ثورة شباط ١٩٦٣ حققت إرادة
الشعب
علي العبيدي
مع تقادم الزمن وتوالد الاحداث تتأكد الشرعية
الثورية كحل جذري لمعضلات بلادنا، فالثورة بمعناها الواسع الشامل العميق هي فعل
شعبي يتم عبر نخبة ثائرة لإنتاج واقع جديد مختلف عن الواقع المتسم بالركود والتخلف
ووهن الإنتاج بمختلف ميادين الحياة.
فلو
أخذنا وضع العراق الآن وبعد مرور قرابة إحدى وعشرين سنة على احتلاله وجمعنا كل
العاهات وكل أنواع العوق والأمراض التي صنعتها العملية الاحتلالية فإننا لن نجد
طريقاً لإنقاذ العراق غير الثورة. وعلى هذا فإن عروس الثورات كانت إرادة شعب،
وليست إرادة حزب فحسب.
ثورة
شباط ١٩٦٣ وضعت العراق وشعبه على مسارات اعمار وبناء وتنمية شاملة لتنقذه من واقع
مصاب بكل أنواع الشلل وفقر الدم.
يخطئ
من يظن أن الثورة كانت محض انقلاب لإيصال حزب البعث العربي الاشتراكي إلى السلطة
فالعالم الآن كله يعرف أن رجال ثورة رمضان ليسوا عشاق سلطة، إنهم معتنقو عقيدة
ورجال مبادئ وشرف، وجل همهم كان إخراج العراق وشعبه من شرنقة موت سريري إلى رحاب
حياة خلاقة إيجابية.
كانت
ثورة رمضان (عروس الثورات) ثورة وطنية قومية سطرت طموحاتها وخططها وبرنامجها
الثوري على خارطة العراق، كل العراق، وبدأت بتنفيذها فوراً مما أثار رعب الامبريالية
والصهيونية والقوى الرجعية.