شبكة ذي قار
عـاجـل










حقيقة المشروع الأمريكي في العراق وما يقال فيه - الحلقة الأخيرة

 

زامل عبد

 

فكانت هناك الكثير من الآراء تقدح بالمشروع الأمريكي المستقبلي المزعوم لأنه يستهدف ايران وتواجدها في العراق سياسيا واقتصاديا  من خلال استهداف الحشد الشعبي  بفصائله الولائية ورفعها شعار المقاومة والممانعة  وقد كتبوا ما كتبوا من خلال منصاتهم الإعلامية او الصحف المأجورة والدائرة بالفلك الإيراني  بل وصل البعض منهم الى القول ان المشروع الأمريكي بنسخته الثالثة يستهدف العراق  الرئيس شياع السوداني من خلال تكثيف لقاءات السفيرة الامريكية به والتي حصرت ب11 مقابله لوحدها أو برفقة وفود وشخصيات أمريكية ، كان آخرهم منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا  بريت ما كغورك ، هذه الضغوط لا تقتصر على الشؤون العسكرية والأمنية فقط ، بل تتعداه الى الكثير من المجالات  مثل الاستفسار عن شركة " المهندس" التي أنشأت مؤخراً  مروراً بمشاريع الجهد الهندسي للحشد الشعبي   ولا تنتهي ربما عند سعيهم في الحيلولة دون تحويل مذكرات التفاهم مع شركة  سيمنس الألمانية التي وقعت منذ أيام ، إلى اتفاقيات ملزمة لإصلاح الكهرباء في العراق ، لأن واشنطن تريد أن تتولى شركة جنرال إلكتريك الأمريكية ذلك  ،  لكن الرئيس شياع السوداني رغم كل الضغوط  لم يخضع لها  ! ، وبعكس كل ما يرد في الوسائل الإعلامية التابعة للمعسكر الأمريكي  ، ومنهم أيضا الصحفي محمد صادق الهاشمي الذي كتب  (( أمريكا لديها مشروع كبير في العراق والمنطقة ولأجله احتلت العراق وارسلت البوارج والجنود وحاملات الطائرات من يتعرف على حقيقة المشروع الأمريكي يعرف ويتأكد له لماذا وكيف تعمل أمريكا على احداث الانقلاب التدريجي في العراق أي ان اغلب الدراسات المهمة والتي صدرت عن مراكز دراسات شيعية في لبنان والعراق , واغلب ما تحدث به المفكرون والسياسيون الإسلاميون هو ان أمريكا لم تأتي لإنقاذ العراق من صدام ولا حتى تنقلب على المكون الحليف لها عبر قرون وهو المكون السني وتعط الحكم الى المكون الشيعي من دون ان يكون هذا الامر ضمن حسابات أمريكية ستراتجيه دقيقة جدا ومن هنا نقول اهداف أمريكا الاستراتيجية في العراق -  كثير من المفكرين والمحللين السياسيين  يطرحون السؤال المحير وهو ان أمريكا التي تعمل على محاربة التشيع منذ قرون وتواجه وتمنع انتشار التشيع الثوري بعد انتصار الثورة الإسلامية في العراق  -  يقصد بها ما تسمى بالانتفاضة الشعبانية وحقيقتها صفحة الخيانة والغدر -   والتي مكنت صدام حسين من قتل الشيعة وتدمير الحوزات العلمية واعدام المراجع ومكنت صدام ان يضرب الحركة الإسلامية في العراق كيف تحولت قناعة أمريكا من مواجهة الشيعة في العراق الى ان تسقط صدام حسين وتعزل السنة في العراق وتمنح الشيعة في العراق الحكم  ؟   -   طبعا في مقام الجواب ان أمريكا لم تقدم على هذا المشروع { تسليم الحكم في العراق الى الشيعة } الا بعد دراسة عميقة وخلاصتها وحسب تقرير مؤسسة راند الامريكية في 3-2-2001  ان صدام في ضعف وسوف يسقط وان الشيعة في العراق سوف يحكمون العراق كون ايران داعمة لهم خصوصا بعد ان وجدنا ان الشيعة العراقيين  في استعداد مستمر للانقلاب على نظام الحكم في العراق كونهم يريدون اخذ حقهم السياسي , وان  أمريكا ترى ان تمكن الشيعة من اسقاط صدام , فان العراق سوف يتحول الى ايران ثانية فلابد من ان يكون العراق تحت سيطرة الولايات المتحدة الامريكية  حتى وان استلزم الامر تمكين الشيعة من الحكم وهم تحت سيطرة أمريكا وسوف تقوم بتغيير منهجهم وقناعتهم تدريجيا حتى يومنوا بالعلاقات مع الغرب وامريكا والخليج , ويكون الهدف المهم والبعيد المدى لأمريكا هو جعل نسبة عليا من شيعة العراق يسيرون بركب أمريكا بقدر معين على غرار سنة الخليج ومن يتابع المخطط الأمريكي من عام 2003  ))  وبالمقابل هناك الكثير من الأقلام الحرة المؤمنة بعروبتها كان لها الرؤية التحليلية الواضحة  بالرد العلمي والمنطقي على كل ما كتبه انصار ايران او المروجين للأجندة الامريكية  وخاصة المدعين انهم معارضون  للعملية السياسية وانصار لثورة الشباب التشرينيين والمتخذين من واشنطن وولايات أمريكية أخرى مكان لإقامتهم  ، مذكرين الكل بموقف البعث الخالد من العملية السياسية التي جاءت بها أمريكا وايران لأنها أداة تفتيت للمجتمع العراقي خاصة  والعربي عامة عند انتشار عدواها  وان استراتيجية  الجهاد والتحرير التي تبناها البعث في مقاومة الاحتلاليين  وتحرير العراق منهما واضحة وبينه  وان ما يدعيه أعداء العراق ويتظاهرون به ما هو الا خداع لتمري اجندتهم  الاجرامية ، جاء في خطاب المغفور له الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي عزة ابراهيم  خليل بمناسبة الذكرى 67 لتأسيس البعث الخالد الاتي {{ إن أمتنا اليوم تمر بامتحان تاريخي صعب وعسير وبالغ الخطورة ، إنها تعاني من وطأة الاحتلال الإمبريالي الأمريكي الصهيوني والاستعمار الفارسي الصفوي الاستيطاني لأقطار مهمة في الأمة وعلى رأسها العراق العظيم جمجمة العرب ورمح الله في الأرض ، وعمق الأمة المبدئي والاستراتيجي وبوابتها الشرقية ، فهو مُعرَّض اليوم للابتلاع والضياع الأبدي على يد النظام الإيراني الصفوي ، ثم فلسطين العربية الحبيبة ، الأرض التي باركها الله ، قد وصلت مشاريع التسوية الاستسلامية فيها إلى نهاياتها الخطيرة  إذ استسلم النظام العربي الرسمي برمته للواقع المر الذي تعيشه الأمة العربية والقضية الفلسطينية بشكل خاص سلَّم الجميع ، بمن فيهم جزء حيوي ومهم من بعض الكيانات والرموز الفلسطينية التاريخية بعد أن دب في صدور بعض قادتها اليأس والقنوط ، ثم التراجع والتقهقر وبحجج واهية قد صيغت بعناية فائقة لخدمة منهج التسوية الاستسلامية والتخلي عن الجهاد العامل الحاسم لتحرير الأرض ودحر الغزاة  }} ،  وان برقية تهنئة وتبريكات إلى الرفاق المناضلين في الأردن الشقيق  التي نشرها مكتب الثقافة والإعلام القومي بتاريخ السبت ٢٣ شــوال ١٤٤٤ هـ  الموافق  ١٣ / أيــار / ٢٠٢٣ م  تحمل الإجابة  والتوضيح  الشامل والكامل  وما مطلوب من المناضلين والاصلاء  ((  إن لنصركم هذا دلالاته النضالية البارزة ، والتي ستبقى مُلهِمة لكل رفاقكم ، في تجاوز الظروف الصعبة وما تمَّ وضعه في طريقكم من تحديات وعراقيلٍ ، بهدف التأثير في مسيرتكم النضالية المشرِّفة فانتصرتم عليها وأثبتّم أنَّ البعثَ فكراً ومنهجاً وفعلاً هو أكبر وأقوى من أن ينال منه أحد في الداخل والخارج  لذا فقد كان نصركم هذا بلسماً لجراح رفاقكم وأبناء أمتكم الذين يتصدون بشجاعة لأبشع المؤامرات والاستهداف الدموي في العراق والسودان وفلسطين الحبيبة وغيرها ، فشكَّل دفعة أمل كبيرة من شأنها أن تُعزِّز ثقة مناضلي الحزب وأبناء أمتنا العربية من حتمية النصر  ،  ومن المعان والدلائل الكبيرة لنصركم هذا ، خاصة وأنه يأتي في لحظةٍ حرجةٍ من تاريخ أمتنا العربية ، إنه جسَّد ردّ الجماهير على عمليات التطبيع المذل مع العدو الصهيوني المغتصب ))

 

عاشت الامة العربية حرة كريمة تزهوا بأمجاد البعث الخالد  ، ولتتحطم كل المشاريع  والاجندة التي يراد منها حرمان الامة من دورها الإنساني التاريخي

 





الاربعاء ٤ ذو القعــدة ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / أيــار / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة