بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

نــعـــــــم
بوحدة المقاومة المسلحة ... نسقط مؤامرة تقسيم العراق

 

 

شبكة المنصور

ابو علي الياسري / النجف الاشرف

 

لقد شخصنا الأهداف الرئيسية لاحتلال العراق واسر نظامه الوطني الشرعي , بأنها مؤامرة كبيرة على الأمة العربية من خلال المشروع (الصهيوني ) القديم والخطير والذي بدأ بالعراق أولا ثم يمتد بتقسيم وتجزئة الدول العربية لتصبح بعد ذلك (دويلات) طائفية ضعيفة تسودها الفوضى  والفتنة والاقتتال الداخلي فيما بين قومياتها وطوائفها لتصبح بعد تجزئتها تابع ذليل وحقير( لاسامح الله ) في نظر هذا الكيان الوسخ  والموعودين به (اليهود)  باسم ( دولة إسرائيل الكبرى) .

إنها (الإستراتيجية الصهيونية) المعدة وفق مراحل (تكتيكية) متناسقة مترابطة ومتكاملة الخطط  منذ أن اتخذت القيادة العراقية قرار ( التأميم) الخالد عام ( 1972) ورفعها شعار ( نفط العرب للعرب ). هذه الإستراتيجية الصهيونية وضعت في حقلين الأول حقل ( التجارب ) والثاني حقل ( التنفيذ ) , ثم  تم مناقلة هذين الإستراتيجية من خانة  (الإستراتيجية الصهيونية) إلى أدواتها التنفيذية وباسم  (إستراتيجية الدول الكبرى الاستعمارية) ( أميركا وبريطانيا ) وحلفائهم في الغرب الذي تسيطر على أنظمتهم الرسمية وثرواتهم النفطية بشركاتهم الاحتكارية  الصهيونية العالمية , وكذلك ذيولها من الأنظمة العميلة العربية المتقوقعة والمحمية بها أنظمتها إقليميا ودوليا . ولهذا بدئت هذه الإستراتيجية بتنفيذ ذلك من خلال إحدى مراحلها التكتيكية والتي تعتبر إحدى  أدواتهم التنفيذية  في استغلال الأعلام الصهيوني والامبريالي والغربي وأعلام بعض الأنظمة العربية والإسلامية المنضوية تحت سيطرتها بالترويج  لها كإستراتيجية أميركية . إن الشيء المهم في هذه الإستراتيجية هو تقسيمها إلى عدة مراحل ( تكتيكية )  بحيث أصبح لكل مرحلة أداة تنفيذية  لكلا الحقلين أعلاه ( التجربة والتنفيذ ) وحسب توجيهات ( الصهيونية العالمية ) المتمثلة ( باللوبي الصهيوني ) للاستعانة بها من قبل الدول الكبرى الاستعمارية لأجل إكمال جميع ما تتطلبه كل مرحلة وبزمن محسوب ومحدود  لإحداث بعض التغيرات (السياسية والعسكرية والإعلامية والاقتصادية والاجتماعية والمعنوية والمادية ) ثم الانتقال لمرحلة جديدة ثانية مخطط لها أيضا وبعناية فائقة  وبدقة متناهية لتنفيذ ما تتطلبه  جميع العوامل التي ذكرت أعلاه .وهكذا يستمر العمل في إكمال جميع المراحل ( التكتيكية ) ,  ولغاية  إكمال المرحلة الأخيرة المرسومة ضمن ( إلاستراتيجية الكبرى) للدول الاستعمارية . ودليلنا على هذا ما نفذ من مراحل تكتيكية ضمن الإستراتيجية الأميركية البديلة للإستراتيجية الصهيونية ما بين قرار (التأميم  الخالد  وغزوا واحتلال  بغداد ) . إن الذي يجعلنا أن نثبت صحة تحليلاتنا أعلاه هو (سهر)  تلك الدول الاستعمارية الكبرى  ( ليلا ونهارا ) ولسنين عديدة وهم يستكملون جميع التحضيرات ورسم الخطط وتنفيذ المؤامرات المتعددة وما صاحبها  من ضغوط سياسية واقتصادية  دولية وعربية وإقليمية تخللتها الآلاف التهديدات وإعداد ( السيناريوهات) من اجل إدخال العراق في حروب إقليمية ودولية , الغاية منها إضعاف جيش العراق وشعبه .. وإلى أن انتهت بتنفيذ المراحل التكتيكية ما قبل الأخيرة في إصدار القرارات الجائرة في الحصارات الاقتصادية ثم تقسيم ارض وسماء العراق إلى خطوط ( شمال وجنوب ) كبداية أولى لمراحل (التجربة ) في تقسيم العراق ثم انتهت المرحلة بالتحول إلى مرحلة ( تكتيكات ) الخدع السياسية والإعلامية الكاذبة المملوءة بالاتهامات الباطلة خلال اتهام نظامه الوطني الشرعي بامتلاكه ( أسلحة الدمار وارتباطه بالقاعدة ) . جميع هذه المراحل التكتيكية المترابطة مع بعضها مهدت الطريق المناسب لتنفيذ الإستراتيجية ( الصهيواميركية ) في شن الحرب المدمرة ثم غزوا واحتلال العراق ثم ( اسر ) نظامه الشرعي , في زمن استغلت فيه الصهيونية العالمية  وجميع أدواتها المنفذة من الدولتين الاستعماريتين ( أميركا وبريطانيا ) التغيرات الدولية سواء كان بانهيار الاتحاد السوفيتي أو ازدواجية المعايير الدولية لبعض الدول التي كانت تقف مع العراق أو الأمة العربية إضافة إلى ضعف الموقف السياسي للمنظمة الدولية ( الأمم المتحدة) والمعروف عنها بأنها الأداة الأولى في تنفيذ كل ما تطلبه الصهيونية العالمية ناهيك عن  استسلام وخنوع وخضوع وتآمر الأغلبية من الأنظمة العربية . لو عدنا قليلا  إلى فلسطين وبعض دول المواجهة العربية وما رسم لها من  إستراتيجية صهيونية ونسال :- كيف نفذت الصهيونية إستراتيجية تقسيم الدولة الفلسطينية آنذاك ؟ ولماذا توقفت الإستراتيجية الصهيونية عن تقسيم دول المواجهة ؟ وما هو الجديد في إستراتيجية إسرائيل الجديدة بعد احتلال العراق ؟ وهل هناك فرق بين تقسيم فلسطين وتقسيم العراق والعكس صحيح ؟ . الجواب على السؤال الأول .. لتتذكر الأمة العربية  المؤتمر الصهيوني عام ( 1899) والذي اقر بان تكون ( فلسطين ) دولة يهودية , ولكن ومن بعد ( 16) سنة بدأت المرحلة الثانية في إعطاء الصهيونية الزخم إلا علامي والسياسي الدولي من اجل إحياء المؤتمر الصهيوني الأول  , فتم ذلك بدعمه وإظهاره  للعالم عندما اصدر ( بلفورد ) وزير الخارجية البريطانية وعده المشؤؤم ( وعد بلفور ) الذي أوصى واقر فيه لإقامة دولة يهودية في فلسطين عام ( 1917) . واثبت ذلك الدعم بالمساندة الدولية وبجميع نواحيها السياسية والإعلامية من خلال تحويل القضية الفلسطينية  إلى المرحلة الثالثة وبيد  الأداة التنفيذية الرئيسية بتحويلها إلى ( مجلس الامن ) الدولي , حيث تم  تهيئة كافة الأمور والمستلزمات بإصدار القرار الجائر بتقسيم ( فلسطين ) عام ( 1947 ) لثلاث مقاطعات ( يهودية وعربية وثالثة دولية والمعروفة بالقدس الشريفة ). هذه المراحل التكتيكية لإستراتيجية الصهيونية  تم تكريسها وأثبتها كأمر واقع  وأعطاها الشرعية هو اتفاقية ( كامب ديفيد ) ومؤتمر ( مدريد ) الذي سهل الأرضية لجميع المراحل التكتيكية ضمن استرتيجية صهيون الدولية . أما الجواب الثاني في أسباب توقف الصهيونية من عدم إكمال إستراتيجيتها في تقسيم الدول العربية المواجهة لإسرائيل( سوريا والسعودية ومصر ) فكان سببه العراق القوي بجيشه  وقيادته القوية بشعبها الذي لو سلكت إسرائيل في تنفيذ  هذه الإستراتيجية  لفشلت آنذاك والسبب هو وقوف العراق العربي  من خلال وضع جميع طاقاته وإمكانياته ( العسكرية والبشرية والمادية والاقتصادية والمعنوية ) وجعلها تحت تصرف الدول العربية المواجه للكيان الإسرائيلي مما جعل بإسرائيل أن توقف إستراتيجيتها هذه لغاية احتلال العراق  . أما جواب السؤال الثالث فان إسرائيل ومن بعد احتلال العراق وتدمير وحل جيشه العقائدي وبنياته التحتية وسرقة ثرواته النفطية وموارده المالية فإنها قد حققت(95%) من إستراتيجيتها تجاه الأمة العربية وخاصة دول المواجهة في تقسيمها المرسوم لها وضمن الإستراتيجية المقبلة باسم  الشرق أوسطية . ولم يبقى لنا إلا أن نجيب على ..  هل هناك فرق بين إستراتيجية إسرائيل في تقسيم فلسطين والعراق ؟ فأقول لايوجد فرق لان الإستراتيجية الصهيونية تجاه  الأمة العربية هي إستراتيجية ثابتة واحدة ألا وهي تجزئة الدول العربية إلى دويلات وإضعافها وجعلها تحت السيطرة الصهيونية وأدواتها التنفيذية من الدول الكبرى الاستعمارية لأجل ضمان امن واستقرار وإنشاء دولة إسرائيل الكبرى ..

لنعود إلى ما اتخذه مجلس ( الكونكرس ) الأميركي من تصويت على قانون  (غير ملزم) بخصوص تقسيم العراق إلى (ثلاث دويلات) عرقية طائفية . فأقول بان جميع التكتيكات التي طبقت عليه ضمن الإستراتيجية الأميركية ( الإستراتيجية الصهيونية ) هي نفس التكتيكات الخاصة ضمن الإستراتيجية الصهيونية التي طبقت على فلسطين العربية  . ولكن الشعب العراقي  مدرك ومتوقع  لهذا الموضوع منذ أن اصدر (مجلس الامن) قرار تقسيم العراق إلى خطوط شمال وجنوب في التسعينات , ويعلم الشعب العراقي جيدا  بان أميركا هي  الأداة المنفذة لإستراتيجية (بني صهيون) العالمية وان احتلالها للعراق هو  ليس من اجل سواد عيون الديمقراطية التي تبجحت بها الإدارة الأميركية ومن لف لفها  , وإنما من اجل امن وحماية وإنشاء دولة إسرائيل الكبرى وهذا معرف للشعب العراقي منذ التسعينات وكما ذكرتها أعلاه . ولكن كرس هذا التقسيم  بعد  الاحتلال الغازي عندما أصدرت الإدارة المحتلة الأميركية مرسوما جمهوريا بتعيين الحاكم المدني لسلطة الاحتلال الأميركي مجرم الحرب ( بول بريمر ) وتعينه لمجلس حكم طائفي تقسيمي للعراق لما له من دور رئيسي وأداة رئيسية ومهمة في إكمال هذه المرحلة من التقسيم النهائي للعراق .  وكذلك  منذ أن اقر الدستور اليهودي والذي وافق عليه جميع الكتل والأحزاب العميلة التي جاءت مع الاحتلال وبمساعدة أدواتها الساندة  لها من  الدول الإقليمية المجاورة للعراق والمتمثلة ب(إيران والكويت)  وبدليل  الطائفية التي ظهرت على الساحة العراقية وما تخللها من قتل على الهوية وتهجير قسري للعرب الاقحاح ذو الأصول العربية . إن  السبب الرئيسي  لتصويت الكونكرس على تقسيم العراق هو لفشل الإدارة الأميركية في جميع عملياتها السياسية منذ الاحتلال ولغاية هذا اليوم إضافة  إلى ذلك فداحة خسائرها العسكرية والبشرية والمادية مما جعل بالسناتور الأميركي الديمقراطي أن ينقذ القوات الأميركية من الورطة التي سقطوا بها جراء فعل  المقاومة العراقية . وللعلم أيضا ومن جانب التذكير  يجب أن يدركه كل عراقي نجيب وغيور على وطنه وشرفة  بان الغاية من التصويت ( الغير ملزم ) هو (لمعرفة الكونكرس وإدارته الإرهابية موقف الأحزاب والكتل السياسية العميلة التي جاءت مع الاحتلال والمتقوقعين تحت اسم ( البرلمان العميل ) , وكذلك لجس النبض لبعض الإطراف الإقليمية والدولية والعربية , وكذلك موقف الشخصيات التي منها تنادي بالتطبيق والمعروفة للشعب العراقي  بالحزبين الكرديين العميلين والائتلاف ألصفوي , وكذلك لشراء صمت الإطراف والشخصيات الإقليمية , والاهم من ذلك لتلطيف جو العلاقة ما بين العملاء في حكومات الاحتلال وبرلمانها العميل من بعض الكتل السياسية من خلال السماح لهم برفضه لكي يظهرون أمام العراقيين كوطنيين لأجل أن يكسبون القاعدة الجماهيرية . ولهذا السبب ندعوها العراقيين وبجميع قومياتهم وأقلياتهم وأديانهم وأبناء الأمة العربية وما بقي عليها من أنظمة وطنية عربية لإنقاذ العراق من هذه المؤامرة الخطيرة والذي بإنقاذه ينقذون أنفسهم وشعبهم دولهم من التقسيم الأتي لهم قريبا وليس بعيدا  , وهذا يكون  بالأفعال وليس بالأقوال من اجل دون تمرير هذا  التقسيم ( الصفيو أميركي ) .. ويتم هذا بإسقاط الاحتلال وجميع عملياته السياسية الغير شرعية وقراراته وقوانينه التي جاء بها المحتل الغازي , والاعتراف بالمقاومة واعتبارها الممثل الشرعي المسلح والوطني لأبناء العراق ودعمها اللامحدود محليا وعربيا ودوليا . وليكن هدفنا وكما أكده بيان ( حزب البعث العربي الاشتراكي ) انتهى وقت البحث والنقاش , وحان وقت الحسم واختيار الخنادق الحقيقية والعمل فورا لقيام وحدة فورية لجميع فصائل المقاومة العراقية والتخلي الكلي عن المهاترات والمشاجرات الأيدلوجية وان يكون وزن ومكان للمثقفين العرب بالتحرك وفضح المؤامرة .. وان  يضع كافة الشخصيات الوطنية والقومية والحركات التحررية وجميع فصائل المقاومة العراقية المسلحة ( الوطنية والقومية والإسلامية ) مسؤؤلية حماية ووحدة العراق هو من مسؤؤلية  ( هيئة الأمم المتحدة ) ..

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاثنين /  19 رمضان 1428 هـ  الموافق  01 / تشــريــن الاول / 2007 م