شبكة ذي قار
عـاجـل










الطالبة (عبير) مظلومة بامتياز

فاطمة حسين

 

الحرية الشخصية تشعر الفرد بأهمية دوره، واكتمال إنسانيته، ويعتبر اختيار الإنسان لمأكله، ومشربه وملبسه، ومكان عمله، من أبسط مظاهر الحرية التي تمتد إلى حرية الفكر والتعبير عن الرأي، والحق في الاختلاف وغيرها من صور وأشكال الحريات العامة والخاصة، ومن هذا المنطلق اعتقدت الطالبة عبير طارق/ رابع مختبرات في كلية الرافدين، الذي كان يوم الخميس ٧/ آذار يوم حفل تخرجها الذي هو أجمل مناسبة لها ولأمها التي عانت ما عانت لكي تتخرج لأنها يتيمة الأب الذي استشهد بحوادث الإرهاب التي طالت العراق، فسعادة التخرج لا يعادلها سعادة في الدنيا، لأنه من أبرز النجاحات التي يحققها الإنسان في بداية حياته، وهذا يدفعه نحو التعبير عن سعادته وابتهاجه، وهي تحلم أنها تلبس روب التخرج وتسمع أصوات تصفيق من حولها وترى دموع الفرح في عيون والدتها، هذه اللحظات التي تنتظرها هي وأمها وتتمنى لو أن والدها موجود في لحظات التخرج، واعتقدت أنها تعيش في بلد ديمقراطي ومن حقها ترتدي ما ترغب في حفل تخرجها فوضعت صورة القائد الشهيد صدام حسين رحمه الله على قبعة التخرج، وخرجت من البيت يملأها الفرح والأمل بمستقبل حالم، لم تعرف ماذا يخبئ لها القدر، وأثناء التقاط صور التخرج صدمت عبير لما حصل وكأنما هي قامت بجريمة شنعاء، تم تسليمها الأمر الإداري بتوقيع عميد الكلية، بنص فصل الطالبة (عبير طارق علوان) وذلك لمخالفتها تعليمات وضوابط الحرم الجامعي، علماً بأنها لم تخالف التعليمات، وهذا الأمر يقع ضمن حريتها الشخصية، لكن العميد واللجنة واقعيين تحت ضغط الأوامر الداخلية والخارجية من الجارة المتحكمة بالعراق (إيران).

وبعد ذلك عدل القرار إلى ترقين (شطب) قيد الطالبة مثلما يرقن قيد المتوفى، هل يوجد ظلم أكثر من هذا الظلم؟ وفي الوقت نفسه يرفع بعض الطلاب صور خامنئي وسليماني، ولا أحد يقول لهم شيئاً، إذن لماذا ازدواجية المعايير في التعامل، وعلق مدير أمن الحشد عن حمل صورة المرشد الإيراني والضابط الإيراني قاسم سليماني بما يلي: (خامنئي إمامنا، وسليماني قائدنا) ...

والقائد الذي حكم العراق أكثر من ثلاث عقود ودفع حياته ثمناً لذلك يمنع رفع صورته أو الحديث عنه، هل يوجد أكثر من هذا الظلم والاستبداد والجور، ومجاوزة الحدود وغياب العدالة.

يا ابن شياع إن الظلم عواقبه وخيمة قال الله تعالى: "ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون".

وقال سيدنا علي (رضي الله عنه): "يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم".

إن ظلم الناس من موجبات غضب الله تعالى وسخطه، فهو الذي حرم الظلم على نفسه وتوعد الظالمين شر وعيد، عبير ظلمت وأنت تدعي أنك مع أبناء الشعب، ارفع عنها الظلم إن كنت حقاً مع أبناء الشعب، وأعد لها حقها ولا تستمروا بالظلم. تعود أبناء شعبنا رؤية الظلم أمام أعينهم وفي حياتهم اليومية حتى أصبح الظلم شيئاً عادياً.

إنك تتحمل مسؤولية تفشي الظلم، والطالبة (عبير) مظلومة ورفع الظلم عنها مهمتكم إن كنت حقاً تحمل اسم منصبك.






الاربعاء ١٠ رمضــان ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / أذار / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب فاطمة حسين نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة