شبكة ذي قار
عـاجـل










هل أدرك النظام العربي الرسمي سوء فعله السياسي؟  - الحلقة الثانية

 

زامل عبد

 

الأيديولوجيا حاجة بشرية لكل عمل ، فكل عمل يحتاج لفلسفة تقنع الفرد الممارس له ، ثم بمقدار نفوذه وعلاقاته يحاول أن يشرحه لغيره  ،  حتى يجعله عقيدة عامة فكان البعث الخالد بشعاره - امة عربية واحدة ... ذات رسالة خالدة  -  واهداف مترابطة ترابطا جدليا يعطي الاجابة الوافية لكيفية معالجة الواقع العربي المفروض بإرادة قوى الاستعمار والاستغلال والولاء خارج حدود الوطن العربي ،  ولنضج افكار التحرر التي طرحها الفتية المؤمنة في مفهوم الثورة العربية ثمرة الحاجات المغيبة وثمرة لخير وتحرير فلسطين  من البحر الى النهر ولم يتاجر بها أحد ، وقد اشير في البحث المعد من السيد حسن خليل غريب تحت عنوان { هل يتعامل العرب مع اللحظة التاريخية الراهنة ؟ لماذا؟ ومتى؟ وكيف؟} المنشور من قبل مكتب الثقافة والاعلام القومي في السبت 14 شعبــان 1445 هـ  الموافق  24  شبــاط  2024 م  الى ذلك بالاتي ((  تأكد لنا أنه طوال أكثر من ثلاثة أرباع القرن ، ورغم كل المخاضات الكبيرة والتضحيات الجسيمة التي بذلتها الأمة العربية في سبيل القضية ، بجيوشها النظامية وبمقاومتها الشعبية المسلحة ، الا أنها لم تحرز ولو قسطاً ضئيلاً من أهداف التحرير ، لا بل تحولت تلك القضية ، الى واجهة للمزايدة وغطاء لإضفاء شرعية على ما هو غير شرعي من قبل بعض الاطراف العربية وغير العربية، او إلى كرة تتقاذفها مصالح الخارج وأهوائه، إلى أن أُسِرت في قفص اتفاقية أوسلو في سنة 1993، وتُركت لقمة سائغة للكيان الصهيوني لكي يفصِّل لها الثوب الذي عليها أن تلبسه، وتقديم لقمة الخبز التي عليها أن تشبع منها،  على قلتها وتقنينها ، وبسبب ما شهده الوطن العربي من تحديات جسيمة نتجت عنها حروب وصراعات شغلت اهتمام الانظمة كما حركة التحرر العربية، كاد غبار النسيان على هشاشته أن يطمس معالم هذه القضية، لولا أن كانت تعيدها إلى الحياة دائما سلسلة الانتفاضات الفلسطينية التي لم تنقطع ، وفي المرحلة السابقة بعد حدوث انشقاق الصف الفلسطيني باستلام حركة حماس السلطة في قطاع غزة، كان هذا الاستلام ولفترة طويلة مسكوت عنه من قبل الكيان الصهيوني ، ربما من أجل إضعاف القضية بشرذمة القوى الفلسطينية بين الضفة والقطاع. وإن كانت اللحظات والوقائع التاريخية سجنت القضية في مساحة اتفاقية أوسلو الجغرافية الضيقة، فمن رحم أوسلو من جهة، والمتغيرات الدولية من جهة اخرى وُلدت تجربة جديدة ، وظروف جديدة ربما تشكل لحظة تاريخية )) وتعالى خطاب الحرية والكرامة والديمقراطية ، ربما لأن هذا الخطاب الشمولي يخدم الخصوصيات الأيديولوجية الفرعية الذين خرجوا من شتى الأطياف كان لكل منهم قضيته ولكل أيديولوجيته الخاصة ، غير أنه كانت لهم قضية واحدة جامعة فاستطاعوا تأخير الخلافات وتقديم الأولويات والأولوية في المجتمع العربي مواجهة السم الذي يسري في القلوب والعقول والاقتصاد والسياسة والكرامة وهو { الاستبداد } المتجسد بالنظام العربي الرسمي الذي سلط على رقاب الجماهير العربية  وبدون اختيارهم.

 

يتبع بالحلقة الثالثة






السبت ٢٨ شعبــان ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / أذار / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة