بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

الاحزاب الطائفيه سلاح بيد الاحتلال

 

 

شبكة المنصور

كاظم عبد الحسين عباس / اكاديمي عراقي

 

    ترددت كثيرا قبل ان اشرع بتنفيذ فكرة هذا الموضوع ليتحول الى كلمات مقروءة بعد ان شاءت ارادة الله ان يحصل ما حصل فى بلدنا الغالى وجاءت اميركا (لتحرره) من حكم اهله وقيادتهم الوطنيه لتحوله الى ساحة مستباحه لجيوش الاحتلال واعوانهم. واتوسل باهلي الشرفاء ورجال الفكر وقادة الكلمه ان يتحملونى ولو على مضض حين ازعم اننى ذهلت بداء ان تكون احزاب تدعي اسلامويتها لافتة اميركا العراقيه لتسويغ الاحتلال ومنحه شرعية مزعومه دلالتها المعلنه معارضة حكمنا الوطني. ولذهولي هذا وجهين:

  الاول: انني كمواطن عراقى متعلم لم اكن لأصدق ان اميركا مستعده بعد تجربة افغانستان التى فرخت اسدا غرس انيابه ومزق الكثير من لحم وحشمة اميركا اسمه طالبان ان تتصرف بذات الغباء لتلد من احتلال العراق وتدميره نظاما اصوليا يوسع جغرافية ايران المتطلعه للثأر من العراق ولابتلاعه بواسطة احزاب وفكر عملت بجد ومثابره وحاربت من اجله بكل الاشكال المباشره وغير المباشره ودعمته كما لم تدعم دولة اخرى من قبل مثل هكذا مشروع لتحقيق حلم بناء الدوله الفارسيه العظمى تحت يافطه اسلاميه _ طائفيه .

  الثانى: اننى وبحكم ثقافتى وعقيدتى العروبية القوميه المسلمه وبحكم خبرتى بما افرزته حركات الاحزاب الطائفيه على الساحة العراقيه من عمليات عنف وتسليب للمواطنين الابرياء فى البصره وميسان وذى قار خصوصا وفى بغداد طيلة سنوات المواجهة التاريخية بين العراق وايران مضافا الى قتال ميليشياتها المعلن والسافر ضد العراق مع ايران وغير ذلك من العوامل التى جعلت المواطن العراقى والقوى الوطنيه العراقيه تتخذ موقفا حازما تجاه هذه الحركات التى جعلت من المذهب ستارا لواقعها الحقيقى البعيد عن الوطنيه والمتحالف تحالفا عضويا مع برنامج العداء الفارسى للعراق والامة العربيه, اقول رغم هذه الحقائق وغيرها الكثير الا اننى وجدت نفسى مرغما على التوجه نحو الاحتكام الى معطيات الواقع لارى مدى التطابق بين ما حملته من فكر ومن معلومات عن الطبيعه المعاديه للوطن العراقى لهذه الاحزاب وبين ما ستفعله وتمارسه هذه الاحزاب والقوى على ارض الواقع بعد ان قدمت الدليل الاول والاكثر وضوحا على تهافتها المفجع للوصول الى كراسى الحكم بحيث قبلت ان تدخل مع المحتل الغازى الى عراق سحقته ارضا وانسانا ترسانة الحرب لثلاثين دوله بكل آلتها وتقنياتها المتقدمه, بل والادهى من ذلك ان هذه الاحزاب (الاسلاميه_ الشيعيه) (والاسلاميه _ السنية) قد لعبت دور العراب لعملية الغزو ومارست عمليا دور الدليل والمعاون لقوات الاحتلال .

       وبعد ان خبرنا ما خبرناه وراينا ما رايناه من الفعل الاجرامى البغيض لهذه الاحزاب فاننا نجد انفسنا (مرغمين)على العودة الى تقييم حركة الثوره العربيه وطليعتها حزب البعث العربى الاشتراكى الذى وصف هذه الاحزاب بالعماله وبالتبعيه وبكونها ذات واقع عقائدى واجتماعى وسياسى يتسم ب:

1. الاتجاه العدائى للوطن الذى سيقوده الى التقسيم ذلك لان البناء التنظيمى والحياة الداخليه لهذه الاحزاب هو بناء تفتيتى لانها لاتحمل طموحات الا جزء من ابناء الوطن (هذا على افتراض انها تمثل كل هذا الجزء وهو افتراض يجافى الحقيقه والواقع)

2. ان هذه الاحزاب مرتبطه بجهات غير وطنيه فكرا وبناءا وتمويلا وان هذه الجهات هى بلدان ذات مساعي تمدديه استعماريه وذات طموحات معروفه باحتكامها الى فكرة البناء الامبراطوري.

3. ان هذه الاحزاب تتخذ من الاسلام الطائفى السياسى منهجا فكريا وهى بذلك تضع نفسها سلفا فى خانة التضاد والتقاطع مع احزاب اخرى تتخذ من اسلام بعناوين طائفية اخرى منهجا ووسيلة كسب وتوسع بين الناس الذين ينتمون الى الراى الفقهى الاخر .كم ان هذا التضاد هو من النوع الذى لايستطيع التوقف عند حدود الجدل الفكرى بل انه قد وصل اصلا الى نقطة التقاطع او التضاد العنيف المسلح

4. ان طبيعة التنافس الاجتهادي داخل الطائفة الواحده وتنافس المصالح الماليه المدمر (وخاصة عند معممى الشيعه) قد جعل من المستحيل ان يكون للطائفة الواحده حزبا واحدا يمثلها بل تعددت التنظيمات ومعها بالطبع قد تعددت الرؤى السياسيه ومعها تعددت فرص الخلاف الحتمى بل قُل فرص الاحتراب الحتمى.

    هل كانت هذه الرؤية السياسيه للبعث وهم وسراب ومجافاة للحقيقه واعتداء على حرية الفكر والتنوع السياسى  ودكتاتورية وقمع للراى الاخر؟

    ام كانت استشرافا بقدسية الالهام وفهم عميق وموضوعى لطبيعة هذه الاحزاب؟

    لقد اجابتنا احداث الاحتلال وما تلاه من تدمير منظم لبنية النسيج الاجتماعى العراقى  على يد هذه الاحزاب وتدمير مدبر ومنظم لجميع البنى التحتيه لولة العراق المعاصره التى بناها ابناء العراق الغيارى كلهم وبذلوا فى سبيل بناءها الغالى والنفيس. وان عملية التدمير الشامل لصناعة وتجارة وزراعة وعلم وتربية وبناء الوطن العراقى قد تم كله من اجل تحقيق جملة اهداف غير وطنيه فى اقل ما يقال عنها ومن بين ابرز ما يمكن ان نحدده هنا من بين هذه الاهداف هو الوصول الى اكبر قدر ممكن من تبشيع وشيطنة النظام الوطنى وربط كل ما انجزه شعبنا العظيم بدمه وعرقه وعلمه وامواله ضمن دائرة هذا التبشيع وتلكم الشيطنه .

    هدف تبشيع صورة الوطن الواحد الموحد ضمن مسلك وتوجه سياسى مدبر ومحاك حياكة مخابراتيه واضحه هدفه الوصول الى رسم خارطة جديده لايمكن لها ان تاخذ المدى الذى ارادته لها قوى الاحتلال الغاشم من صهاينة وفرس الاّ بتبشيع صورة الوطن الواحد الموحد ليصير عند ذاك هدف التقسيم تحت يافطة الفدراليه امرا مبررا ومسوغا والعياذ بالله.

    هذا من جانب ومن جانب اخر فان العمل تحت لافتة القضاء على ما اصطلح عليه النظام الدكتاتورى والذى يقصد به حصرا وتحديدا سرقة مشاعر الحب والوفاء التى حملها الملايين من ابناء شعبنا لقيادة العراق العظيمه التى حققت كل تلكم الانجازات التاريخيه العملاقه سواءا فى حقل البناء او فى حقل حماية الوطن. ان هذا الهدف هو ايضا من بين الاهداف التى رسمت بعنايه كبيره على الصعيدين الاستخبارى والاعلامى وكان للاحزاب الطائفيه باع فى التنفيذ الذى اوكله لها اسياد الكراسى التى جلست عليها.

  وحيث اننا عاصرنا تجربة بناء العراق الحديث التى قادها الحكم الوطنى بين عام 1970 وحتى يوم الاحتلال الاسود عام 2003  فاننا نتساءل عن مقدار الحقيقة والصدق فيما يثار من حديث غطى على مساحات واسعة من اذان العالم الا وهو موضوع (شلال الدم)الذى تدعى احزاب العماله الطائفيه من انها نزفته ابان حقبة الحكم الوطنى وعلى مدى ثلاثين عام.فا لحديث عن هذا الموضوع هو حديث يغلفه الكثير من الغموض والاسفاف والمزايده الرخيصه ولا يستند الى اى ثابت من الثوابت التى يمكن ان يؤسس عليها الا اللهم رغبة بعض هذه الاحزاب وراسمى سياساتها فى تبشيع صورة الحكم الوطنى العراقى وقيادته التاريخيه. نعم لقد تم اعدام عدد من عناصر هذه الاحزاب وعلى مدى الحكم الوطنى ممن مارسوا عمليات قتل وتخريب وخرق امنى فى البلد تماما كما حصل ويحصل فى اي بلد من بلدان العالم بما فيها اميركا وبريطانيا وايران وجزر القمر. وتم اعدام اعداد من هؤلاء  لقيامهم بادوار قذره وخيانية كطابور خامس فى سنوات الحرب فى مواجهة العدوان الفارسى. ولنفترض ان اعدادهم بالعشرات او بالمئات ... فلماذا تشرعن الاحزاب الطائفيه قتلها لمئات الالاف من ابناء شعبنا لكونهم بعثيون او من عناصر الجيش او الامن او المخابرات او لكونهم شيعه (روافض) او لكونهم سنة (نواصب)؟ ولماذا وكيف تشرعن هذه الاحزاب عمليات التهجير والاعتقالات العشوائيه واقتراف كل انواع الجرائم لحماية مكاسب حققتها تحت حراب المحتل الامريكى الغاشم وتجرم قيام الدولة العراقيه الوطنية بحماية امن الوطن والمواطنين؟

   او ليس هذا هو بالضبط ماحذر منه حزب البعث العربى الاشتراكى ووثقه فى ادبياته عن هذه القوى العميله ؟ اوَ ليس هذا بالضبط ما كنا نخشى حصوله فى بلدنا فى حالة تولى هذه القوى لزمام اى سلطة فى البلد؟

   ان من العبث والخطأ ان يعتقد كائن من يكون ان ما يحصل فى العراق من يوم الاحتلال الاسود والى هذه اللحظه هو امر عشوائى او وليد صدف غير حميده او تخبط لقوى لاتعرف كيف تحكم او كيف تدير شان البلاد. انه نتيجة طبيعة لروح البناء الطائفى لاحزاب الدعوة ومشتقاتها والمجلس الاعلى ومشتقاته من جهة والحزب الاسلامى العراقى من جهة اخرى وهو ما استشرفه البعث من سنوات طويله وحاول جاهدا ابعاد شبح حصوله وتمكن من ابعاد حصوله عمليا حتى تدخلت اميركا لتحققه مع عملاءها من هذه الاحزاب الطائفيه .

ماذا نريد ان نقول ؟

ان الفدراليه صياغة طائفية ونتاج عجز العماله الوقحه وهزيمتها التى منيت بها لسنوات على يد ابناء العراق الواحد الموحد. وهى خارطة طريق وبرنامج عمل مشترك وقعت ميثاقه الاحزاب الطائفيه مع الصهيونيه والامبرياليه والفارسيه الصفويه .

وان القتل على الهويه هو نتاج اعمال عقائديه شاذه وليدة لهذا الزواج غير المقدس بين كل اطراف العدوان على شعبنا وامتنا. ووسيلة لتحقيق هدف التقسيم وتسويغه .

    وان حرق العتبات المقدسة ومساجد وجوامع المسلمين فى العراق هو تماما ما قاتل العراق منذ عام 1980 وحتى يوم الاحتلال لمنع وقوعه .

وان وضع دستور يقسم ابناء العراق الواحد الى اطياف وكتل واثنيات ومذاهب واقليات واكثريات هو بعينه المؤامره او بالاحرى سلسلة المؤامرات التى تصدى لها العراقيون وقيادتهم التاريخيه الفذه وعلى مدى ثلاثين عاما .

وان سرقة ونهب ثروات العراق النفطيه والمعدنيه والطبيعيه هو ما وقف البعث وقيادته العبقرية بوجهة وها هو ذا يحصل وبطريقة ابشع وادهى حتى مما حذر منه البعث وقيادته العظيمه .

والان وبعد ان حصل كل ما حصل وبعد ان سالت دماء ابناء شعبنا انهارا اكبر مما توقعناه وحذرنا منه, وبعد ان رصد شعبنا بعيون مبصره وعقول متبصره وقارن بوعى يتصاعد الان بوتائر متسارعه ويشكل ظاهرة حياتيه لهذا الشعب المناضل ... يبقى السؤال الاخر وليس الاخير:

متى سينتفض شعبنا كله وليس فقط قوى الجهاد البطله لينهى هذه الماساة التى لم يشهد لها العالم مثيلا؟

نحن واثقون ان التجربه على مرارتها ودمويتها وبشاعة الاجرام الذى حصل فيها, كانت قد افرزت ردودا حاسمه على كل التساؤلات .

  لم يعد لحزب الدعوه العميل غطاء للقتل لان ماذبحه من ابناء شعبنا هو ملايين اضعاف عملاءه ومرتزقته الذين اعدمهم شعبنا لخيانتهم وتبعيتهم لبلاد فارس العدوانيه. وليس لهذا الحزب العميل من رصيد وطنى يزايد به فلقد كشفت سنوات الاحتلال البغيض انه مجرد حزب عميل لاهم له سوى الحصول على كرسى حكم يسرق من خلاله ارادة شعبنا العظيم ويحوله الى قطيع ذليل امام العنجهية الفارسيه الخرقاء ويسرق ثرواته وخيراته ليحولها الى حسابات بلاد فارس واميركا والغرب فضلا عن الانتقام والثار لايران وهزيمتها امام دولة العراق الوطنيه.

ولم يعد للمجلس الاعلى من بقايا شرف بعد ان كشف عن وجهه الفارسى وتنفيذه لحلقات العداء التقليدى الذى حملته المؤسسه المعممه لدولة العراق الوطنيه وادوارها المشبوهة التى نفذتها على مراحل منذ ان تاسس العراق المستقل خدمة للنهج الصفوى التوسعى الاستعمارى .

لقد برهنت سنوات الاحتلال ان الاحزاب الطائفيه كلها ان هى الا اداة بيد الاحتلال والصهيونية ومرهونة الارادة تحت عمائم حووزويو قم والنجف وهم كلهم فرس يعادون العراق وشعبه ويتربصون الفرص للايقاع به منذ سنوات طويله حتى جاءهم العون اليهودى الصهيونى الصليبى .

 وتحية لفكر البعث الاصيل الذى توقع فصدق وحلل فاصاب قلب الحقيقه ووقفة اجلال وتمجيد لسيد شهداء العصر صدام حسين الذى كان عين الامه وسيفها وعقلها الراجح والذى سيكون مال الجهاد والمجاهدين اولا واخرا .

عاش العراق العربى المسلم

والنصر ولاشئ سوى النصر للمقاومة العراقيه البطله

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاثنين /  12 رمضان 1428 هـ  الموافق  24 / أيلول / 2007 م