بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

فنانوا العراق يقاومون الاحتلال بالمسلسلات

 

 

شبكة المنصور

علي حسين الموسوي

 

امتازت الاعمال الدرامية والمسلسلات الكوميدية في رمضان هذا العام بقوة المواجهة والتصدي للاحتلالين الامريكي والايراني للعراق وفضح مشاريع التقسيم التي تعمد حكومة الاحتلال الرابعة الىتكريسها, وقد حفلت معظم الفضائيات العراقية بتنوع البرامج ذات المضامين النقدية المعبرة عن معاناة المواطن العراقي في ظل حكومة الاحتلال التي لم تجلب للعراق غير الخراب والتمزق والذل.

ويتابع العراقيون بشغف واعجاب العديد من هذه الاعمال ولاسيما على قناة الشرقية التي تميزت بالجراة والتصدي ومن ابرزها المسلسل الدرامي الرائع فوبيا بغداد الذي يعالج موضوعة اغتيال وملاحقة العلماء والمفكرين العراقيين من قبل عصابات الموساد الاسرائيلية واطلاعات الايرانية وان لم يشر المسلسل اليها بالاسم
وكذلك المسلسل الدرامي ( المواطن G ) الذي يتناول قلق العراقيين وانشغالهم في موضوع تغيير الجوازات وتعذر الحصول عليها في المنافي وكذلك مسلسل (قميص من حلك الذيب ) الذي يسلط الضوء على الاوضاع المزرية التي يعيشها العراق تحت وطأة الاحتلال وعملائه الذين نصبهم حكاما على العراق وهم ليسوا سوى ادوات تنفيذية لمشاريعه التخريبية والتقسيمية .

ويتابع العراقيون الشرقية ولاسيما برامجها الترفيهية والكوميدية وخاصة برنامج ( انباع الوطن ) وهو من تاليف الكاتب المبدع اسامة كامل الشرقي واخراج الفنان القدير اوس الشرقي حيث ينطوي على موقف سياسي واضح يدين الاحتلال وممارسات السلطات التي تاتمر بامره وهو برنامج كوميدي يثير الضحك ولكنه ضحك كالبكاء كما يقول المتنبي لانه يجسد المهازل التي يتعرض لها العراق منذ اكثر من اربع سنوات في ظل الاحتلال والحكومات المتعاقبة التي نصبها والتي لم تمنح الوطن الا المزيد من الخراب والويلات . وقد جسد هذا المسلسل الضخم بانتاجه ونصه واخراجه قدرة الفنان العراقي على تقديم اعلى المستويات الفنية بعد ان كانت حكرا على المخرجين المصريين وخاصة في برامج ( فوازير رمضان ) وقد يرى البعض من المتخلفين التقليديين ان البرنامج يتضمن الرقص والاغاني وهذا لايصح في رمضان وكأن رمضان هو الاخر ينبغي ان يكون للبكاء والعويل مثلما هي معظم الاشهر التي يكرسها البعض للبكاء واللطم والنواح كما يتابع العراقيون باعجاب وشغف الجزء الثاني من مسلسل ( الحكو مات ) الذي ترك اثرا بينا على الشارع العراقي حتى باتت اغانيه نغمات على موبايلات معظم شباب العراق كما ان جميع الشباب يحفظون اغانيه عن ظهر قلب ويقول معظم الشباب انه شخص فعلا الواقع العراقي في ظل الاحتلال.

ان برنامج الحكومات الذي كتبه اسامة الشرقي واخرجه اوس الشرقي تعبير واقعي عن احساس الشعب وتجسيد لمعاناة الملايين من العراقيين الذين نزحوا من بلادهم هربا من جور الاحتلال وممارسات عملائه الذين لاهم لهم سوى السلب والنهب وقتل الابرياء ففي المقدمة تقول الاغنية ( سوت هيجي بيكم كوندليزا .. ظل كل الشعب يبجي على فيزا ) وكذلك ( نايم هالشعب ياهو اليكعده ) وخليك نايم ياشعب .. موتوك موت من التعب .. دعبل ولك بيك انلعب ) هو دعوة لنهوض الشعب وتخلصه من السبات الذي يعتقد الكاتب ان الشعب سادر فيه وهنا نختلف مع الكاتب في هذه النقطة فالشعب لم يسكت وانما عبر عن مقاومته ورفضه للاحتلال وعملائه من خلال تبنيه واسناده للمقاومة العراقية الباسلة التي تذيق اليوم المحتلين مر الهوان وتكيل لهم الضربات الموجعة التي تقض مضاجعهم واذا كان لنا ان نحكم على نجاح هذه الاعمال فينبغي ان نرى كثافة الاقبال الشعبي العراقي عليها وكيف انها صارت الشغل الشاغل للناس واحاديثهم اليومية . فالف تحية للمبدعين العراقيين ممثلين ومخرجين ومؤلفين وعاملين واداريين وهم يواجهون في الغربة اقسى الظروف والملاحقة البوليسية من صنائع الاحتلال والف تحية للقناة التي تبنت هذه الاعمال الرائعة .

 

 

 

 

شبكة المنصور

الخميس /  8 رمضان 1428 هـ  الموافق  20 / أيلول / 2007 م