعادة الامن والسيطره على هذه المحافظات . وللتاريخ, ليس الا , نقول ان الجهد العسكرى الوطنى المقابل لم ياخذ سوى ساعات فقط فى اغلب المحافظات وان المحافظه الوحيده التى قاتل الجيش عدة ايام لتطهيرها هى كربلاء التى حولها الغزاة الى عاصمة لاجرامهم وتحركاتهم. ولذلك فان من قتلوا خلال عمليات التطهير لاتتجاوز اعدادهم العشرات وان الجزء الاعظم من فيلق الغدر وعناصر الدعوه العميله وقوات الاسناد الفارسى قد انسحبت فى وقت محسوب الى الاراضى الايرانيه او الى الاراضى السعوديه بصيغة لاجئين تم نقلهم لاحقا الى ايران او الى معسكرات الارتزاق للاعداد لمرحلة الغزو اللاحقه .

والموضوعية تقتضى ايضا ان نشير الى ان بضعة عشرات من المواطنين بدى وقد غرر بهم فى هذه الاحداث وقد تم العفو عنهم رغم ثبوت مشاركتهم الفعليه فى الاعمال العدوانيه ونهم عناصر تلعب الان ادوارا اماميه فى خدمة الاحتلال ؟؟؟.

  لقد حكم الظرف الاستثنائى بكل الابعاد والرؤى على ان يؤخذ الحزب فى معظم المحافظات على حين غره واصدرت القيادات البعثيه المناضله فى جميع هذه المحافظات أوامر بعدم اطلاق النار وذلك بسبب التداخل المقصود بين ابناء الشعب وبين عناصر الغدر او على افتراض ان الناس الموجوده فى الشارع هم من ابناء شعبنا ولايجوز التصدى لهم على اساس انهم يظهرون غضبهم على ما حصل من غدر امريكى لقطعاتنا المنسحبه. وقد شاهدت العشرات من مسلحى الحزب وقوى الامن وهم ينكسون اسلحتهم ولا يطلقون النار الا ان عناصر الغدر اغتالتهم وبوسائل يندى لها جبين الانسانيه. لقد عومل الاحسان والرحمة بما يناقضها من الحقد والكراهية المنفره. وقوبلت ردة الفعل الهادئه المتانيه الرافضه لايذاء ابناء شعبنا بما تم وصفه بدقة من قبل القيادة على انه اعمال غدر وخيانه .وعلينا هنا ايضا ان نؤكد على حقيقة املتها ظروف المواجهة مع جيوش العدوان الثلاثينى وهى ظروف الانقطاع التام او شبه التام لاعلام الدوله ولوسائل الاتصال الامر الذى جعل  ما يحصل فى البصره غير واضح المعالم ومغطى بكثير من التشويش وعدم الوضوح فى المحافظات المجاوره وهكذا وصولا الى حافات العاصمه من جهة المحموديه وحدود بعقوبه مع بغداد من جهة الشمال. ولم يدرك الناس الاّ لاحقا ان ماجرى هو غزو فارسى مجوسى وبدلالة عمالة عائلة الزنيم واعوانهم ممن احترفوا كراهية العراق وشعبه العربى الاصيل وحزب الدعوه الفارسيه وفيلق الغدر ومخابرات العجم وميليشياتهم .

لقد ارتدت عناصر الغدر ثياب مواطنين اعتيادين ومدت اذرعها لتحتضن جنودنا فى ذات اللحظه التى يقوم فيها عناصر اخرين بطعنهم فى ظهورهم وبهذه الطريقة الغادرة قتل المئات وتمت السيطره على اسلحتهم الخفيفه والمتوسطه. وانى اقترح واتمنى من اخوتى ضباط الجيش الابطال ان يقدموا وصفا ميدانيا تفصيليا لهذه الاعمال وسواها الكثير الكثير مما لايحتمل هذا المقال تفصيلاته .

ويحضرنى فى هذه المناسبه حديث متلفز ادلى به الخائن السفاح احمد الجلبى ضمن برنامج قدمته قناة الحره – عراق الامريكيه كبانوراما عن (بطولات الجلبى الخيانيه هو ومايدعى بالمؤتمر الوطنى العراقى الذى هو احدى تشكيلات المرتزقه وادلاء الخيانه) قال فيه بالحرف انه ذهب الى دمشق بعد (فشل الانتفاضه) والتقى بمحمد باقر الحكيم وعاتبه كثيرا عن الخطأ الفادح الذى وقعوا فيه لرفعهم صور خمينى فى المحافظات التى وقعت فيها جرائم الكارثه الشعبانيه حيث ان مثل هذا التصرف قد اثار حفيظة الامريكان مما يجعلهم يحجمون لاحقا عن دعم عناصر الخيانة المعارضه. واضاف بانه حرر وثيقة تعهد بعدم الارتماء بحضن ايران من قبل الزنيم واعوانه وذهب بها الى البيت الابيض والبنتاغون؟؟؟

فهل يدل هذا الاعتراف على انتفاضة شعب ام على حركة غزو صفوى فارسى اكدت عدوانيتها وعمالتها كل الاحداث التى حصلت فى بلدنا من لحظة الاحتلال الاسود وحتى هذه اللحظه؟

 ان الشعبانيه ببساطه تنفيذ حى لفلسفة خمينى فى تصدير الثوره الصفويه الفارسيه. وهى غدر ايرانى لبلد وشعب وقيادة استامنته تحت عهد الاسلام وكتاب الله واودعته العديد من ممتلكات العراق على انه مسلم قد جنح للسلم بحكم الله سبحانه وتعالى. والشعبانيه بفعل ما انجزته من دمار وتخريب وقتل ونهب وسلب قد مهدت الطريق الحقيقى لاضعاف العراق عسكريا واقتصاديا وصولا الى احتلاله بالتعاون مع الكاوبوى الامريكى الغبى الارعن .

وها هى اميركا تعيش تحت تاثير المكابره الغبيه وتحت طائلة من تاخذه العزة بالاثم فتتابع  اغتيال قادة العراق الابطال فى ذات الوقت الذى تئن فيه من وطأة التدخل الفارسى فى العراق والذى استثمر بقدر من الذكاء انجازات المقاومه العراقيه البطله فى انهاك اميركا واسقاطها فى مستنقعات الذل والعار ليتمادى فى تنفيذ مشروع الغزو والاستيطان الصفوى تحت عباءة الاحتلال الامريكى وبأدوات ايرانيه خالصه اسمها بدر والدعوه والمجلس الاعلى والتيار الصدري.

نحن واثقون تماما ان التأريخ لن يرحم وانه سيعلن عن نفسه في زمن منظور ليسمي الاشياء باسمائها وان ما يريده اذلاء اميركا من كل ما فعلوه من تآمر واجرام بحق الوطن والشعب هو ليس مشروعا سياسيا ولا مشروعا دينيا أو مذهبيا بل هو مشروع تمدد صفوي فارسي قادته وتقوده من عشرات السنين حوزة النجف وعوائل المعممين من أولياء فارس هدفه الاستيلاء على السلطة اولا تحت غطاء مذهبي ومن ثم استخدام هذا الغطاء المذهبي لفرض الواقع الذي يجعل من ايران امبراطورية تلتهم العراق ودول الخليج كمرحلة اولى وهذا هو بالضبط مشروع خميني السياسي الفارسي وان هدف الغطاء المذهبي هو استثمار حب أهل البيت عليهم السلام للحصول على قاعدة من الناس تخدم هدف التوسع.

لقد كانت الجريمة الشعبانية كارثة مفجعة بحق الشعب والوطن وهي الاسفين الاخطر الذي دقته اميركا وعملاءها في خاصرة الوطن ليؤسس لارضية الاحتلال الغاشم ولكل ما نتج عنه ومعه من خراب وتدمير وعنف طائفي سياسي. وهي اكبر خطوة خطتها الاحزاب المعممة والمعممين باتجاه تنفيذ مهماتها العدائية المشينة لكل ما هو عراقي وعروبي شريف ومنضبط في خط سير بناء العراق الحديث المزدهر المتقدم ومن امام وخلف هذه القوى والاحزاب العميلة تقف مؤسسات الحوزة التي زرعت الحقد والضغينة وغذت تيارات العداء للدولة العراقية الحديثة من خلال التظليل والخداع والرياء والنفاق في جهدها للتأسيس للحظة التمدد الفارسي الصفوي الحاقد. فكانت الحوزة وأدواتها وبلا منازع عامل عدم استقرار للبلد وعضت كل يد وطنية حاولت الاقتراب منها لغرض منعها من الوقوف المشين بوجه حركة العراق الى امام.

ومرة اخرى نسأل كيف يستوي ان يتحالف هؤلاء الفرس من أمثال المالكي والجعفري والحكيم ومقتدى مع الاحتلال الامريكي، وكيف لهم ان يدعون الاسلام وهم يجعلون من النصارى واليهود اولياء لهم من اجل تقوية الوجود الفارسي في العراق وتنفيذ مخططات التفتيت الطائفي المقيتة؟  

لقد كفرت الحوزة كل من مسك زمام البلد من اهله سنيا كان أو شيعيا وكأن قدر العراقيين الذي لا مناص منه ان يكونوا مسلمين في حالة لبسوا العمامة أو مسحوا أحذية من لبس العمامة فقط، وحملت روح العداء سرا" وعلنا" حتى وصل بها الحال المزري البائس أن تقبل بالتعاون والتعايش مع الاحتلال الصهيوني الامريكي الفارسي للعراق وهو احتلال يهودي نصراني صليبي مجوسي، ودعمته بكل السبل والوسائل واستقتلت واستماتت للابقاء عليه وتنفيذ مآربه من أجل تكريس استيلاء عملاءها وازلامها على السلطة ... فكيف لنا ان نصدق بعد الآن ان هذه حوزة دينية مسلمة شيعية؟

    لقد كان دور الحوزة واحزابها العميلة موثقا بالصورة والصوت في الكارثة الشعبانية وكانت الرقم أو الجهة الرابعة والثلاثين في عداد دول الغزو ولكن فعلها الاجرامي والتدميري قد فاق كل ما استطاعت ان تدمره دول العدوان الثلاثة والثلاثين بفعل نهج الخيانة والغدر الذي انتهجته.

فعن اي عدالة وديمقراطية يتحدث الامريكان ويطرشون آذان الدنيا وهم لم يفعلوا سوى زواج متعة توالد عنه الموت والدمار والتهجير والاقصاء لما يقارب نصف سكان العراق لحد الآن. وطوبى لحكومة بوش الديمقراطية المدافعة عن حقوق الانسان اذ تحولت الى جلاد يحاكم صوريا رجال العراق الابطال ويعدمهم لارضاء النهج الفارسي الاستعماري، وان يتحول الى سمسار لكل رواد الفساد واللصوصية والقتلة.

هكذا تكون الشعبانية كارثة وليست انتفاضة. وعمل متآمر لاحتلال العراق وتدمير منجزاته.

ولترتفع أصوات كل الاحرار في العالم مطالبة بتحقيق دولي في كل ما جرى ويجري ليضع الامور في نصابها الصحيح، والاّ فأن المشروعية الوطنية والقانونية في كل دول العالم ستتحول أو قد تحولت فعلا ببنادق المارينز الى افعال مارقة وغير قانونية. ولن تستطيع دولة بعد الآن ان تحمي شعبها ونظامها.

عاش العراق حرا" عربيا" مسلما"

النصر ولا شيء غير النصر للمقاومة العراقية البطلة

وقفة عز واجلال لاسرانا المرابطين في محاكم الاحتلال وعملاءه

المجد والخلود للقائد الشهيد صدام حسين رحمه الله    

 

 

 

 

شبكة المنصور

الثلاثاء /  13 رمضان 1428 هـ  الموافق  25 / أيلول / 2007 م