شبكة ذي قار
عـاجـل










 شهادتان للتاريخ

تلجم الأصوات الغارقة في وهم المعرفة لنقل الشائعات والأكاذيب

 

شهادة بحق الشاعرة نازك الملائكة رحمها الله

للصحفي والشاعر عبد المطلب محمود

شهادة للتاريخ تلجم الأصوات الغارقة

في وهم المعرفة لنقل الشائعات والأكاذيب…

 

  في أواسط شهر أيار من عام ١٩٩١، زارني في مكتبي بجريدة (الجمهورية) وكنت أشغل موقع مدير التحرير فيها، الدكتور أحمد المختار مدير مستشفى المختار الواقعة خلف بناية دار الجماهير للصحافة، مقابل جامع عادلة خاتون الذي ما يزال قائماً حتى الآن، وأخبرني أن الشاعرة الكبيرة نازك الملائكة ترقد في مستشفاه بحالة صحية صعبة، وطلب مني مرافقته إلى مستشفاه لا للوقوف على حالة الشاعرة الصحية، بل للاستماع إلى رغبة زوجها الأستاذ الدكتور عبد الهادي محبوبة، وما كانت رغبته إلا السفر إلى القاهرة للعيش هناك، لأنهم يتملكون شقة في (مجمّع الملك فيصل بن عبد العزيز) هناك، بسبب تدهور حالة الشاعرة الصحية (كانت مصابة برهاب الخوف العصبي من جرّاء ما شهده العراق من عدوان التحالف الثلاثيني).

   وعدت إلى مكتبي واتصلت بوزير الثقافة والإعلام حامد يوسف حمادي، الذي تولّى منصبه قبل مدة قصيرة، وأخبرته بأمر الشاعرة ورغبة زوجها، فطلب مني انتظار مكالمة منه خلال نصف الساعة، وجاءني ردّه بأنه سيحضر لعيادة الشاعرة برفقة مندوب من الرئاسة، وبالفعل جاء الوزير يرافقه ممثل عن الرئاسة مع باقتَي ورد، ورافقتهما مشياً إلى المستشفى القريب.

  وقد استمع حمادي من الدكتور محبوبة زوج الشاعرة إلى رغبته بالسفر إلى القاهرة، للسبب الذي سبق لي ذكره، فضلاً عن إمكان عيادة ولدهما (برّاق) الذي كان مقيماً في أمريكا لوالدته، ومتابعة أمر علاجها، فطمأنه الوزير بإجراء مستلزمات السفر بأسرع وقت، وبالفعل عاد بعد ساعتين ليُخبر زوج الشاعرة بأن أمراً صدر بنقلهما بسيارة رئاسية إلى عمّان، مع توجيه سفير العراق بالإسراع بتسهيل نقلهما إلى القاهرة، على أن يتولى ممثل العراق في الجامعة العربية (نبيل نجم/أبو زينب) متابعة الحالة الصحية للشاعرة والاهتمام بشؤونها وموافاة الوزارة بما يستجد من حالتها.

   وهكذا تمت جميع الإجراءات في خلال أيام، وسافرت الشاعرة وزوجها، وظل أمر عيادتها والإشراف على حالتها الصحية موكّلاً بأبي زينب، حتى احتلال العراق في نيسان ٢٠٠٣، وتوفيت في العام ٢٠٠٧ رحمها الله.

   وأُشهد الله تعالى على ما ذكرته مما لم يظهر في الإعلام من قبل، ولم يطّلع عليه أحد ولم أذكره إلا بعد أن قرأت معلومات لم تكن دقيقة تماماً عن تاريخ انتقالها إلى القاهرة وتفاصيل ما قضّته من سنيّ حياتها الأخيرة فيها.

 

الشهادة الثانية من أرشيف وزارة الإعلام:

خلال إقامة الشاعرة نازك الملائكة في القاهرة، بمعية زوجها الدكتور عبد الهادي محبوبة، وكان يتردد عليهما ابنهما برّاق، وليس بُراق، كما كان يلفظه البعض، وكانت نازك الملائكة تفصح عن عدم رضاها حين يناديه بعض معارفها بُراقاً.

كان الدكتور محبوبة، يتردد على بغداد بين الحين والحين، لمتابعة بعض شؤون العائلة فيها، ويستعين بحميد سعيد لمساعدته في ما هو بحاجة إليه.

وجاء الدكتور محبوبة يوماً إلى بغداد ،فوجد أن سيارته الشخصية غير موجودة وادعى الحارس وهو من جنسية عربية، أنها سرقت، فزار حميد سعيد في مكتبه بوزارة الثقافة والاعلام، وأبلغه بسرقة السيارة، فسارع حميد سعيد الى الاتصال بالسيد أحمد حسين رئيس الديوان في رئاسة الجمهورية وأبلغه بسرقة سيارة نازك الملائكة ، وبعد وقت قصير يتصل رئيس الديوان هاتفياً ويخبره ان سيارة خصصت للشاعرة الملائكة من طراز أولدز موبيل، وراجع الدكتور محبوبة الدائرة المختصة  في رئاسة الجمهورية وتسلم السيارة المخصصة لهم.

بعدها بأيام يتصل برّاق محبوبة من القاهرة لحميد سعيد  ويفصح عن رغبته بالعودة الى العراق، غير ان حميد سعيد، وبسبب ظروف الحصار والتوتر السياسي، إقترح عليه تأجيل هذه العودة الى حين رفع الحصار المفروض على العراق.






الاربعاء ٤ ذو القعــدة ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / أيــار / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شبكة ذي قار نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة