شبكة ذي قار
عـاجـل










التضليل الإعلامي لما يسمى (محور الممانعة)

نبيل مرتضى

 

تحاول إيران تصدير نفسها على أنها المدافع الوحيد عن القضية الفلسطينية وقد خدمها في ذلك بالطبع الموقف العربي الهزيل حيث سارعت بعض الدول إلى التطبيع مع العدو الصهيوني بدون ان تحقق أي فأئده ملموسة بالنسبة لأصحاب الأرض الشرعيين ولم يكن هنالك مردود سياسي أو اقتصادي أو دبلوماسي وان الهدف الأساس من التطبيع هو الحصول على مباركه الولايات المتحدة لبقاء الحكام في مناصبهم.

إن شعار تحرير فلسطين بالنسبة للنخب الحاكمة موجهه للشعوب العربية والإسلامية وليست موجهه للداخل والدليل على ذلك ما نسمع هنا وهنالك شعارات مثل (لا غزه ولا لبنان نموت من أجل إيران )ويتعزز ذلك اذا ما علمنا ان المظاهرات المؤيدة لغزه لم تكن حاشده مقارنه بتلك التي جابت عواصم دول العالم علما ان المتظاهرين الذين يخرجوا في العواصم العربية يدركون تماما بأنهم سوف يتعرضون في أغلب الأحيان من مضايقات في العمل أو على مستوى تجديد الإقامة أو منح الجنسية إلا ان جميع هذه المنغصات لا تمنع من خروج الجماهير لتعبر عن انسانيتها من أجل حريه الشعوب وتحقيق العدالة الاجتماعية .

رغم الانقسام الطائفي في العالم الإسلامي لكن ليس متجذرا في المناطق التي لا تعايش ذلك التصادم بشكل واقعي على سبيل المثال بعد قيام ما يسمى بالثورة الإيرانية شباط كانت سببا في زيادة التشدد والتهديد باحتلال مكة فضلا عن العنف الإرهابي في مصر والجزائر وتنامي الاحزاب الشيعية في جنوب لبنان.

ورفعت شعار تصدير الثورة الإيرانية وان العقبة الوحيدة لتنفيذ هذا المشروع الصهيوني الصفوي كان هو النظام الوطني في العراق حارس البوابة الشرقية للوطن العربي لذلك لابد من استهدافه بأي شكل من الأشكال.

فقامت إيران بقصف القرى الحدودية يوم 491980وحاولت غزو اراضينا لولا بسالة جيشنا وحكمه قيادتنا البطلة التي أفشلت المشروع الصفوي الصهيوني بعد أن أسقطت ورقه التوت للكشف عن سوءة النظام الفارسي من خلال فضيحه (إيران كونترا) التي كانت تقضي إلى بيع أمريكا أسلحه متطورة لإيران بمساعدة وتدبير الكيان الصهيوني لاستمرار عدوانها على العراق مقابل الإفراج عن خمس أمريكيين محتجزين لدى حزب الله اللبناني.

ونذكر بالتفصيل عن دور ما يسمى محور المقاومة والممانعة في تصفيه القضية الفلسطينية.

في أواخر حزيران 1976بدا حصار مخيم تل الزعتر الفلسطيني من قبل الجيش السوري والقوات المارونية اللبنانية سقط مخيم تل الزعتر في 1481976بعد أن خلفت ما يزيد عن 3000فلسطيني وتم هتك الأعراض وذبح الأطفال

حرب المخيمات هو الاسم الذي أطلق على المعارك التي دارت بين مايو 1985ويوليو 1988بين حركه أمل والجيش السوري والفصائل المدعومة من قبل سوريا ضد قوات الثورة الفلسطينية المسلحة وحركه المرابطين وكان لهذه المعركة الأثر الأكبر في كبح جموح السلاح الفلسطيني وانكفات المقاومة الفلسطينية داخل المخيمات وكانت حركه أمل تروج لدورها في حرب المخيمات تحت شعار منع التمدد الفلسطيني خارج المخيمات وكان النظام السوري يبرر دعمه لحصار المخيمات إنقاذ القضية الفلسطينية من قياده منظمه التحرير. خلال الحرب على المخيمات الفلسطينية في لبنان ارتكبت أطراف التحالف السوري فضائع لا تقل في هولها عن مجزره صابرا وشاتيلا 1982 على يد القوات اللبنانية وكان مخيم شاتيلا بالذات شاهداً على فضاعه هذه الحرب إذ تسببت في مجاعة مخيفه داخل المخيم اضطر أهلها بسببها لأكل القطط والكلاب ودفنت جثث ضحايا الجوع والقصف بالجملة في مقبره مسجد المخيم.

وما حدث للفلسطينيين المقيمين في العراق والذي كان يقدر عددهم بحدود 36000فلسطيني وكانوا يعاملون معامله العراقي في الحقوق والواجبات كافه ماعدا التجنس وذلك لاحتفاظهم بحق العودة وتقرير المصير .ولكن بعد الاحتلال الصفوي الصهيوني لأرض حضارة الرافدين العظيم مارست المليشيات الصفوية المدعومة من إيران وتحت أنظار سلطه الاحتلال أبشع صور القتل والاضطهاد النفسي والجسدي حيث أخرجوهم من بيوتهم بالقوة وكل من يخالف مصيره القتل وتم تغيير عرقي للشعب الفلسطيني حيث قتل أكثر من ألف مواطن وسجن بعشرات الآلاف تحت القرار سيء الصيت (أربعه إرهاب) وحوصرت منطقه البلديات مركز تجمع الفلسطينيين من قبل وزاره الداخلية ولم يتبق منهم في الوقت الحاضر سوى 2700بعد أن اجبروا على أن غيروا معتقدهم الديني . هؤلاء السفلة هم من يدعون إلى تحرير فلسطين.

منذ هجمات السابع من أكتوبر على غلاف غزة لم يستثمر أحد الحدث بدهاء وعبقريه لصالحه مثلما استغلته إيران ومن بعيد أو من وراء الكواليس فقد كان هذا الحدث ان لم تكن متورطة فيه هديه مجانيه لتحسين صورتها في المنطقة وتوظيف القوه الناعمة للتمدد من خلال أمور قد تغيب عن ذهن القارئ العاطفي والعادي .اليوم إيران تبرعت في تقديم هذه الصورة عن نفسها من دون ان تثبت تورطها وتنصلت عن ما جرى في غلاف غزه إلا أنها حصدت فوائد تلميع صورتها إعلاميا والتوسع ايديولوجيا في أوساط اليسارين وعقائديا في اوساط المسلمين من غير الشيعة وهي تستغل الإعلام لتحقيق ذلك .

لا شيء يخدم إيران في ذلك سوى غباء الجانب العربي في الصراع وتشرذمه مقابل تنظيم معسكرها الداخلي على سبيل المثال لفت نظري ربط اغنيه (سلام يا مهدي) بالحرب الراهنة بأفلام تعكس نصر المقاومة وانتشارها كالنار في الهشيم على مواقع تيك توك بينما تظهر بأفلام الضحايا من الأطفال في غزه مقرونه برقص من قبل البعض الذي يسمون أنفسخك عرب! ومن المؤسف أن إيران الصفوية تلعب على جراح أبناء غزه عندما ادعى وزير خارجيه النظام أنها سوف تجلب المحتجزين لدى حماس إلى إيران لغرض التفاوض على إطلاق سرائحهم وعندما استنكرت حماس هذا الشيء. لعب بورقه اللواء عباس ابراهيم سيء الصيت بأنه مخول للتفاوض مع المبعوث الأمريكي في بيروت عندها أعلنت حماس الرهائن شيء داخلي يخص الحركة.

بالنسبة لادعاء حزب الله بأنه سقط له أكثر من ستين قتيل في المعارك الدائرة في شمال الوطن المحتل بسبب محاوله تحرير العمود ما هو إلا مزاعم لا صحة لها. أين أسماء قتلاك وأين نعوشهم؟ أنت يقتل لك واحد يشع في الجنوب والبقاع وبعد ذلك في الضاحية هل من المعقول قدمت هذا العدد من القتلى ولم تستثمرهم إعلاميا وأنت معروف عنك حزب كلام بكلام وأمينه العام أكبر ممثل فاشل. الحمد لله فقد فضحكم ترامب عندما قال عند مقتل سليماني والمهندس رفض نتنياهو المشاركة وبعدما نفذت أمريكا منفردة وبنجاح ابلغتنا إيران سوف تقوم بضرب قاعده الأسد التي تواجد بها عديد القوات الأمريكية بمثانيه عشرة صواريخ دقيقة وبإمكان معلومة وخاليه من الحشوة حتى نرضي جمهورنا ومن هذه الحادثة يمكن أن تقيس ما هو محور المقاومة.

ومع ذلك وبسبب تشرذم الشعب العربي وسط القوى الإقليمية وبحثهم عن قائد كالأيتام صاروا وبدلا من البحث عن سبيل النجاة يفضلون ما بين الموت في وكر الأفاعي أو جار الضباع متناسين أنهم ميتون في الحالتين متوهمون أن في أحد الاختيارين سبيل نجاه.






الاحد ٢٨ ربيع الثاني ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / تشرين الثاني / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نبيل مرتضى نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة