بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

المقاومة الوطنية ...والجبهة الوطنية والقومية والإسلامية

 

 

شبكة المنصور

ابو علي الياسري / النجف الاشرف

 

خلال تصفحنا للشبكات الإخبارية الوطنية ( البصرة والرافدين والكادر والمنصور ) لاحظنا البعض من أساتذتنا الإخوة الكتاب منهم  من يهنئ والأخر  ينتقد والأخر في ترقب بأمل  . وبعد يوم ( 23 /تموز 2007 ) لفت الانتباه  خلال نشر عدة مقالات  وبعناوين مهمة حول الجبهة (الوطنية والقومية والإسلامية)  وبعدة محاور منها (تعقيب) وأخرى (انتقاد) وبعضها (بيان رأي)  وما يتمناه الإخوة الكتاب من أمنيات تخدم المقاومة وتحرير الوطن المحتل  . الشيء الذي لفت انتباه  الكثير من القراء والمهتمين بموضوع الجبهة وحتى المراقبين السياسيين الوطنيين هو الحرص الثابت لجميع من (كتب وانتقد وعلق أو عقب أو أبدى رأيه) من الأساتذة الكتاب إضافة إلى المناشدة التي جاءت بنداء شبكة ( البصرة)  على أهمية ( المقاومة الوطنية) ودورها الرئيسي والشرعي في الجبهة  .. أي إن ما كتب لجميع الأساتذة الكتاب هو لهدف واحد في المعنى  ولما يبتغونه من هذه الجبهة سواء كان في  غايتها أو هدفها وما سيكون لها من بعد اتفاق المتحالفين تحت مظلتها  من وزن سياسي كبير على الساحتين العراقية العربية والدولية وما لها من دور مهم  تجاه الاحتلال من اجل تحرير العراق وشعبه  . فقد كتب الأستاذ الفاضل ( صلاح المختار ) وبعنوان ( البعث : ملاحظات مبدئية سريعة )والمنشورة في الشبكات الوطنية أعلاه بتاريخ ( 24 /تموز /2007) وعقبت (شبكة البصرة ) (بنداء عاجل إلى الإطراف المعنية بمؤتمر دمشق حول الجبهة ) والتي نشرت بتاريخ ( 23 تموز 2007 ) ثم عقب الأستاذ (الرفيق البشير) بعنوانين الأول ( المقاومة نهج البعث في العمل الجبهوي ) والثاني (المسار الجبهوي الصحيح في منظور البعث ) والمنشورتين في الشبكات أعلاه بتاريخ ( 23 /تموز 2007 ). ثم عقب على هذا الموضوع الأستاذ ( سعد داؤد قرياقوز ) بمقالة بعنوان  ( ملاحظات في موضوع الجبهة الوطنية القومية الإسلامية )  والمنشورة أيضا في الشبكات أعلاه . الملاحظ على ما تناوله أساتذتنا أعلاه  نرى عناوين مهمة بمقدمات واضحة وبمتون صريحة وخاتمة وطنية صادقة تعبر عن صفاء النية في مطالبتهم بالحق الشرعي للبعث ومقاومته الوطنية المؤمنة بالنضال والكفاح المسلح ضد الاستعمار والاحتلال لما للبعث من مواقف  معروفة عبر تاريخه النضالي الوطني والقومي  منذ نشأته ولغاية اليوم في مناصرة وإسناد الشعوب وحركاتها التحررية, والمؤمن إيمان كامل ويقين بالتحالفات مع القوى والأحزاب والحركات الوطنية والقومية والإسلامية من اجل تحرير الوطن  ثم السيطرة على المحن التي جاء بها المحتل الغازي وعملائه الخونة . ولهذا السبب توصلت إلى نتيجة من خلال قراءتي لمقالات الإخوة إضافة إلى ما سمعته من شرح مختصر لأحد الإخوة الحضور في المؤتمر الذي عقد في ( دمشق )  وما تخلل ودار به من نقاش ومداولات وتحفظات البعض وخاصة من الذين حضروا كممثلي الأحزاب والحركات والتجمعات السياسية الوطنية المناهضة للاحتلالين الصليبي والصفوي .

لنسال بعض الأسئلة التي هي ليست غريبة على كل من له تجربة في التحالفات الجبهوية من الذين عملوا في السلك السياسي والمخضرمين في التحالفات منذ إعلان الدولة العراقية ولغاية احتلال وغزو بغداد الرشيد .. وليس للذين هم  أظلال وخدام  السياسيين و الظاهرين بعد الاحتلال نتيجة لظهورهم عدة مرات على الفضائيات أواصحاب صور بوسترات (المحبرة البنفسجية) أو من خلال تجمعاتهم الوهمية لخداع البعض من أبناء شعبنا الصابر والواعي لخدع هؤلاء تجار السياسة الوهميين والجدد على السياسة الديمقراطية الجديدة من أصحاب ذوي المهن الحرة في تصنيع  مصانع (الدمى الخاصة بأشباه السياسيين والأحزاب والحركات الجديدة في عهد الديمقراطية النموذجية بالعراق والأوسطية الأميركية في المنطقة العربية ) والمعروفين للداني والقاصي بأوراق عملهم وبرنامج أحزابهم  السياسية الجديد والمستنسخة من أوراق عمل وبرنامج  أحزاب أخرى ولكن معدلة بفقرة أو فقرتين وطنية لكسب الجماهير  ( مع الاحترام والتقدير للأحزاب الوطنية المعروفة عبر تاريخها النضالي وليس الكتل  والأحزاب والحركات التي ظهرت أثناء الاحتلال ) :-

1.     ما المقصود بالجبهة ( الوطنية والقومية والإسلامية) ؟  وكيف يتم العمل ضمن مظلة النظام الجبهوي ؟ وما هي الأسباب التي تؤدي إلى تشكيل النظام الجبهوي ؟

الجواب على الشطر الأول :- المقصود بالجبهة ( الوطنية والقومية والإسلامية ) هو تحالف جميع ألأحزاب والحركات والتجمعات والشخصيات السياسية  المعروفة والتي تقاوم الاحتلال في الميدان للمنازلة الشريفة إضافة إلى ذلك مقاومتها السياسية وعلى جميع الجبهات ( الإعلامية والدينية والاجتماعية والاقتصادية و..و..الخ ) في زمن احتلال الوطن وانتهاك حرمته وسيادته وشرف شعبه وسرقة ثرواته وتغير هويته  وتجزئته إلى فيدرالية طائفية وأخرى انفصالية . هذه الأحزاب والحركات والتجمعات السياسية (الوطنية والقومية والإسلامية) مؤمنة بالنضال والكفاح المسلح يجعل بها  تفتش عن مظلة كبيرة لتحميها وتحمي جماهير شعبها المناضل وتسندها لأجل أن تصبح الوزن الثقيل في أي حضور دولي وعربي يلاءم متطلبات الجماهير المناهضة للاحتلال وكذلك ليتسنى لهذه الجبهة العريضة والواسعة على  القدرة العالية في الضغط على مقدرات وقرارات العدو وحكوماته التي شكلها المحتل بفعل خدمتها وعمالتها له والتي هي  في نظر القانون الدولي حكومة احتلال (غير شرعية) إضافة إلى ذلك  يعجل  بالجبهة أن تكسب ثقة الأنظمة الدولية والرأي العام الدولي والعربي والمحلي المناهض للحروب والاحتلالات الغير شرعية بسبب مكانتها وثقلها ووقارها على جميع  المستويات المحلية والعربية والدولية .

أما الجواب على الشطر الثاني :- فيكون العمل ضمن النظام ألتعددي الديمقراطي بمشاركة جميع الحركات والأحزاب والتجمعات وحتى الشخصيات السياسية المعروفة لتكون السد المنيع والجدار الفولاذي لأي (خرق أو مجاملة أو تسييس أو استسلام) لإغراض معروفة للجميع سواء كانت  مادية أو نفعية وبما يخدم أهداف ومصالح وإستراتيجية العدو المحتل وأعوانه من العملاء الخونة . وهذا التحالف يكون (برنامج جبهوي) موحد يقاضيه (نظام داخلي) وبعيدا عن التشنجات والمهاترات والتحايل والخدع السياسية والثارات من اجل كسب الأطماع (السلطوية) بالرغم من اختلاف الأفكار لجميع المتحالفين التي تتقاطع مع أفكار الأحزاب الأخرى والمعلنة عبر برنامجها السياسي . وكذلك يجب أن يكون عمل نظام الجبهة ضمن (إستراتيجية) واحدة تجمع وتقرب جميع  الأفكار المتحالفة بالرغم من اختلافات الفكرية وكما ذكرناها لأجل تحقيق الهدف الكبير لهذه الجبهة والتي ستؤدي إلى كسب ثقة الجماهير العراقية المناهضة للاحتلالين الأميركي والصفوي .

أما جواب على الشطر الثالث :- عن الأسباب التي تؤدي إلى تشكيل الجبهة  فجميع الأحزاب والحركات السياسية عبر نضالاتها السابقة ومن خلال تجاربها التي خاضتها في العهود السابقة وخاصة في الحكم (الوطني الشرعي) وما نسمعه من  أعلام الدول الأوربية والبعض من الدول العربية خلال  تجاربها السياسية  تلتجئ إلى تكوين الكتل والائتلافات ثم تتوحد فيما بينها وتنصهر ضمن جبهة سياسية واحدة وبما يلاءم تكتيكات تحالفها وضمن إستراتيجية واحدة . أذن السبب في تشكيل النظام الجبهوي  يكون بسببين :- (الأول) إما بسبب غزو عسكري واحتلال الوطن واستعماره استعمارا كاملا .. و(الثاني) يكون في الحالات الاعتيادية للدول التي لها سيادة واستقلال كامل ولها الحرية الكاملة بانتخاب ممثلي الشعب عن طريق الشعب وبالانتخابات الديمقراطية الحقيقية وليس ديمقراطية الدولة المحتلة التي تزور صناديق الانتخابات لصالح عملائها كما حدث في العراق المحتل والتي  أوصلت العملاء الذين جاءوا مع المحتل الأميركي وعلى الدبابات الغازية إلى دفات الحكم الغير شرعية والمتمثلة (بالرئاسة والبرلمان والحكومة الصفوية) .

المراقب لاجتماع دمشق  يلاحظ بان هناك خيوط مؤامرة تحاك من خلف الكواليس ابتداء من تكوين جبهة داخل العراق سنة ( 2005 ) وهذه مثار استغراب الكثير من الأحزاب وفصائل المقاومة الوطنية عن إلية تشكيل هذه الجبهة وتركيبتها السياسية بالرغم من حرص قواها السياسية والشخصيات التي تحت مسمياتها على الوحدة الوطنية وإدامة المقاومة ضد القوات المحتلة . ولكن إلغاء الاجتماع الذي سيعقد في دمشق بتاريخ  ( 23 تموز 2007 ) أحبط وكما وصفه احد الأساتذة الكتاب أمل الملايين من العراقيين الذين استبشروا خبر إعلان انبثاق الجبهة . وكان الإلغاء السبب الرئيسي للتخلي أو تحفظ البعض عن التحالف الجبهوي  القائم من أحزاب وحركات وشخصيات سياسية محسومة ولائها للوطن والمقاومة العراقية حيث فوجئ الوطنيون ببدلاء من عناصر معروفة بمواقفها الانتهازية والمعادية أصلا للمقاومة العراقية وبعيدين كل البعد عن المشروع الوطني .مما سيسبب في وجود هؤلاء (الانتهازيين) إلى خرق وكشف خطوط المقاومة ثم خنق قياداتها الجهادية ومن بعد ذلك السيطرة على قواعدها الجهادية من خلال إعطاءهم كافة المعلومات المهمة إلى القوات المحتلة أو حكومتها العميلة للإلقاء القبض عليهم ومن ثم إنجاح الإستراتيجية الأميركية . إضافة إلى أن هناك البعض من  أصحاب المبادرات (التسيسية الاستسلامية) من الذين جاءوا ودخلوا هذه الجبهة ليس من اجل خدمة العراق وتحريره وإنما من اجل خدمة  المشروع الأميركي والذي تتعارض مبادراتهم ( التسييسيه الاستسلامية النفعية ) مع مصلحة العراق والعراقيين . ولهذا السبب فوجئ الجميع من أن هناك مسرحية أعدت خلف الكواليس ومن بعض الجهات المشبوهة التي خرقت بعض الأحزاب والحركات السياسية الوطنية هدفها تعطيل أو تهميش العمل الجبهوي وتحويلها إلى (مصيدة)  لصيد قيادات الأحزاب (الوطنية والقومية والإسلامية) المناهضة للاحتلالين الأميركي والصفوي وتحويل (المقاومة العراقية) وكما وصفت من قبل نداء شبكة ( البصرة ) لخدمة أهداف تتناقض مع أهداف المقاومة العراقية .

لهذا السبب أضع أمام أنظار (التحالف الجبهوي الوطني القومي الإسلامي) هذه الملاحظات المهمة لدراستها من اجل إنجاح العمل الجبهوي والاستمرار في نضاله  وكفاحه المسلح من اجل تحرير العراق وشعبه من الاحتلال الغازي وعملائه الخونة الذين هم السبب الأول والأخير في تدميره وإبادة شعبه وسرقة خيراته ومن تلك :-

1.رفض أي تحالف سياسي يضر بمصلحة المشروع الوطني لتحرير العراق .

2. رفض أية مبادرة أو مشروع من أي حزب أو حركة أو شخص يخدم المحتل الغازي وحكومته العميلة الغير شرعية .

3.أن تدقق الأحزاب والحركات السياسية المنضوية تحت قبة الجبهة ( الوطنية والقومية والإسلامية ) نفسها من الاختراق لبعض العناصر الانتهازية المعادية التي ضربت مصالحها في العراق بعد الاحتلال وهربت إلى الخارج بسبب التهم التي نسبت إليها من سرقة ثروات الوطن إضافة لما قاموا به  من ادوار إجرامية في محاربة (المقاومة العراقية) والوطنيين عندما كانوا في حكومات الاحتلال الغير شرعية وبحجة الإرهاب .

4.رفض أي حزب أو حركة أو تجمع سياسي جاء مع (المحتل) أو (شكل)  بعد الاحتلال لإغراض تحقيق مكاسب سياسية ومادية وحرصا على اختراقها  من قبلهم  .

5.المقاومة الوطنية هي المشروع (السياسي والقتالي والإعلامي) وهي المخولة فقط في حالة إذعان العدو المحتل لشروطها ووفق برنامجها الاستراتيجي الشامل لتحرير العراق .

6.لامرجعية (وطنية سياسية) إلا بمرجعية المقاومة الوطنية العراقية الباسلة .

7. رفض جميع العناصر (المشبوهة والعميلة) التي ساهمت في شن الحرب والاحتلال والذين شرعنوا الاحتلال بسبب اشتراكهم في (العملية السياسية) (الغير شرعية) ثم استقيلوا أو هربوا من حيث جاءوا تحسبا من تكليفهم وخصوصا من قبل  (المخابرات الأميركية) لخرق جميع فصائل المقاومة العراقية ( الوطنية والقومية والإسلامية ) . وفي الختام أتمنى من الله ( عزوجل ) أن يكلل جهود الخيرين الوطنيين والقومين والاسلامين بالخير  ويمد العون لهم  ولجميع الشرفاء الغيارى رجال (المقاومة العراقية الباسلة) وبجميع فصائلها (الوطنية والقومية والإسلامية)  والله في عون الجميع  .

 

 

 

 

شبكة المنصور

الثلاثاء / 31 / تمــوز / 2007