شبكة ذي قار
عـاجـل










إعلان ميثاق الوحدة الثلاثية بين العراق وسوريا ومصر

د. ياسين شاكر العبد الله

 

عندما نستذكر باعتزاز الذكرى الحادية والستين لثورة ٨ / شباط / ١٩٦٣ عروس الثورات، التي قادها  وفجرها حزب البعث العربي الاشتراكي واسقط نظام الدكتاتورية والفردية لعبد الكريم قاسم الذي كمم الأفواه واستخدم سياسة البطش بحق الحركات القومية وعلى رأسها حزب البعث العربي الاشتراكي ، وقام بإعدام الضباط القوميين الاحرار ، وفتح الأبواب أمام المد الشيوعي الشعوبي وميليشياته ليكون العراق مسلوب الإرادة والسيادة والكرامة أمام القوى الدولية الطامعة .

 علينا بهذه المناسبة العزيزة على قلوب أبناء العراق  والأمة العربية أن نقف بإجلال وتقدير إلى الموقف القومي الذي سارع إليه الحزب وبعد قيام ثورتي ٨ / شباط في العراق  و٨ آذار /١٩٦٣ في القطر العربي السوري إلى احياء وقيام الوحدة الثلاثية من خلال ميثاق ١٧ نيسان/ ١٩٦٣ ، بين العراق وسوريا ومصر ، وأن هذا الإنجاز يعد في وقته تجسيداً لمبادئ البعث الذي تجسد في شعاره المعروف والدائم " أمة عربية واحدة .... ذات رسالة خالدة " والذي جسدته مبادئه العظيمة التي أقرها في مؤتمره التأسيسي الأول في السابع من نيسان /١٩٤٧ في مقهى الرشيد الصيفي في العاصمة السورية دمشق، وهي الوحدة والحرية والاشتراكية، كما أن دستور الحزب أشار إلى هذه الحقيقة وأكد: (إن العرب أمة واحدة لها الحق في أن تحيا في دولة واحدة وأن الاستعمار وما يمت إليه هو عمل إجرامي، وعلى العرب أن يقاوموه في كل زمان ومكان).

لقد أعطى البعث أرجحية لمبدأ الوحدة واعتبرها الضمانة الأساسية والمهمة لنجاح وتطبيق أية خطوات جدية على طريق المبدأين الآخرين وهما الحرية والاشتراكية، فبدون الوحدة يبقى الوطن العربي مسلوب الإرادة ومستهدفاً من قوى التوسع والأطماع الدولية وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا وفرنسا ودول الإقليم إيران الفارسية وتركيا، ولا ننسى في هذا المجال الدور الخطير للكيان الصهيوني بعد إيجاده على أرض فلسطين وبدعم وتخطيط واسناد تلك الدول في مايس من سنة ١٩٤٨.

 لقد كان ميثاق الوحدة الثلاثية الخطوة الأصح في الزمن الصحيح، لكن للأسف لم ترى هذه الخطوة ولادتها المعول عليها، لأسباب كانت معروفة في وقتها، فأعلن عبد الناصر انسحابه منها في خطابه في ذكرى ثورة يوليو ١٩٥٢ في تموز ١٩٦٣ أي بعد ثلاثة شهور من تا رخ إعلانها، وللتاريخ نقول إن البعث كان متمسكاً بقيامها مضحياً من أجلها، والدليل عندما اشترط عبد الناصر موافقته على قيام وحدة ٢٢ شباط ١٩٥٨ بين القطرين الشقيقين سورية ومصر وولادة الجمهورية العربية المتحدة، وعاصمتها القاهرة، وذلك بحل الأحزاب.

وافقت قيادة البعث بحل تنظيماتها في القطر العربي السوري ضمانة لنجاح الوحدة، واليوم وبعد احتلال العراق على يد أمريكا وبريطانيا وظهور إيران كمحتل آخر وتعدت في احتلالها ليكون احتلالاً استيطانياً فما أحوج أمة العرب وطلائعها القومية التقدمية للعمل الجدي والمنظم وتوحيد الصفوف لطرد كل المحتلين الأمريكان وإيران والكيان الصهيوني ، والأحزاب الطائفية العميلة من أرض الأمة، من العراق وفلسطين، ومن كل شبر دنسته أقدام المعتدي المحتل.

 تحية لثورة الثامن من شباط، وتحية لقادتها، وسيبقى البعث ورفاقه المناضلون حداة الوحدة والمضحين من أجلها.




الاحد ١ شعبــان ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / شبــاط / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. ياسين شاكر العبد الله نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة